بسم الله الرحمن الرحيم (1)

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين.
مرحباً بكم كثيراً يا أعزائي أيها الشباب الصالحون، و أنا مسرور حقيقة و من أعماق قلبي لهذه الجلسة. تواجد الشباب المتحمس و الحيوي و المتحفز في مختلف ساحات البلاد قضية على جانب كبير من الأهمية. إنها حدث مهم للغاية. لقد سجلت نقطة لأذكرها، و سأذكرها هنا: الشباب الإيراني و الحمد لله شباب متحفزون متحمسون، و على الضدّ تماماً من الحالة التي تحاول بعض المراكز الإحصائية المغرضة، و ذات المصادر الأجنبية في الغالب، أو الأجنبية أساساً، أن تعلنه. إنهم يقولون إن الشاب الإيراني كئيب، و يجترحون تصنيفاً و درجات معينة، فيقولون إن الشاب الإيراني في الدرجة الفلانية من الكآبة، و يذكرون درجة عالية جداً. هذه كذبة محضة و خبيثة تحصل اليوم، و تتخذ ذريعة لسلسلة من الأعمال السيئة. يقولون: الشاب الإيراني كئيب، إذن ينبغي توفير أجواء حيوية و مفرحة له، كيف؟ بالكنسرتات و الموسيقى و الاجتماعات و المخيمات الجنسية المختلطة و حريات من هذا القبيل، هذه هي لوازم ذلك الكلام. كلا، على العكس، الشاب الإيراني اليوم من أنشط الشباب و أكثرهم حيوية و فعالية. انظروا إلى العالم الغربي و إلى الشباب الغربيين الكئيبين، و كم معدلات الانتحار مرتفعة هناك.
الكآبة حيث يحمل الشاب، نتيجة الضغوط النفسية، البندقية و يذهب إلى ساحل آمن و هادئ في ظاهره، و يطلق النار على نحو ثمانين طفلاً، الحدث الذي وقع قبل سنتين أو ثلاث سنوات في أحد البلدان الأوربية، و علم به الجميع و كان له انعكاساته في العالم. هذه هي الكآبة. الكآبة هي أن يأتي الشاب الأوربي من أجل الانتحار و ينخرط في سلك داعش. التقارير التي لدينا تشير إلى أن عدداً كبيراً من عناصر داعش الإنتحاريين هم شباب أوربيون. يريدون الانتحار فيتصورون أن هذا الانتحار فيه هياج و أفضل من إغراق النفس في النهر في البلد الأوربي الفلاني مثلاً، لذلك يأتون إلى هنا. يبحثون عن الهياج نتيجة الكآبة الشديدة الكاملة. هم الكئيبون. الشاب الإيراني الذي يحيي ليلة القدر و يأتي في اليوم التالي و هو صائم و في حرّ الصيف الشديد، و يخرج في مظاهرات في الشوارع، ثم يجلس تحت الشمس و يقيم صلاة الجمعة، هذا بعيد عن الكآبة فراسخ و فراسخ، و هو حيوي و مغتبط و نشيط.
جلستكم هذا اليوم و الكلام و الآراء التي عرضها أبنائي الأعزاء و الشباب الأعزاء و التي تستوعب طيفاً واسعاً من القضايا و الأمور، كلها دلائل على الحيوية و التفاعل، و هذا ما يؤثر علينا و على أمثالي، بمعنى أن هذه الحيوية و النشاط يؤثر على مستمعيكم و متلقيكم. على كل حال، أنا مرتاح كثيراً لجلسة اليوم، و أتقدم بالشكر للذين تحدثوا واحداً واحداً.
و قد سجلت بعض النقاط لأشير إلى بعض الأمور تعليقاً على ما تفضل به السادة و السيدات الذين تحدثوا، و لا أدري هل يسمح لنا الوقت أم لنا.
ذكر أحد الطلبة الجامعيين الأعزاء نقطة فقال إن الشعارات لا تجدي نفعاً و لا يمكنها فعل شيء. نعم، إذا كانت الشعارات بمعنى أن نبقى دائماً نرفع الشعارات و لا يكون وراءها عمل، فنعم، هذا صحيح، إذ لا يمكن للمجرد الشعارات أن تفعل شيئاً، و لكن لا تعتبروا الشعارات شيئاً قليل الأهمية و الفائدة، فالشعارات مهمة. لا أنسى أنه كانت لدينا قبل سنين من انتصار الثورة جلسة تضم طلبة الجامعات في مشهد، و كنتُ أقدم فيها محاضرات في التفسير. جماعة من الطلبة الجامعيين كان عددهم كبيراً بالقياس إلى عدد السكان و التجمعات آنذاك - عدة مئات من الطلبة الجامعيين أو أقل، كانوا يجتمعون في مكان واحد - و كنت ألقي عليهم محاضرات في تفسير القرآن الكريم، و التفاصيل طويلة. رفع أحدهم صوته بالشعارات في تلك الجلسة، و كنتُ أدير تلك الجلسة بترتيب و تخمينات خاصة، أي كنتُ أطرح القضايا الثورية الأساسية و المبدئية من خلال تفسير الآيات القرآنية، و لم أكن أرغب في القيام بأعمال ظاهرية مكشوفة تثير حساسية الجهاز الحاكم آنذاك فيمنع نشاطاتنا و أعمالنا. قلتُ في محاضرتي: رجاء لا تطلقوا الشعارات، الشعار لا هو كلام و لا هو عمل. إنه ليس بكلام لأنه كلمة واحدة، و ليس بعمل لأنه صوت يخرج من حناجركم. قلتُ هذا في محاضرتي هناك. في جلسة الأسبوع القادم قال أحد الطلبة الجامعيين إنني أريد الاعتراض على الفكرة التي طرحها فلان الأسبوع الماضي، فقلنا اطرح اعتراضك. قال إن فلاناً قال إن الشعار لا هو كلام و لا هو عمل، و الحال أن الشعار كلام و عمل في الوقت ذاته. إنه كلام لأنه كلمة و فيه مضمون مهم. نعم هو جملة واحدة لكنه يعبّر عن مجموعة من المضامين و المحتويات. و عليه يجب عليكم باعتباركم من أهل الكلام - و قد كنا من أهل الكلام و نتكلم و نبيّن و نحاضر و نشرح - أن تعتبروا هذا الكلام مغتنماً. و هو عمل لأنه محرّض و مثوّر، فالشعارات تأتي بالأفراد إلى الساحة و تعبئوهم و توجههم، إذن فهي عمل.
نعم، خلافاً لقول الأستاذ - و كان يقصدني - الذي قال إن الشعار لا هو كلام و لا هو عمل، الشعار كلام و عمل أيضاً. ذلك الطالب الجامعي الشاب الذي طرح هذا الرأي في ذلك الحين هو اليوم من مسؤولي البلاد و تعرفونه كلكم. كنتُ جالساً هناك و مستعداً للحديث، و عندما سمعتُ هذا الرأي قلتُ إن الحق مع هذا السيد، لقد صدق، فالشعار كلام و عمل كلاهما. و الآن أقول لكم الشيء نفسه، إذا كان الشعار جيداً و عميقاً و زاخراً بالمعاني و المضامين و ينمّ عن حقيقة ممكنة الانتشار فكرياً فسيكون هذا الشعار كلاماً و سيكون عملاً في الوقت ذاته، و يمكن لطرحه و رفعه أن يمارس دوراً توجيهياً و تثويرياً و محركاً. و عليه، إذا جاء شخص و كرر فقط كلمة مثل «الاقتصاد المقاوم» التي طرحناها، و يستمر في تكرارها و لا يكون وراء ذلك عمل، نعم، لا فائدة من مجرد التلفظ بهذا الكلام، لكن هذا الشعار نفسه «الاقتصاد المقاوم» إذا جرت متابعته في قلوب و ألسنة الناشطين في البلاد، و أنتم الطلبة الجامعيين من أهم الناشطين في البلاد، و تكراره - و سوف أتحدث عن هذا الجانب إن شاء الله قبل الأذان إذا اتسع المجال - فإنه سيكتسب أهميته.
و ذكرتْ نقاط أخرى منها التشدد مع التنظيمات الطلابية الثورية، و قد طرح هذا الشيء عدة أشخاص من هؤلاء الشباب الأعزاء هنا، و قد وصلتني تقارير بذلك. و أقول هنا للمسؤولين المحترمين الحاضرین - الوزراء المحترمين (2) - بأن لا تسمحوا بأيّ حال من الأحوال للأشخاص الذين يتولون الأمور و المسؤوليات و بيدهم مفاتيح الأمور بالتشدد مع التنظيمات الثورية و الإسلامية. لا تسمحوا بذلك على الإطلاق، و لا تضيقوا الأجواء، و دعوا التنظيمات الإسلامية و الثورية تعمل. هذه الآراء التي طرحت هنا هي آراؤنا، و هي نفسها الآراء التي يجب أن نطرحها نحن، و نفس الأعمال التي يجب أن نقوم بها نحن، و هؤلاء الشباب يطرحونها أيضاً، و سوف أشير إلى الدور المؤثر للتحدث بها و إعادتها و تكرارها من قبل الطلبة الجامعيين، دعوهم يقولوا هذا الكلام و دعوهم يعملوا، و أطلقوا أيدي التنظيمات الطلابية الجامعية الثورية و الإسلامية - و أشدد خصوصاً على التنظيمات الثورية - و وفروا لهم الإمكانيات و اللوازم، و لا تقيدوهم.
