بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم محمد و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين. سيما بقية الله في الأرضين.
نشكر الله سبحانه و تعالى بكل وجودنا أن عَرَضَت الجمهورية الإسلامية - مرة أخرى - مشهدَ القوات المؤمنة المخلصة للثورة بما فيه من عظمة و إيمان متدفّق و همّة متصاعدة. كل واحدة من هذه المناورات الكبيرة - التي تجمع أفضل أبناء هذا الشعب و أعزهم - إنما تشكل في الواقع ساحة عظيمة، و تبلور حقيقة كبيرة لا تنسى في هذا البلد الإلهي و في هذا المقطع الحساس من التاريخ يضعها هؤلاء الأعزة أمام أعين العالم و من يرغب أن يرى هذه الحقائق و يفهمها.
هذا الاجتماع المؤيد بتأييد الله هو اجتماع القلوب المؤمنة، اجتماع الأرواح الطاهرة، و الأرواح النورانية المخلصة. اجتماع شباب طاهرين من هذا الشعب في عصر سيادة المادية على حياة فئات الشباب في العالم. هؤلاء استطاعوا أن ينقذوا أنفسهم من هيمنة المادية و يحافظوا على اتّقاد الشعلة الروحية التي أودعها الله في قلوبهم و نفوسهم.
في عصر تعمد فيه الصهيونية ضمن خططها البعيدة إلى أن تغرق جيل الشباب في العالم في مستنقع الشهوات، و قد نجحت مع الأسف في كثير من البلدان، استطاع شباب هذا الشعب، هؤلاء الأبناء المخلصون المؤمنون، هؤلاء المتحلّون بأنواع الكفاءات المشهودة، استطاعوا أن يصونوا أنفسهم من التعرض لهذه المؤامرة الصهيونية الضخمة في تاريخنا المعاصر و قبل التاريخ المعاصر. هذه ظاهرة عجيبة و عظيمة تبعث على الافتخار.
اجتماع مثل هؤلاء الشباب و مثل هذه القلوب هو الاجتماع الذي يرى فيه أهل البصيرة النورَ الإلهي. في مثل هذا التجمع العظيم يرى الإنسان رب العالمين، يحس بكل وجوده بقدرة الله و إرادته المطلقة في إصلاح البشرية و إصلاح التاريخ. في مثل هذا المشهد يمتلئ قلب كل إنسان بالأمل مهما كان متردداً. مناورات طريق القدس العظيمة تستهدف هذه المعاني. مناورات شبابنا و محاربينا أينما كانت في أرجاء بلادنا لها هذا المضمون و هذا المفهوم البارز.
الشعب الإيراني خلال ثمانية عشر عاماً من عمر الثورة خاض بشكل متواصل مناورة سياسية و عسكرية و إنسانية كبرى. كل هذه المناورات سواء تلك التي خاضها الشعب بصورة واقعية خلال الحرب المفروضة و سواء هذه التي يجريها اليوم بشكل تمارين و استعداد هنا و هناك إنما هي جزء من المناورة العظمى للشعب الإيراني. هذا يعني استعراض قوة شعب قرر أن يستثمر ما وهبه الله من قوة لبناء حياته الكريمة المشرفة. و يعني أيضاً أن شعباً غيوراً مفعماً بمشاعر الكرامة القائمة في وجوده و تاريخه و معتقده يريد أن يقول: ليخسأ الأعداء، ليخسأ المعتدون، و ليندحر مستكبرو العالم و القوى الطامعة المعادية للقيم الإنسانية.
هذا الشعب ليس بالشعب الذي يتراجع أو ينسى قوته و قدرته أو يشعر بالضعف أمام الحرب النفسية للقوى المادية التي اعتادت على أن تفرض غطرستها على الشعوب. هذا الشعب يعلم أنه قوي و فهم ما عنده من قدرة، و هذا هو معنى هذه المناورات و هذه الاجتماعات المباركة الوضاءة. مناوراتنا لا تشكل تهديداً لأي بلد جار و لا لأي شعب أو دولة. رغم كل الدعايات الأميركية و الصهيونية و الأبواق التي حاولت باستمرار خلال الأعوام الثمانية عشرة أن تجعل من إيران الإسلام تهديداً لبلدان الخليج الفارسي، فإن الشعب الإيراني لم يشكل تهديداً لبلدان الخليج الفارسي و الشعوب الجارة و لا لأي بلد آخر لا يعتدي عليه.
