شهد صباح اليوم الأربعاء لقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بعوائل شهداء مكة عام 1987م وكذلك عوائل شهداء فاجعة منى والمسجد الحرام وذلك بمناسبة مرور عام على فاجعة منى الأليمة والتي تسببت بشهادة قرابة الـ7000 حاج من بينهم حوالي 500 حاج إيراني.

وخلال اللقاء أكد سماحة الإمام الخامنئي على أن تقصير آل سعود في هذه الفاجعة يؤكد مجدداً على عدم أهلية هذه الشجرة الخبيثة والملعونة للتصدي وإدارة الحرمين الشريفين وأضاف قائلاً: "لو صدقوا فيما يقولون وكانوا غير مقصرين في هذه الفاجعة، فليسمحوا بتشكيل هيئة إسلامية-دولية لتقصي الحقائق، لكي تقوم بدراسة جزئيات هذه القضية عن قرب"

ودعا الإمام الخامنئي إلى عدم نسيان فاجعة منى بكل أبعادها السياسية والإجتماعية والأخلاقية والدينية، منتقداً صمت الدول والحكومات الإسلامية إزاء هذه الفاجعة والتي راح ضحيتها قرابة الـ7000 شهيد من مختلف الدول الإسلامية وتساءل لماذا لم تبد هذه الدول أي رد فعل؟

واعتبر سماحة الإمام الخامنئي في كلمته أمام عوائل الشهداء صمت الدول والعلماء والناشطين السياسيين والمثقفين ونخب العالم الإسلامي تجاه شهادة 7000 زائر بريء "بلاء الأمة الإسلامية الأكبر" وأضاف سماحته: "إن عدم الحساسية تجاه قضايا مثل حادثة منى المفجعة والعصيبة، هو مصيبة العالم الإسلامي الحقيقية".

كما اعتبر الإمام الخامنئي امتناع حكام السعودية عن الاعتذار قمة الوقاحة وعدم الحياء وسأل سماحته: "عندما يعجز نظام عن إدارة شؤون ضيوف الرحمن والذين يُدِّرون عليه الموارد المالية، فما هو الشيء الذي يضمن عدم تكرار فواجع كفاجعة منى"

وخلال انتقاده صمت مدعي حقوق الإنسان تجاه فاجعة منى قال قائد الثورة الإسلامية: "الصمت التام حيال تقصير دولة ما وازهاق أرواح 7000 آلاف إنسان مظلوم وبريء، يفضح هوية المتشدقين بحقوق الإنسان في العالم، وعلى الذين يعقدون الآمال على المنظمات والمحافل الدولية، أن يأخذوا العبر من هذه الحقيقة المُرَّة".

وفي جزء آخر من خطابه أشار الإمام الخامنئي إلى أن داعمي النظام السعودي يعتبرون شركاء له في جريمة منى وقال سماحته: "لقد وقف النظام السعودي عديم الحياء بدعم أمريكي بكل وقاحة ضد المسلمين وراح يسفك الدماء في اليمن، سوريا، العراق والبحرين، ولهذا أمريكا وكل من يدعم الرياض هو شريك في جرائم وجنايات النظام السعودي".

ورداً على الحرب الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام المرتبطة بآل سعود والتي تحاول تصوير فاجعة منى ورد فعل الجمهورية الإسلامية عليها شكلاً من أشكال الاختلاف فيما بين الشيعة والسنة أو الاختلاف فيما بين العرب وغير العرب قال السيد الخامنئي: "لقد تلوثت أيادي بني سعود والمجموعات الإرهابية التي قاموا بصناعتها ودعمها بدم العرب في اليمن وسوريا والعراق، ولذلك وعلى خلاف دعايات الغرب الخبيثة، السعوديون ليسوا حماة العرب وماحدث في منى ليس له أية علاقة بالخلاف الإعلامي المصطنع فيما بين العرب وغير العرب".

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن: "حقيقة الأمر هي أن آل سعود هم أناس مبغوضون، وهم جماعة في داخل العالم الإسلامي يُكنون العداء للمسلمين منهم عن دراية وعلم ومنهم عن جهل، وعلى العالم الإسلامي أن يعلن البراءة من أسياد بني سعود أمريكا وبريطانيا من خلال الوقوف في وجه هذه الجماعة".

وفي نهاية كلمته طالب الإمام الخامنئي أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية، بعثة الحج، مؤسسة الحج ومؤسسة الشهيد بأداء واجباتهم ومتابعة هذه القضية بشكل كامل وجدي.