و هناك قضية الكنسرتات الموسيقية في الجامعات التي أشار لها أحد الطلبة الجامعيين الأعزاء بأن الجامعة ليست مكان كنسرتات. هذا صحيح، و قد سجلت هذا و هو من النقاط التي عندي. أن نأتي و نأخذ الطلبة الجامعيين، من أجل إضفاء النشاط و الحيوية على بيئة الطلبة الجامعيين كما نتصور، إلى مخيمات مختلطة أو نقيم لهم كنسرتات موسيقية في الجامعات، فهذا من أشد الأعمال خطأ. هناك طرق أخرى لحراك الطلبة الجامعيين و سعيهم و نشاطهم و حيويتهم، و يجب عدم جرّهم إلى الذنوب و خرق أستار التقوى - التي يصرّ الشاب المتدين اليوم على صيانتها و الحمد لله - ينبغي أخذهم إلى الجنة، و ليس إلى الجحيم. نعم، هذه الأعمال لا وجه لها إطلاقاً في الجامعات. و طبعاً فقد لاحظتُ علامات هذه القضية و المشكلة قبل سنين طويلة - حيث قام أحد التنظيمات الطلابية الجامعية بخطوة ما في إحدى الجامعات - و نبّهت و حذرت، لكن الأمر لم يتابع للأسف و ظهرت الآثار السلبية لعدة سنين. و اليوم ينبغي عدم السماح بمثل هذه الأعمال، فهذا ليس بخلاف الحرية و التحرر، و القيام بهذه الأعمال ليس دليلاً على الرغبة في الحرية و التحرر. إنها الأشياء التي يريدها و يتابعها أعداء المجتمع الإيراني و المجتمع المسلم و الحضارة الإسلامية و أعداء الطلبة الجامعيين الإيرانيين على وجه الخصوص، من أجل أن لا يسمحوا بظهور أمثال الشهيد شهرياري و أمثال الشهيد چمران من بين الطلبة الجامعيين الإيرانيين. أولئك عاشوا بطهارة و تقوى. و القضية ليست القضية النووية فقط، فهذه الحقول و الفروع العلمية التي تسمعون بها و يذكرونها في الإحصائيات بأننا من ضمن البلدان الثمانية الأولى في العالم، و من ضمن البلدان التسعة الأولى في العالم، و من ضمن البلدان العشرة الأولى في العالم التي حققت هذا التقدم العلمي أو ذاك، معظم رواد هذه الإنجازات هم الشباب المتدينون الثوريون. هذا هو الحال في القضية النووية، و في مجال النانو، و في الكثير من الحقول البحثية الأخرى الموجودة اليوم. هذه كلها جاءت على يد الشباب المؤمن المتدين الثوري، فهم الذين قاموا بهذه الأعمال الكبيرة. فهل نبعد الشباب عن الميول الثورية و الإسلامية و الدينية و المعنوية بهذه الأعمال الخاطئة؟ هذا أشد الأعمال خطأ. طبعاً كلا الوزيرين المحترمين موضع ثقتي، و لكن ليدققوا في من هم تحت مسؤوليتهم من الأشخاص، ليحذروا تماماً من الذين بأيديهم مفاتيح مثل هذه الأمور و الأعمال، و ليعلموا ما الذي يجري. هذه أيضاً نقطة.
نقطة أخرى ذكرها أحد الطلبة الجامعيين الأعزاء تتعلق بتأسيس كراسي التحرر الفكري بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا شيء صحيح تماماً، و أنا أوافق تأسيس كراسي تحرر فكري. و قد طرحنا هذه القضية، و كان هذا هو رأينا منذ البداية. ليأت شخص و يطرح رأيه المخالف، لكن عليكم أنتم الشباب من الطلبة الجامعيين الثوريين المتدينين الولائيين أن تتحلوا بالقوة المنطقية و قوة الدليل التي تستطيعون بها أن تقفوا أمامه ببرود أعصاب و تبطلوا أدلته. هذا جيد و صحيح. و هذا شيء ممكن اليوم، و لم يكن ممكناً قبل عشرة أعوام أو إثني عشر عاماً أو خمسة عشر عاماً، إنه ممكن اليوم. الشباب الذين ينشطون حالياً في مجال الدين و لديهم قدرات فكرية جدية كثيرون، و لا إشكال في ذلك. طبعاً لهذه العملية آدابها و ترتيباتها، أي إن كراسي التحرر الفكري لها ترتيباتها و آدابها، و يجب على مسؤولي الأجهزة المعنية أن يحددوا بطريقة عقلائية هذه الترتيبات و الآداب ليستطيعوا توجيه العملية و هذه الكراسي بنحو صحيح لتقوم بدورها و وظيفتها. هذه أيضاً نقطة.
و أشاروا إلى نقطة أخرى هي أن يتحدث عدد من الأشخاص عن لسان القيادة بصفتهم ممثلين للقيادة. أنا لم يعجز لساني عن الكلام لحد الآن و الحمد لله، و كلامي مقدم على كلامهم، فما أقوله هو كلامي، و الذين يتحدثون - ممثلو القيادة و المنصوبين من قبل القيادة و ما إلى ذلك و عددهم كبير - لا يتحدثون عن لسان القيادة، دققوا في هذه النقطة. في نفس هذه القضية التي ذكروها، الشخص الذي ذكروا اسمه، ذلك الشخص قال كلامه و رأيه، و لم يقل شيئاً عن لسان القيادة. و أنا أيضاً قلتُ كلامي، قبل ذلك و بعده، و اسمعوا كلامي مني. الكثير من هؤلاء السادة المحترمين المنصوبين من قبل القيادة، قد تكون لهم في القضية السياسية أو الاجتماعية أو العقيدية الفلانية المعینة آراء غير آراء القيادة، و نحن لم نعتبر هذا إشكالاً، فالمهم عموماً بالنسبة لنا هو الاتجاهات الكلية العامة، و المنحى الثوري، و إلا فنحن لا نجتمع و ننسق في ما بيننا في كل قضية لنرى هل رأينا واحد في القضية الفلانية أم لا. هو طرح رأيه بالتالي. و لا يمكن أن نقول على الفور لكل من طرح رأياً و قال شيئاً من ممثلينا: يا فلان، هذا خطأ و حماقة، و هذا صواب، و لتعلن عن ذلك العلاقات العامة، هذا أيضاً غير متاح. نعم، إذا قال شخص عن لساني شيئاً و وصل سمعي و لا يكون صحيحاً فإننا سنقول له فوراً و ننبّه للأمر، و هذا ما حصل مراراً، و نبهنا و قلنا لهم بأن يصلحوا الأمر و قد أصلحوه. لا نرى مصلحة في أن نصدر بیاناً هنا إذا قال شخص شيئاً، نقول فيه إن فلاناً أخطأ بقوله هذا (3)، هذا غير ممكن. أين ما قالوا شيئاً بخلاف رأينا - طبعاً نقلاً عني، أما إذا قال شيئاً على حسابه الخاص فلا - و نقلاً عني نعلمهم و نقول لهم إننا سمعنا إنكم قلتم ذلك الشيء نقلاً عنا، و يجب عليكم الإصلاح. هذه أيضاً نقطة.
نقطة أخرى طرحوها على شكل سؤال هي ما سيكون وضع الكفاح ضد الاستكبار بعد المفاوضات؟ و هل يمكن تعطيل الكفاح ضد الاستكبار؟ الكفاح ضد الاستكبار و ضد نظام الهيمنة لا يتعطل و لا يتوقف. و هذا من تلك النقاط التي صادف أن سجلتها اليوم لأذكرها لكم. هذه من أعمالنا و من مهماتنا الأساسية، و من أسس الثورة. فإذا لم يكن هناك كفاح ضد الاستكبار فلن نكون من أتباع القرآن. الكفاح ضد الاستكبار لا ينتهي. و بخصوص مصاديق الاستكبار، أمريكا هي أتم مصاديق الاستكبار. لقد قلنا للمسؤولين المحترمين الذين يفاوضون في الشأن النووي - و قد حصلوا على ترخيص بأن يتحاوروا وجهاً لوجه، و طبعاً كان للأمر سابقته، لا في هذا المستوى، بل كان له سابقته بمستويات أدنى، أما على هذا المستوى فإنها المرة الأولى - قلنا لهم إنه يحق لكم التفاوض في الشأن النووي فقط، و لا يحق لكم التفاوض في أية قضية أخرى، و هم لا يتفاوضون. الطرف المقابل يتطرق أحياناً لقضايا المنطقة و سورية و اليمن و ما إلى ذلك، فيقول هؤلاء إننا لا كلام لدينا معكم حول هذه الشؤون و لا نتكلم. المفاوضات حول الشأن النووي فقط، و للأسباب التي ذكرتها و كررتها عدة مرات و قلتُ لماذا اخترنا في الشأن النووي هذا الاتجاه و المنحى. لقد شرحتُ هذه الأمر بالتفصيل. الكفاح ضد الاستكبار لا يتوقف، و أمره واضح تماماً، فأعدوا أنفسكم لمواصلة الكفاح ضد الاستكبار.
من القضايا التي طرحوها مؤخراً قضية زواج الشباب، و من المتيقن منه أن الجميع - البنين و البنات - يرغبون في ذلك. و أنا هنا و في ضوء توصية هذا الشاب العزيز الذي طلب مني أن أنبّه الآباء و الأمهات، أنبّه الآباء و الأمهات، فأرجوكم و أطلب منكم أن تسهلوا فرص الزواج بعض الشيء. الآباء و الأمهات يتصعّبون، و لا حاجة للتصعب أبداً. نعم، هناك مشكلات طبيعية - قضية السكن و قضية العمل و ما إلى ذلك من قضايا - و لكن «اِن يكونوا فُقَرآءَ يغنِهِمُ اللهُ مِن فَضلِه» (۴)، هذا ما يقوله القرآن. قد لا تكون للشاب إمكانيات مادية مناسبة في الوقت الحالي، لكن الله تعالى سوف يسهّل و يفرّج بعد الزواج إن شاء الله. لا توقفوا زواج الشباب، الذي أرجوه أن يتنبّه الآباء و الأمهات لهذه القضية.
