كتب أنيس النقاش

نداء الإمام السيد علي الخامنئي هذا العام لحجاج بيت الله الحرام يُعد نقطة مفصلية في تاريخ الأمة الإسلامية. فهذا النداء يصدر عن قائد الثورة الإسلامية في إيران التي أثبتت على مرِّ السنين وخاصة تحت قيادته، أنها استطاعت أن تتجاوز مؤامرات الأعداء بل أن توجه لهم الضربة تلو الضربة وتحفظ تقدم الثورة في إيران في كل المجالات العلمية والإقتصادية والسياسية رغم كل المؤامرات وكل التهديدات ورغم كل الحروب التي شُنت على المنطقة وكان الهدف منها السيطرة عليها وإخضاع أحرارها لغطرسة أعداء الأمة. وأمام كل مؤامرة وقفت إيران بحكمة القائد لتفشلها، وبمواجهة كل حرب وقفت إيران ومعها محور المقاومة وأفشلت أهدافها وحققت الإنتصارات. ولذلك فإن الاستماع بدقة إلى هذا النداء والتمحُّص في رسائله يعتبر من بديهيات السياسة اليوم لكل محب أو عدو بسبب أهمية من صدر عنه هذا النداء ولأهمية القادم من الأحداث التي ستحمل حتماً تجسيداً لكل معاني ما جاء في هذا النداء.

في نداء السيد الخامنئي تجسُّد تاريخ بني سعود الذين دأبوا على مر السنين على التحالف مع أعداء الأمة في مساعدتهم لتنفيذ مؤامراتهم وسياساتهم في المنطقة لا بل في العالم بشكل عام، وكانوا من المحرضين على بعض الحروب والممولين للكثير من الإنقلابات العسكرية والحروب الأهلية التي كانت تعصف بالمنطقة وتهدد أمنها باستمرار. وإذا كان التعاون مع الولايات المتحدة علنيٌّ لا يخفى على أحد فإن التعاون مع العدو الصهيوني الذي كان خفياً في الماضي أصبح يظهر إلى العلن ويؤسس لتحالف مفضوحٍ بين بني سعود وبني صهيون لمواجهة ما يعتبرونه خطراً مشتركاً عليهم ألا وهو محاربة محور المقاومة وقواها الحية.

في نداء السيد الخامنئي تجسُّد تاريخ بني سعود الذين دأبوا على مر السنين على التحالف مع أعداء الأمة في مساعدتهم لتنفيذ مؤامراتهم وسياساتهم في المنطقة لا بل في العالم بشكل عام

أشار السيد القائد إلى أن هؤلاء الحكام الذين وصفهم بالجبناء والحمقى يستعينون بالأعداء من أجهزة أمنية أمريكية وصهيونية لمراقبة الحجيج ومراسم الحج، وهذه مسألةٌ معلومةٌ لكل الخبراء في هذا المجال وليس هناك سِرٌّ من أنهم وضعوا كل كاميرات المراقبة تحت إشراف أمريكي إسرائيلي من خلال ربط غرف عمليات المراقبة بأجهزة تلك الدول، واليوم يتخطون بوقاحتهم كل الخطوط الحمر ليتجرؤوا ويضعوا بيد كل حاج أجهزة مراقبة تحدد حركته وهويته وتنقل هذه المعلومات إلى غرف عمليات هذه الأجهزة المعادية للأمة التي تتصرف الحكومة السعودية وكأنها الحامية لأمنهم ولوجودهم.

هذه النقطة التي أشار اليها السيد القائد هي حقيقة تاريخية، فإن وجود هذه العائلة الحاكمة ومملكتها ما كان لها أن توجد لولا تعاملها مع الاستعمار البريطاني القديم الذي دعمها وساعدها على توطيد سيطرتها بعد أن قتلت من قتلت من آلاف المسلمين. ثم انتقلت الحماية والدعم للولايات المتحدة –الاستعمار الجديد- التي اعترف وزير خارجية هذه المملكة سعود الفيصل قبل مماته، بأنهم في حال تعاون إستراتيجي مع الولايات المتحدة منذ أكثر من سبعين عاماً.

