وفي ما يلي الترجمة العربية الكاملة لكلمة الإمام الخامنئي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

مرحباً بكم كثيراً يا أهالي قم الأعزاء، أيها الإخوة والأخوات من أهل مدينة قم، ومن الحوزة العلمية الشريفة في قم، أرحّب بكم جميعاً فقد تلطفتم وتجشمتم عناء المجئ إلى هنا.

أحيي ذكرى هذه الحادثة الكبيرة والمؤثرة والمستمرة في التاريخ. لقد قلنا الكثير حول التاسع عشر من دي ومناقب أهالي قم. وكل ما نقوله سيكون مكرراً وقد قيل مراراً. لكن خلاصته هو هذه الآية القرآنية الشريفة التي تلاها القارئ المحترم: «لا يستَوي مِنكم مَن اَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وقاتَلَ اولٰئِك اَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذينَ اَنفَقوا مِن بَعدُ وقاتَلوا» (1). لقد نهض أهالي قم وثاروا قبل أن يشاهد تحرك كبير من قبل الشعب الإيراني. لقد كان تحرك أهالي قم تحركاً مؤثراً للغاية هزّ إيران برمّتها، ونبّه كل القلوب المستعدة لوجود فرصة وإمكانية وحقيقة، فانطلقت النهضة وتعاقبت باقي الأحداث والأمور التي تعلمونها. لا داعي لتكرار الكلام، إنما اللازم هو استلهام الدروس من هذه الأحداث. ينبغي تلقي الدروس واستلهامها من مثل هذه الأحداث. والدروس تطرح جديداً بعد جديد. إننا نحتاج في كل يوم من أيامنا - أنا وأنتم وكل واحد من أبناء الشعب - إلى استلهام الدروس من الأحداث الماضية.

النقطة الأصلية الكامنة في حادثة انتفاضة قم، وهي نقطة ذكرتها وكررتها مراراً، هي أن أهالي قم تصرفوا في ذلك الحين في الوقت المناسب. العمل يؤثر عندما يتم في وقته المناسب أو إن تأثيره سيكون مضاعفاً. نفس ذلك العمل لو تركناه إلى حين آخر وانقضى الزمن وإنجزناه لاحقاً فسوف لن يؤثر أحياناً أو إنه سيكون في أحيان أخرى قليل التأثير. ميزة أهالي قم أنهم أدركوا القضية في اللحظة المناسبة وعرفوا العدو فوراً وردوا عليه في بداية الأمر بلا تأخير، وإلّا لو كانوا قد ترددوا بعد أن قام العدو بذلك التصرف التآمري الخبيث تجاه الإمام الخميني الجليل، ولو قالوا هل ننتفض الآن، أم غداً، أم بعد شهر، لما وقعت تلك الأحداث اللاحقة أصلاً. الفريضة لها وقتها، وينبغي أداء الفريضة في وقتها، وخير أوقات أداء الفريضة هو أول الوقت، فهو وقت الفضيلة. البعض لا يؤدّون الفريضة أصلاً، ويقولون دعها ولا تعرها أهمية، والبعض يؤدونها ولكن بتأخير، والبعض يتركونها إلى أن ينقضي الوقت فيؤدوها، مثل التوابين. لم يحضر التوابون حين كان يجب أن يحضروا، أي في يوم عاشوراء، وحين جاءوا كان الأوان قد فات. أو ثورة أهل المدينة بقيادة عبد الله بن حنظلة. وقفوا بوجه يزيد وثاروا وأخرجوا حاكم المدينة، ولكن بعد فوات الأوان، إنما كان عليهم أن يفكروا بذلك عندما سمعوا بخروج الحسين بن علي (عليهما السلام) من المدينة، لكنهم لم يفكروا، أو فكّروا متأخرين، فكروا بذلك بعد سنة، وكانت النتيجة ما سجله التاريخ، فقد ارتكبت ضدهم المذابح العامة ودمروا وسبوا ولم يستطيعوا فعل شيء. ينبغي أداء العمل في وقته. طيب، إذا أردنا أداء العمل في وقته فيجب أن نعرف الفريضة وينبغي أن نعلم ما الذي يجب القيام بهلنقوم به في وقته.

ما أروم قوله هو أن هذه الثورة كانت قفزة كبيرة قام بها شعب إيران من أجل أن ينقذ نفسه من ذلّ التبعية وذلّ التخلف. لقد كانت هذه الثورة تحركاً عظيماً من أجل محو التبعية والتخلف - هذين الذلين الكبيرين - عن هذا الشعب ببركة الإسلام وبتوجيهات الإسلام وقيادته. لقد كان هذان وجعين طويلين مزمنين، وأرادت الثورة علاجهما.