طبعاً من المسائل المهمة هو أن تقليد الخطوبة و التوسّط لزواج البنات قد قلّ للأسف، و هذا شيء لازم. ثمة أفراد - و قد كان هذا الشيء دارجاً في الماضي، و الآن أيضاً مع ازدياد جيل الشباب في مجتمعنا، ينبغي أن يكون هذا الأمر شائعاً - يعرفون البنين و الشبان، و يعرّفونهم على عوائل البنات، و يعرفون البنات فيعرّفون عوائل البنين عليهن، و يسهلون و يعدّون لأمر الزواج، ليفعلوا هذا. كلما استطعنا حل المشكلة الجنسية للشباب في المجتمع، لكان ذلك لصالح دنيا المجتمع و آخرته، و لصالح دنيا بلادنا و آخرتها، ثم إنها حالة مهمة بالنسبة لقضية زيادة النسل التي أشدد عليها. و أعود و أقول هنا لوزير الصحة المحترم بأنه تصلني تقارير بأن إرادتكم التي هي نفسها إرادتي، أي قضية الحيلولة دون تحديد النسل و الإنجاب - و تحديد النسل كان سياسة، لذلك سُمح بالحيلولة دون تلك السياسة - لا تطبق بشكل صحيح، و لا تزال الأمور في بعض المواطن على سياقها السابق.
أيها الأعزة، ها قد انتهى شهر رمضان فصل المعنوية و ربيع المعنوية و ربيع النقاء، و نحن نمرّ بالأيام الأخيرة من شهر رمضان. إذا كانت أرض قلوبكم الخصبة و أرواحكم الطاهرة قد تأثرت إن شاء الله بالأمطار اللطيفة و اللطف الإلهي لهذا الشهر فإنها ستؤتي ثمارها في المستقبل. طبعاً فصل النماء المعنوي لا ينتهي أبداً بالنسبة للشباب، نعم، لشهر رمضان خصوصيته، لكن نماء المعنوية ممكن دوماً عند الشباب. يسألني الشباب دائماً - في الرسائل و وسائل الاتصال المتوفرة هذه - و يطلبون النصيحة بشأن المعنوية و التسامي الروحي و ما شاكل، طيب، هناك أشخاص يمدّون بسط الإرشاد و ما شابه، و ليس كلهم موثوقاً، فبعضهم أشبه بمن يفتح دكاناً و لا يمكن الاطمئنان له. الشيء الذي سمعته من الأجلاء الكبار و أقوله لكم، كلمة واحدة: أهمّ عمل للتسامي المعنوي و الروحي هو اجتناب الذنوب، هذا هو أهم عمل. حاولوا اجتناب الذنوب، و الذنوب متنوعة، فهناك ذنوب اللسان، و هناك ذنوب العيون، و هناك ذنوب اليدين، و هناك أنواع الذنوب و المعاصي، فاعرفوا الذنوب و راقبوا أنفسکم. التقوى! هذا هو معنى التقوى، التقوى تعني المراقبة و الحذر. عندما تسيرون في جادة خطرة تراقبون بدقة. هذه هي التقوى، فراقبوا و اجتنبوا المعاصي. هذا هو أهم سبيل لرفعة المعنوية. و طبعاً يأتي بعد ذلك مباشرة أداء الفرائض، و الصلاة هي الأهم بين الفرائض، الصلاة في أول الوقت و بحضور قلب. حضور القلب معناه أنكم حينما تصلون تعلمون أنكم تتكلمون مع شخص، و هناك من تكلمونه. تفطنوا إلى هذا المعنى. و أحياناً يشرد بال الإنسان، لا إشكال في ذلك، بمجرد أن يعود بال الإنسان للتركيز يحيي في نفسه مرة أخرى حالة الوقوف بين يدي من يكلمه، هذا هو حضور القلب. الصلاة بحضور قلب و الصلاة في أول الوقت، و صلاة الجماعة بالقدر المستطاع، راعوا هذه الأشياء و سوف تكتسبون الرفعة الروحية و تصبحون ملائكة، و تتسامون حتى أعلى من الملائكة، اعلموا هذا. أنتم شباب و قلوبكم طاهرة و أرواحكم نقية و غير ملوثة بالأدران أو إنها قليلة التلوث جداً. حينما يصل المرء إلى أعمارنا تصير مشكلاته كثيرة. و عليه، إذا راعيتم هذه الأمور فلا ضرورة لأية نصيحة أخرى، و لا حاجة لأذكار خاصة و ما شاكل. طبعاً من الجيد جداً أن تأنسوا بالقرآن و تصحبوه؛ إقرأوا كل يوم و لو عدة آيات من القرآن، فهذا حسن جداً، و اهتموا بالفرائض.
و من بين الفرائض هناك الفرائض الطلابية. شريحة طلبة الجامعات شريحة ممتازة و خاصة. على هذه الشريحة فرائض لأسباب ذكرتها مراراً طوال سنوات في هذه الجلسات الرمضانية مع الطلبة الجامعيين و لا أريد تكرارها الآن. الفريضة الطلابية الأولى هي النزعة المبدئية. البعض يروّجون و يتظاهرون بأن النزعة المبدئية تتعارض مع النزعة الواقعية، لا يا سيدي، النزعة المبدئية تعارض النزعة المحافظة، و لا تتصادم مع النزعة الواقعية. النزعة المحافظة معناها أن تستلموا لكل واقع - مهما كان مرّاً و سيئاً - و لا تبدون عن أنفسكم أيّ تحرك و عمل، هذه هي النزعة المحافظة. معنى النزعة المبدئية هو أن تنظروا للواقع و الواقعيات و تعرفوها بدقة و بشكل صحيح، فتنتفعوا من الواقعيات الإيجابية و تجابهوا و تكافحوا الواقعيات السلبية. هذه هو معنى النزعة الواقعية. ضعوا المبادئ و المثل نصب أعينكم. هذه هي الفريضة الأولى على عاتق الطلبة الجامعيين.
ما هي المبادئ؟ من الأشياء التي دوّنتها هنا باعتبارها مبادئ: تأسيس مجتمع إسلامي و حضارة إسلامية، أي إحياء فكر الإسلام السياسي. لقد حاول البعض منذ قرون إبعاد الإسلام عن الحياة و عن السياسة و عن إدارة المجتمع ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، و حصره بالشؤون الشخصية، و أن يقلصوا الشؤون الشخصية شيئاً فشيئاً ليقصروها على أمور القبور و مجالس العقد و ما إلى ذلك، لا، ما جاء الإسلام «الّا لِيطاعَ بِاِذنِ الله» (۵)، و ليس الإسلام فقط بل هكذا هم كل الرسل و الأنبياء. جاءت الأديان الإلهية لكي تطبق في المجتمع و تتحقق تحققاً واقعياً في المجتمع. هذا ما يجب أن يحصل. هذا أحد أهم المبادئ و المثل.
و الثقة بالنفس مبدأ آخر من المبادئ، و هي نفسها عبارة «نحن قادرون» التي وردت في كلماتكم. هذا مبدأ. ينبغي السعي لتكريس فكرة الثقة بالذات الوطنية و الاعتقاد بالقدرات الوطنية. يجب بالتأكيد متابعة هذا الشيء كمبدأ. طبعاً متابعة المبادئ لها لوازمها و ضروراتها، و ينبغي العمل بهذه اللوازم.
من المبادئ التي سجلتها الكفاح ضد نظام الهيمنة و الاستكبار. نظام الهيمنة هو النظام القائم على أساس علاقة المهيمن بالخاضع للهيمنة، بمعنى أن بلدان العالم أو المجاميع البشرية في العالم تتقسم إلى مهيمن و خاضع للهيمنة، و هذا هو الحاصل في العالم اليوم، فالبعض مهيمنون و البعض خاضعون للهيمنة. و المعركة ضد إيران ترجع إلى هذا السبب، اعرفوا هذا. المعركة ضد الجمهورية الإسلامية هي لأنها رفضت نظام المهيمن و الخاضع للهيمنة. إنها ليست مهيمنة و أخرجت نفسها عن الخضوع للهيمنة، و قاومت و صمدت على هذا الموقف. إذا نجحت إيران و تقدمت - تقدماً علمياً و صناعياً و اقتصادياً و اجتماعياً و اتسع نفوذها إقليمياً و عالمياً - سوف يتوفر نموذج للشعوب يؤكد لها أنه بالإمكان عدم الخضوع للهيمنة و الاعتماد على الذات و التقدم. لا يريدون حصول ذلك، و المعركة كلها على هذا الشيء، أما سائر الكلام فمجرد ذرائع.
من المبادئ أیضاً طلب العدالة و المناداة بها، و هو ما ذكره بعض الإخوة هنا. قضية العدالة و المطالبة بالعدالة على جانب كبير من الأهمية و لها شعب و فروع متنوعة، و يجب عدم الاكتفاء بالاسم بل ينبغي المتابعة بشكل حقيقي. و من ذلك أيضاً أسلوب الحياة الإسلامي. و منها أيضاً الحرية و طلب الحرية، و الحرية هنا ليست بالمعنى الغربي الخاطئ المنحرف، حيث معنى الحرية أن تعيش الفتاة هكذا و يعيش الفتى هكذا. اللعنة على الذين يعارضون سنة الزواج صراحة و بخلاف السنن الإسلامية و بخلاف سنة الزواج، و تروّج لذلك للأسف بعض أجهزتنا الثقافية و منشوراتنا؛ يجب مواجهة ذلك. قضية المطالبة بالحرية في الفكر و في العمل الفردي و في العمل السياسي و في العمل الاجتماعي و في المجتمع، و معنى المطالبة بالحرية على مستوى المجتمع هي نفسها الاستقلال.
