اغتنم موقع Khamenei.ir فرصة تواجد سماحة السيد مجيد المشعل رئيس المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين في إيران، وأجرى معه حواراً تناول فيه أهم القضايا البحرينية ودور العلماء ممثلاً بسماحة المرجع آية الله الشيخ عيسى قاسم في إدارة الحراك الشعبي ومنع هذا الحراك من الإنحراف عن مسيره الأصلي.
يُذكر أن السلطات البحرينية أقدمت نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي على اعتقال السيد المشعل بعد مداهمتها بيت سماحته، وموقع Khamenei.ir إذ يقوم اليوم بنشر هذه المقابلة التي كان أجراها مع سماحة السيد سابقاً، يجدد الدعاء إلى الله تبارك وتعالى أن تشمل عنايته سماحة السيد ويفك أسره بأسرع وقت ممكن. وفيمايلي نضع بين أيدي قرائنا الكرام النص الكامل للمقابلة التي أجريناها مع سماحة السيد عبد المجيد المشعل.
الأوضاع لا زالت علی حالها، یعني هناك إصرار وصمود وثبات من الشعب علی المطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة، والشعب قدَّم بهذا الطریق الکثیر من الشهداء والمعتقلین والجرحى والمشردین والمطاردین والمفصولین وغیر ذلك بذل الکثیر وهو ثابتٌ إن شاء الله وصامدٌ علی ثورته السلمیة حتی تحقیق مطالبه العادلة، ومختصر هذه المطالب أن یکون للشعب حقٌ في تحقیق مصیره وأن یکون شریکاً حقیقیاً في إدارة شؤون بلده من خلال برلمان منتخب كامل الصلاحیات وحکومةٍ منتخبةٍ تعبر عن إرادة الشعب وأن تقسَّم الثروة في البلد علی أسسٍ عادلةٍ وأن یرتفع التمییز بین أبناء الشعب ویعامل معهم علی أساس المواطنة المتساویة وإیقاف وحل قضیة التجنیس لأنها مرضٌ خطیرٌ یضرب البلد ویُخرِّب هویة البلد،
الشعب البحريني صامدٌ علی ثورته السلمیة حتی تحقیق مطالبه العادلة
هذا من جهة، ومن جهة أخری هناك عنادٌ شدیدٌ من الحکومة کذلك علی عدم الإستجابة لهذه المطالب واستعمال القوة والقمع في مواجهة مطالب الشعب ویبقی هذا الأمر بین صمود من الشعب وعناد من السلطة، یعني نبقی في دائرة مغلقة حتی الآن ولا یوجد أي أفق واضحٍ لحلٍ مُرضٍ.
سماحة الشیخ عیسی قاسم حفظه الله شخصیةٌ کبیرةٌ علمیةٌ ودینیةٌ وعلمائیة وکان له دورٌ کبیرٌ في تاریخ البحرین. أظن من الستینیات کان له دورٌ کبیرٌ وکذلك في السبعینیات، أیام کان هناك مجلس وانتخابات، وبصورة عامة یمثل شخصیةً بارزةً لواقع العلماء والدین في البحرین وبرز أکثر واستلم موقعاً متقدماً في قیادة الشعب مع بداية ثورة الـ 14 من فبراير عام 2011؛
هناك علاقة حب متبادلة، علاقة وفاء صادق متبادلة بين جماهير المعارضة وقيادة سماحة آية الله الشيخ عيس قاسم
حيث اختار سماحته أن یکون في صف الشعب وفي صف مطالبه وأصبح الشخصیة الأولی في توجیه حرکة الشعب وإن کان هو لا یسمي نفسه قائداً للشعب ولکنه عملیاً یرعی مصالح الشعب ویدافع عن حقوقه ومتمسكٌ بمطالبه ودائماً یحاول أن یصحح أي خطأ یراه في مسیرة الشعب، وبالتالي فهو قیادةٌ فاعلةٌ لمسیرة هذا الشعب، وهناك علاقة حب متبادلة، علاقة وفاء صادق متبادلة بین الطرفین،
تحاول السلطة بکل طریقة أن تفصل بین هذه القیادة والجماهیر، تفصل بین الرأس والجسد
فهو من جهة یرعی مصالح الشعب ویدافع عن کل حقوقه بکل صدق وإخلاص، والشعب کذلك من جهة أخری یبادل سماحة آیة الله الشیخ عیسی قاسم هذا الحب والوفاء وعلی هذا الأساس، فهناك حقیقة في البحرین الآن حالة من الوحدة الرائعة بین جماهیر المعارضة وبین قیادة سماحة آیة الله الشیخ عیسی قاسم ولذلك تحاول السلطة بکل طریقة أن تفصل بین هذه القیادة والجماهیر، تفصل بین الرأس والجسد، في محاولة منها لإستعراض قمعها وغیر ذلك، ولکن إن شاء الله لن تتمکن، سوف یبقی الشعب محیطاً وملتزماً بتوجیهات سماحة آیة الله الشیخ عیسی قاسم ومدافعاً عنه وکذلك سماحة الشیخ لا شك أنه سیبقی في صف شعبه مدافعاً عن حقوقه وعن مصالحه المشروعة.