 

الثورة الإسلامية كانت قفزة كبيرة قام بها شعب إيران من أجل أن ينقذ نفسه من ذلّ التبعية وذلّ التخلف

 

لهذا السبب قامت الثورة الإسلامية، وعلى هذا الأساس تأسس نظام الجمهورية الإسلامية. دققوا جيداً، عندما تتكون حركة من أجل هدف معين وهو إنقاذ هذا الشعب من التبعية والتخلف - وقد نجحت وتوفقت وتقدمت إلى الأمام - فإن الذين كانت التبعية والتخلف ينفعانهم سوف يقفون بوجه هذه الحركة وهذه الثورة وهذا النظام، وهذا شيء طبيعي. ليست القضية هي أننا نصنع الأعداء. يشدد البعض على القول: يا سيدي لا تنحتوا الأعداء باستمرار! وكأن حركة الشعب هي التي تنحت الأعداء. افترضوا شخصاً عاتياً متغطرساً جاء واغتصب بيتكم ودكانكم ومكان استراحتكم وحياتكم. عندما تأتون وتطردونه فإنكم قد استعدتم حقكم، لكنه سوف يعاديكم. سوف يوجّه لكم الضربات طالما بقي فيه أمل في أنه يستطيع الانتصار عليكم. إننا لم نختلق عداء جديداً مع أحد، بل هم الذين يمارسون العداء. الذين ينتفعون لأنفسهم من تبعية إيران يعادوننا اليوم عداء شديداً. والذين كانوا ينتفعون من تخلف الشعب الإيراني يعادوننا اليوم عداء لدوداً لا يقبل الصلح. طبعاً قد لا يستمر هذا العداء إلى يوم القيامة: «عَسَى اللّهُ اَن يجعَلَ بَينَكم وبَينَ الَّذينَ عادَيتُم مِنهُم مَوَدَّة» (2). قد يحدث في المستقبل - بعد مائة سنة أو خمسين سنة، لا ندري - أن يزول هذا العداء، ولكن ما هو شرط زوال العداء؟ أن يتملكه اليأس أو يثوب إلى الإصلاح، وهذا الإصلاح مستبعد الآن، فمن المستبعد أن تثوب القوى الكبرى إلى الصلاح. طيب، إذن هذا العداء موجود. الدرس الذي ينبغي أن نستلهمه من هذا الشيء وهو العمل والمبادرة في الوقت المناسب درس يقوم على أساس أن نعرف العدو ونعرف اتجاهات عمله، وتكون بصيرتنا من القوة بحيث نفهم هدف العدو من كل خطوة وحركة يقوم بها. وإذا كان يهاجمنا ويتعرض لنا فيجب أن نعالج الموقف ونصمد ونقاوم. هذا هو واجبنا. وسوف أذكر اليوم بعض نقاط وكلمات حول هذا الموضوع.

أولاً من هو العدو؟ العدو اليوم هو بالتحديد أمريكا وبريطانيا وأرباب المال الدوليون والصهاينة وأتباعهم. ولا أهمية كبيرة لأتباعهم ولا قيمة لهم حتى يذكرهم المرء بإسمائهم، إنما الأصليون هم أولئك. أمريكا عدوة الجمهورية الإسلامية، وهي عدوة لإيران المستقلة، ولإيران المتقدمة إلى الأمام والمتطورة. وبريطانيا وهي الاستعمارية العجوز المتهالكة في السابق، وتريد الآن العودة ثانية إلى هذه المنطقة، هي العدو، والصهاينة هم الأعداء، والرأسماليون العالميون وأرباب المال الدوليون هم الأعداء. هؤلاء هم الأعداء الأصليون.

 

العدو اليوم هو بالتحديد أمريكا وبريطانيا وأرباب المال الدوليون والصهاينة وأتباعهم

 

وأقولها طبعاً إن الأعداء ليسوا هؤلاء فقط، فبالإضافة إلى هؤلاء هناك عدو آخر في داخلنا. ما معنى في داخلنا؟ بمعنى أنا وأنتم والمسؤول الفلاني والشاب الفلاني. فما هو ذلك العدو الداخلي؟ إنه عبارة عن عدم التحفز واليأس والقنوط والتهالك والتراخي وعدم الحيوية والكسل. هؤلاء أعداؤنا. «اَللّهُمَّ‌ اِنّي‌ اَعوذُ بِك‌ مِنَ‌ الكسَلِ‌ والهَرَمِ والجُبنِ والبُخلِ والغَفلَةِ والقَسوَةِ والفَترَةِ والمَسكنَة» (3). هؤلاء هم أعداؤنا. «اَللّهُمَّ اِنّي اَعوذُ بِك مِن نَفسٍ لا تَشبَع ومِن قَلبٍ لا يخشَع ومِن دُعاءٍ لا يسمَع ومِن صَلاةٍ لا تَنفَع» (4). هؤلاء هم أعداؤنا الداخليون في داخل أنفسنا، ولا نلقي كل الذنب على الأعداء الخارجيين. فنحن أيضاً لو تصرفنا بطريقة سيئة ولم نتصرف في الوقت المناسب، وإذا أخطأنا في تشخيص العدو، وإذا اعتبرنا أحد الإخوة الضالين المنحرفين عن الطريق - وهو أخونا حتى لو كان ضالاً منحرفاً - الشيطان الأكبر بدل الشيطان الأكبر الحقيقي، فسوف نتلقى الضربات ونخسر. إذن، هؤلاء أيضاً هم أعداؤنا فيجب أن نحتاط ونحذر. عندما نقول العدو الخارجي فليس معنى ذلك أنه لا يوجد في داخل أنفسنا أي نقص أو عيب. لا، السياسات الخاطئة، والسياسات السيئة، والسلوكيات السيئة، والاختلافات غير المبررة على تنوعها، والكسل وعدم المبادرة وضيق الأفق، هذه كلها من أعدائنا، ويجب أخذها بنظر الاعتبار أيضاً.