و من جملة المبادئ النمو العلمي، و من جملة المبادئ العمل و الجد و اجتناب الكسل و ترك الأمور و الأعمال نصف منتهية. و من المبادئ توفير جامعة إسلامية، هذه من المبادئ.
طيب، قد يقول قائل كيف نتابع هذه المبادئ؟ فلا تأثير لنا في البلاد، و هناك مجموعة من المدراء يقومون بأعمالهم و نحن هنا نطلق الشعارات و نتكلم. هذا خطأ في فهم المسألة، فالأمر ليس كذلك على الإطلاق. الطالب الجامعي صانع قرارات و الطالب الجامعي صانع خطاب. عندما تتابعون مبدأ و تتحدثون عنه و تكررونه و تصمدون عليه بجد فإن ذلك يخلق خطاباً في المجتمع، و من شأن هذا أن يؤدي إلى صناعة قرارات. فلان الذي هو صاحب قرار في المركز الفلاني لاتخاذ القرارات و إدارة البلاد، سيضطر لمتابعة الشيء الذي أضحى خطاباً في المجتمع. و النموذج الحيّ لذلك هو خطاب النهضة البرمجية و إحياء الحركة العلمية الذي طرح و تكرر و حصل ترحيب به لحسن الحظ و صار خطاباً، و تبرمجت مسيرة المجتمع في ضوئه، و نحن نسير منذ عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً على هذه الشاكلة و التقدم من الناحية العلمية. و كذا الحال في كل المجالات و على جميع الأصعدة، يمكن للطالب الجامعي أن يكون مؤثراً. روى أحد الأعزاء عن المرحوم الشهيد بهشتي قوله إن الطالب الجامعي هو مؤذن المجتمع و عندما يبقى نائماً فإن الناس يبقون نياماً. هذا تعبير جيد، يمكنكم أن تكونوا موقظين و صناع خطاب، و لا تتصوروا أبداً أن أعمالكم هذه كطلبة جامعيين غير مؤثرة.
لا تهدروا أوقاتكم عبثاً؛ الكثير من شبابنا - من الطلبة الجامعيين و من غير الطلبة الجامعيين - يهدرون أوقاتهم، و يتجولون في هذه الشبكات الاجتماعية و ما إلى ذلك أو في بعض جلسات السجالات و المجادلات العبثية. لا تهدروا أوقاتكم و استخدموا الوقت بصورة صحيحة، فتابعوا دراستكم و تابعوا أعمالكم التنظيمية، تابعوا كلا المجالين.
طيب، رفع الأذان، و لم أذكر سوى جانب صغير مما أردت قوله، و بقي جانب كبير جداً، فما نفعل الآن برأيكم؟ ... استعدوا بعد الإفطار لنواصل الحديث شريطة أن يساعدني الحال، و طبعاً إذا تحدثتُ فسأتحدث بإيجاز (6).
***
بعد صلاتي المغرب و العشاء و الإفطار
بسم الله الرحمن الرحيم
إذن، قلتُ إن أجواء الطلبة الجامعیین إذا اعتقدت اعتقاداً راسخاً بفكرة و تابعتها في نشاطاتها الطلابية المتنوعة فسيكون لذلك تأثيراته في مستقبل البلاد. من الخطأ التصور بأنه ما الفائدة من أن نقوم بهذه النشاطات و المساعي باعتبارنا طلبة جامعيين؟ و ما هو تأثيرها في واقع البلاد؟ لا، لها تأثيرها و تأثيراتها كبيرة. و آلية تأثيرها هي تلك التي ذكرتها، سوف تتحول هذه الفكرة إلى خطاب، في أجواء الطلبة الجامعيين أولاً و في أجواء البلد بالتدريج، و هذا ما يجعلها عنصراً صانعاً للقرارات. نعم، قد لا تكونوا في التنظيم الفلاني ممن يتخذون القرارات للبلاد، و لكن بوسعكم أن تكونوا صناع قرارات. إذن، تابعوا المبادئ. أشرتُ إلى عدد من مصاديق المبادئ، لكن المبادئ ليست هذه فقط، و يمكنكم أن تبحثوا في مجموعة كلمات الإمام الخميني و في منظومة معارف الثورة الإسلامية و من خلال المطالعة الدقيقة في القرآن الكريم و نهج البلاغة، و تنظموا لائحة بالمبادئ و تصنفوها و تبوّبوها و تبحثوا فيها و تصمدوا عليها و لا تتراجعوا عنها، بمعنى أن الواقعيات ينبغي أن لا تبعدنا عن المبادئ. يجب أن تكون الواقعيات كالسلم الذي يوصلنا إلى المبادئ. و إذا وجد واقع مزاحم نواجهه و نعارضه و نرفعه عن طريقنا، هذا هو معنى النزعة المبدئية. طبعاً النقطة المقابلة لذلك - كما ذكرت - هو النزعة المحافظة، بمعنى أن نتكيّف مع الواقعيات و نقبل حتى السيّئ منها و نقبل الحسن منها أيضاً، تحت طائلة «و ماذا يمكن أن نفعل، لا حلّ أمامنا»، و من البديهي إلى أين سيصل مصير مثل هذا الشعب.
إذا أرادت التنظيمات الطلابية الجامعية و تيار الطلبة الجامعيين تحقيق مثل هذا التأثير فلذلك لوازمه و ينبغي مراعاة هذه اللوازم. من هذه اللوازم العمل و البحث في المفاهيم الإسلامية، أي التعمق في الأمور و القضايا، فالنظرة السطحية مضرة. و قد شاهدتُ اليوم طبعاً في الكلمات التي ألقاها هؤلاء الأعزاء - في بعض هذه الكلمات و لا أقول كلها - علامات التعمق. وجدتُ أن الطالب الجامعي الشاب ينظر لحسن الحظ نظرة عميقة للأمور. هذا هو الشرط الأول.
أحياناً ترفع شعارات هي إسلامية في ظاهرها لكنها غير إسلامية في الباطن، و من جملة ذلك ما شاع مؤخراً و يسمع به المرء في الكتابات و الخطابات من «الإسلام الرحماني». هذا تعبير جميل بالتالي، فالإسلام جميل و الرحماني جميل، و لكن ما معنى ذلك؟ ما هو تعريف الإسلام الرحماني؟ الله تعالى رحمن و رحيم، و في الوقت ذاته أشدّ المعاقبين، عنده جنة و عنده جهنم. لم يساو الله تعالى بين المؤمنين و غير المؤمنين: «اَفَمَن كانَ مُؤمِنًا كمَن كانَ فاسِقًا لا يستَوون» (۷). حين يقال الإسلام الرحماني فما هو حكمه بشأن المؤمن و غير المؤمن، و الكافر، و العدو، و الكافر غير العدو؟ إطلاق كلمة هكذا من دون تعمق عمل خاطئ و مضلل في بعض الأحيان. البعض عندما يستخدمون تعبير «الإسلام الرحماني» في كلامهم و كتاباتهم و تصريحاتهم، يلاحظ الإنسان أن هذه الإسلام الرحماني مفردة أساسية للتعبير عن المعارف النابعة من الليبرالية، أي الشيء الذي يسمونه في الغرب الليبرالية. و طبعاً تعبير الليبرالية و عنوان الليبرالية تعبير غير صحيح للإشارة إلى الحضارة و الثقافة الغربية و الإيديولوجيا الغربية، لأنهم ليسوا حقاً ليبرالييين و لا يؤمنون بالليبرالية بالمعنى الحقيقي للكلمة، و لكن الليبرالية بالتالي مصطلح. إذا كان الإسلام الرحماني إشارة إلى هذا المعنى فهذا لا هو إسلام و لا هو رحماني، مطلقاً. تنبع الليبرالية من الفكر الأوربي في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر، أي البنية التحتية الفكرية الأومانية التي ترفض المعنوية و الله و ما شاكل. و لأنّ الله غير موجود إذن يعود الأمر للأذواق، هكذا هي الأمور البشرية، حتى بالنسبة للحقائق العلمية و الحقائق المختبرية لاحظوا كم الأذواق مختلفة. يصلون اليوم إلى تشخيص معين حول مادة معينة باعتبارها مفيدة للمرض الفلاني أو المشكلة الفلانية، و بعد فترة يعلن علماء آخرون أن هذه المادة ليست مفيدة بل مضرة. أي إن الأمور غير المستندة على الوحي الإلهي معرضة للخطأ و الاشتباه و التفكير بشأنها على نحوين و ما إلى ذلك. إذن، حين لا يكون التفكير إلهياً سيكون ذوقياً، و إذا كان ذوقياً عندئذ ستعرّف القيم على أساس مصالح الجماعات القوية.
ثمة اليوم شيء يسمّى القيم الأمريكية، و تسمعون في كلام الأمريكيين أنهم يقولون: القيم الأمريكية، و قيمنا. مؤسسو أمريكا المستقلون في القرن الثامن عشر حين خرجت أمريكا من مظلة الاستعمار البريطاني و طرحت نفسها كبلد في الجانب الآخر من العالم - الأشخاص الذين كانوا آنذاك، جورج واشنطن و من حوله و من خلفه - وضعوا قيماً اسمها القيم الأمريكية. نفس تلك القيم في مقام التقييم هناك مؤاخذات و مشكلات في الكثير منها. هذه الأشياء التي تفضي و تنتهي إلى هذا الوضع من نهب العالم في نظام الهيمنة اليوم، و لكن نفس تلك القيم - حتى الأشياء الإيجابية و الحسنة - نسيت اليوم في المجتمع الأمريكي و النظام السياسي في أمريكا. قبل عدة سنوات قمتُ بدراسة في خصوص كلام هؤلاء السادة الذين يصطلح عليهم منذ مائتي عام أو أكثر مؤسسو أمريكا، و ما قالوه من كلام، و الميثاق الذي دوّنوه بوصفه ميثاقاً أمريكياً و قيماً أمريكية، و قارنته بسلوكيات السادة اليوم فوجدتُ أن الكثير منه قد نُقض. و بدا لي في حينها أن من المناسب أن يعرض شخص هذا التناقض على الشعب الأمريكي و يقول لهم هذه هي القيم التي تتحدثون عنها، و هي غير موجودة اليوم في سلوك الحكومة الأمريكية و نظام الولايات المتحدة الأمريكية. إذا كان تعبير «الإسلام الرحماني» إشارة إلى مثل هذا الشيء، فهو شيء خاطئ مائة بالمائة.
