نستهلّ حوارنا بالسّؤال عن الهدف الأساس لترامب من طرح صفقة القرن؟
يرمي ترامب لتحقيق عدّة أهداف؛ لكنّ أهمّها هو هدف الأمريكيّين والغربيّين الاستراتيجي. لقد كان هدفهم بشكل عام منذ البداية احتلال كامل فلسطين ضمن مراحل. فعندما أشعل الكيان الصهيوني الحرب، وبمجرّد أن توسّعت هذه الحرب وشعروا بأنّهم أوشكوا على الهزيمة، توسّطوا عبر منظّمة الأمم المتحدة من أجل إيجاد طريقة للتفاوض والانسحاب. ثمّ طوال مرحلة التفاوض تمّ وضع قضيّة الاحتلال طيّ النسيان بشكل تدريجي إلى أن اندلعت الحرب الأولى عام 1948 بين العرب وإسرائيل، ومن ثمّ نشبت حربان في العامين 1956 و1967 ووقعت الحرب الرابعة عام 1973. لقد كان سيناريو كلّ هذه الحروب موحّداً تقريباً وكان الكيان الصهيوني دائماً المبادر للحرب ويتلقّى الدعم من المعسكر الغربي، لكنّ المعسكر الشرقي كان إمّا ملتزماص الصّمت أو يساعد بشكل غير مباشر وهذا كان السبب في كون المسلمين لوحدهم. 

عندما اندلعت الحرب الثالثة عام 1967 خلال فترة رئاسة جمال عبدالناصر، احتلّ الكيان الصهيوني صحراء سيناء، مرتفعات الجولان والضفة الغربية لنهر الأردن. ثمّ تمّ في مجلس الأمن إقرار القراران 242 و333 اللذان ينصّان على انسحاب الكيان الصّهيوني من الأراضي المحتلّة والضفة الغربية لنهر الأردن وبعض الأراضي وتسليم بعض أجزاء غزّة وفلسطين إلى الفلسطينيّين بحيث يصبح القسم الشّرقي من بيت المقدس عاصمةً لفلسطين. لكن تمّ الاكتفاء بمناقشة هذين القرارين دون تنفيذهمتا ومن ثمّ تمّ تدريجيّاً حسم تثبيت مكانة الصهاينة في الأراضي المحتلّة بحيث أنّهم كانوا يدعون إلى التفاوض وكان الكيان الصهيوني منشغلاً بعمله ويتقدّم خطوة تلو الخطوة ويحتلّ المزيد من الأراضي. 

كانت أوّل خطوة مخزية خيانة أنور السادات لقضية فلسطين في اتفاق كامب ديفيد عام 1979. بعد وفاة جمال عبدالناصر؛ كان متوقّعاً أن يخلفه أحد هاتين الشخصيّتين؛ الأوّل كان علي صبري والآخر أنور السادات. كان الأمريكيّون والغربيّون يدعمون السادتات وعندما انتصروا ووقّع أنور السادات على اتفاقيّة كامب ديفيد، كُسر في واقع الأمر الخطّ الأوّل للكفاح. لأنّ المصريّين كانوا دائماً حملة راية النّضال؛ لقد قدّموا عمليّاً صحراء سيناء للمصريّين لكن دون أن تكون لديهم أيّ سلطة حقيقيّة. على سبيل المثال إذا قرّر شرطيّ مصري إرساء الأمن في صحراء سيناء ينبغي أن يأخذ الإذن من الكيان الصّهيوني. 