طيب، عندما نقول إن أمريكا وبريطانيا وفلاناً هم الأعداء الخارجيون، فهل هذا مجرد شعار أم لا؟ أقولها لكم إن هذا ليس مجرد شعار، بل هو شيء يستند على الواقع. إننا نطلع على أوضاع العالم وقضاياه. افترضوا أنه عندما يوصي وزير الخارجية (5) الأمريكي الخلوق (6) في رسالته الوداعية، عندما يوصي الحكومة اللاحقة بأن تتشدد مع إيران، وأن تتصعّب ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وأن تحافظ على الحظر وتبقيه، ويقول لها اعلموا أنه يمكن بالتشدد كسب امتيازات من إيران، كما كسبنا نحن - والقول له - فهذا عدوّ بالتالي. وهذا العدو الآن عدو بسّام، وقد كان هناك عدو يقول بصراحة إن إيران هي محور الشرّ (7)، وهذا لا يقول هذا الشيء بصراحة، لكن سلوكه نفس ذلك السلوك. هذا هو العدو. إذن، عندما نقول دائماً العدو العدو فلا نريد إطلاق شعارات، وليس الأمر كما يقول بعض عديمي الإنصاف إن هؤلاء محتارون في شؤونهم الداخلية فيضطرون لنحت الأعداء، لا، ليس الأمر نحت أعداء، بل هو عدو، فافتح عينك لترى، وحين تغمض عينك فمن الطبيعي أن لا ترى. عندما تدس رأسك في التراب فلن ترى، ولكن ارفع رأسك وانظر وسترى.

قلنا الإنجليز، وقد جاء الإنجليز إلى الخليج الفارسي ثانية. وبالطبع كان لدينا معلومات منذ نحو سنة أو سنتين. كنا قد سمعنا إنهم يريدون أن يعودوا مرة ثانية إلى الخليج الفارسي، وقد جاءوا الآن. يأتون إلى هنا ويقولون لبعض حكام الخليج الفارسي - ممن لا تجمعهم وأياهم أية صميمية، فالأمر ليس بحيث نتصور أنهم صميميون حقاً مع هؤلاء الحكام في الخليج الفارسي، لا، إنما يريدون الاستفادة ويعلمون أن بالإمكان التأثير على هؤلاء وامتصاصهم، فيأتون ويتحدثون معهم بهذه الطريقة - ويقولون لهم إن إيران تمثل تهديداً وخطراً بالنسبة لكم! التهديد هم الإنجليز أنفسهم. الأوساط الإنجليزية اليوم تجتمع وتخطط وتتخذ القرارات للمنطقة ولإيران الإسلامية.

 

العدو اليوم هو بالتحديد أمريكا وبريطانيا وأرباب المال الدوليون والصهاينة وأتباعهم

 

ومن قراراتهم تجزئة بلدان المنطقة. وهذا الذي أقوله ليس بتحليل أو حدس، بل هو معلومات. يقولون لقد ولّى زمن عراق واحد وسورية واحدة ويمن واحد وليبيا واحدة، بمعنى أنه يجب تجزئة العراق وتجزئة سورية وتجزئة ليبيا وتجزئة اليمن. ولا يذكرون اسم إيران، لأنهم لا يتجرأون ويخافون. إنهم يخافون من الرأي العام الإيراني بشدة، وإلّا فنفس الكلام الذي قاله محمد رضا بهلوي قبل أن يغادر إيران بأنه «إذا رحلنا نحن فسوف تتحول إيران إلى إيرانستان» - ويقصد أنها ستكون مثل أفغانستان وتركمنستان وما إلى ذلك، سيبقى هنا أيضاً جزء يسمى إيرانستان ويتقسم الباقي بين دول متفرقة - هؤلاء أيضاً يريدون أن يقولوا الشيء نفسه، ويأملون الشيء نفسه، وهم يسعون إليه، وقد تلقوا ضربات على أفواههم، لكن الأمر لا يزال يعتمل في أذهانهم، لكنهم لا يذكرونه بألسنتهم. طيب، هذا هو العدو، وكيف يجب أن يكون العدو؟ يجلسون من الآن ويفكرون لفترة ما بعد برجام [الاتفاق النووي] وما هي القيود التي ينبغي أن تفرض على إيران - حيث يتصورون أن فترة برجام يجب أن تستمر عشرة أعوام أو إثني عشر عاماً - يفكرون من الآن بذلك الحين وما يجب أن نفعله ونقوله إزاء إيران في ذلك الوقت وكيف يجب أن نعمل حتى نفرض القيود. وهل عدوّ أسوء من هذا؟ وهل عدوّ أخبث من هذا؟ حين أقول بريطانيا الخبيثة، فهذه هي خباثاتهم.