و إذا كان القصد من الإسلام الرحماني أن ننظر لكل الكائنات في العالم بعين الرحمة و المودة، فهذا أيضاً شيء خاطئ و بخلاف القرآن. صريح القرآن الكريم ينطق بخلاف هذا الكلام. نعم، الإسلام لا يقصر المحبة و المودة و المعدلة (8) على المسلمين، و يقول إذا كنتم قادرين فتعاملوا بالمودة و المعدلة مع غير المسلمين أيضاً شريطة أن لا يكونوا قد عادوكم و لا يريدون معاداتكم. يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع) في خطبته المعروفة: «بَلَغَني اَنَّ الرَّجُلَ مِنهُم كانَ يدخُلُ على المَرأَةِ المُسلِمَةِ وَ الأخرى المُعاهِدَة» (۹)، ثم يقول عليه السلام إن الإنسان المسلم لا يلام إذا مات حزناً من هذا الألم، لماذا يموت حزناً؟ لأن جنود معاوية دخلوا على النساء غير المسلمات - النساء المعاهدات أي النساء المسيحيات و اليهوديات اللواتي يعشن في ذمّة الإسلام - و أهانوهن و سلبوا معاضدهن و حليهن من أيديهن مثلاً. يقول الإمام علي عليه السلام إن الإنسان يجدر به أن يموت حزناً و كمداً من هذا. نعم، هكذا هو الإسلام تجاه غير المسلمين الذين لا يناصبون العداء. يقول القرآن الكريم: «لا ينهكمُ اللهُ عَنِ الذَّينَ لَم يقاتِلوكم فِي الدّينِ وَ لَم يخرِجوكم مِن دِيارِكم اَن تَبَرّوهُم وَ تُقسِطوا اِلَيهِم» (۱۰)، يقول: إحسنوا إلى الكافرين الذين لم يعادوكم و لا يعادوكم و تعاملوا معهم بالقسط و العدل، لكنه يقول من ناحية أخرى: «اَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَكثوا اَيمانَهُم وَ هَمّوا بِاِخراجِ الرَّسولِ وَ هُم بَدَءوكم اَوَّلَ مَرَّة» (۱۱)، يقول ألا تريدون مقاتلة أناس نكثوا عهودهم و عملوا على إفساد حياتكم و حياة رسولكم و بدأوكم بالعداء؟ هذه آية قرآنية و لهجتها لهجة عتاب و ملامة. يقول: «اَتَخشَونَهُم»، هل تخافونهم؟ ثم يقول: «فَاللهُ اَحَقُّ اَن تَخشَوه»، إذا كنتم صادقين و مؤمنين فيجب أن تخافوا الله لا أن تخافوا هؤلاء الناس. هذا هو القرآن. إذا كان معنى الإسلام الرحماني أن نتعامل بوجوه تعلوها المحبة و قلوب نقية طاهرة مع الأعداء الذين يعملون ضد الإسلام و ضد إيران و ضد شعب إيران و ضد تقدم إيران، و لا يدّخرون أيّ جهد في هذا السبيل، فلا، ليس هذا بإسلام. إنني لا أوصي بمثل هذه المعارف المختلقة المفتعلة، لكنني أوصي بالمعارف الإسلامية الواقعية. لتعمل التنظيمات الطلابية الجامعية على المعارف الإسلامية. و ليست الكتب التي لدينا بقليلة، لدينا الكثير من الكتب. في يوم من الأيام كنا مضطرين لمراجعة كتب الشهيد مطهري فقط - و طبعاً لا تزال تلك الكتب في القمة و ذات قيمة كبيرة جداً - و لكن لدينا اليوم الكثير من الكتب غير تلك. بوسع الطلبة الجامعيين أن يختاروا أساليب و مناهج دراسية بحثية و يطالعوا و يدرسوا و يبحثوا و يعقدوا جلسات خطابة و يقيموا محاضرات و طاولات مستديرة، أيْ أن يرفعوا مستوياتهم. هذه من اللوازم.
و من لوازم التأثير أن تستطيعوا اجتذاب عموم الطلبة الجامعيين. التنظيمات هي أقلية من الطلبة الجامعيين. إذا جمعنا كل أفرادكم باعتباركم تنظيمات فلن تكونوا أكثرية وسط الحشود الكثيفة للطلبة الجامعيين. يجب أن تستطيعوا إيجاد الجاذبية في أنفسكم و تستقطبوا الطلبة الجامعيين. كيف تتوفر الجاذبية؟ أتصور أن هناك طرقاً كثيرة، فأنتم شباب و إبداعاتكم أكثر منا - و نحن أيضاً عندما كنا شباباً كانت تخطر ببالنا عشرة أشكال من العمل لكل قضية، و الآن تعمل أذهانكم أفضل - اعثروا على ابتكارات و إبداعات لجعل الجماعات الطلابية الجامعية جذابة.
طبعاً، خلق الجاذبية عن طريق المخيمات المختلطة عمل خاطئ مائة بالمائة. البعض يريدون إيجاد مثل هذه الجاذبيات. المجموعة الطلابية الجامعية، إما بعنوان مجلجل هو مجموعة الجمعية العلمية التخصصية أو حتى تحت عنوان الإسلامي، يأخذون البنات و البنين سوية إلى الجبال و إلى سفرات لأوربا، و إلى مخيمات خارج البلاد! هذا بلا شك خيانة لأجواء الطلبة الجامعيين و خيانة لجيل البلاد المستقبلي، بلا شك. ليست هذه هي سبل الجاذبية. كما قالوا و أكدتُ أنا، ليس سبيل جعل مجاميعكم جذابة أن تقيموا كنسرتات موسيقية. قلتُ إن تنظيمات الطلبة الجامعيين فعلت هذا في يوم من الأيام، قبل سنوات من الآن. و كان هذا بالنسبة لنا سؤالاً: لماذا تفعل الجماعات الطلابية الجامعية هذا؟ كان الأمر عجيباً جداً بالنسبة لي. و عندما سألنا قالوا نريد استقطاب الطلبة الجامعيين. و قد أصابتنا آثار ذلك لاحقاً.
و قد تذكرتُ حادثة رواها سيد قطب في أحد كتبه، و قد رويتُها نقلاً عنه في إحدى الكتابات قبل سنين، قبل الثورة. يقول كنتُ أسير في إحدى مدن أمريكا فوصلتُ إلى كنيسة و شاهدتُ إلى جوار الكنيسة صالة اجتماعات. و كان في تلك الصالة نشاط أو سهرة ليلية، و حينما قرأت برنامج السهرة وجدت أنه يتضمن موسيقى كذا و غناء كذا بعدها عشاء خفيف ثم جلسة كذا، فرغبتُ أن أذهب و أرى ما الأمر؟ قال ذهبتُ ليلاً فوجدتُ صالة مثل كاباريه، و تأتي البنات و البنون و الشباب يجلسون هناك و يأنسون، و تقدم برامج على خشبة المسرح كالموسيقى و ما شاكل، فجلستُ و تفرجتُ على الوضع هناك. ثم جاءوا بعشاء خفيف فأكلنا، ثم جاءوا بشراب أو شيء من هذا القبيل (12)، و كان الجزء اللافت هنا، يقول مضت من الليل عدة ساعات و كان آخر الليل فوجدت القس - قس تلك الكنيسة التي تعود لها هذه الصالة - جاء بكامل الوقار و دخل من طرف الخشبة و ذهب إلى أزرار المصابيح و أطفأ بعض المصابيح ثم غادر. يقول: ذهبتُ بعدها و لم أبق (13). و في اليوم التالي ذهبتُ إلى ذلك القس و قلت له: أي وضع هذا؟ أنت رجل دين و مبلغ ديني، فما هذا الوضع الذي أقمتموه البارحة بكل هؤلاء الشباب و البرامج؟ فقال: سيدي أنت لا تدري، أنا مضطر من أجل اجتذاب الشباب إلى الكنيسة أن أفعل هذا. يقول: قلتُ له - و التعبير من عندي - تبّاً لهذه الكنيسة (14)، دعهم يذهبوا للكاباريه، إذا تقرر أن تجري هنا نفس الأعمال التي تجري في الكاباريه، طيب، ليذهبوا إلى الكاباريه نفسها، لماذا يأتون إلى الكنيسة؟
إذا تقرر أن نستقطب الشباب بالفسق و الفجور و الاختلاط و الموسيقى الحرام و ما شابه ذلك، فلماذا نسمّي أنفسنا إسلاميين؟ لم تعد هذه برامج إسلامية، بل هي غير إسلامية، و ضد الإسلام. إذن، الجاذبية التي أتحدث عنها و أقول يجب على التنظيمات الإسلامية أن تكتسبها ليست من هذا القبيل من الجاذبيات، فهذه ضد المصلحة و ضد الحق، و هي خيانة لأجواء الطلبة الجامعيين، إنما المراد الجاذبية بالطرق الصحيحة.