كانت مرتفعات الجولان في الضفة الغربيّة أيضاً على هذا النّحو، لكن بعد اتفاقيّة كمب ديفيد اتّخذت تدابير أخرى من بينها استمرار المفاوضات وحثّ العرب على التفاوض وثنيهم عن الكفاح. لكن العرب انقسموا إلى فئتين. فالفئة الأولى كانت تضمّ الداعين إلى مواصلة الكفاح وكانت الفئة الثانية تدعو إلى التفاوض. كان أولئك الذين يدعون للتفاوض يشاركون في مختلف الجلسات ويُفرض عليهم في كلّ جلسة مقدارٌ من الانسحاب. على سبيل المثال مؤتمر مدريد، مؤتمر كامب ديفيد الثاني، اتفاقية واي ريفر، مؤتمر واشنطن ومؤتمر أوسلو حيث تمّ في المؤتمر الأخير إقرار مواضيع تمّ تجاهل الجزء الأعظم منها في مشروع ترامب الأخير. 
لكنّ جماعة المناضلين في هذا الطرف أيضاً واصلوا نشاطاتهم بدعم من جبهة المقاومة التي تضمّ أيضاً الجمهورية الإسلامية في إيران وكان لإيران دورٌ أساسي في هذه المواجهات وباستمرار هذه المواجهات حقّقت جماعة المناضلين انتصارات جعلت الكيان الصهيوني يندحر من الأراضي اللبنانيّة التي كان قد احتلّها عام 1982 تحت ضغط حزب الله. ونفس هذه المواجهة وقعت في غزّة أيضاً ضمن حروب عديدة، من بينها حروب الإثنين وعشرين يوماً، والواحد وخمسين يوماً، والثمانية أيام واليومين، وقد تكبّد الكيان الصهيوني الهزيمة في كلّ هذه الحروب. 
لذلك فإنّ إجراء مقارنة تاريخيّة بين النّضال والتفاوض تُظهر أنّ الهزيمة كانت دائماً نتيجة التفاوض بالنسبة للعرب والمسلمين، لكنّ النّضال آل دوماً إلى الانتصار. 
ما أقدم على فعله ترامب هو نفس ما عمل عليها الرّؤساء الأمريكيّون السابقون. لكنّ هذا المرء متهوّر ومجنون، ولا يرى أيّ ضرورة لإخفاء ممارساته ولا يمارس سياسة التستّر، بل إنّه يكشف للملأ ما يخالج ضمائر الأمريكيّين والصهاينة وقد لقي أيضاً دعماً من الأوروبيّين. لكنّ خطوة ترامب هذه حملت نتيجة إيجابيّة هي توحيد صفوف جماعة التفاوض وجماعة المناضلين. السيّد محمود عبّاس، حماس، الجهاد الإسلامي و... رفضوا هذا المشروع وتوصّل الفلسطينيّون إلى هذه النتيجة بأنّهم لن يحقّقوا شيئاً عبر التفاوض وأنّ سبيل التقدّم يكمن في النّضال والمواجهة. 

ما هي الوثائق التاريخيّة والعمليّة التي تؤيّد نجاح مسار المقاومة أمام نهج الاستسلام؟
إذا ما أمعنّا النّظر في تاريخ احتلال فلسطين، قبل عام من انتهاء الحرب العالميّة الأولى، ونتيجة الوعد الذي كان قد قطعه لعائلة روتشيلد التي كانت من العوائل الصهيونيّة الشّهيرة في بريطانيا، أصدر وزير الخارجيّة البريطاني بلفور بياناً أعلن فيه بأنّه سوف يُسكن اليهود في فلسطين ومن ثمّ تتالت الخطوات. لكن في ذلك الزّمان كانت هناك مجموعتان ناشطتان؛ الأولى برئاسة الشّيخ أمين الحسيني التي كانت تمارس العمل السياسي والمجموعة الأخرى كانت برئاسة عزّالدين القسّام وقد كانت تكافح وتناضل. لاحظوا، كلّ النتائج التي كانت تتحقّق كانت بفضل نضال عزّالدين القسّام، لكنّ العمل السياسي الذي كان يمارسه مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني لم يحقّق أيّ نتيجة. 
وأينما كان هناك صمود خلال الأعوام 1967، 1973 و1956 تحقّقت الانتصارات وأينما تمّ التفاوض كانت النتيجة هي التراجع والانسحاب؛ لذلك اتّضح أنّ سبيل الخلاص لا يكمن في التفاوض، بل في النّضال والمواجهة. ولدينا نماذج لكلا الأمرين. اللبنانيّون والغزّاويّون ناضلوا وانتصروا، لكنّ أولئك الذين تفاضوا في أوسلو، ومدريد وسائر الأماكن فقدوا نقاط القوّة. مثل ياسر عرفات الذي فقد روحه بسبب هذه المفاوضات وسمّمه الصهاينة كما يبدو في رام الله وفارقت روحه الحياة. ما أُخذ بالقوّة من قبل المحتلّ لا يُسترجع إلا عبر المقاومة وهذا ما أثبتته الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران. فنحن لم ننجُ حتّى تلك اللحظة التي وقفنا فيها بشكل جدّي أمام الشاه وأمريكا وكافحنا بجديّة وصمدنا، وقد حقّقنا استقلالنا بفضل الكفاح بعد مرور مئتي عام، لكن البلدان الرجعيّة في المنطقة وسائر الدول التي خنعت أمام الغربيّين، لم تجنِ سوى الخسارة. 