من مخططاتهم التي يصرحون بها تدريب وتسليح أفراد محليين مختارين. أي إنهم يقولون إننا نختار في هذه البلدان، بما فيها إيران، أفراداً من إيران نفسها نقيم معهم التواصل والعلاقات ونعلمهم وندربهم ونمدهم بالتجهيزات - وعمليات الإمداد والتجهيز في الوقت الحاضر سهلة، فهناك الإنترنت والفضاء الافتراضي وشتى وسائل الاتصال - لينقضّوا على البلد وعلى النظام الإسلامي وعلى الشعب. هذا كلام يقولونه هم أنفسهم. طيب، سيكون هذا عدواً.

ينبغي معرفة هذا العدو. قلنا إنه يجب معرفة العدو ويجب كذلك معرفة أساليب العداء. يجب أن يعرف الجميع أساليبهم وطرائقهم واتجاهاتهم في ممارسة العداء وما ينوون فعله، على المسؤولين معرفة ذلك وعلى الناس أيضاً معرفة ذلك، وعلى الشباب الإيراني معرفة ذلك، وعلى العمال الإيرانيين معرفة ذلك، وعلى الجامعيين الإيرانيين معرفة ذلك، يجب أن يعرفوا أن هدف العدو - وهم يقولون أحياناً في الإذاعات وفي تنظيماتهم إن هدفنا هو الشخص الفلاني، على سبيل الفرض والمثال علي الخامنئي، لكنهم يكذبون - هدفهم هو الشعب الإيراني وهدفهم هو إيران الإسلامية وهدفهم هو النظام الإسلامي. إذا كانوا يعادون زيداً أو عمرواً أو الجهاز الفلاني أو المؤسسة الفلانية فلأنهم يشعرون أن هذه المؤسسة هي الواجهة والدرع الواقي الواقف بصلابة والذي يجب أن ينحّوه جانباً، وسوف أتحدث عن هذا الجانب أيضاً.

طيب، ما الذي ينبغي علينا فعله في مقابل ذلك؟ واجبنا هو أن نزيد من قوة البلد ونجعله أكثر مقاومة، ونرفع قدرة البلاد ونجعلها مقاومة صلبة. كيف ترتفع قدرة البلاد؟ هذا كلام يجب أن نفكر فيه ونخطط له، وهذا التخطيط واجب على عاتق الجميع، فهو على عاتق المسؤولين، وعلى عاتق السياسيين، وعلى عاتق الحوزات العلمية، وعلى عاتق الجامعات، وعلى عاتق العناصر الثقافية الناشطة، وعلى عاتق العناصر السياسية الناشطة، يجب عليهم التخطيط في هذه الأمور. يجب أن نجعل البلاد قوية مقاومة.

كيف نجعلها قوية؟ ما هي عناصر الاقتدار والقوة بالنسبة للبلاد؟ سوف أعدد بعض هذه العناصر: أحد العناصر هو الإيمان الإسلامي، الإيمان الديني. الإيمان الديني من أهم عناصر مقاومة البلد وتحركه. والأمر لا يتعلق باليوم والأمس القريب، فمنذ 130 أو 140 عاماً وإلى اليوم أي تحرك حصل في هذا البلد وكان مؤثراً وصانعاً للتيارات كان للإيمان الديني السهم الأوفر والأول فيه. إبدأوا من قضية التنباك التي كانت تحركاً شعبياً عظيماً في البلاد حيث كان العنصر الديني رئيسياً فيها وقد عمل الناس طبقاً للحكم الشرعي بدافع من إيمانهم الديني، وأبعدوا عن هذا الشعب خيانة كبرى استمرت تذيقه الويلات لسنين طويلة. هذه واحدة.

وهناك الثورة الدستورية. لقد استطاعت الثورة الدستورية أن تتحرك إلى الأمام بريادة علماء الدين الذين هم تجسيد الحالة الدينية عند الناس. نعم، كان هناك المثقف الفلاني، والكاتب الفلاني، والمحفل الخفي الفلاني في البلاد، لا أنهم لم يكونوا، ولكن ما كانوا ليستطيعوا تحريك الثورة وفعل شيء مهم لأنهم لم يكن لهم نفوذهم بين الناس. ما أنزل الناس إلى الساحات في الثورة الدستورية هو مشاركة علماء الدين من الطراز الأول مثل المرحوم الشيخ فضل الله نوري، والمرحوم السيد محمد طباطبائي، والمرحوم السيد عبد الله بهبهاني، لقد كان هؤلاء علماء كباراً،

 

ما أنزل الناس إلى الساحات في الثورة الدستورية هو مشاركة علماء الدين من الطراز الأول

