وخلال اللقاء خاطب قائد الثورة الإسلامية الحضور بالقول: أن يحضر بعد انقضاء ٣٨ عاماً جمع من الشباب الذين لم يدركوا الإمام الخميني ولم يشهدوا مرحلة الثورة والدفاع المقدّس في الساحة والميدان بهذا الشّكل ويتمكّنوا من التّأثير في المنطقة، فهذا الأمر هو فعلاً من معجزات الثورة الإسلامية.
وتابع سماحته: في المنطقة، تمكّنت الجمهورية الإسلامية أي تمكّنتم أنتم الشباب من إخضاع أمريكا المستكبرة وإلحاق الهزيمة بها.
ولفت الإمام الخامنئي إلى حقيقة الهدف الذي كانت ترمي إليه مساعي الأعداء ومخططاتهم قائلاً: جميع مساعيهم ومخططاتهم التي كانوا قد رسموها لأجل إبعاد المنطقة عن الفكر الثوري والإسلامي وإزالة الفكر المقاوم الذي كان قد انتشر في المنطقة باءت بالفشل.
وفيما يخصّ الأحداث التي شهدتها سوريا والعراق قال قائد الثورة الإسلامية: الأحداث التي شهدتها سوريا والعراق ومحو الغدّة السرطانية التي كان قد استحدثها الأعداء لأجل أن يتمكّنوا من تعريض حركة المقاومة لأزمة معيّنة، لقد كنتم أنتم الشباب من استطاع محو وإزالة هذه الغدّة؛ أنتم الشّباب المؤمن.
وأسف الإمام الخامنئي لما يتردّد على لسان البعض من عبارات تبثّ اليأس في أنفس الشباب حيث قال سماحته: واحدة من أساليب العدو هي بثّ اليأس في نفوس الشباب، ومما يؤسف له أن البعض أصبح مذياعا للعدو وراح ينشر في أجواء المجتمع هذه الأقاويل بأنه لا يمكن الوقوف في وجه هؤلاء! لماذا لا يمكن؟ لقد وقفت الجمهورية الإسلامية أمام جشع الأعداء وطمعهم وتغلّبت عليهم في جميع ساحات المنازلة.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: لقد استطاع الشعب الإيراني رمي النظام الملكي الذي كان يشكّل شجرة خبيثة ومتجذّرة بعيداً في الوقت الذي كانت أمريكا تقف خلفه وتدعمه ومعها أوروبا والرّجعيين في هذه المنطقة. استطاع تأسيس دولة مبنيّة على القيم والحفاظ عليها وتطويرها يوما بعد يوم وسط عالم يحكمه الكفر والإلحاد وانعدام العقيدة واللامبالاة. لقد جرّبنا ورأينا أنّنا قادرون، شاهدنا بأمّ العين أنّنا قادرون. ثمّ يأتي البعض ليردّدوا عبارات اليأس ويدفعونا لأن نحسب حساباً للقوى. لا!
وتحدّث الإمام الخامنئي حول شواهد من العصر الحاضر قائلاً: لقد شاهدتم كيف أنّ المؤامرات المتتالية التي استحدثتها أمريكا ومعها الصهيونية والرّجعيّون العرب أحبطت وانعدمت كلّها بقوّة الجمهوريّة الإسلاميّة. إحداها كانت مؤامرة تيّار داعش التكفيري اللاإنساني الذي استحدثته أمريكا والصهيونيّة والرجعيّون العرب وآخرون بقوّة الجمهورية الإسلامية وهمّة الشباب المؤمن والمؤيّدين لقوّة المقاومة وهذا إنجاز ضخم.
واستكمل قائد الثورة الإسلامية حديثه بالقول: في البلدان المجاورة لنا كانت تُرفض فكرة إمكانية بلوغ مثل هذا الإنجاز، مثل هذا التحرّك. لكنّهم أجبروا، دخلوا الميدان، نجحوا، صدّقوا. رسالة الجمهورية الإسلامية ورسالة الثورة الإسلامية تبلغ هكذا أسماع الشعوب.