الثورة في البحرین ثورةٌ شعبیةٌ وغنیةٌ بامتیاز، لم ترفع أي شعار يُعبِّر عن طائفیة أو عن مذهبیة معینة وإنما کل مطالب هذا الشعب هو أن یکون هناك نظام یحترم المواطن وتکون المواطنة هي الأساس لهذا الشعب ولهذا النظام، وأن تکون دولة قانون، دولة دیموقراطیة، حکومة عادلة، تحترم الإنسان،
الثورة في البحرين لم ترفع أي شعار يُعبِّر عن طائفیة أو عن مذهبیة معینة
تلتزم بقوانین حقوق الإنسان وغیرها، ویکون الشعب هو مصدر السلطات، فهذه المطالب لا ترتبط بطائفة معینة، شیعة أو سنة، والشیعة کانوا في انتفاضتهم یؤکدون دائماً علی الأخوة الإسلامیة، وشعارهم الخالد والمعروف هو«إخوان سنة وشیعة، هذا الوطن ما نبیعها»؛ فکانوا دائماً یؤکدون علی الوحدة وعلی الأخوة ولم يصدر عن جماهیر المعارضة أي منطق طائفي، فهذا الإتهام إنما هو اتهامٌ کاذبٌ ومغرضٌ توجهه السلطة للمعارضة من أجل تبریر قمعها ومحاولة فصل إخواننا أهل السنة عن إخوانهم الشیعة، حتی أن السلطة تعطي تصوراً عن الانتفاضة في البحرین والثورة في البحرین کأنها ثورة طائفیة ولکنها بالحقیقة ثورة شعبیة وطنیة یهمها مصلحة الوطن، جميع قرارتها تنبع من مصلحة الشعب والوطن،
اتهام الثورة البحرينية بالطائفية هو اتهامٌ کاذبٌ ومغرضٌ توجهه السلطة للمعارضة من أجل تبریر قمعها
فهي ثورة شعبیة وطنیة سلمیة بامتیاز؛ ندعو الله سبحانه وتعالی أن ینصر هذا الشعب وأن یفرج عنه وأن یفرج عن جمیع شعوب العالم الإسلامي والعربي وأن نری بلداننا تعیش حالة من الإحترام لحقوق الإنسان وأنظمةً یکون الشعب فیها هو مصدر القرار، وتکون حکومات وأنظمة دیموقراطیة ولیست أنظمة مستبدة ومستفردة، نرید أن یعیش جمیع شعوب العالم العربي والإسلامي في عزة وکرامة، وتکون الحکومات والأنظمة تقوم علی أساس المواطنة وحقوق الإنسان والقانون ولیس علی أساس الشخص أو العائلة أو الحزب المعین، إنما الشعب هو مصدر السلطات وهو الأصل في النظام السیاسي في أي بلد سواء کان مسلماً أو غیر مسلم.