 

 وكذلك العلماء الكبار في طهران وتبريز، والعلماء الكبار في إصفهان، وكذا الحال بالنسبة لبعض المدن الأخرى، وكذا الحال بالنسبة لمحافظة فارس، تقدم العلماء الكبار إلى الأمام وسارت الجماهير من ورائهم، لكن الإنجليز بالتالي كانوا أشطر منا هنا، فبثوا الخلافات بين العلماء، وبين الناس. في طهران أوجدوا خلافاً بين ذلك العالمين الكبيرين وبين الشهيد الكبير الشيخ فضل الله نوري. شنقوا الشيخ فضل الله نوري بتهمة معاداة الدستورية وهو أول عالم دين يتقدم ويعمل من أجل تكريس الدستورية! هذا ما فعلوه. جروا الناس إلى السفارة وقدم البعض الدستورية للإنجليز على طبق من ذهب. فصارت الدستورية بحيث جرّت وراءها رضا خان وخمسين أو ستين سنة من تخلف البلاد، بيد أن انطلاق الحركة كان بدوافع دينية.

وهناك نهضة تأميم النفط، ولكم أن تلاحظوا أن هذا كله من التاريخ، ولهذا السبب أقول دائماً إقرأوا التاريخ وتأملوا فيه. لو لا علماء الدين ولو لا الدوافع الدينية لما تقدمت نهضة تأميم النفط إلى الأمام بالتأكيد، ليعلم الجميع هذا. لقد كان في طليعة هذه النهضة آية الله أبو القاسم الكاشاني. وكان سنده ودعامته مرجع تقليد مثل المرحوم السيد محمد تقي الخوانساري في قم. وكان دعاة هذه الفكرة جماعة في مدينة قم وفي مدينة مشهد وهم عالم دين ورجل منبر من الطراز الأول وناشط ديني وخطيب مفكر من الدرجة الأولى. هؤلاء هم دعاة نهضة تأميم النفط، وقد نزلت الجماهير إلى الساحة بدافع الدين. وبعد ذلك عندما فصلوا المرحوم الكاشاني واستبعدوا علماء الدين والمتدينين، انكسر مصدق. طالما كان الدين وعنصر الإيمان الديني تقدمت الحركة إلى الأمام، وعندما سلبوا النهضة هذا العنصر توقفت المسيرة والحركة وانكسرت وتبدلت إلى العكس. جاء أمريكي بحقيبة مال إلى طهران وأفسد كل شيء.

عنصر الإيمان الديني واضح في كل التحركات، وهو واضح في نهضة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963 م]، وهو واضح جلي في الثورة الإسلامية، وفي ملحمة الدفاع المقدس. الدين والدوافع الدينية هي التي أخذت بيد الشعب إلى الساحة في مختلف القضايا والأحداث. حينما يكون الأب والأم فرحين لأن أولادهم الأربعة أو أولادهم الثلاثة استشهدوا في سبيل الله فهذا بسبب محفزاتهما الدينية والإيمانية، فهي عامل اقتدار.

ينبغي الحفاظ على هذا الشيء، فهم يعادونه. إن الحافز الديني للناس يتعرض اليوم للهجمات من كل حدب وصوب. وذلك من أجل إزالة وتدمير الإيمان لدى الشباب أولاً ومن ثم لدى مختلف طبقات المجتمع، وبذرائع وعناوين وأشكال مختلفة. هذه عملية تجري اليوم من قبل الأعداء.

 

الحافز الديني للناس يتعرض اليوم للهجمات من كل حدب وصوب وذلك من أجل إزالة وتدمير الإيمان لدى الشباب أولاً ومن ثم لدى مختلف طبقات المجتمع

 

بالإضافة إلى الإيمان الديني لا بدّ من المعرفة الدينية. ينبغي أن يرفق الإيمان الديني بالمعرفة الدينية، فما هي المعرفة الدينية؟ إنها نفس الفكرة التي عبّر عنها المرحوم حسن المدرس فقال: «ديانتنا عين سياستنا، وسياستنا عين ديانتنا»، وقد ذكر إمامنا الخميني الجليل نفس هذا المعنى ونفس هذا المفهوم وطبقه عملياً. هذا أحد عناصر اقتدار البلاد. من التوصيات الأساسية التي تعرضها الهيئات المفكرة الأمريكية والإنجليزية في الوقت الحاضر عندما يجتمعون ويفكرون ويخططون، ويعلمونها للناشطين الصحافيين والإعلاميين والإنترنتيين والسياسيين وغيرهم، قولهم يجب معارضة الدين السياسي، أي الترويج لفصل الدين عن السياسة، وفصل الدين عن الحياة، فالدين لزاوية المسجد، والدين لداخل البيت، والدين للقلوب فقط، وليس في العمل، ويجب أن يكون الاقتصاد غير ديني، والسياسة يجب أن لا تكون دينية، ويجب أن يكون الخضوع للعدو أمراً غير ديني، وكذلك محاربة الأصدقاء ومواكبة الأعداء - بخلاف النص الديني - ولكن ليبقى الظاهر ظاهراً دينياً، هذا ما يريدونه. المعرفة الدينية تعني أن الدين غير منفصل عن الحكومة والدولة، وهنا نقصد كل الأديان، فما نقوله هو أن كل الأديان على هذا النحو، حتى المسيحية، لكن ما هو أكيد وواضح وبيّن أن الإسلام والرسول الأكرم (ص) كان أول ما فعله بعد فترة الغربة في مكة هو تأسيس الحكومة، فقد استطاع الترويج للدين ونشره بصبّه في قالب الدولة.