 

 

الدكتور ولايتي

نظراً لمشاركة سفراء عمان والإمارات والبحرين في كشف الستار عن صفقة القرن وتوجيه السعوديّين الشكر لترامب، كيف تقيّمون دور الحكومات الرجعيّة في المنطقة في طرح وتنفيذ صفقة القرن؟

ليست لدينا توقّعات أكبر من بعض هذه الدّول العربيّة الرّجعيّة، لأنّ الحياة السياسيّة لهؤلاء تابعة للغربيّين. طبعاً فإنّ الظروف السياسيّة وسلوك عمان وبعض الدول الأخرى في المنطقة مختلفٌ عن إيران، لكنّ النظام السعودي على رأس هؤلاء ولن يبلغ أيّ نتيجة بالأعمال التي يقوم بها مع أمريكا،  في الوقت الذي ينبغي أن يصونوا فيه عزّتهم الإسلاميّة ونأمل أن يحدث هذا الأمر وتتكاتف كلّ البلدان الإسلاميّة وتقتلع جرثومة الفساد الصهيونيّة.

 

تمّ مؤخّراً تسجيل مقترح الجمهورية الإسلامية المتمحور حول سبيل الحلّ المتمثّل بالعودة إلى صناديق الاقتراع وإجراء استفتاء لسكان فلسطين الأصليّين في مجلس الأمن؛ نرجو أن تتفضّلوا علينا بذكر بعض التفاصيل حول هذا المشروع وآلية تنفيذه.

هو منطقيّ بالكامل. لاحظوا، المشروع الذي طرحه الإمام الخامنئي إنّما هو بناء على بيان الوثيقة تقول بأنّ جميع اليهود والمسلمين والمسيحيّين الذين كانوا يسكنون الأراضي الفلسطينيّة قبل وعد بلفور عام 1917 هم فلسطينيّون وليعُد الفلسطينيّون الذين طُردوا ولجأوا إلى سائر الدول العربيّة إلى أرضهم أي فلسطين وليجر استفتاء وليحدّدوا شكل حكومتهم وليتّخذوا القرارات بشأن حكومتهم. هذه هي خلاصة لمشروع منطقي للغاية، لذلك هو مشروع مقبول بالنسبة للمحافل الدولية المنطقية ولا شكّ في أنّه قادر على حجز مكانة تجعله يلعب دوراً مؤثّراً في إحقاق حقوق الفلسطينيّين.

