عندما شاهدت عبر التلفاز تلاحم الشعب المصري الشجاع في ميدان التحرير، تيقّنت من أن هذه الثورة ستنتصر. دعوني أخبركم بحقيقة: بعد انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس النظام الإسلامي في إيران الذي كان وقعه على دول هواة الدنيا في المشرق والمغرب كزلزال مدوّ ودفع الشعوب لإطلاق الصرخات المدوية الغير مسبوقة، نحن كنّا نتوقّع بشكل كبير نهوض شعب مصر من كل حدب وصوب أكثر من أي أحد. لقد دفعت سوابق الجهاد والفكر النيّر وتكوين شخصيات عظيمة ومجاهدة ومفكّرة في مصر لأن نحتمل هذا الأمر. لكنّ لم يكن ليُسمع صوت واضح من أطراف مصر. عندها كنت أخاطب شعب مصر بلسان قلبي بشعر أبوفراس:

أراكَ عصِيَّ الدَّمعِ شيمتُكَ الصّبرُ/ أما لِلهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ

عندما رأيت شعب مصر قد نزل إلى ميدان التحرير وبقية الساحات الأخرى في مدن مصر، تلقّيت جوابا لسؤالي. لقد كان شعب مصر يخاطبني بلسان قلبه أيضا.

بَلى أنَا مُشتاقٌ وعِندِيَ لَوعةٌ/ وَلَكنَّ مِثلي لا يُذَاعُ لهُ سِرُّ

هذا السرُّ المقدّس؛ أي امتلاك الدافع والتسلّح بعزيمة النّهوض، تكوّن بصورة تدريجيّة قي عقليّة الشعب المصري ونزلوا إلى الساحات بصدور عارية في اللحظة التاريخية المناسبة وكوّنوا حدثا عظيما. 

 

خطاب الإمام الخامنئي في مؤتمر الصحوة الإسلامية الدّولي

١٧/١١/٢٠١١