نحن لا نهدد أحداً، لكن هذا الشعب مقابل القوى، التي اعتادت أن تهدد من لا يركع لها، قد قرر أن يثبت و لا يتراجع أمام التهديد و أن يدافع عن حقه دون أن يتراجع قيد أنملة مستنداً في ذلك إلى قدرة الله سبحانه و قواه النائية و إلى تعاليم القرآن التي أمرته أن يعتمد على الله و أن يخشاه و لا يخشى سواه. هذا هو المضمون الحقيقي لهذه المناورات.
نحن لا نهدد أحداً، و لو أرادت بعض الحكومات أو الساسة أو الإعلاميين أن يُلهوا أنفسهم أو يُلهوا شعوبهم بادعاء أن إيران الجارة تهددهم، فذلك و شأنهم. قواتنا في الخليج الفارسي و في داخل حدود بلادنا مستعدة للدفاع عن حدود هذا البلد الإسلامي العظيم، و للدفاع عن استقلال هذا الشعب و للوقوف بوجه غطرسة القوى المتجبرة.
العالم اليوم منقسم مع الأسف إلى معسكر استكبار و غطرسة، و معسكر الخاضعين لهذه الغطرسة. ترون أن المعسكر الاستكباري يتشبث بكل الإمكانات لبسط قدرته الغاصبة الظالمة في كل بقعة من بقاع العالم. الإدارة الأميركية لا تقنع بالسيطرة على بلادها و مصالح بلادها و بأن تدير أمور شعبها وفق إرادته، أنها تريد أن تكون متواجدة في كل نقطة تتمتع بمكانة جغرافية حساسة في العالم. و أن تسيطر على ممرات الحياة الهامة، و أن يكون تحت تصرفها المصادر الحيوية في باطن الأرض، و جميع الثروات و الإمكانات.. تريد أن تفرض إرادتها على أية مجموعة إنسانية حيثما وجدت. هذا هو الاستكبار.
نحن نعارض هذا السلوك. لا نستطيع أن نقبل هذا و نتحمله. بل أي شعب لا يريد ذلك. أي شعب و أية مجموعة إنسانية لا تريد أن تكون خاضعة للآخرين. غير أن كثيراً من المجموعات الإنسانية لم تكتشف مع الأسف قدرتها و قوتها و تخال أنها غير قادرة، و لعلها غير قادرة حقيقة. الشعب الإيراني أيضا مع الأسف خلال سنوات طويلة من سيادة الطواغيت.. سيادة الحكومة البهلوية الفاسدة، و قبلها الحكومة القاجارية الفاسدة كانت مصابة بهذه الحالة. هذا الشعب الكبير، بثقافته العميقة و قدراته العجيبة و كفاءاته الفريدة كان مصاباً بهذه الحالة. و معلوم كيف يتعامل الأعداء مع الشعوب.
أيها الأعزة! هذا الشعب لم يكن متخلفاً علمياً و ثقافياً و اجتماعياً، بل هذا هو الذي فعلته القوى المعتدية بمساعدة الحكام الفاسدين. فرضوا على الشعب الإيراني التخلّف عن قافلة الحضارة و العلم بالقوة و الظلم. الإسلام جاء و أحيى هذا الشعب و عرّفه على ما عنده من طاقات. الله سبحانه أرسل لهذا الشعب معلّماً (الإمام الخميني) يتحدث معه بلغة الأنبياء، فأيقظه و عرّفه على حقه و قدرته. أفهمه أن إرادة الشعب تستطيع أن تخلق المعجزات. لقد استيقظ هذا الشعب. خلال ثمانية عشر عاماً استطاع هذا الشعب أن يستلهم هذه الدروس السماوية الإلهية ليكسر هذه القيود السحرية التي كان مكبلاً بها على يد الأعداء. تحرك على طريق العلم و بناء البلد و طوى أشواطاً بعيدة في مضمار الأخلاق و القيم الدينية.
هذا الشعب اليوم شعب لا ترعبه أية قدرة في العالم. ليس هذا بالشيء القليل. هذا الشعب يستشعر القوة. كان في العالم يوماً قدرتان - مع كل ما بينهما من اختلاف - تعاونتا لكي يُعرض هذا الشعب عن مشروع الإسلام، و لتجعلاه نادماً على مسيرته و لتعيداه إلى ما كان عليه. لكنهما لم تستطيعا ذلك. و الله لن تستطيع أية قوة في العالم اليوم أن تجعل هذا الشعب يعرض عن طريق الإسلام و القرآن. و من يخالون غير ذلك فهم واهمون.