هل كانت تسعى أمريكا باغتيالها الحاج قاسم سليماني إلى تغيير أجواء المنطقة وفرض صفقة القرن؟
إحدى الأخطاء التي يرتكبها الأمريكيّون هي أنّهم يظنّون بأنّهم باغتيالهم لقائد جماعة مناضلة، فسوف يتوقّف ذلك النّضال. بيد أنّ الأمر ليس على هذا النّحو. فالحقيقة هي أنّ هذه الجمهورية الإسلاميّة والثورة الإسلاميّة هي التي ربّت الحاج قاسم وسوف يأخذ مكانه كثيرون من أمثاله. طبعاً قد يتعذّر علينا العثور على كثر يملكون شخصيّة جامعة، مناضلة، شجاعة ومخلصة، لكن في ذلك اليوم الذي بدأ فيه الحاج قاسم عمله في الحرس الثوري، لم يكن أحدٌ يتوقّع بحلول يوم يُصبح فيه هذا الرّجل بطلاً تاريخيّاً في العالم الإسلامي وبطلاً وطنيّاً وحاملاً لراية تحرير فلسطين وجبهة المقاومة. 
كما أنّه منذ بداية التاريخ الإسلامي كانت الشهادة تؤدّي إلى انتصار المسلمين. مثل شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) الذي سقى بدمائه غرسة الإسلام، فإنّ دماء الشهيد الحاج قاسم سليماني جعلت الشعبين الإيراني والعراقي يملآن الشوارع ويتّحدان أكثر فأكثر وجعلت الملايين من الشعب العراقي يطالبون بإدانة أمريكا وطردها من المنطقة. 
وفي العراق أيضاً تجلّت الوحدة وقد كانت في السابق اختلافات في الآراء بين مختلف الجماعات السياسيّة والدينيّة؛ لكن مع شهادة الحاج قاسم وأيضاً الحاج أبومهدي المهندس، تحوّل الخلاف بين مختلف الجماعات إلى اتّحاد واتّحدت مختلف الجماعات بدعم ومباركة من المرجعيّة العظمى المتمثّلة في آية الله العظمى سماحة السيّد السيستاني. 
وحول الأوضاع السياسيّة في العراق فقد تبيّن الآن من سيصبح رئيس وزراء العراق. لم يكن العراقيّون في السابق يقفون بهذه السّرعة والصراحة بوجه الأمريكيّين والصهاينة، لأنّهم كانوا يعانون من مشاكل محليّة، لكن بعد أن حافظوا على انسجامهم واتحادهم الداخلي وأقرّوا مشروع قانون إخراج الأمريكيّين، واستعرض الشعب العراقي أيضاً مسيرات ضخمة وعظيمة حيث اتّضح أنّ هذه المسيرات تشكّل دعماً لهذا القرار وبعد أن طُرح موضوع مشروع ترامب، أدان آية الله العظمى السيد السيستاني وعامّة الشعب العراقي هذا المشروع. 
وفي سوريا أيضاً تتّجه تحرّكات القوى السورية وجبهة المقاومة نحو التحرير الكامل لهذا البلد وسوف يتّجهون إن شاء الله نحو شرق الفرات وسيطردون الأمريكيّين بشكل ذليل جدّاً. كما أنّ ما يجري في اليمن وما قاموا به خلال الأيام الأخيرة، قد يكون ردّاً على مشروع ترامب. انتصار استثنائي نجم عنه أسر مئات الأفراد وقتل مئات آخرين وقد تحرّر عمليّاً جزء مهمّ من الأراضي اليمنيّة. أنا أعقد آمالاً كبيرة على المستقبل لأنّ مشروع ترامب هو انتحار سياسيّ في واقع الأمر. 