من أنواع خلق الجاذبية أن تجدوا كلاماً جديداً: «إإتِ بكلام جديد فللجديد حلاوة أخرى» (15)، الكلام الجديد. و ليس الكلام الجديد بمعنى الكلام المختلق، هناك الكثير من الحقائق يصادفها الإنسان بقراءة القرآن و قراءة نهج البلاغة و في الروايات. أنا مثلاً، و قد كنتُ في هذه المجالات و عملتُ في هذه الحقول ستين أو سبعين سنة، أشغل التلفاز أحياناً و يكون أحد السادة مثلاً يتحدث، فيقول شيئاً أجد إن هذه النقطة جديدة بالنسبة لي، و لم أكن قد فهمتها لحد الآن و لم استفدها، و قد استفدتها الآن. بمعنى أن هناك كلاماً جديداً بالنسبة لشخص أمضى ستين أو أكثر من ستين سنة - و أنا معمّم لأكثر من ستين سنة - في أجواء العلوم الدينية و ما شاكل، و نقرأ القرآن بكثرة و أنا على صلة كبيرة بالروايات و الأحاديث، و ألقيتُ دروساً قرآنية طوال سنين، و ألقيتُ دروساً من نهج البلاغة لسنين طويلة، و مع ذلك يأتي طالب علوم دينية شاب مثلاً و يتحدث في التلفاز و يكون في كلامه شيء جديد بالنسبة لي فاستفيد منه. هناك الكثير من الكلام الجديد، فليبحثوا عن الكلام الجديد، و لكن ليكونوا أناساً لديهم أهلية هذه العملية و قادرين عليها. الكلام الجديد ليس مجرد الكلام الجديد الديني، فهناك الكلام الجديد السياسي، و هناك الكلام الجديد الاجتماعي، و هناك الكلام الجديد في مجال الشؤون الدولية. عندما تطرحون في تنظيماتكم كلاماً جديداً فإن ذلك سيجذب الشباب، فالكلام الجديد له جاذبيته بالتالي، الكلام الجديد له جاذبيته.
من الأساليب الأخرى استخدام بعض الطرائق الفنية التي قل ما يجري الاهتمام بها، المسرح مثلاً، مسرح الطلبة الجامعيين. للأسف ولد المسرح منذ البداية ولادة سيئة في أجوائنا الفنية. أي إن مسرحنا إما مسرح عبثي لا فائدة منه مثل مسرح «روحوضي»، أو مسرح اعتراضي من دون مبررات و من دون اتجاهات صحيحة، و بلغة مبهمة، حيث يتصورون إن المسرح لا بدّ أن يكون بلغة مبهمة غامضة رمزية، و هذا غير صحيح. المسرح معناه التمثيل أمام أعين المشاهدين على الخشبة. خلافاً للسينما و الأفلام التي ترونها على الستار فقط، في المسرح يشعر الإنسان بالإنسان، و يسمع كلامهم منهم. و في هذا الإطار يمكن للكثير من الأشياء أن تكون بناءة؛ المسرح؛ مسرح الطلبة الجامعيين. لتجتمع الفرق الفنية و تطرح المفاهيم الإسلامية الحقيقية. في نفس هذه الحسينية قبل سنين - ربما قبل عشرين سنة - قدموا مسرحية لنا حول النبي أيوب، و كانت طويلة، استمرت ساعة أو ساعتين. و عندما انتهت قلتُ للمخرج إنني قرأت قصة النبي أيوب في القرآن الكريم مائة مرة أو ربما مئات المرات لحد الآن، لكن هذا الفهم الذي حصل لي الليلة من قصة النبي أيوب في المسرحية، لم اكسبه طوال هذه المدة من قراءة القرآن؛ فهل هذا بالشيء القليل؟
الكاريكاتير، الكاريكاتير من الأساليب الفنية المؤثرة جداً. الفن الساخر، و قد أنجز الشباب في مجال الأعمال الساخرة و ينجزون أعمالاً جيدة لحسن الحظ. هذه أعمال جيدة جداً. نشاط الطلاب الجامعيين ليس مجرد إعلام مواقف عن طريق بيانات، و هو عمل تكراري و قد لا تكون فيه جاذبية، أو أن نكتب كتاباً، أو نعقد اجتماع طلبة جامعيين، ليس النشاط هذه الأمور فقط، و هذه الأعمال جيدة بدورها و لكن يمكن القيام بأعمال جديدة، مثل الأناشيد على سبيل المثال، أو النشرات الصوتية، ليخوضوا في مجالات الأناشيد و الشعر و الأعمال الفنية بشكل حقيقي. ثمة أمور تكتسب تأثيراً مضاعفاً عدة مرات حين تطرح على شكل شعر و برامج شعرية و فنية، فاستخدموا هذه الأساليب. و طبعاً ذكرتُ أنني لو أردت تعداد الابتكارات لعددتُ سبعة أو ثمانية نقاط، أما أنتم الشباب فيمكنكم أن تفكروا و قد تصلوا إلى عشرين نقطة أو ثلاثين نقطة من الابتكارات الجديدة تخطر ببالكم. استخدموا هذه الأساليب لتكون أعمالكم جذابة.
من طرق تأثير التنظيمات و جاذبيتها الإقناع الفكري، الإقناع الفكري، أن تستطيعوا إقناع الطرف المقابل. هذا فرع على أن تكونوا قد عملتم بصورة صحيحة. أعملوا أنتم بصورة صحيحة، إذا كانت هناك حقيقة هي جزء من فكركم و ذهنكم، ستستطيعون أن تكتسبوا القدرة على الإقناع فتقنعوا متلقيكم و مستمعيكم إقناعاً فكرياً. إذا أردنا أن نفرض شيئاً على أذهان المتلقين بالغضب و العنجهية و التهديد و القوة، فقد يقبل ذلك بصورة لحظية نتيجة التأثر بأجواء الهياج، لكن الأمر لن يكون مستمراً و طويل الأمد.
لقد استخدم الشيوعيون القوة عندما كانوا في زمانهم. و الآن تعتبر هزيمة الشيوعية لحسن الحظ هزيمة للفكر الماركسي في العالم، و هذا هو الصحيح. طبعاً سمعت أن هناك تيارات في جامعاتنا عادت لتتحدث بكلام الماركسية، لكن هذا كالنفخ في الأتون المنطفئ، و كالهواء في الشبك، لم يعد نافعاً. بكل تلك الادعاءات و الضجيج و أخذهم كل تلك الضحايا و ما إلى ذلك، لم يعد للأنظمة الشيوعية في العالم بعد ستين أو سبعين سنة سوى الفضيحة، أيْ إن كذب شعاراتهم قد ثبت، و ثبت أيضاً عجزهم و عدم كفاءتهم، و عليه فلن يعود ذلك الشيء. و لكن سمعتُ أن البعض يسعون لذلك، و إذا كان هذا صحيحاً و يكون التيار الماركسي الآن نشطاً فكرياً في جامعاتنا فلا شك في أن أموال الأمريكيين تقف وراءه، لأنه لا توجد محفزات. يعطون المال لأن هذا بالتالي تمزيق للطلبة الجامعيين، و هو بالنسبة لهم نعمة كبيرة. و من أساليب التمزيق أن يعيدوا الماركسيين للحياة.
نفس أولئك الذين كانوا أعضاء في حزب توده و سجنوا لمدد عشرين سنة، جاءوا لتلفزيون الجمهورية الإسلامية من دون ضغوط و قوة، و أعربوا عن ندمهم. هذا ما لا تتذكرونه أنتم ربما، فالأمر يعود لأوائل عقد الستينيات [الثمانینیات من القرن العشرین للمیلاد]. عشرة أو إثنا عشر شخصاً من عناصر حزب توده جاءوا لتلفزيون الجمهورية الإسلامية - و كنت حينها رئيساً للجمهورية، و قد تعجبتُ، و تعجبنا نحن و أصدقاؤنا من المسؤولين رفيعي المستوى في البلاد كيف جاء هؤلاء، و قد كنا نعرف بعضهم عن قرب، فبعضهم كانوا معنا في السجن، و التقينا بعضهم بعد السجن و عرفناهم، و كانت ادعاءاتهم تطال عنان السماء - جاء هؤلاء و وقفوا طابوراً، و جلسوا، و بدأ واحد منهم كمقدم برامج و راح يسألهم و يثبت خيانات حزب تودة للبلاد. ثم عندما كان كل واحد منهم لا يتكلم، كان مقدم البرامج و لأنهم منهم يقول يا سيدي في التاريخ الفلاني، العمل الفلاني قمتم به، و قلتم كذا و كذا، فكان الرجل يضطر للقول نعم قلتُ کذا. إيْ إننا لم نكن نحن الذين نطلب منهم الاعتراف، بل هم أنفسهم كانوا يعترفون لأنفسهم. و هذه من الوثائق القيمة جداً في الإذاعة و التلفزيون، فلا يسمحوا بطمسها و اندثارها؛ هذه أشياء قيمة جداً. طيب، بعد هذا الكلام، يأتي هؤلاء و يكتبوا الكتب و الكراسات تحت عناوين الدفاع عن الماركسية، هذا شيء يدعو للسخرية.
الماركسيون في الأماكن التي ثاروا فيها و استلموا السلطة عملوا بطريقة القوة و التعسف، حتى في أجواء الطلبة الجامعيين. تعلمون أنه في أفغانستان، جارتنا هذه، بعد ظاهر شاه و بعد داوود، جاءت حكومة ماركسية، في البداية كان ذلك قبل انتصار ثورتنا، و بعد ذلك صادف سنوات الثورة و استمرت - و حين أعلنت الحكومة الشيوعية كنتُ منفياً في إيرانشهر، و سمعتُ هناك أن حكومة شيوعية استلمت زمام السلطة في أفغانستان، و لم نكن نعلم بالأمور، و الآن راحت الأخبار تنتشر شيئاً فشيئاً - في داخل جامعة كابل كانت المجاميع التابعة لحزب خلق الذي استلم السلطة بانقلاب، تذهب داخل غرف الطلبة الجامعيين و يسحبون للخارج الطلبة الجامعيين الذين يتصورون إنهم يعارضونهم، و ينهالون عليهم بالضرب المبرح إلى درجة إما يموتوا معها أو يشرفوا على الموت و الهلاك، نفس هؤلاء كانوا يأتون و يقبضون على الطلبة الجامعيين و يسلمونهم للقوات الحكومية ليسجنوهم. إي إنهم لوثوا حتى أجواء الجامعة بمثل هذه الضغوط و العنف. بينما لم يكن الأمر كذلك بيننا. جامعة طهران هذه تحولت إلى مكان للعنف و الضرب، و لكن من جانب الجماعات الماركسية و المنافقين و مجاهدي خلق، هم الذين حولوا تلك الأماكن لمخازن سلاح، و لم يفعل الشباب المتدين ذلك.
