وأكد قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي على أنه: إذا تمّ انتهاج طريق العقلانية الذي يرافقه الأمل والتوكّل على الله فسوف يستدعي ذلك النّصرة الإلهية لكن العقلانية في ظل الاتكال على الشيطان والقوى الماديّة لا مصير لها سوى بلوغ السّراب.
وأضاف سماحته: هذا السيّد الذي جاء حديثاً في أمريكا ساهم بكلامه وقراراته بتعرية وكشف فساد النظام الحاكم في أمريكا أمام الرّأي العام وأكّد كلام الجمهورية الإسلامية على مدى ٣٨ عاماً وإنّ الشعب الإيراني سيردّ على قراراته وتهديداته في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن شرط البناء وشقّ الطرق المسدودة هو التسلّح بالأمل والاتكال على الله وانتهاج سبيل العقلانية مؤكّداً: إذا استبدلنا هذا الخيار بالاتكال على الشياطين خاصة الشيطان الأكبر وانتهجنا سبيل العقلانية في ظل الشياطين فلن يؤول بنا الأمر سوى إلى السّراب.
واعتبر الإمام الخامنئي أن الحكمة والعقلانية والتدبير في الدبلوماسيّة، إدارة البلاد وسائر القضايا أمرٌ ضروري، إلا أن سماحته حذر من الإتكال على الشياطين بقوله: الإتكال على الشياطين وعقد الآمال على من يعارض أصل وجود النظام وحاكميّة الإسلام خطأٌ كبير لأن البلاد لن يصيبها أيّ خيرٍ من هذا العمل.
وأشار الإمام الخامنئي إلى تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد التي طالب إيران خلالها بتوجيه الشّكر لحكومة أوباما وردّ قائلاً: لسنا ممتنّين بتاتاً لتلك الحكومة لأنّها فرضت عقوبات شديدة بنيّة شلّ الشّعب الإيراني والنظام الإسلامي وبالطّبع فإنّها لم تنل مبتغاها كما سيعجز أيّ عدوٍّ آخر عن شلّ هذا الشّعب العظيم.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: لماذا علينا توجيه الشّكر للحكومة الأمريكية السّابقة؟ نشكرها على العقوبات ضدّ إيران؟ أم على صناعة داعش؟ أنشكرها على إشعال فتيل الحرب في المنطقة تحديداً في سوريا والعراق؟ أم على نفاقها وخداعها "إبراز المودّة والاستعداد للتعاون في رسالة خاصة والدعم الصريح والعلني للفتنة التي تلت الانتخابات عام ٢٠٠٩"؟ وتابع سماحته كلامه بقوله: هذه مصاديق تلك القفازات المخمليّة التي كانت ترتديها الحكومة الأمريكية السابقة لتغطي بها قبضتها الحديديّة.
وفي أشارة منه إلى تصريحات ترامب الأخيرة التي طالب خلالها الإيرانيين بالخوف منه ردّ الإمام الخامنئي على هذه المطالب بقوله: الإيراني لا يخشى التهديد. وأضاف سماحته: سيعلن الشعب في إحيائه لذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ٢٢ من شهر بهمن (11/2) من خلال مشاركته في الشوارع عن ردّه على هذه التصريحات والتهديدات.
وأضاف الإمام الخامنئي: طبعاً نحن شاكرون لهذا الرّجل الذي جاء حديثاً؛ لأنّه بكشفه عن وجه أمريكا الحقيقي وفّر علينا بذل الجهود وأثبت كلام الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة على مدى ٣٨ عاماً حول الفساد السياسي، الاقتصادي، الأخلاقي والاجتماعي المسيطر على النظام الحاكم في أمريكا. وأضاف: إنّ الرئيس الأمريكي الجديد بتصريحاته وقراراته خلال المنافسات الانتخابيّة والأيّام الأخيرة عرّى ماهيّة أمريكا الحقيقيّة وجعلها جليّةً أمام أعين الناس في العالم وكشف عن حقيقة أمريكا.
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ اعتقال وتوقيف طفلٍ يبلغ من العمر خمسة أعوام مصداقاً لحقوق الإنسان الأمريكية وأضاف قائلاً: رحم الله الإمام الجليل الذي كان يذكّر مرّات ومرّات في خطاباته وكتاباته بحقيقة أمريكا وكان يصرّ على إدراك الشعب والمسؤولين لماهيّة العدو وبالتالي اجتناب الوثوق بالشيطان الأكبر حيث تتجلّى اليوم حقانيّة كلام ذلك العزيز الذي ارتحل إلى الملكوت الأعلى أمام أنظار الجميع بصورة واضحة وجليّة.