وخلال اللقاء اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ تصوّر حلّ لمشاكل البلاد من خلال التفاوض أو إقامة علاقات مع أمريكا خطأ واضح وفادح وتابع سماحته قائلاً: لدى أمريكا مشكلة جذريّة وأساسيّة مع أساس نظام الجمهورية الإسلامية. كما أنّ العديد من الدول في أفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينيّة لديها علاقات مع أمريكا لكنّها تعاني من العديد من المشاكل.

وشرح الإمام الخامنئي عداء أمريكا العميق للجمهورية الإسلامية قائلاً: الأمريكيون يسعون لاستعادة مكانتهم وحضورهم في إيران ما قبل انتصار الثورة الإسلامية ولن يرضوا بأقلّ من هذا الأمر.

ورأى سماحته أنّ معارضة أمريكا "لقوّة إيران النوويّة وقدرتها على بلوغ  نسبة تخصيب عالية وحضورها في المنطقة أيضاً" نابعة من عدائها القديم لعناصر قوّة النظام الإسلامي وتابع قائلاً: تواجد الجمهورية الإسلامية في المنطقة من عناصر قوّتها وأمنها ويشكّل عمقاً استراتيجيّاً للبلاد، وهذا سبب معارضة الأعداء له.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تصريحات مسؤولي البلاد المتكررة حول عدم إمكانية الوثوق بأمريكا قائلاً: لقد كنت منذ سالف الزمن ألفت النظر إلى أنّه لا يمكن الوثوق بتصريحات الأمريكيين وتوقيعهم أيضاً. لذلك لا جدوى من التفاوض مع أمريكا.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ استغلال الإمكانيات غير المستفاد منها أو التي يُستفاد منها بشكل محدود داخل البلاد يحوز على الأهميّة موضحاً: لا ندعو لإنهاء المفاوضات مع الأوروبيين لكن يجب أن لا نترقّب حقيبة الأوروبيين بل أن تُتابع العديد من الأعمال الضرورية داخل البلاد.

وأشاد قائد الثورة الإسلامية بتصريحات رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة لأوروبا التي جاء فيها أنّه "في حال لم يتمّ تصدير نفط إيران فإنّه سوف لن يُصدّر نفط أيّ بلد في المنطقة" معتبراً أنّها تصريحات هامّة وتجسّد سياسة وتوجهات النظام ثمّ شدّد سماحته قائلاً: مسؤولية وزارة الخارجية هي متابعة مواقف رئيس الجمهورية بجديّة.
 

وتحدّث الإمام الخامنئي حول موضوع "الأيديولوجية الدبلوماسية" قائلاً: يتحدث البعض خاطئين عن ضرورة الفصل بين الدبلوماسية وبين الآيديولوجية، والحال أن الدبلوماسية الآيديولوجية لا ضير فيها، وإلقاء التقابل بين الآيديولوجية وبين المصالح الوطنية أمرٌ عارٍ عن الصحة والمنطق.

وتابع سماحته في هذا المضمار قائلاً: إن الغاية من تأسيس الجمهورية الإسلامية هو الحفاظ على المصالح الوطنية والاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية والقوة والاقتدار والأمن القوي، والآيديولوجية تسعى وراء تحقيق وحفظ المصالح الوطنية.

ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى وجود أيديولوجية في مسلكيّة وسياسات الحكومات الغربية قائلاً: يستخدم الأمريكيون بشكل متكرّر عبارة "القيم الأمريكية" والتي تشكّل أيديولوجيتهم ومستلهمة من إعلان استقلال الولايات المتحدة كما أنّ الأفكار الأيديولوجيّة في البلدان الأوروبية تحكم مسلكيّتهم وأنشطتهم السياسيّة.

وصرّح الإمام الخامنئي بأنّ العلاقة الحكيمة، والذكية، والهادفة والمنطقية مع العالم نابعة من رؤية النظام الإسلامية وهي مطابقة تماماً للأيديولوجية الدبلوماسية.

وأكّد سماحته على أهميّة إبراز الروحيّة الثورية خلال المحادثات وضمن التوجهات الدبلوماسية قائلاً: يجب على الدبلوماسي الإيراني أن يفخر بالثورة وأن تتجلى في أعماله العزة والشعور بالقوة والاقتدار والثقة بالذات، وهذا السلوك الثوري بالطبع يختلف عن الإدلاء بكلمات غير معقولة وإثارة الصجيج والصخب.

