تتزامن بداية العام الجديد مع ليالي القدر وأيام استشهاد أمير المؤمنين (ع). نأمل أن تشمل بركات هذه الليالي وعنايات مولى المتقين (عليه الصّلاة والسّلام) على مدى العام، حال أهلنا الأعزّاء.
كان العام 1403 ه. ش. عامًا مليئًا بالأحداث. في بدايات العام، استُشهد رئيس الجمهوريّة المرحوم السيد رئيسي (رحمة الله عليه). قبل ذلك، استُشهد عددٌ من مستشارينا في دمشق، بعد ذلك وقعت أحداثٌ مختلفة في طهران ثمّ في لبنان، وفقدَ الشعب الإيراني والأمّة الإسلاميّة شخصيات ذوي مكانة.
[في العام 1403 ه.ش.] برزت ظاهرة عظيمة ومذهلة [في مقابل الأحداث المريرة والمشكلات المعيشيّة]، وهي إبراز قوّة الإرادة لدى الشعب الإيراني والروحيّة المعنويّة لديه، واتحاده واستعداداته ذات المستوى العالي.
إنّ سيل المساعدات الشعبيّة بنحوٍ عجيب إلى إخوتهم اللبنانيّين والفلسطينيّين، لهو من الأحداث الخالدة التي لن تُنسى في تاريخ بلدنا، فالذهب الذي آثرت به سيداتنا ونساؤنا بسخاء وقدّمنه في هذا السبيل، وكذلك المساعدات التي قدّمها أهلنا ورجالنا، كلّها أمور مهمّة؛ إنها تثبت قوّة الإرادة لدى الشعب وعزمه الراسخ.
طرحنا في العام المنصرم شعار «الطفرة الإنتاجيّة بمشاركة شعبيّة»، وكان مصيريًّا للبلاد. إنّ شعار العام هو «الاستثمار من أجل الإنتاج» وسوف يؤدي، إن شاء الله، إلى انفراجة في معيشة الناس.
إنّ معاودة الكيان الصهيوني الغاصب شنّ الهجوم على غزّة هي جريمة كبيرة جدًّا ومُفجعة.
يجب على الأمّة الإسلامية أن تضع نزاعاتها في شتّى القضايا جانبًا، وأن تقف متلاحمة في وجه جرائم الكيان الصهيوني في غزّة، فهذه القضيّة هي قضيّة الأمّة الإسلاميّة.
ينبغي على جميع أحرار العالم، وفي أمريكا نفسها، وفي الدول الغربيّة والأوروبيّة وسائر الدول، أن يواجهوا بحزم هذه الخطوة الخائنة والمفجعة التي يرتكبها هؤلاء [في غزّة].
أمريكا شريكة في المسؤوليّة إزاء هذه الفاجعة [في غزّة]. أصحاب الآراء السياسية في العالم، توصّلوا جميعًا إلى أنّ هذه الخطوة حصلت بإشارة من أمريكا، أو على الأقل بموافقتها وبضوء أخضر منها.
العدوان على الشعب اليمني والمدنيّين اليمنيّين جريمة ينبغي التصدّي لها حتمًا.
نأمل أن يكون الله المتعالي قد قدّر في هذا العام الجديد الخير والصلاح والنصر للأمّة الإسلاميّة، وأن يتمكّن الشعب الإيراني من بدء هذا العام، الذي يبدأ الآن، والمضي فيه حتى نهايته بسعادة، ورضا، واتحاد تام، ونجاح.