أولئك الذين اعتادوا في كل مناسبة على سلق الشعب الإيراني بألسنة الانتقاد، و على الهذر في كلامهم و كتاباتهم، و على تحليل ما يجري في هذا البلد عن فهم خاطئ، هؤلاء لا يفهمون هذا الشعب، و لا لغة هذا الشعب. أوجّه كلامي إلى كل الذين يفكرون بشأن إيران و يتّخذون قرارات تجاهها و أقول لهم: حاولوا أن تفهموا هذا الشعب فهماً صحيحاً، التحليل الخاطئ يؤدي إلى اتخاذ مواقف خاطئة. هؤلاء الأميركيون لم يحاولوا إطلاقاً أن يفهموا الشعب الإيراني كما هو و أن يدركوا خطابه. يحللون ثقافة الآخر بنفس قوالبهم، و بنفس مصطلحاتهم التي يرون أنها معتبرة، و قد تكون فاقدة للاعتبار بالنسبة‌ لمعظم الشعوب. كل شعب له ثقافته، فما الضرورة أن يترك ثقافته و إيمانه و فهمه للمسائل و يستسلم لثقافة الآخر و فهمه للمسائل؟ لماذا هذا التعنت و الغطرسة و التفكير المتقولب؟! كل من يتعامل بهذا الأسلوب مع الشعب الإيراني و يصدر أحكامه بهذا الشكل سيمنى بأخطاء جسيمة. مسيرة إيران مسيرة واضحة في المسائل العالمية.
الشعب الإيراني لا يغمض عينيه تجاه الماضي، بل ينظر إلى ماضيه ببصيرة. ينظر بدقة إلى تاريخه و ما مرّ عليه في تاريخه القريب.. خلال القرن الماضي.. خلال نصف القرن الماضي، خلال العقود الثلاثة الأخيرة. الشعب الإيراني توصل إلى هذه النتيجة و هي أن النظام الاستكباري - و هو حالياً النظام الأميركي - كان مسيطراً سياسياً ما يقرب من خمس و ثلاثين سنة من عمر النظام البهلوي المنحوس على هذا البلد، و أساء إليه كثيراً. لقد فهم الشعب الإيراني ذلك و علمه و رآه. يد هؤلاء ملطخة بدماء الناس. أهانوا هذا الشعب و نهبوا ثرواته و ساندوا نظاماً فاسداً معادياً للإنسان مثل نظام محمد رضا بهلوي.
بعد تلك السنوات أيضاً ارتكب الأميركيون منذ بدء انتصار الثورة حتى اليوم ما استطاعوا أن يمارسوه من عِداء تجاه هذا الشعب. و الشعب الإيراني بمشاهدة هذا الوضع ليس على استعداد أن يصفح عن ذنب الأميركيين. الشعب الإيراني لا يستطيع أن يغض النظر عن جرائم الولايات المتحدة الأميركية.
أولئك الذين يربطون أنفسهم بأمريكا على الساحة العالمية و ينضمون إلى جبهة أميركا، هم في نظر الشعب الإيراني شركاء في جرائم أميركا.
الأميركيون سعوا لتثبيت مفهوم أن الغرب يعني أميركا، و أن الكتلة الغربية لا معنى لها بدون أميركا. الواقع ليس كذلك، قبل سنوات - و في أيام حياة الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه - قلتُ لأحد الساسة الأوروبيين: نحن نأبى أن نبيع استقلالنا بأي ثمن في الحقول السياسية و الاقتصادية و الثقافية. لكن الغرب يشكل محوراً في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية شرط أن لا يكون الغرب بمعنى أميركا. الشعب الإيراني لا يصفح عن أميركا و لا يتواءم معها. قلت له: أميركا تسعى أن تجعل الغرب مساوياً لأميركا و نحن نقول: الأمر ليس كذلك. لكن البلدان الأوروبية إذا أرادت أن تصدق هذه المقولة و ترى أن الغرب لا معنى له بدون أميركا، فإن الشعب الإيراني لا يهمه أن لا يكون الغرب طرفاً في تعامله التجاري و السياسي. لا تظنوا أن الشعب الإيراني بحاجة إلى أن يرتبط ببلد أو بمجموعة من البلدان. كل البلدان طبعاً تحتاج إلى بعضها بمعنى من المعاني. لست في صدد الحديث عن هذا. لكن الذي يتصور أن الشعب الإيراني أو دولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مضطرة إلى الارتباط بمجموعة دولية معينة إنما هو تصور خاطئ خطأ فاحشاً. و اليوم أعيد ما قلته آنذاك. نحن لا ننظر إلى دول العالم بنظرة واحدة، ليست الدول التي أساءت إلى الشعب الإيراني مثل الدول التي كانت معنا طرفاً نزيهاً في الحقول المختلفة.
