وجاء في خطبة العيد الّتي ألقاها قائد الثورة الإسلاميّة إشادة سماحته بالأجواء المعنويّة المميّزة الّتي خيّمت على البلاد حيث قال الإمام الخامنئي: لقد كان شهر رمضان في هذا العام والشّكر لله شهراً مباركاً على شعبنا العزيز بمعنى الكلمة. ما شاهدناه عن كثب، لقد أبرز النّاس علامات التوسّل والتقرّب في تصرّفاتهم والمراسم التي قاموا بإحيائها ومجموعة الأعمال العباديّة والخدماتيّة التي قاموا بها. البيئة كانت بيئة معنويٌة وبيئة شهر رمضان بمعنى الكلمة. ما اكتسبتموه في هذا الشّهر سيبقى ذخراً لكم؛ حافظوا على هذه الذّخائر بمواظبتكم على هذه الحالة؛ لا تبتعدوا عن تلاوة القرآن. التفتوا إلى حالة التّركيز في الصلاة. هذه أمور يجب الحفاظ عليها.
لقد كان هذا الشهر تمرين رياضة (روحيّة)، تمرين الالتفات والإنابة إلى الله، استغلّوا هذا التّمرين قدر الإمكان. حافظوا على هذه الذّخيرة لأجل أنفسكم.
وتابع سماحته مخاطباً الشّعب الإيراني: فلترفع رأسك أيّها الشّعب الإيراني بعظيم ما أنجزته؛ فلتغمر القلب فرحاً وأملاً، لقد أنجزتَ أعمالاً بالغة العظمة؛ قُبيل شهر رمضان المبارك، قمت في بادئ الأمر استطعت استعراض تلك الانتخابات الملحميّة والعظيمة أمام أنظار العالم ومن ثمّ جاءت مسيرة يوم القدس وهي عملٌ عظيم. كما أنّ هجوم حرس الثورة الإسلاميّة القويّ كان أيضاً عملاً عظيماً.
وتطرّق قائد الثورة الإسلاميّة إلى الأحداث الأليمة الّتي تشهدها بعض البلدان الإسلاميّة قائلاً: تشكّل قضايا البحرين واليمن ومختلف القضايا في البلدان الإسلاميّة جروحاً عميقة في جسد الأمّة الإسلاميّة. على العالم الإسلامي أن يبرز بصراحة دعمه للشعب في البحرين وكشمير واليمن وأن يتبرّئ من الجائرين الّذين هاجموا النّاس في شهر رمضان. يمكن لشعبنا أيضاً تشكيل حاضنة لهذا الحراك العظيم الذي نشهده في العالم الإسلامي. كما أنّنا نعلن بصراحة عن مواقفنا الّتي نتّخذها من الأعداء والمخالفين، فعلى العالم الإسلامي وخاصّة المفكّرين وخاصّة علماء العالم الإسلامي انتهاج ذات المنهج والأسلوب واتّخاذ المواقف بصراحة تامّة وإرضاء الله عزّوجل وإن كان ثمن ذلك سخط سائر الطّواغيت.
وفي قسم آخر من خطبة صلاة عيد الفطر أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية العمل الثقافي بقوله: العمل الثقافي واحدٌ من الأعمال المهمة؛ لدينا الكثير من الأخطاء والعيوب الثقافية؛ حيث بإمكان العدو اختراقنا والنفوذ إلينا؛ على أجهزة الدولة المسؤولة وأطياف الشعب الواسعة أن يتابعوا هذه الأمور ويجدوا لها الحلول المناسبة.
كما عرّف الإمام الخامنئي اصطلاح "الإطلاق الحرّ للنار" الذي كان سماحته أشار إليه خلال لقائه مع طلاب الجامعات في الجمهورية الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك بقوله: الإطلاق الحرّ للنار يعني العمل الثقافي النظيف ذا الإندفاع الذاتي. يعني أن يقوم أصحاب الفكر والهمم بتسيير الأعمال إلى الأمام في كل أنحاء البلاد، أن يُشخصوا أماكن النفوذ الثقافية، ولا يعني ذلك مخالفة القوانين وإعطاء الذريعة لمنتقدي ومعارضي الخط الثوري. على القوى الثورية أن تراعي النظام والهدوء في البلاد وأن تحذر من قيام الأعداء باستغلال أوضاع البلاد. على هذه القوى أن تراعي القوانين وتحفظها.
ورأى سماحته أن هذه الأعمال تتوجب على القوى الثورية في الدرجة الأولى؛ هذه القوى الحريصة والمحبة لأن تتقدم البلاد نحو تحقيق أهدافها.