في الأشهر الأولى من انتصار الثورة، كنتُ أذهب مرة كل أسبوع إلى مسجد جامعة طهران و ألقي محاضرة للطلبة الجامعيين، و أجيب عن أسئلتهم؛ كل أسبوع. و كان الطلبة الجامعيون من الشباب المتدينين الثوريين يأتون و يجلسون و يستمعون و يذهبون، و كان العدد كبيراً. لم تكن هناك غرفة حرب و لا بنادق و لا شعارات عجيبة. في بداية الثورة و في بيئة الطلبة الجامعيين، و في طهران، و أنا الذي لم أكن في حينها رئيساً للجمهورية بل كنتُ عضواً في شورى الثورة - أيْ إن كل العوامل الثورية كانت مجتمعة - و كنا نذهب إلى الجامعة و نتحدث للطلبة الجامعيين في أجواء هادئة و بيئة عقلانية، و ربما كان بين الإخوة و الأخوات الذين كانوا من الطلبة الجامعيين في ذلك الحين أشخاص بينكم يتذكرون تلك السنين. في اليوم الذي كانت الجماعات الشيوعية قد طوقت الجامعة و كان الخطر حقيقياً و ينذر بالفناء، كان ذلك اليوم - لا أدري هل كان يوم إثنين أو أحد - صدفة اليوم الذي أذهب فيه إلى جامعة طهران. و جئتُ وفقاً للمعتاد. و كان عدد من شباب الحرس الثوري معي، فقالوا يا سيدي لا تذهب فالوضع خطر، فقلت أيّ خطر؟ سنذهب. جئنا و دخلنا المسجد و لم يكن أحد هناك، فرجعنا طبعاً. الذين كانوا قد زعزعوا الأمن في البيئة الجامعية و أثاروا القلاقل فيها و أرادوا بالضرب و العنف، و إذا لم ينجحوا فبالرصاص، أن يحقنوا الطرف المقابل فأفكارهم، لم یکونوا الجماعات الإسلامية، كانوا إما جماعات ماركسية، أو جماعة مجاهي خلق، و هي نسخة بديلة عن الجماعات الماركسية، و كان اسمهم إسلامياً أما باطنهم و فكرهم و إيديولوجيتهم و كل كتاباتهم فكانت ماركسية محضة. ليس لدينا مثل هذا الشيء في الإسلام، في الإسلام لدينا الإقناع، و هذا هو معنى «لآ اِكراهَ فِي الدّين» (۱۶) الواردة في القرآن الكريم، أي إنه لا يمكن نقل الفكر الديني إلا بالإقناع. ينبغي أن تستطيعوا الإقناع فهذا ما يخلق الجاذبية. إذن، هذا أحد عوامل الجاذبية.
و من الأمور الأخرى تواجد الأستاذة المتدينين. استفيدوا من الأساتذة المتدينين. لقد قلتُ يومها لجماعة أساتذة الجامعات الذين تفضلوا بالمجئ إلى هنا (17) إنه في بداية الثورة كان كل أعضاء الهيئات العلمية في كل أرجاء البلاد يقدرون بنحو أربعة أو خمسة آلاف شخص، و هم اليوم و الحمد لله قرابة الثمانين ألف شخص أو أكثر. معظم هؤلاء الثمانين ألف شخص من الشباب المتدينين الثوريين الصالحين الراغبين في العمل. و طبعاً هناك بعض الأفراد غير مكترثين - لدينا هذه الحالة في جامعاتنا و لسنا غير مطلعين - و كان لدينا أشخاص أتمنى أن لا يكونوا موجودين الآن، و كانوا يستهدفون خيرة الطلبة الجامعيين و يطلبونهم و يشجعونهم على الهجرة من البلاد؛ يقولون لهم: يا سيدي ما الذي يبقيكم هنا؟ و ما فائدة البقاء هنا؟ اذهبوا. أي إن الأستاذ بدل أن يشجع الطالب الجامعي على البقاء في البلد كان يشجعه على الهجرة من البلد؛ لدينا من هذا النوع أيضاً، و لكن هؤلاء أقلية، الغالبية هم من الأساتذة المتدينين ذوي القيم و المؤمنين، هكذا هو الحال في وزارة التعليم العالي و في وزارة التعليم الطبي، ثمة عناصر صالحة جداً استفيدوا منهم في التنظيمات و اطلبوا منهم أن يخصصوا وقتاً حتى من خارج الجامعة. ذكروا هنا اسم أحد الإخوة الصالحين جداً ممن يتحدثون في صلاة الجمعة، طيب، استفيدوا منه و من أمثاله، و اطلبوهم للاستعانة بهم في التنظيمات.
طبعاً هذا الجانب الإيجابي من القضية، و الجانب السلبي منها هو أن لا تستفيدوا مطلقاً من العناصر الذين أثبتوا أنهم غير موثوقين؛ لا تستفيدوا منهم مطلقاً. البعض أبدوا و أثبتوا بأنهم عناصر غير موثوقة. بالنسبة لمن هم غير موثوقين؟ هل هم غير موثوقين بالنسبة لي؟ لا، أنا على رسلي تماماً في التعامل مع هذا و ذاك، و أستطيع التامل مع كل نوع من البشر، فتواصلي جيد، و يمكن لشخص أن لا تكون له أية مشكلة معي، إلّا من حيث العقيدة - إنما أثبتوا أنهم غير موثوقين بالنسبة للنظام و البلد و الجمهورية الإسلامية، بالنسبة لإسلامية النظام و بالنسبة لجمهوريته أيضاً. أولئك الذين أطلقوا في سنة 88 تلك اللعبة، هؤلاء عارضوا جمهورية نظام الجمهورية الإسلامية، من دون أي منطق، و من دون أي كلام مقبول و مستساغ مقابل الناس المنصفين. هؤلاء غير موثوقين، و أنا لا أوصي مطلقاً بالاستعانة بهم، مطلقاً، لا أوصيكم أنتم و لا أي طالب جامعي و لا أي عنصر جامعي. هناك أساتذة صالحون استفيدوا منهم.
من الأمور التي أعتقد أنها لازمة و جيدة جداً للتنظيمات الطلابية فهم الوضع الحالي للبلاد. و ليس المقصود فقط الوضع الداخلي و المشكلات الموجودة و هذه الأمور التي ذكروها - الشؤون المتعلقة بالقرى و العدالة و الاقتصاد المقاوم، و المشكلات الموجودة من قبيل المشكلات الإدارية و الإدارة الجهادية و ما إلى ذلك - و هذه طبعاً جزء من الواقع. لكن هناك عدة واقعيات مهمة أخرى: إيها الإخوة، أيتها الأخوات، أيها الأعزاء، دققوا.
من هذه الواقعيات أن جماعة في هذا البلد صممت بعد رحيل الإمام الخميني على محو مبادئ الثورة و نبذها جانباً. و بعضهم أخطأ و أعلن منذ البداية عن هذه النية. كتبوا المقالات في الصحف و تحدثوا. ارتكبوا هنا خطأ استراتيجياً أو تكتيكياً و أفصحوا عن أنهم يريدون نبذ المبادئ بالكامل. طبعاً هم الآن ازدادوا نضجاً و لم يعودوا يقولون ذلك، يريدون نبذ المبادئ لكنهم لا يذكروا ذلك صراحة، إنما يعملون بهذا الاتجاه بدل أن يتحدثوا. في ذلك الحين راحوا لقلة عقلهم (18) يتحدثون قبل أن يعملوا. و بذلك أيقظوا الذين لم يكونوا ليخالوا وجود مثل هذا الشيء. بدأت القضية منذ ذلك الحين. عملوا دون توقف. و لم يعملوا في الداخل فقط، بل عملوا في الداخل و في الخارج أيضاً، و استخدموا العناصر الفكرية و العناصر العلمية و العناصر الفنية و العناصر السياسية من أجل القضاء على المبادئ في البلاد، أي من أجل أن ينسى الجيل الصاعد المبادئ بالمرة. و لكم أن تنظروا الآن و تلاحظوا الدرجات العالية لحياة المبادئ و حيويتها في البلاد. قلتُ قبل الغروب إن معظم حالات التقدم العلمي المميزة في إيران أبدعت من قبل الشباب المتدين، و غالبية الجلسات الدينية و المعنوية تتشكل من قبل الشباب، و أغلب العناصر المشاركة في المظاهر المتعلقة بالجمهورية الإسلامية و الثورة هم الشباب، هؤلاء الشباب الذين لم يشهدوا الحرب و لم يروا الإمام الخميني و لم يروا الثورة، و لم تشرح هذه الأمور لهم بصورة جيدة. أقولها لكم، أنتم أيها الأعزاء - البعض منكم في منزلة أبنائي و بعضكم في سن أحفادي - غير مطلعين على الكثير من الأحداث، رغم كل ما يقال من كلام. أي إن قضايا بدايات الثورة و قضايا الثورة و تفاصيلها و تفاصيل فترة الحرب المفروضة حتى لم تشرح بشكل جيد - طبعاً تكتب الكتب و لكن بعدد نسخ يصل إلى ألفين و ثلاثة آلاف و خمسة آلاف و عشرة آلاف، و أنا أقرأ هذه الكتب المتعلقة بقضايا الدفاع المقدس، أخصص وقتاً و أنظر فيها و أقرأها - هذا جانب صغير جداً من الواقع، و أنتم لا تعلمون به. الشباب غير المطلعين بصورة جيدة على هذا الواقع الكبير التألق و الإشراق و الجذاب و المثير للحماس و الهياج، ينشدون إلى المبادئ بهذه الصورة. أي على رغم أنف الذين أرادوا القضاء على المبادئ في البلاد و محوها، تألقت المبادئ بعد رحيل الإمام الخميني و إلى اليوم. هذا واقع من الواقعيات في البلاد.