اليوم يشير السيد القائد إلى حقائق نتابعها بأم العين ونتابع أخبارها كل يوم من جرائم ترتكب في اليمن وفي البحرين من خلال عدوان سعودي مباشر يقتل الأطفال والنساء ويمنع الناس من حقوقهم الإنسانية والسياسية، إلى جانب الحركات التكفيرية الإجرامية التي انطلقت في أكثر من بلد وفي عدة قارات تعيث فساداً وقتلاً وتدميراً للإنسان وللإسلام وللحضارات وللعمران، كل ذلك بفكر يحمله هؤلاء عن أولئك وبتمويلٍ منهم لتدمير الإسلام وتشويهه وإضعاف الدول الإسلامية وتقويض مقدراتها. حتى حلفاؤهم من الأمريكان اعترفوا بدور هذه العائلة بتمويل وتجهيز وتحريض هذه المنظمات، حتى أصبحت مملكة بني سعود هي مملكة الشر المطلق بامتياز وخادمةً للمشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة والعالم.

اليوم يشير السيد القائد إلى حقائق نتابعها بأم العين ونتابع أخبارها كل يوم من جرائم ترتكب في اليمن وفي البحرين من خلال عدوان سعودي مباشر يقتل الأطفال والنساء ويمنع الناس من حقوقهم الإنسانية والسياسية، إلى جانب الحركات التكفيرية الإجرامية التي انطلقت في أكثر من بلد وفي عدة قارات تعيث فساداً وقتلاً وتدميراً للإنسان وللإسلام وللحضارات وللعمران

إن شعيرة الحج، كما أشار السيد القائد، هي من أعظم شعائر الإسلام والتي تهدف الى إظهار قوة ووحدة المسلمين في مواجهة الطاغوت وأئمة الكفر، حوَّلَها حكام السعودية المتسلطين على الحرمين إلى بابٍ للفتنة ليصدوا عن سبيل الله، وليمنعوا المسلمين من أداء هذه الفريضة على أكمل وجه. إنهم بالحديث عن رفضهم لتسييس الحج، لا يفعلون سوى التسييس المطلق السلبي الذي يخدم الأعداء لرفضهم فريضة البراءة من الكفار والاستكبار، وفي حين أنهم يتحالفون مع ملة الاستكبار والاستعمار يُحرضون المجموعات التكفيرية على تكفير المسلمين من أجل زرع الفتنة والإقتتال.

إن أهم وأخطر ما جاء في نداء القائد، هو التحذير من التقاعس اليوم عن إجبار السعودية على القبول بإدارة إسلامية جامعة لشعائر الحج، لأنهم إن لم يفعلوا هذا اليوم فإننا سنواجه تحديات ومخاطر مستقبلية شديدةً جداً، ويكون حالنا، كحال الذي ترك المرض يتفشى دون علاج ليواجه مخاطر الموت أو البتر أو في أحسن الحالات العمليات الجراحية الخطرة، وهو ما سنكون مجبرين على مواجهته وتحمل تبعاته في المستقبل إن لم نضع حداً من اليوم لهذا الإجرام من قبل هذا النظام.

إن نداء السيد القائد هي رسالة تبيين للحقائق ولموقع الجرم وهوية المجرم، وهي تبيانٌ وتحذيرٌ لضرورة التصدي لمواجهة خطر هذا الإجرام، وهي اتمام الحجة قبل مواجهة المجرم والمجرمين وتحمُّل مسؤولية تبعات هذه المواجهة.

إن نداء السيد القائد هي رسالة تبيين للحقائق ولموقع الجرم وهوية المجرم، وهي تبيانٌ وتحذيرٌ لضرورة التصدي لمواجهة خطر هذا الإجرام

لذلك فإن قراءةً مسؤولةً ومستنيرةً مطلوبةٌ من جميع الغيورين على الإسلام والمسلمين، ومن جميع من يعرف أن الله يرى وأن سعينا سوف نُرى وأننا سنُسأل عن موقفنا يوم الحساب.

إن تحديات اليوم التي تفرضها مملكة بني سعود تجسَّدت بشكل مفضوح بجرائمها في موسم الحج، ولكنها تمتد على مساحة العالم بفكرهم التكفيري وأساليبهم الإجرامية التدميرية.

إنه نداءٌ لحماية شعائر الله ونداء لحماية الإسلام والمسلمين والإنسانية من جرائم هذه العائلة المتسلطة.

التحرك اليوم هو أوجب من مواجهته لاحقاً. هذا هو لُبُّ الخطاب ومن تقاعس فإنه سيندم يوم لا ينفع الندم.

 

* محلل سياسي ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية.

 

  • إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي موقع arabic.khamenei.ir