وخلال الكلمة التي ألقاها أثناء اللقاء شدّد قائد الثورة الإسلاميّة التّأكيد على أهميّة مضمون الأشعار الدّينيّة حيث قال سماحته: إنّ المدح والثناء وذكر مصائب الأئمة (عليهم السّلام) يُشكّل جزءاً هاماً من الشّعر الديني لكن من الضروري أن تتمّ في هذا الجانب الاستفادة من مقولات منطقيّة نابعة من نظرة صحيحة وذوق سليم كما يجب اجتناب الاستفادة من التلقّفات السطحية والبسيطة وطرح قضايا مزيّفة ووهميّة.
واعتبر الإمام الخامنئي الربط ما بين أحداث مرحلة صدر الإسلام والأحداث المعاصرة رسالةٌ هامةٌ ملقاة على عاتق الشعر والشعراء المتديّنين وأضاف سماحته: لقد كان الرسول الأكرم ومعه الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) جميعاً من أهل الكفاح الشّديد والمؤثّر للظلم، الطاغوت، الكفر، النفاق والفسق وهذا ما أدّى إلى استشهادهم على يد الحكام الجائرين والمتجبّرين.
كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الإتّباع الحقيقي للأئمّة المعصومين يتمثّل في الإتّباع العملي لسيرة أولئك العظماء والاستمرار بمكافحة الكفر والنّفاق واستكمل خطابه قائلاً: الكفاح ضدّ الكفر والنّفاق العالمي في الجمهوريّة الإسلاميّة أمرٌ سهلٌ ومتاح، في الوقت الذي يستدعي أقل إعلان عن البراءة من أمريكا في ظلّ بعض الدول المشؤومة في المنطقة الغضب وردود فعلهم القاسية.
وأضاف الإمام الخامنئي: مكافحة الظالمين لا تنحصر بالسّيف، الدّعايات تتصدّر اليوم المكانة الأولى في العالم وبالإمكان مكافحة الظّالمين من خلال استخدام أداة الشّعر والخطابة، وقد شهدنا في الأعوام الأخيرة إنتاج نماذج قيّمة جدّاً في هذا الخصوص تبعث روح الأمل.
كما أشار السيد الخامنئي إلى القابليّة العميقة التي تتضمّنها الأحكام والالمعارف الإسلاميّة وشدّد سماحته التّأكيد على الاستفادة من هذه المضامين الرفيعة في تأليف الأشعار الدينيّة قائلاً: توجد مفاهيم رفيعة تتضمّن العديد من الدروس في الأدعية والمناجاة وفي الصحيفة السجاديّة على وجه الخصوص، يمكن الاستفادة من هذه المحيطات وهذا البحر الهدّار في تأليف الأشعار الدينيّة.
وأعاد الإمام الخامنئي خلال كلمته التأكيد على موضوع "نمط الحياة الإسلامية" وواجبات الشعراء الدينيين تجاه هذا الموضوع حيث قال سماحته: اليوم توجد في أوروبا وأمريكا مراكز وأجهزة لها نشاط محدد ومعلن لتغيير نمط الحياة في الدول غير الغربية وخاصة إيران الإسلامية، إن الهدف من مهاجمة نمط الحياة الإسلامية يتمثل في إيجاد إرادة وحركة موافقة لرغبة الأجهزة الغربية، وإنشاء الأسوار حولنا لا يكفي لمواجهة هجمة الأجهزة الغربية لنمط الحياة الإسلامية. يمكننا من خلال توضيح وشرح نمط الحياة الإسلامية وتبيان المفاهيم والمبادئ الأخلاقية، السياسية والثقافية بواسطة الشعر أن نؤدي واجبنا تجاه هذه القضية.
وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن سعادته لتطور الشعر الديني وتزايد أعداد الشعراء المعنيين بهذا الأمر، وأضاف: الشعر الحسن ذو تأثير بالغ، ويبقى خالداً، ونحن اليوم بحاجة إلى شعراء يضاهون حافظ وسعدي وصائب التبريزي من حيث المستوى الشعري، وهذا الهدف بطبيعة الحال لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق الجهد الحثيث ومراجعة أشعار فطاحل الشعر إلى جانب استخدام ألفاظ حسنة في الشعر الذي يتم نظمه.