في الذكرى السنوية لمبايعة القوات الجوية التاريخية للإمام الخميني (قدس سره) في ٨ شباط عام ١٩٧٩، التقى حشد من قادة ومنتسبي القوات الجوية بالإمام الخامنئي.

ووصف قائد الثورة الإسلامية النظام الأمريكي بأنّه "تجسيدٌ للشّر والعنف وتأجيج الأزمات والحروب" وتابع سماحته قائلاً: المسؤولون الأمريكيّون يهينون الشعب الإيراني ويعترضون على إطلاقه هتاف "الموت لأمريكا"، نؤكّد توضيحاً لأذهان المسؤولين الأمريكيّين بأنّنا لا نقصد الشعب الأمريكي والموت لأمريكا يعني الموت لزعماء أمريكا وفي هذه المرحلة، "الموت لترمب وبولتون وبومبيو".
وفي هذا الصّدد تابع الإمام الخامنئي قائلاً:  لن يكفّ الشّعب الإيراني عن الهتاف بالموت لأمريكا ما دامت أمريكا تتّسم بالخبث والرّذالة.
وفي جانبٍ آخر من كلمته تطرّق القائد العام للقوات المسلّحة في حديثه إلى مقترحات الأوروبيّين قائلاً: أوصي المسؤولين بأن لا يثقوا بهم، طبعاً لا أطالب بأن لا تكون لدينا مراودات مع [الأوروبيّين]، بل عليكم أن تتطلّعوا إلى الأوروبيّين بسوء ظنّ. 
وذكّر الإمام الخامنئي قائلاً: قبل عدة أعوام وفي خضمّ المفاوضات النووية، كنت دوماً ما أقول في الجلسات الخاصة مع المسؤولين وفي الجلسات العامة: لا تثقوا بالأمريكيين وبعهودهم وابتسامتهم وتوقيعهم، فإنهم لا يمكن الوثوق بهم. والنتيجة أن المسؤولين الذين كانوا يتفاوضون في ذلك اليوم، أخذوا اليوم يقولون بأنفسهم: لا يمكن الوثوق بأمريكا! كان عليهم تشخيص هذا الأمر منذ البداية والتصرّف بناء على هذا الأساس.
وعلّق قائد الثورة الإسلامية في كلمته على مطالبة الأوروبيّين لإيران الالتزام بحقوق الإنسان قائلاً: يهاجمون في شوارع باريس المحتجّين من النّاس ويفقأون أعينهم؛ ثمّ يطالبوننا بمنتهى الوقاحة بالالتزام بحقوق الإنسان. وهل تدركون ما هي حقوق الإنسان؟! هؤلاء لم يتعرّفوا على حقوق الإنسان لا اليوم، ولا في الماضي ولا في تاريخهم.
وتابع سماحته قائلاً: انطلاقاً من كوننا بلداً قويّاً ومقتدراً لدينا علاقات مع العالم بأجمعه عدا بعض الاستثناءات وسوف نستمرّ في إقامة هذه العلاقات لكن علينا أن نعلم مع من نتحدّث وأن لا ننسى ممارسات الفرنسيّين، والبريطانيّين والآخرين في مختلف المراحل.
وفي جانبٍ آخر من كلمته تطرّق الإمام الخامنئي إلى قضيّة انحياز الجيش إلى الشّعب قُبيل انتصار الثورة الإسلامية معتبراً هذا الأمر نعمةً عظيمة وأنّ دور القوات الجويّة كان بارزاً للغاية في القضيّة وأوضح سماحته قائلاً: لقد كان للقوّات الجويّة دورٌ بارزٌ في انتصار الثورة الإسلامية والمراحل التي تلته، فكانت مبايعة حشدٍ من قوات الجيش الجويّة للإمام الرّاحل (قدّس سرّه) أوّل دورٍ للقوات الجويّة وكانت "رزقاً لا يُحتسب" كما هو حال الثّورة نفسها.
وتابع القائد العام للقوات المسلّحة في هذا الصّدد قائلاً: ٨ شباط عام ١٩٧٩ كان مظهراً للسيطرة على النفس، واستشعار المسؤوليّة واستشعار القوّة لأنّ الشباب في تلك الحادثة لم يخشوا الطاغوت وجاؤوا بشجاعة للقاء بالإمام الخميني بعد التغلّب على خوفهم وانعقاد أملهم بالله عزّوجل، ونحن اليوم أيضاً نحتاج إلى هذه الصفات.
واستذكر الإمام الخامنئي محطات هامّة في تاريخ القوات الجويّة قائلاً: دور القوات الجويّة في أحداث ١٠ شباط عام ١٩٧٩، وفضح الانقلاب في مقر الشهيد نوجه في مدينة همدان بواسطة ضابط في القوات الجويّة، وتأسيس القوات الجويّة الجهاد الكفائي، وأولى ردود الفعل المدمّرة في الأيام الأولى للحرب المفروضة التي جاءت من قِبل مقاتلات القوات الجويّة وقصف مقرّات عديدة للنظام البعثي والدور الذي لعبته [هذه القوات] طوال فترة الحرب المفروضة، وبدء تصنيع الطائرات الحربيّة ودعم المدافعين عن المقدّسات شكّلت جانباً من الخطوات البارزة التي قامت بها القوات الجويّة وهي تُسجّل ضمن تاريخ وهويّة هذه القوات.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى التزام الشعب "بالاستقلال، والعزّة والشموخ الذي جاءت به الثورة الإسلامية" قائلاً: إنّني على علم بالغلاء المعيشي وسائر المشاكل لكن تغمرني نظرة مفعمة بالأمل تجاه البلد لأنّني أرى أنّ الشعب يتصدّى لجبهة العدوّ كالأبطال ولديه شخصيّة قويّة ويعلم النهج الذي يجب أن يسير عليه والأهداف التي ينبغي عليه تحقيقها.
وشدّد سماحته قائلاً: لدى النّاس عتاب، وهم منزعجون ولديهم توقعات معيّنة لكن أيّ قضيّة لم تودّي ولن تؤدّي إلى أن يتخلّى الناس عن الدعم الشامل لكافة مبادئ وأهداف الإمام الخميني والثورة الإسلامية والنظام.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ بثّ اليأس والقلق والاضطراب يشكّل عمل العدو وعناصره المتغلغلة الأساسي وبعد الاستناد إلى آيات قرآنية متعددة وأحداث مرحلة صدر الإسلام المليئة بالعِبر قال سماحته: منطق الإسلام هو أن لا تخشوا العدوّ بل اخشوا الانحراف عن الصّراط المستقيم وإذا ما تصرّفتم بشكل صحيح فإنّكم ستنتصرون بعون من الله عزّوجل.

ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ الانحراف عن سبيل الله والاستسلام للأعداء ينتج عنه ذلّ وتشريد الشعب ولفت سماحته قائلاً: حينها سيكون مصير إيراننا كما كان في فترة حكم النظام البهلوي أو بلدان كالسعودية بحيث أنّ أمريكا مسيطرة على مصيرهم ومصادرهم ومصالحهم.