الإمام الحسين عليه السلام، ذاك الإنسان الذي وقف في مقابل عالم مناهض له وجماعة كبيرة مستذئبة، يقاوم لوحده ولا يراود قلبه أي خوف، يتأثر أمام القضايا العاطفية بشكل يجعل الإنسان يصاب بالذهول. على سبيل المثال "جون" أحد أصحاب الإمام الحسين ذو البشرة السوداء، عندما أصيب بجرح في المعركة وهوى إلى الأرض، أوصل الإمام عليه السلام نفسه إليه بسرعة. هذا الرجل ذو البشرة السوداء كان من المخلصين والمحبين لأهل البيت عليهم السلام ولذلك كان حاضرا بين أصحاب الإمام الحسين عليه السلام. قد يكون من الناحية المادية والوجاهة الاجتماعية شخصية عادية جدا ولا يعتبر في عداد الوجهاء.
حضر الإمام عند رأس هذا الرجل ذو البشرة السوداء. جلس في مقابله. لم يكن لديه أي ولد، لم تكن تنتظره أي عائلة لتبكي عليه، جاء الحسين بن علي وكانت له نفس ردة الفعل التي أظهرها عند استشهاد ولده علي الأكبر. جلس عند رأسه. وضع رأس جون المدمّى على ركبته لكن قلبه لم يهدأ. فجأة شاهد الجميع أن الحسين عليه السلام انحنى ليضع وجهه على وجه هذا الرفيق ذو البشرة السوداء.
في حادثة كربلاء، استشهد الكثير من الأفراد. استشهد عظماء وشخصيات الكوفة كحبيب بن مظاهر وزهير بن القين وآخرون كانوا من وجهاء رجال الكوفة في قضية الدفاع عن الإمام الحسين. لكن الإمام الحسين لم يظهر ردة الفعل التي أظهرها لصاحبه صاحب البشرة السوداء أمام كبار وشخصيات الكوفة حتى حبيب بن مظاهر أو مسلم بن عوسجة.
~الإمام الخامنئي 12/10/1984