معنى أن يكون الدين منفصلاً عن الحكم هو أن يجلس الدين ويطلق النصائح دوماً ويتكلم دوماً ويقوم العتاة بأيّ فعل يطيب لهم ضد الدين وبخلاف الدين. وأن يضربوا الدين والمتدينين متى ما حلا لهم، هذا هو معنى الدين غير السياسي. هذا ما يريدونه وهذا ما يتابعونه. لا، يجب أن تتوفر هذه المعرفة وهي أن الدين غير منفصل عن السياسة، وعدو الدين يخشى ذلك الدين الذي فيه دولة وقوة وسلطة وجيش واقتصاد ونظام مالي وتشكيلات إدارية متنوعة. إنه يخشى مثل هذا الدين. وإلّا فالدين الذي يذهب فيه الناس إلى المسجد ويعبدون الله، فليذهبوا وليعبدوا الله، ليعبدوا الله مائة سنة. إذن، هذا أيضاً من عوامل اقتدار البلاد. اعلموا أن عدم انفصال الدين عن الحياة وعن السياسة وتغلغل تيار الدين في كل مفاصل الحياة الاجتماعية، هو المعرفة الدينية الصحيحة. يجب تحقق هذا ومتابعته. وإلّا فاسم الدين واسم رجال الدين واتصافنا بأننا رجال دين ومعممين وما إلى ذلك لن يجدي نفعاً. ينبغي التحرك بشكل حقيقي.

ومن عوامل القوة والاقتدار الحركة العلمية السريعة، الاقتدار العلمي. قرأت مراراً الحديث الشريف القائل «العلم سلطان» (8). إنهم يعارضون اقتدارنا العلمي.

نفس أولئك العناصر المحليين الذين توصي بريطانيا الخبيثة وتشدد على استخدامهم في داخل البلدان وتجهيزهم وإعدادهم، نفس أولئك العناصر يحاولون في الجامعات أحياناً بث اليأس في نفوس شبابنا من أجل أن لا يخوضوا في المسيرة العلمية، وإذا كان الطالب موهوباً يحاولون أن يقنعوه بالسفر إلى الخارج وترك البلاد. يقولون له: «يا سيدي أذهب إلى المكان الفلاني، فما بقاؤك هنا، إنما تهدر طاقاتك ونفسك»، وينفقون الأموال ويخصصون الجوائز لذلك.

بعض العناصر (العميلة لبريطانيا والغرب) يحاولون في الجامعات بث اليأس في نفوس شبابنا من أجل أن لا يخوضوا في المسيرة العلمية

 طبعاً شبابنا المؤمنون صامدون، وهذا ما استطيع أن أشهد به. على الرغم من بعض الخباثات التي يقوم بها عناصر الأعداء البائعة لأنفسها على مستوى الجامعات وخارج الجامعات من أجل أن ينثروا بذور اليأس والقنوط فإن شبابنا المؤمنين صامدون مقاومون. قبل مدة حضر هنا عدد من أصحاب الميداليات والمبرزين من إحدى الجامعات (9) وكانوا يتحدثون بطريقة ينبهر لها الإنسان حقاً لجمال كلامهم وصحته وإتقاته. وسوف أقول إن الأعداء لم يعرفوا شعبنا، لكننا يجب أن نعرف مؤامراتهم. من سبل جعل البلاد ذات مناعة ومقاومة هو الحراك العلمي الذي ينبغي أن لا يتوقف وأن لا تقل سرعته.

قضية أخرى هي قضية التقدم الاقتصادي وحلّ مشكلات الناس. من أهدافهم التي يتوخونها من هذا الحظر أن يفصلوا الناس عن النظام، وأن يعرضوا الناس للمشاكل، وأن تكون هناك بطالة وركود ومشكلات اقتصادية متنوعة، وأن نبقى نحن نتكلم هكذا والناس يعانون المشكلات. يفرضون الحظر من أجل حصول هذه الأشياء والمشكلات، وحين يرفعون الحظر في الظاهر يرفعونه بطريقة لا ترتفع معها هذه المشكلات. فماذا علينا فعله في المقابل؟ مضاداتنا لسمومهم هذه هي أن نفعل ما من شأنه أن يكون اقتصادنا اقتصاداً قوياً مقاوماً مستقراً. وهذا هو ما تحدثنا عنه مراراً تحت عنوان «الاقتصاد المقاوم». هذا بدوره من عوامل اقتدار البلاد. البلد الذي يكون اقتصاده اقتصاداً قوياً سوف ترتفع قيمة عملته الوطنية وسوف يكتسب مسؤولوه اعتباراً أكبر وسوف يكتسب شعبه أيضاً اعتباراً أكبر، ولن يمكن فرض شيء عليهم. قلنا مراراً إننا يجب أن نبتعد تدريجياً عن امتصاص النفط والتبعية للنفط وأن نقلل من هذه الحالة بالتدريج. سياسة النفط وخفض أسعاره ورفعها بيد الآخرين، فالنفط نفطنا لكن السيطرة على أسعاره بيد الآخرين. علينا أن نستطيع جعل اقتصاد البلاد اقتصاداً مقاوماً وأن نقوّيه ونعززه. هذا أحد عوامل الاقتدار.