حين تكون الدنيا منورة بتعليمات الأنبياء الإلهيين و بآيات رب العالمين، فإن هذه الدنيا هي التي تليق بالإنسان. هي دنيا يسودها الإعمار و الرفاه و التطور العلمي و الصناعي إلى جانب الاقتدار السياسي و السموّ المعنوي. إنها الدنيا التي يشعر الناس تجاه بعضهم بالأمن و الاطمئنان، و تنتعش فيها القيم الإنسانية، و هذا ما تفتقده الدنيا التي تصنعها الحضارة المادية، لأن الناس في إطار الحياة المادية تحدوهم المصالح الذاتية و يسودهم التكالب، و يخشى بعضهم بعضاً. الشعب الإيراني عازم على أن يصنع عالـماً ذا جانب مادي و جانب معنوي. هذا نضال طويل لاحب.
أولئك الذين يسعون أن يوحوا بأن الشعب أو حكومة الجمهورية الإسلامية في صدد التمدد في هذا البلد أو ذاك، على خطأ كبير. الشعب و الحكومة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمامهما آلاف المشاريع الكبرى لبناء هذا البلد و تطويره، و هذا هو همّها الكبير و ليس للعدوان على الآخرين مكان في هذا الهمّ الكبير. قافلة العلم و الحضارة الإسلامية تشق طريقها اليوم و الحمد لله في هذا البلد.. الحضارة التي تستطيع أن تقدم خدمتها لهذا البلد.
أيها الشباب الأعزّة، يا شباب التعبئة، أيها الشباب المؤمن، يا من أصغت قلوبكم النيّرة لآيات الله، و فهمتها و تلقتها و عملت بها.. المستقبل ملك أيديكم. الساحة أمامكم مفتوحة. فكونوا على جاهزية لدخول مختلف الجبهات و الساحات. اعلموا جميعاً أن هذا الطريق طريق لو طواه مجتمع بنجاح و حقق بفضل الله النتائج المرجوّة، فإن الشعوب الأخرى ستتلقى الدروس و تطوي هذا الطريق. و هذا هو الشيء الذي يدفع الاستكبار إلى أن يقدم بكل وجوده ليتعامل مع الشعب الإيراني بفظاظة و عدوان. لا بد من حفظ استعدادكم لمواجهة العدوّ الذي يريد ـ لو استطاع ـ أن يقدم على أية ممارسة عنيفة.
الدول المستكبرة في الماضي و الحاضر تجهّز نفسها بالآلة الحربية ما استطاعت ذلك. و إذا ما تطلب الأمر فإنها تسلح أصدقاءها أيضاً بأسلحة الفتك و الإجرام، و هذا ما هو مشهود في العالم. أولئك الذين يتهمون اليوم الجمهورية الإسلامية في ألمانيا بأنها لا تقيم وزناً لحياة الإنسان، و يلصقون هذه التهمة الظالمة المجحفة بإيران هم بأيديهم أو تحت أنظارهم تَجَهّزَ النظام البعثي العراقي بأخطر و أفظع الأسلحة الكيماوية من الشركات الألمانية.
الحرب حادثة خشنة و عنيفة، و الحرب كُره، لكن لها قواعدها و قوانينها. في الحرب قد توجد شهامة و قد توجد نذالة. النظام البعثي العراقي المعتدي مارس أنذل الأساليب ضد الشعب الإيراني و ضد شبابنا. طهران و عشرات المدن تعرضت للقصف الصاروخي البعيد المدى مرات و مرات.
