في ما يلي الترجمة العربية لنص هذا النداء الذي قرأه صباح اليوم الثلاثاء الموافق لـ 24/05/2016 م حجة الإسلام والمسلمين محمدي گلپايگاني رئيس مكتب سماحة الإمام الخامنئي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بدء أعمال الدورة الخامسة من مجلس خبراء القيادة في أيام ولادة سيدنا ولي الله الأعظم (أرواحنا فداه) تقارنٌ مبارك يجب النظر له نظرة تفاؤل حسن، و زيادة و تكريس الثقة بالتسديد و التأييد الإلهي و الرعاية و الرضا الولائي في قلب المؤمن بصدق الوعود الإلهية. كما ينبغي تقدير التزامن مع الثالث من خرداد الذي يرمز لانتصار المقاومة و رفع راية الفتح و النصرة الإلهية، و استلهام الدروس من هذه الظاهرة المدهشة.
أشكر الله العزيز الحكيم من أعماق القلب أن وفق الشعب المؤمن الشجاع الوفي لتشكيل هذا المجلس، و رفع رأس نظام الجمهورية الإسلامية مرة أخرى ببيعة عامة.
كما أبارك لكم أيها المنتخبون لإحرازكم ثقة الشعب و انتخابه، و أسأل الله العليم البصير لكم توفيق تقديم الخدمة اللائقة للبلاد و الشعب.
أهمية هذا المجلس العظيم ناجمة عن عظمة المسؤولية الملقاة على عاتق منتخبيه. و هذه المسؤولية في جملة واحدة هي: الحراسة الدقيقة و الشاملة للهوية الإسلامية و الثورية للنظام الحاكم في البلاد، و توجيه الأجهزة المتداخلة لهذا النظام نحو الأهداف السامية العليا. و أداء هذه المسؤولية الثقيلة بحاجة لمؤهلات أشير لها في دستور البلاد.
تشخيص وجود و استمرار هذه المؤهلات يقع على كاهل هذا المجلس المبجّل، و هذا بدوره يُرتّب مسؤوليات كبيرة عليه: معرفة مكانة الجمهورية الإسلامية في العالم الراهن، و الاهتمام بظاهرة الديمقراطية الدينية الجذابة وسط كم كبير من أساليب الحكم المتنوعة التي يجري فيها التضحية إما بالمعنوية و الدين، أو بالشعب، أو بكليهما، و الاهتمام بالدور الفذ للإيمان و المعتقدات النابعة من المعارف الإسلامية في نوع الانتخابات الشعبية، و الاهتمام بتأثير التقوى الفردية و السياسية لشخص القائد في حفظ ثقة الشعب و سلامة النظام و صلابته و متانته... هذه أمور تذكّر بجزء من مسؤوليات هذا المجلس المعظم المتكوّن من فقهاء شعبيين مؤثرين، و تطالب بأدائها. كل واحد من العناوين المذكورة يشتمل على واجبات يأخذ حسن أدائها البلد و النظام نحو الصلاح و السداد، و يساعد القائد في أداء مسؤوليته الفذة الكبرى.
أسأل الله المنان لحضراتكم المحترمة و إياي التوفيق في السير على هذا الدرب المبارك الذي كان درب الإمام الراحل الجليل و هدفه الحيوي الكبير.
السيد علي الخامنئي
1 خرداد 1395
21 أيار /مايو 2016