 

علينا أن نستطيع جعل اقتصاد البلاد اقتصاداً مقاوماً وأن نقوّيه ونعززه

 

الحفاظ على العزة الوطنية في المفاوضات الدولية وفي الزيارات المتبادلة وعدم الخضوع لمنطق القوة وصيانة العزة الوطنية، هذا أيضاً من عوامل اقتدار البلاد. في الاجتماع الذي نجلس فيه ونتحدث مع الطرف المقابل سوف ينظر ليرى ما هي روحيتنا ومعنوياتنا وما هو مستوى تحفزنا وهمّتنا، يخمّن ذلك ويتعامل معنا على أساس هذا التخمين. ينبغي أن نحافظ على عزة الشعب وعزة البلاد. وعندئذ سيشعر الشعب أيضاً بالعزة، وسيكون هذا اقتداراً ومصدر قوة.

طيب، إذا تعرفنا على أسباب المقاومة هذه حقاً وعرفنا اتجاهات العدو وأهدافه عندها نستطيع أن نخطط مقابل هذا العدو، ونوفر في أنفسنا عوامل الاقتدار هذه، أما إذا لم نعرف العدو فقد نساعده في بعض الأحيان. قلت مراراً إننا في جبهة الحرب، إذا نام الجندي فبعد أن يستيقظ من نومه سيكون غير واع تمام الوعي، فإذا شغّل المدفعية فقد يقصف أصدقاءه. إذا لم تعرف أين هو العدو وفي أي اتجاه ومن هو الصديق وفي أي اتجاه، فعندما تشغل المدفعية قد تصيب قنابلها الأصدقاء بدل الأعداء. ولهذا لا بدّ من البصيرة.

يحاول العدو القضاء على عوامل الاقتدار الوطني التي ذكرتها الآن. هذا هو هدف العدو. يريد محو الإيمان، والقضاء على الحياء والعفاف والالتزام بالأسس الدينية. يريد القضاء على الاعتقاد الراسخ بسيادة الدين، كما يريد النيل من العزة الوطنية وإيقاف المسيرة العلمية وإضعاف الأجهزة والمجاميع التي تمثل تجسيداً لاقتدار البلاد والشعب. تلاحظون أن هناك هجمات تشن على الحرس الثوري، وعلى التعبئة، وعلى مجلس صيانة الدستور. هذه هي عملية الإضعاف.

 

إنني أدعم الحكومات وأدعم السلطة القضائية، وأدعم مجلس الشورى الإسلامي أيضاً

 

لا شأن لي بهذه السجالات الأخيرة بين رؤساء السلطتين، فهذه ليست بالأمور المهمة، وسوف تنتهي بحول الله وقوته، فهي ليست بالشيء المهم، والعدو يريد تضخيم هذه الأمور، لكن وجود سلطة قضائية مستقلة وشجاعة وحاسمة شيء ينبغي على الجميع معرفة قدره وعلى الجميع المساعدة للوصول إلى هذا الشيء. إنني أدعم الحكومات وأدعم السلطة القضائية أيضاً، وأدعم مجلس الشورى الإسلامي أيضاً - إنني أدعم الجميع - ولكن ينبغي النظر ما الشيء الذي يمكّن العدو من الوصول إلى أهدافه؟ إذا استطعنا أن يكون لنا جهاز أمني قوي، وأن يكون لنا جهاز عسكري شعبي مقتدر، وأن يكون لنا حراك شعبي عظيم باسم التعبئة، وأن يكون لنا مؤسسة رجال دين واعية عارفة بالزمان والظروف ومتواجدة في الساحة، وأن يكون لنا سلطة قضائية قوية ومتكاملة، وأن يكون لنا حكومة مبرمجة ومخططة دقيقة وشجاعة، إذا كانت لنا هذه الأشياء فستكون مسيرة الشعب الإيراني ومسيرة البلاد مسيرة ناجحة. ينبغي تأمين هذه الأمور وتوفيرها وتحقيقها. أي من هذه أمور إذا كنا نمتلكها فيجب أن نشكر الله ونحافظ عليها. وأي منها لا نمتلكه فيجب أن نسعى لتوفيره وتأمينه لأنفسنا.