وتحدّث قائد الثورة الإسلامية حول ضرورة شعور السفراء والدبلوماسيين الإيرانيين بحقانيّتهم وتابع سماحته كلمته متطرّقاً إلى قضيّة الحرب النفسية المتواصلة التي يمارسها الأعداء قائلاً: يجب دحض اتهامات الأعداء من خلال ردود منطقية وحاسمة ومن خلال الشعور بالحقانية والوعي والإلمام بالمواضيع الإشكالية.

واعتبر الإمام الخامنئي أنّ النقطة الرئيسية التي تركّز عليها حرب الأعداء النفسية المتواصلة هي تلفيق تهمة لإيران ضمن إطار قضيّة سلبيّة وتابع سماحته قائلاً: هم يعزفون باستمرار في إعلامهم وتحقيقاً لهذا الهدف على وتر رهاب إيران ومقارعة إيران وانتهاك الديمقراطية وفقدان الحرية ونقض حقوق الإنسان في إيران.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى جرائم الأوروبيين والغربيين في مستعمراتهم السابقة، وانحصار الديموقراطية في الغرب ضمن حدود قوانين وتعاليم مراكز خاصّة، ووجود الديكتاتورية الحزبية في أمريكا وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى جرائم الغربيين الحالية مثل التعاون مع السعوديين في قتلهم للشعب اليمني ثمّ تابع سماحته قائلاً: الغربيون هم مظهر انتهاك حقوق الإنسان ولكنهم وبوقاحة تامة يتهمون إيران بطريقة تَدَع الإنسان في حيرة لما يشاهده من شدة وقاحتهم وصلافتهم.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ التواصل مع العلماء، ورجال السياسة غير الحكوميين والناشطين الاقتصاديين في سائر البلاد يُعدّ من الأساليب الدبلوماسية الرائجة في العالم وأردف سماحته قائلاً: يمكن بالاستعانة بهذه الأساليب توسيع دائرة أنشطة جهاز السياسة الخارجية.

كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ القوّة الميدانية تشكل دعامة دبلوماسية وتابع سماحته قائلاً: المهم أن يتحوّل أي عنصر قوّة إلى مكتسب سياسي واقتصادي.

ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ توسيع العلاقات متعددة الأطراف والثنائية بشكل خاص والاهتمام الحثيث بالتحالفات الإقليمية يشكّل ضرورة وأهميّة خاصّة ثمّ قال سماحته: يجب على السفراء وممثلي إيران في الخارج البقاء على اطلاع فيما يخصّ قدرات وإمكانيات الشعب والبلاد.

كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ توفير المصالح الوطنية بالمعنى الحقيقي للكلمة والحفاظ عليها يشكّل الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية ثمّ شرح سماحته ما هو مسموح وغير مسموح في سياسات الجمهورية الإسلامية الدبلوماسيّة وتابع قائلاً: يمكن تطوير العلاقات الخارجية وتوسيعها من خلال حيازة الروحية الثورية السليمة والديبلوماسية الذكية والهادفة وتحويل عناصر قوّة النظام إلى دعامة لتحقيق مكتسبات سياسية ودبلوماسية.

وتحدّث الإمام الخامنئي حول الظروف الراهنة والجبهة الشاسعة التي تشكّلت لمواجهة الإسلام والجمهورية الإسلامية في إيران مشيراً إلى أنّ الجهود الدبلوماسية تنطوي على أجر إلهي ومفخرة تاريخية ووطنيّة في الدفاع عن أحقيّة الشعب الإيراني وتابع سماحته قائلاً: يضاعف الإنسان الغيور والحكيم والصبور حجم جهوده ومستوى عمله عند التعرض للتحديات ولذلك فمن الضروري نشر روحيّة تحديث الأنشطة في الجهاز الدبلوماسي. 

وأردف سماحته: الحفاظ على سلامة النفس والعائلة الدينية والطهارة الروحية والمعنوية والتقيد بالأحكام الشرعية في القول والعمل من جملة أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق مسؤولي وموظفي وزارة الخارجية خاصة السفراء وأعضاء ممثليّات إيران في الخارج.

وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الجهاز الدبلوماسي هو الدائرة الرئيسية لسياسة البلاد الخارجية ويعتبر واجهة نظام الجمهورية الإسلامية ثمّ أردف قائلاً: يجب أن تلتزم وزارة الخارجية وأن يلتزم السفراء على وجه الخصوص بقيم الإسلام والثورة الإسلامية وأن تعكس أفعالهم وأقاويلهم هذه القيم.