من حقائق البلاد و واقعياتها التواجد المذهل للجمهورية الإسلامية في هذه المنطقة، و ليس التواجد المراد هنا التواجد المادي و الجسماني، بل التواجد المعنوي. من الأمور التي يتداولها الأمريكان في مفاوضاتهم - في مفاوضاتهم الخفية و خلف الستار - و في اجتماعاتهم مع عناصر من حكومات هذه المنطقة و مع بعض هؤلاء الرجعيين العرب حينما يجتمعون بهم و يتحدثون و يدردشون و يتداولون همومهم في الواقع (19) هي إنهم يشتكون من إيران و يتوقعون من أمريكا أن تضغط، و تقول لهم أمريكا: و ما أفعل، لا أستطيع! (20) هذه خلاصة تداولاتهم و حواراتهم. كل هذا العتاب و الانزعاج و الشكاوى من اتساع نفوذ إيران. مضى أكثر مائة يوم و السعوديون يقصفون اليمن، لا المراكز العسكرية في اليمن التي لا تطالها أيديهم كثيراً، بل المستشفيات، و المساجد، و البيوت، و الأسواق، و الساحات العامة، و يقتلون النساء و الرجال و الصغار و الكبار جماعات جماعات، مائة يوم، مائة يوم ليست بالهزل و اللعب! حرب الثلاثة و ثلاثين يوماً في لبنان استمرت ثلاثة و ثلاثين يوماً. أطول حرب في المنطقة أطلقها الكيان الصهيوني في هذه الأعوام هي الحرب ضد غزة في العام الماضي و التي استمرت خمسين و نيف من الأيام. و هؤلاء يقصفون و يضربون منذ مائة يوم.
و أقول هنا عرضاً بأن الغرب الليبرالي، أي الغرب المنادي و المطالب بالحرية، لا يفتح فمه و لا ينبس ببنت شفة! و أصدرت منظمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن قراراً هو من أكثر قرارات الأمم المتحدة خزياً و عاراً، و لا يُنسى عاره. بدل أن يدينوا الذين يَقصِفون أدانوا الذين يُقصَفون! هؤلاء ليبراليون، و هذا هو معنى الليبرالية! و هناك حفنة من الأشخاص السذج الداخليين هنا يدافعون و يكتبون المقالات و ينشرون صورهم في دعم هذه الأسلوب من الحكم و الإدارة و سياسة المجتمع و ما إلى ذلك، و هي طريقة قائمة على الكذب و الخداع و الخيانة و اللامبالاة حيال الظلم، بل و الاشتراك في الظلم.
هذا واقع؛ هذا واقع من الواقعيات: النفوذ الواسع للجمهورية الإسلامية. قلتُ دائماً لرؤساء الجمهورية المحترمين، لرئيس الجمهورية المحترم الحالي، و للرؤساء السابقين - و أنا أحترمهم جميعاً و أساعدهم جميعاً، و أدعمهم جميعاً و أي رئيس جمهورية ينتخبه الشعب و يوليه زمام الأمور - قلتُ دوماً إنكم إلى أي بلد إسلامي تذهبون، إذا كان الناس في تلك المنطقة أحراراً و يسمحون لهم، و تريدون أن تلتقوا بهم و تكونوا بينهم، سوف يرحبون بكم ترحيباً لا يفعلونه لرؤساء بلدانهم. هذا هو النفوذ بالتالي، هذا معنى النفوذ.
و بسبب اللجاجة ضد هذا النفوذ يقصفون اليمن منذ مائة يوم، لأنهم يقولون إن لكم في اليمن نفوذاً. و ما الذي فعلناه في اليمن؟ هل حملنا أسلحة إلى اليمن؟ هل نشرنا الجيوش في اليمن؟ هم يختارون المرتزقة من البلدان الأخرى و يعطونهم دولارات نفطية و يلبسونهم أزياء الجيش السعودي و يأتون بهم إلى حيث يصفعهم أنصارُ الله (21). هم الذين يتدخلون، أي تدخل كان لنا في اليمن؟
هذا النفوذ موهبة إلهية، فهل يمكن فعل شيء لهذه الموهبة؟ افترضوا أن إمامنا الخميني الجليل يجلس هنا و يتحدث، و ينقل كلامه هكذا من فم إلى فم إلى أقصى أفريقيا أو أقصى آسيا، و يكون له نفوذ بحيث يسمّي إنسان يسكن في البلد الفلاني البعيد في أفريقيا أو آسيا، اسم ابنه روح الله. هذا هو النفوذ، من دون أن ينفق لذلك حتى صفحة واحدة من الورق. عندما يكون للكلام نفوذه و حين يكون الكلام كلاماً صحيحاً و يخرج من القلب سيدخل إلى القلب، و هذا ما لا يمكن فعل شيء أمامه، «قُل موتوا بِغَيظِكم» (22). أنت لا تستطيع، على حد تعبير المرحوم الشهيد بهشتي - حيث رووا عنه أنه قال - مت من غضبك! و ما عسانا نفعل؟ هذا واقع. هذا من واقعيات الجمهورية الإسلامية، لاحظوا هذه الأمور و لا تنظروا دائماً نظرة سلبية.
نعم، المتوقع منا أكثر، أنا أتوقع من نفسي و من الآخرين الكثير، يجب أن نعمل أكثر و نحقق مزيداً من التقدم، ينبغي أن ننهي عقد التقدم و العدالة بتحقیق التقدم و العدالة على نحو حقيقي، هذا شيء أتقبله، لكن الجانب الآخر من القضية هو حالات التقدم و النجاح و الواقع. يمكن لتنظيمات الطلبة الجامعيين أن تعمل في ضوء هذه الواقعيات. اعملوا في خصوص القضايا الدولية للجمهورية الإسلامية، و في خصوص قضايا اليمن، و في خصوص قضايا العراق، و في خصوص قضايا سورية، و لتكن لكم تحليلاتكم الجذابة و نظرتكم للمستقبل. هذه أيضاً نقطة هي أنكم لو أردتم بالتالي أن يكون لبيئة الطلبة الجامعيين تأثيرها على البلاد كما ذكرنا فالطريق إلى ذلك هو أن تؤثروا على أجواء الطلبة الجامعيين و تؤثر أجواء الطلبة الجامعيين على البلاد.
طبعاً ثمة تنظيمات تشبه بأواني الاستهلاك لمرة واحدة، فهي تظهر للانتخابات فقط، و استهلاكها للانتخابات فقط. هكذا هي بعض التنظيمات، يؤسسون التنظيم، و بعضهم لا يخجلون (23) يقولون و يعترفون بأن هذا التنظيم أسسناه لينفعنا في الانتخابات في المكان الفلاني. طيب، هذه إهانة للطالب الجامعي، و هي نظرة ذرائعية للطالب الجامعي، و خصوصاً الطالب الجامعي النخبة الذي يراد له الانخراط في تنظيم، هذه إهانة له. و كم هي قيمة الانتخابات حتى يهين الإنسان الطالب الجامعي من أجلها، خصوصاً إذا كان طالباً جامعياً نخبة؟ هذه تنظيمات لا أؤمن بها و لا أعتقد أنها لصالح البلاد أو يمكنها أن تكون مفيدة للبلاد، و لا أوصي بتأسيسها، لكن التنظيمات الإسلامية حقاً و راغبة في العمل حقاً و تعمل لخدمة الثورة و الإسلام و مستقبل البلاد يمكنها أن تكون مفيدة جداً.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الهوامش:
1 - قبل كلمة الإمام الخامنئي ألقى تسعة من الطلبة الجامعيين كلمات في هذا اللقاء.
2 - وزير العلوم و البحث العلمي و التقنية الدكتور محمد فرهادي، و وزير الصحة و العلاج و التعليم الطبي الدكتور حسن قاضي زاده هاشمي كانا حاضرين في اللقاء.
3 - ضحك الحضور.
4 - سورة النور، شطر من الآية 32 .
5 - سورة النساء، شطر من الآية 64 .
6 - استمرت هذه الجلسة بعد إقامة صلاتي المغرب و العشاء و تناول طعام الإفطار.
7 - سورة السجدة، شطر من الآية 18 .
8 - العدل و الإنصاف.
9 - نهج البلاغة، الخطبة 27 .
10 - سورة الممتحنة، شطر من الآية 8 .
11 - سورة التوبة، شطر من الآية 13 .
12 - ضحك الحضور.
13 - ضحك الحضور.
14 - ضحك الحضور.
15 - قصة الاسكندر غدت أسطورة قديمة، إإتِ بكلام جديد فللجديد حلاوة أخرى. (للشاعر فرّخي سيستاني).
16 - سورة البقرة، شطر من الآية 256 .
17 - بتاريخ 04/07/2015 م .
18 - ضحك الحضور.
19 - ضحك الحضور.
20 - ضحك الحضور.
21 - ضحك الحضور.
22 - سورة آل عمران، شطر من الآية 119 .
23 - ضحك الحضور.