وفي التفاصيل استضافت حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) صباح اليوم لقاء الآلاف من أهالي مدينة قم المقدسة بقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي، حيث ألقى سماحته خلال هذا اللقاء والذي جاء بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين لانتفاضة التاسع عشر من شهر دي 1356 هـ.ش (ذكرى انتفاضة أهالي مدينة قم المقدسة ضد النظام الشاهنشاهي الحاكم وقتها) كلمةً اعتبر فيها أعداء الجمهورية الإسلامية الأصليين هم أمريكا، بريطانيا والصهاينة.

ورداً على اتهام الثورة الإسلامية "باختلاق الأعداء" قال الإمام الخامنئي: الثورة والشعب في ايران لم يسعوا قط لاختلاق الأعداء، إنما أولئك الغاصبون المستبدون الذين استعمروا ايران في يوم من الأيام ثم طردوا بعيداً عنها وتكمن مصالحهم في بقاء البلاد متخلفة وتابعة يمثلون اليوم "عدو الشعب الإيراني الدموي والغير قابل للصلح.""

كما اعتبر الإمام الخامنئي "يأس الأعداء" هو الشرط الأساسي لذهاب هذه العداوة وأضاف سماحته: "هناك عداوة للنظام الإسلامي وللشعب الإيراني وفي المقابل تعتبر معرفة العدو وأهدافه والوقوف في وجهه أهم واجباتنا"

وأجاب قائد الثورة الإسلامية على سؤال "من هو العدو؟" بقوله: عدو إيران المستقلة والمتقدمة الأصلي هو أمريكا، بريطانيا، المستكبرون الدوليون والصهاينة.

واستدرك سماحته كلامه بقوله: "طبعاً فضلاً عن الأعداء الخارجيين، ثمة أعداء داخليون يتمثلون بـ"عدم وجود الدافع، اليأس، الكسل، الخمول، السياسات الخاطئة، السلوك السيء، الاختلافات المتنوعة وضيق الأفق"
وحذر الإمام الخامنئي من مغبة الكسل وعدم التحرك في الوقت المناسب والانخداع بالأعداء بقوله: إذا تكاسلنا ولم نتصرف في الوقت المناسب، وأخطأنا في تعيين العدو واتخذنا من الأخ عدواً بدلاً من الشيطان الأكبر الحقيقي؛ حينها سوف نتلقى الضربة.
وأكد السيد الخامنئي بأن وجود أعداء خارجيين هو حقيقة دامغة وليس شعاراً، مشيراً في هذا السياق إلى ما نصح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري "حسن الأخلاق" ظاهرياً، الحكومة الأميركية القادمة بالقول "مارسوا أقصى ما يمكن من الصرامة تجاه إيران وحافظوا على العقوبات ضدها، لأنه بالتعامل الصارم مع إيران يمكن انتزاع التنازلات منها"، أليس هذا عدواً؟  نعم، إنه عدو، لكنه عدوٌ مبتسم، ولا فرق في سلوك هذا العدو المبتسم مع ذلك العدو الذي يعتبر إيران "محور الشر.

وأضاف الإمام الخامنئي: أن يُقال أن العدو هو مجرد "شعار" أو "اختلاق للأعداء" فهذا كلام عار عن الصحة، إذا فتحنا أعيننا فإننا سوف نرى الأعداء.

وفيما يتعلق بعداء البريطانيين أوضح الإمام الخامنئي: "اليوم عاودت بريطانيا المستعمِرةٌ العجوزٌ البالية الحضور مرة أخرى في الخليج الفارسي وتهدف إلى استغلال بلدان هذه المنطقة من أجل تحقيق مصالحها، ولهذا السبب فإنها تدَّعي بأن إيران تشكل تهديداً في الوقت الذي تُعتبر هي نفسها التهديد الحقيقي.

وأضاف سماحته: إن المحافل البريطانية تخطط لدول المنطقة وإيران، وإن أحد أهدافها هو تقسيم العراق وسوريا واليمن وليبيا ولها نفس النية تجاه ايران لكنها لا تتحدث به جهاراً نظراً لخوفها الشديد من الرأي العام الإيراني. البريطانيون يخططون حسب زعمهم لفرض القيود والعقوبات لمرحلة ما بعد الإتفاق النووي وكذلك تدريب وتسليح الأفراد المحليين في المنطقة بما فيها إيران لإطلاقهم فيما بعد ضد النظام الإسلامي والشعب الإيراني.

وبعد أن أورد عدة نماذج من إجراءات بريطانيا العدائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تساءل السيد القائد: "ألا تعتبر هذه عدواً؟ هل يمكن العثور على عدو أخبث من هذا العدو؟"

وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته بقوله: "إن المسؤولية الأهم للجامعيين والحوزويين والناشطين السياسيين والثقافيين في مثل هذه الظروف هي رفع مستوى اقتدار البلاد والتحصين عبر تقوية عناصر الاقتدار الوطني" معتبراً "الإيمان الديني الذي يتمتع به الشعب خاصة الشباب" و"القدرة العلمية" و"الاقتصاد المقاوم" و"صون العزة الوطنية" أهم عوامل الاقتدار الوطني.

وخلال إشارته للبرامج والخطط التي تضعها هيئات التخطيط الأمريكية والبريطانية لمواجهة "الدين السياسي" و "فصل الدين عن السياسة" قال سماحته: "إنهم يسعون لجعل الدين حبيس المسجد والبيوت وداخل الأفراد" ولكن لا "الدين يترافق بالعمل في المجالات الاقتصادية والسياسية وعدم الانصياع لإملاءات الأعداء"

كما أكد الإمام الخامنئي على أهمية التخلص من الاعتماد على عائدات النفط لأجل تحصين الاقتصاد وذلك لأن قيمة النفط أشبه ما تكون بأداة في أيدي الآخرين لممارسة الضغوط على الدول.

وفي جزء آخر من كلمته وضع قائد الثورة الإسلامية "التهجم على الحرس الثوري، قوات التعبئة ومجلس صيانة الدستور" في إطار خطط الأعداء لإضعاف أجهزة ومؤسسات الدولة والتي تشكل مظهر قوتها وقدرتها. وأكد سماحته: أنا دائماً دافعت وسأدافع عن الحكومات، مجلس الشورى الإسلامي والسلطة القضائية ولكن يجب النظر إلى ماذا يسعى العدو والحؤول دون وصوله إلى هذه الأهداف.

وأضاف الإمام الخامنئي: أهم أهداف البلاد اليوم هي امتلاك جهاز أمني قوي، جيش شعبي قوي، حركة شعبية عظيمة تحت مسمى التعبئة، علماء الدين العارفون لزمانهم والمتواجدون في الميدان، سلطة قضائية قوية وكاملة وحكومة شجاعة وصاحبة خطط دقيقة، وذلك لأنه من خلال تحقيق هذه الأهداف فإن حركة الشعب الإيراني سوف تكون حركة ناجحة، وينبغي العمل على حفظ ما هو موجود من هذه الأهداف والعمل على تأمين الغير موجود منها.