إن لم نستطع كسب رضاك حتى آخر أيام شهر رمضان، فنرجو منك أن تشملنا برضاك من الآن
إنها الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، والأجواء التي تسود قلوب شعبنا وأرواحه - وأنتم من جملة شعبنا - هي أجواء العبادة والخشوع والنقاء إن شاء الله. قرأتم في أدعية هذه الليالي: اللهم وهذه أيام شهر رمضان قد انقضت ولياليه قد تصرّمت«. نقول إن ليالي شهر رمضان قد انقضت وأيامه انقضت ومضت أيضاً ولا ندري كم استطعنا في هذه الأيام والليالي التي مضت أن نملأ وعاء أنفسنا وأرواحنا برحمتك وعنايتك، وكم استطعنا أن ننتفع من هذه الليالي والأيام. ونقول: »إن لم تكن رضيت منّا فالآن فارضَ منّا«.. ربنا، إن لم نستطع حتى هذا الحين كسب رضاك، فنرجو منك أن تشملنا برضاك من الآن.
الطهارة وصفاء النفس حالة مهمة للجميع، وضرورية للجميع، ومؤثرة في حياة الجميع، لكنني أعتقد أنها أهم وأنفع وأكثر فائدة وربحاً للأساتذة والعلماء. أولاً لأنكم الأساتذة تؤثر طباعكم وسلوككم في تكوين شخصية الشباب والطلبة أكثر مما يؤثر كلامكم. هكذا هو الأمر غالباً. بحيث لو دفع كلامكم الشاب باتجاه معين، لكن سلوككم لم يكن بنفس ذلك الاتجاه، فإن سلوككم وتصرفاتكم هذه ستؤثر في مخاطبيكم وطلابكم ومتعلميكم والشباب الذين يدرسون عندكم. هذا جانب من جوانب أهمية نقاء النفس. إذا كان أستاذنا يتحلى بالمعنويات والروح النقية الطاهرة فسوف ينوِّر أجواء الصف والدرس وفضاء قلوب المتعلمين. هذا ما نحتاج إليه. إضافة إلى هذا أنتم علماء، وإذا رافق النور المعنوي العلم فسوف يُوضع العلمُ في الاتجاه الصحيح.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٠/٩/٥
ربيع المعنويات في ربيع العمر
أعزائي! ها هو شهر رمضان ، فصل المعنويات، ربيع المعنويات وربيع الصفاء قد انقضى، وبتنا نقضي أيامه الأخيرة. إذا استقبلت أرض قلوبكم الخصبة وأرواحكم الطاهرة الأمطار اللطيفة لرحمة الله ولطفه في هذا الشهر، فإنها سوف تُؤتي ثمارها في المستقبل. علماً بأن فصل النمو والرشد المعنوي للشباب لا ينقضي أبداً. صحيح أن لشهر رمضان ميزة خاصة، إلا أنَّ الرشد المعنوي متيسرٌ للشباب على الدوام.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٥/٧/١١
أهم عمل للتعالي الروحي
لقد تكرر سؤال الشباب لي- في الرسائل ووسائل الإعلام والتواصل- يطلبون النصيحة حول المسائل المعنوية والتكامل الروحي وأمثال ذلك. ويوجد بالطبع أفراد يفرشون مائدة الإرشاد وأمثال ذلك، ولا يمكن الوثوق بهم جميعاً، فالبعض منهم ليسوا سوى أصحاب دكاكين، ولا يمكن للمرء أن يثق بهم. وإن الذي سمعته من العظماء وأذكره لكم، لا يعدو كلمة واحدة، وهي أن العمل الأهم للتعالي المعنوي والروحي هو اجتناب الذنب، فهو أهم الأعمال. اسعوا لاجتناب الذنوب على اختلافها، حيث توجد ذنوب مختصّة باللسان وذنوب مختصة بالعين وذنوب مختصة باليد، ولها أنواع مختلفة. فتعرّفوا إلى الذنوب وراقبوا أنفسكم، فإن التقوى تعني المراقبة. إذ إنكم حينما تسيرون في مسير خطير، تراقبون أنفسكم بدقة، وهذه هي التقوى. فراقبوا أنفسكم وتجنّبوا الذنوب، وهذا أهم سبل التسامي المعنوي.
ويلي ذلك على الفور بالطبع أداء الفرائض. والأهم من بين الفرائض هو الصلاة؛ أدّوا الصلاة في أول وقتها وبحضور قلب. وحضور القلب يعني أن تعلموا أثناء الصلاة بأنكم تخاطبون أحداً، وأن هناك من يسمعكم ويراكم. وهذا ما ينبغي أن تلتفتوا إليه. أحياناً قد يشرد ذهن الإنسان، فلا بأس، ولكن بمجرد أن يعود من غفلته، عليه أن يُحيي حالة الشعور بحضور المخاطب ويحافظ عليها. هذا هو حضور القلب. فالتزموا بالصلاة بحضور قلب، والصلاة في أول وقتها، والصلاة جماعةً ما أمكن، وحين تراعون هذه الأمور فستتكاملون من الناحية الروحية، ستصبحون ملائكة، بل وأعلى منها، فاعلموا ذلك.
إذ إنكم شباب، ذوو قلوب طاهرة، أرواحكم طيبة، غير ملوثة أو أن تلوّثها قليلٌ جداً، وإذا بلغ الإنسان من العمر مرحلتنا فسوف يُواجه الكثير من المشاكل. ومن هنا فإن راعيتم هذه الأمور، ليس ثمة حاجة لنصيحة أخرى، ولا توجد أي ضرورة للجوء إلى ذكر خاص وأمثال ذلك. وبالطبع فإن من الأمور المطلوبة للغاية الأنس بالقرآن، فاقرؤوا القرآن بالتأكيد حتى ولو كانت آيات قلائل في كل يوم، وهو أمرٌ جيد جداً.