و في الجبهات استعملوا الأسلحة الكيماوية، مرات و مرات، و لسنوات متعددة، لعلها خمس أو ست سنوات، على طول جبهة الحرب. من الذي زوّدهم بهذه الأسلحة؟ ألم تزودهم هذه البلدان التي ترفع عقيرتها بحقوق الإنسان؟! أغيرهم فعل ذلك؟
لقد اتضحت اليوم كثير من الأشياء، لقد نزلت صفعة رب العالمين على رقاب الغربيين الذين ناصبوا العداء للشعب الإيراني و الجمهورية الإسلامية و أرغمهم على الاعتراف بأن الشركات الألمانية (ومن المؤكد أنها لم تفعل ذلك بدون إذن الحكومة الألمانية) قد باعت هذه الأسلحة الكيماوية و هذه المواد السامة القاتلة إلى النظام العراقي. لماذا فعلت ذلك؟ ألم يكونوا يعلمون أن هذه المواد ابتيعت لاستعمالها في ساحة الحرب؟ أين يُستعمل غاز الخردل؟ هل الذي يشتري الأسلحة الكيماوية القاتلة يريد استعمالها لإزهاق الأرواح أم لكي يستعملها في بيته؟! معلوم أنها للاستعمال في ساحة الحرب.
هؤلاء الذين يتهمون الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعدم الاهتمام بأرواح الناس ألم يخجلوا؟ ألم يخافوا من الرب الذي يؤمنون به؟ ألم يمنعهم ضميرهم من بيع هذه الكميات الكبيرة من الأسلحة الكيماوية للنظام البعثي العراقي؟
هذه الأسلحة كان يستعملها النظام العراقي علناً و أمام أنظارهم في الحدود و في ميادين الحرب. ثم نحن بعثنا كثيراً من المصابين بهذه الأسلحة الكيماوية لألمانيا نفسها التي سرّبت هذه الأسلحة الكيماوية من أجل المعالجة!! ألهؤلاء ضمير؟! هل يقيم هؤلاء حرمة للقيم الإنسانية و حياة الإنسان؟ ألا يخجلون من ترديد هذه الإدعاءات الفارغة؟!
أيها الأعزّة! هذه المواقف العدائية المغرضة تجاه نظام الجهورية الإسلامية الإيرانية، و هذا الصلف في التعامل، هذا كله لأن الشعب الإيراني قد اختار طريق استقلاله في ظل سيادة القانون الإلهي، و يأبى أن يركع أو يهن أمامهم. لا بد من الاستعداد و الجهوزية مقابل مثل هذه العداوات. أنتم أعلنتم عن استعدادكم بهذا الشكل، و أنا أشكر القوات المسلحة الباسلة في جميع أرجاء الوطن بمن فيهم حرس الثورة الإسلامية و جيش الجمهورية الإسلامية و قوات الشرطة لما يبدوه من استعداد. القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية هي اليوم في خدمة الحق و الحقيقة و القيم الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة. أتقدم بالشكر و الثناء و الإشادة لشباب التعبئة المؤمن في أرجاء البلاد.. لهذه القلوب الطاهرة الخفّاقة بعشق الله المفعمة بالإيمان و الإخلاص و الصفاء.. حافظوا على هذا الإخلاص و الصفاء.
الساحة اليوم بهذا الانتظام المشهود تبعث على السرور و الافتخار. هذا الانتظام يدلّ على النضج الفكري و الاستعداد التام في الحقول المطلوبة. ستجري غداً بإذن الله المناورات البرية لهذا القوات المؤمنة هنا وفي سائر المناطق التي ذكرها الإخوة الأعزاء المسؤولون في حرس الثورة الإسلامية، وخططوا لها. أشكركم أنتم وكل الإخوة الأعزّة الذين لا يحضرون في ميدان هذه المناورات لكنهم حاضرون في الدائرة الواسعة التي تضمّ المناورات الكبرى لطريق القدس، و أدعو لكم جميعاً. و أسأل الله سبحانه بتضرع و خضوع أن يغدق عليكم جميعاً فضله و رحمته و لطفه و هدايته و توفيقه و عونه.
إلهي! أسألك بكتابك المنزل على نبيك و بآياته النيرة مُنَّ علينا بالحياة على طريق القرآن و الإسلام و أَمِتنا على هذا الطريق.
الهي! اجعل موتنا شهادة على طريقك.
الهي! اجعل قلب ولي العصر راضياً عنا.
الهي! اجعلنا من جند ذلك الإنسان العظيم.
الهي! ارزقنا رضا أرواح الشهداء و روح الإمام الكبير.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.