فلسطين بلد تاريخي. يوجد بلد باسم فلسطين على مرّ التاریخ، لجاء البعض بدعم القوى العالمية الظالمة وطردوا هذا الشعب من بلده بأقسى ألوان العنف والشدة، وقتلوا أبناءه، وشرّدوهم، وعذبوهم، وأهانوهم، وأخرجوهم - حيث نجد اليوم ملايين المشردين الفلسطينيين يعيشون في البلدان المجاورة لفلسطين المحتلة وبلدان أخرى، ومعظمهم في المخيّمات. وفي الحقيقة إنّهم حذفوا البلد من الساحة الجغرافية، وأزالوا الشعب عن الوجود بالكامل، وفرضوا وحدة جغرافية مختلقة وجديدة مكانه باسم إسرائيل. فانظروا ماذا يقتضي المنطق؟ إن كلامنا بشأن القضيّة الفلسطينية ليس كلاماً شعارياً وإنّما هو كلام منطقي مئة بالمئة.

اجتمعت عدة من القوی وعلی رأسهم أنجلترا في بادئ الأمر، ثم لحقتها أمریکا وتبعتهم بعض البلدان الغربية قائلين: لابد أن يحذف بلد فلسطين والشعب الفلسطيني، ويحلّ محلّه بلد باسم إسرائيل، وشعب مصطنع باسم الشعب الإسرائيلي. هذا كلام؛ وفي مقابله كلام آخر وهو كلام الإمام حيث يقول: كلا، لابدّ أن تحذف هذه الدولة المختلقة والمفروضة، ويحل محلها الشعب الأصلي والبلد الأصلي والوحدة الجغرافية الأصلية. فمن بين هذين الكلامين أيّهما منطقي؟ ذلك الكلام المتكى على قوة السلاح والقمع والراي إلى إزالة نظام سياسي ووحدة جغرافية تاريخية يعود تاريخها إلى عدة آلاف سنة بالكامل، هل هذا منطقي أم ذلك الكلام القائل: كلا، لابد أن تبقى هذه الوحدة الجغرافية الأصلية، وأن تزول تلك الوحدة المفتعلة والمفروضة؟ هذا هو كلام الإمام. وهو أكثر كلام موضوعية يمكن أن يقال في حق إسرائيل الغاصبة وفي شأن قضية فلسطين. هذا هو ما قاله الإمام وبیّنه بصراحة. والآن حتى لو بين أحد هذا الأمر بالتلميح والإشارة أيضاً، نهض البعض ممن يدعون انتهج نهج الإمام قائلين: لماذا يقال هذا الكلام؟! إن هذا هو كلام الإمام ومنطق الإمام وهو منطق صحیح؛ وعلى جميع المسلمين وجميع الأحرار في العالم وعلى الشعوب المحايدة أن تقبل هذا الکلام. فهو کلام صحیح وهو موقف الإمام.