استهلّ الإمام الخامنئي اللقاء بتبريك البعثة النبويّة العظيمة للشعب الإيراني والمسلمين في جميع أقطار العالم معتبراً أنّ بعثة الرسول الأكرم محمّد (صلیاللهعلیهوآله) خطّة نورانية، خالدة ومنعطف لكافة المجتمعات البشريّة.
وأكمل قائد الثورة الإسلامية حديثه حول البعثة قائلاً: لقد جاءت بعثة خاتم الأنبياء في عالم غارق في الظلمة والجهل والظّلم والغرور وقد أثبت نبيّ الإسلام بدعوته إلى النّور أي تأسيس حكومة ترتكز على العدل والإنصاف والوحدة والثبات في وجه الظّلم أنّ مخطّط البعثة في كافة المجتمعات البشريّة وفي جميع المراحل والأزمنة قابلة للتحقق والتنفيذ ويمكن لها أن تكون مرتكزاً لتأسيس أعظم حضارة إنسانيّة.
وأكّد سماحته على حاجة البشر العميقة اليوم لمخطّط البعثة معتبراً أن تعرّف الرأي العام العالمي على ما تعنيه البعثة وما تحتويه من مفاهيم في غاية الأهمّية.
وخلال اللقاء أكّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الإسلام يشكّل العامل الأبرز للعداء الذي تضمره الحكومات المستكبرة للجمهوريّة الإسلامية موضحاً: بعد تشكيل الجمهورية الإسلامية التي تشكّلت فيها رشحة من رشحات الحكومة النبوية ولا زالت مستمرّة، بدأ أعداء المجتمعات البشرية بمكافحة ما يمهّد لنمو وتقدّم المجتمعات البشريّة، أعني "الإسلام". لأن الإسلام قادرٌ على الحدّ من الظلم الممارس ضدّ البشريّة.
واعتبر سماحته أنّ "قدرة الإسلام الفريدة في تنمية وتسامي المجتمعات البشريّة"، "قابليّته في بلورة حضارة تجمع بين الماديّة والأمور المعنويّة" وأيضاً "قدرة الإسلام على مواجهة الظلم والانتهاك" من الأسباب الأساسيّة التي تدفع المتغطرسين لمعاداة دين الإسلام المبين.
واستطرد الإمام الخامنئي قائلاً: إنّ تأسيس مجموعات إرهابيّة تحمل اسم الإسلام وبثّ الفرقة والنّزاع داخل دول إسلاميّة كالعراق وسوريا والبحرين واليمن من المؤامرات الأمريكية والصهيونيّة الظالمة والخبيثة التي تهدف إلى مواجهة الإسلام، طبعاً فإنّ الظّلَمة العالميين يعادون الجمهوريّة الإسلاميّة أكثر من غيرها لكن مشكلتهم الأساسيّة هي أصل الإسلام ويجب على جميع المسلمين أن يدركوا هذه الحقيقة.
كما لفت قائد الثورة الإسلاميّة أنّ أمريكا ومعها الكيان الصهيوني الغاصب تشكّلان رأس الحربة في عذا العداء حيث قال سماحته: تمسك أمريكا اليوم ومعها الصهاينة بزمام هذه العداوات، يحاربون الجمهورية الإسلامية اليوم أكثر من غيرها لأن الإسلام أشدّ بروزاً في إيران وأرضيّة العمل به موفّرة فيها بشكل أكبر. يعارضونها لأنها تحدّ من مطامعهم.
وأعرب الإمام الخامنئي عن أسفه لنجاح سياسات الأمريكيين الهادفة إلى بثّ الفرقة في المنطقة وأضاف قائلاً: يضع الناهبون أيديهم في جيوب بعض دول المنطقة ويسعون لإظهار الجمهوريّة الإسلاميّة أو إيران أو التشيّع كعدوٍّ بغية استمرارهم في هذا العمل لكن على الجميع الالتفات إلى هذه النقطة أنّ الاتحاد والثبات في وجه المتجبّرين هو سبيل تقدّم وتطوّر العالم الإسلامي.
واعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أن إرادة الشعب الإيراني في مواجهة التغطرس راسخة لا تتزعزع ولفت سماحته قائلاً: لقد ثبتت وصمدت جميع أطياف الشّعب، الشباب والناس الثوريّون المؤمنون في وجه المستكبرين وحينما يتحقق هذا الثبات المنبثق من بعثة الرسول الأكرم في أيّ بلد، لا يمكن لأي عدوٍّ ارتكاب أيّ اعتداء وأيّ حماقة.
وعلى مشارف انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران خاطب الإمام الخامنئي المرشّحين بالقول: أودّ أن أخاطب جميع السادة المرشّحين للانتخابات وقد قلت هذا سابقاً، عليهم أن يقرّروا ويبلغوا الشعب بذلك وينشروه في دعاياتهم، أن يقدّموا الوعود بأنّهم لن يتخطّوا بأنظارهم هذه الحدود متى ما عقدوا النيّة بتطوير شؤون البلاد، تنمية اقتصادها وحلّ العُقد والمشاكل بل أن تنصبّ أنظارهم على الشّعب.
كما أشار سماحته إلى جوانب الانتخابات المتعدّدة قائلاً: المشاركة في الانتخابات في النظام الإسلامي تكليف النّاس وتبلور "لشأنهم وحقّهم وقدرتهم" في تشكيل الرأس التنفيذي للدولة، وهي أيضاً ثبات وتكاتف شعبي يسلب العدو قدرته على التحرّك والتعدّي.
وفي معرض حديثه تطرّأ الإمام الخامنئي إلى سياسات المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين المشتركة والتهديديّة للشّعب الإيراني معتبراً إيّاها دليلاً على نوايا مسؤولي جميع الحراكات السياسية الخبيثة والقذرة في هذا البلد وقال سماحته: لقد بادر الأمريكيون في الفترات السابقة إلى القيام بأي عمل من شأنه توجيه صفعة لإيران لكن فليعلم الجميع أنّ كلّ من يعتدي على الشّعب الإيراني سيلقى الخيبة ولن يكون الأمر في صالحه لأنّ ردّة فعل الشّعب الإيراني ستكون قويّة.
واعتبر سماحته أنّ مستقبل الشعب الإيراني سيكون أفضل من السابق بفضل الله وفي ظلّ إيمان وثبات الشعب وأكّد قائلاً: يجب الحفاظ على هذا "الإيمان، الإتحاد، الثبات والمشاركة في الساحات" وتدعيم بنية النظام الداخليّة من خلال استغلال القدرات والطاقات المحليّة والتخطيط العاقل بحيث ييأس العدو ويكفّ عن عدائه.