ثمة اليوم لحسن الحظ تحركات جيدة جداً، سواء على صعيد العلم والثقافة - كما سبق أن قلت - أو على الصعد الأخرى. خيرة أصحاب الميداليات في البلاد هم من التعبويين. لديّ هنا الكثير من اللقاءات بالطلبة الجامعيين، ومن نماذج ذلك اللقاء الذي أقيم قبل أيام حيث جاء إلى هنا الشباب التعبوي وأصحاب الميداليات العلمية من جامعة شريف. عشرات الميداليات وعشرات الشباب النخبة المبرزين، كان هذا أحد النماذج، ولدينا الكثير من النماذج الأخرى. ثمة اليوم شباب نخبة، شباب ناشطون، شباب حيويون وأذكياء ومن الطلبة الجامعيين، وهناك أيضاً بين الأساتذة أشخاص أصحاب فكر ثوري ودوافع ثورية وعزيمة ثورية، هذه حالة موجودة في الوقت الحاضر. وكذا الحال على الصعيد الثقافي أيضاً، وكذا الحال على الصعيد الفني، وكذا الحال على المستوى السياسي. يجب أن نقدم المساعدة لهؤلاء الشباب المتخفز في كل هذه المجالات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.

وأقولها بحسم إن العدو رغم كل خططه وبرامجه لم يعرف شعبنا بعد، لم يعرف الشعب الإيراني، ويقع في الأخطاء. لاحظتم أنهم أخطأوا في سنة 88 [2009 م] وأطلقوا تلك الفتنة، وأوصلوا الأمور حسب ظنهم إلى مطبات ضيقة وحساسة ودقيقة جداً، ولكن فجأة جاءت حركة التاسع من دي الشعبية العامة فبهرت الجميع. حركة التاسع من دي سنة 88 [30 كانون الأول 2009 م] هي من نفس سنخ حركة التاسع عشر من دي التي قمتم بها في سنة 56 [9 كانون الثاني 1978 م].

 

الذي يحبّ إيران يجب أن يعلم أن مهاجمة الإيمان والتدين لدى الشباب خيانة لإيران

إذن، من واجبنا جميعاً ومن واجب كل شرائح البلاد الناشطة، من رجال دين وجامعيين ومسؤولين ومدراء في البلاد، وخصوصاً المدراء رفيعي المستوى في البلاد، ونواب مجلس الشورى الإسلامي، والمثقفين والكتّاب، من واجبنا جميعاً تعزيز عوامل اقتدار البلاد التي عددتها. الذي يحبّ إيران يجب أن يعلم أن مهاجمة الإيمان الإسلامي لدى الشباب خيانة لإيران. البعض يحبّون إيران ويحبون البلاد، وليس لديهم انشداد للدين والشريعة وما إلى ذلك، هؤلاء أيضاً يجب أن يعلموا أنهم إذا كانوا يحبون إيران حقاً، وإذا لم يكونوا خونة حقاً، ولم يكونوا أعداء في ثياب صديق، فيجب أن لا يضعفوا الدين ودين الشباب وإيمان الشباب. الذي يضعف إيمان الشباب إنما يخون البلاد ولا يخون الدين فحسب. يجب تقوية عوامل اقتدار البلاد والشعب هذه والحفاظ عليها ومتابعتها من قبل جميع الشرائح.

ولحسن الحظ فإن مجموعة عظيمة تقوم بهذا الواجب في الوقت الحاضر، وستتصاعد هذه الوتيرة في المستقبل أكثر. ليكن الدرس الذي نقتبسه أنا وأنتم اليوم من حادثة التاسع عشر من دي هو أن نعلم إنه ينبغي معرفة العدو ومعرفة أساليبه واتجاهات عمله، والوقوف بوجهه بأية وسيلة تتوفر لي ولكم. إذا فعلنا هذا فلنعلم أن أعداءنا العالميين والدوليين - نفس هؤلاء الذين ذكرناهم، أمريكا وبريطانيا والصهيونية والشركات الدولية وأرباب المال الدوليين والأعداء العنودين - لن يستطيعوا ارتكاب أية حماقة مقابل الشعب الإيراني (10). طيب، الحمد لله على أن الذين كانوا متشوقين لإطلاق الشعارات، قاموا بالكامل في هذه اللحظات الأخيرة بما كانوا متشوّقين له (11).

والسّلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته.

 

الهوامش:

1 - سورة الحديد، شطر من الآية 10 .

2 - سورة الممتحنة، شطر من الآية 7 .

3 - الكافي، ج 2 ، ص 586 .

4 - الكافي، ج 2 ، ص 586 (بقليل من الاختلاف).

5 - جون كري.

6 - ضحك الحضور.

7 - جورج بوش الرئيس الأمريكي في حينها.

8 - ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 20 ، ص 319 .

9 - كلمته في لقائه الأساتذة والنخبة التعبويين من جامعة شريف الصناعية بتاريخ 2 كانون الثاني 2017 م .

10 - تكبير الحضور.

11 - ضحك الإمام الخامنئي والحضور.