بصفتكم أكثر دبلوماسيّ يملك سوابق وخبرة في الجمهوريّة الإسلاميّة، ما هو رأيكم حول الشخصية السياسيّة للشهيد الحاج قاسم سليماني وإبداعاته في الساحة الدولية؟
لقد كنت في خدمته لسنوات منذ أن تمّ تأسيس المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، وقد تمّ اتخاذ خطوات قيّمة في هذا الصدد وانعقدت مؤتمرات عديدة في مجال الصحوة الإسلاميّة، محبّي أهل البيت عليهم السلام و... حيث كان لديه دورٌ فاعلٌ في تأليف القلوب وخلق أجواء الوحدة الإسلاميّة، وكان العمود الأساسي لمثل هذه الفعاليات والخطوات وقد عملت معه عن قرب. 
لم أرَ منه سوى الاعتقاد، الإخلاص والإيمان وطبعاً كانت فطنة ودراية وشجاعة الشهيد استثنائية. لم يكن يواجه أيّ مشكلة في أصعب الظروف. على سبيل المثال تحرّرت كركوك دون أن تُطلق رصاصة واحدة. هذه كانت نتيجة سياساته الصحيحة وتدبيره الشجاع. كما أنّ دبلوماسيّة الشهيد تتّضح في ظلّ الشجاعة والدراية، فلطالما كان يملك هواجس عديدة تجاه المنطقة والعراق. كانوا يسعون لفصل كركوك لكي تصبح إقليماً مستقلاً لديه حكماً ذاتيّاً. فذهب إلى السليمانيّة وألحق الهزيمة بمؤامرة انفصال الإقليم دون إطلاق رصاصة واحدة. هذه أمور بالغة الأهميّة وملهمة للدروس. لقد كانت معاملة الشهيد لكلّ من يتواجد في جبهات القتال، من رجال سياسة ومجاهدين، معاملة جاذبة للغاية ومدروسة. فلقد كانت لديه لقاءات مع مختلف الشخصيات البارزة حول العالم مثل السيّد بوتين والسيّد أردوغان وكان يدفع بتنفيذ مخططات المقاومة نحو الأمام ولا شكّ في أنّ دمائه سوف تؤدّي إلى استمرار وتقوية المقاومة. 
 

نظراً لأنّ الإمام الخامنئي أطلق في صلاة الجمعة اسم "مجاهدين بلا حدود" على قوّة القدس، كيف تقيّمون قوّة القدس بعد الحاج قاسم؟ 
علينا أن ننسب الفضل في كافّة إبداعات قوّة القدس إلى الإمام الخامنئي. فسماحته هو من أرشد ويرشد قوة القدس. لذلك فإنّ هذه القوّة سوف تواصل حتماً مهمّاتها بقوّة أكبر من السابق. إنّ وجود مستشارينا في سوريا، واليمن والعراق إنّما هو بدعوة من تلك الدول ومباركة منها؛ لذلك فإنّ وجود قوّاتنا قانونيّ ولا شكّ في أنّ الحدود الجغرافيّة لأيّ بلد مسلم وغير مسلم محترمة بالنسبة إلينا ولها اعتباراتها. قوّة القدس هي في الحقيقة قوّة الدعم بلا حدود ولا تخدم مصالح إيران فقط، بل تأخذ أيضاً بعين الاعتبار مصالح العالم الإسلامي وأينما دعت الحكومة القانونيّة لذلك البلد هذه القوّة، فسوف تمدّ يد العون في خطوط المواجهة. 

 

نختتم حوارنا بالسّؤال التالي، نطلب منكم سرداً مختصراً لآخر لقاء دولي جمعكم مع الشهيد سليماني بالإمام الخامنئي.
عندما جاء وفد حماس للقاء الإمام الخامنئي، التقيت بالشهيد. لأنّني أشارك في أيّ لقاء يجمع فئة من جبهة المقاومة بالإمام الخامنئي، وكان الحاج قاسم يجلس في مكان لا يُرى فيه. فقد كان لديه إخلاص ولم يكن يرغب في أن يُطرح اسمه كثيراً من قبل الآخرين. كما أنّه كان يُشخّص ذلك أيضاً لاعتبارات أمنيّة واعتباراتٍ أخرى، لذلك لم يكن يحضر أمام عدسة الكاميرا لكنّه كان حاضراً تقريباً في كلّ لقاءات جبهة المقاومة أي حماس، حزب الله ورؤساء الحكومات السوريّة والعراقيّة بالإمام الخامنئي. 

كما أنّه كان يملك حبّاً كبيراً جدّاً لأهل البيت (عليهم السلام). فعندما أطلقنا مؤتمر الصحوة الإسلامية بعد التشاور مع الحاج قاسم، كان يركّز كثيراً على مشروع جديد يُدعى محبّو أهل البيت (عليهم السلام). وذلك كان نابعاً من الحبّ والاعتقاد الاستثنائي لديه بأهل البيت (عليهم السلام).