يجب فضح الظّلم الاستكباري وإعلانه. الحكومة الأمريكية هي اليوم أظلم الحكومات في العالم وأقساها وأبعدها عن الرحمة. إنها أظلم الكل. شاهدتم داعش هذا كم هو سيء وظالم ومتوحش، الحكومة الأمريكية أسوء منه. الحكومة الأمريكية هي الجهاز الذي أوجد الدواعش، وليس داعش فقط، وسهّل لهم أعمالهم. بل كانت هي المسبب. وهذا ليس ادّعائنا نحن بل هو كلامهم هم أنفسهم. هذا الشخص نفسه الذي يتولى الآن رئاسة جمهورية أمريكا طرح دوماً في دعاياته الانتخابية إيجاد داعش باعتباره أحد أعمال الديمقراطيين وهو الحزب المنافس له، كرّر ذلك دائماً، وهو على حق في ذلك، فقد كانت هناك وثائق ومستندات تثبت ذلك، وتوجد الآن أيضاً. هؤلاء أنفسهم أوجدوا داعش، وهم الذين عضّدوها ودعموها تسليحياً ومالياً، ومن المحتمل أن يكونوا هم الذين علّموهم بعض الأساليب. تلك المجموعات الوحشية الأمريكية المرتبطة بالحكومة ـ مثل بلاك ووتر ـ يقومون بهذه الأعمال أيضاً، وهم يجيدونها ويتقنونها، وهم متخصصون في هذه الممارسات الوحشية ضد الإنسانية، بل ربما هم الذين درّبوا الدواعش، وإلّا فالمسكين الفلاني القادم من القوقاز كيف يعرف مثلاً كيف يمكن تعذيب إنسان، وكيف يمكن تعذيبه بإغراقه تدريجياً أو بإحراقه تدريجياً؟ من المحتمل أن يكون هؤلاء هم الذين علموه.
الحكومة الأمريكية هي اليوم أظلم الحكومات في العالم وأقساها وأبعدها عن الرحمة وهي أسوء من داعش مع أن أمريكا هي أقسى الحكومات في العالم وأبعدها عن الرحمة لكنها تدّعي مناصرة حقوق الإنسان في إعلامها، وتدّعي مناصرة حقوق المظلومين وتدّعي مناصرة حقوق الحيوانات! هؤلاء بالتالي يجب أن يُفضحوا، ويجب أن تطرح حقيقتهم وتقال وتعلم على المستوى العالمي. الظلم الذي مارسوه ضد فلسطين. إنهم يمارسون الظلم والجور يومياً ضد الفلسطينيين. سنة، سنتان، عشر سنوات، عشرون سنة، سبعون سنة وهذا الظلم مستمر، والأمريكان هم من كان يقف وراءه، ولا يزالون إلى الآن. هذه أمور يجب أن تُقال وتُطرح. الظّلم ضد اليمنيين. اليمن الآن تُقصف يومياً. الناس يُقصفون، والمحافل والمجالس تُقصف، والأسواق تُقصف، والبنى التحتية للبلاد تقصف. من قِبل من؟ من قِبل حلفاء أمريكا الذين يحظون بدعم أمريكا وتأييدها، والذين تُؤمِّن أمريكا لهم السلاح وتساعدهم. هم يشاهدون المشهد بكل وضوح فلا يَصدر عنهم أي اعتراض أو أبسط امتعاض. ويوجد في داخلهم بعض الأفراد من الكُتّاب مثلاً يعترضون، لكن الحكومة الأمريكية لا تأبه لهم إطلاقاً.
لاحظوا من هم أعداؤكم وبأية روح يتحركون ويعملون وبأي خُبثٍ يقفون بوجه الشعب الإيراني، وليس فقط بوجه الشعب الإيراني، بل هذه هي ذاتهم وطبيعتهم. إنَّ قضية فصل عدة آلاف من الأطفال عن أمهاتهم في أمريكا اليوم ليست بالقضية الصغيرة. إنها قضية كبيرة جداً. لا يُطيق الإنسان أن يسمع بكاء هؤلاء الأطفال في التلفاز، فكيف هم مستعدون من أجل سياسة معينة ولأجل تنفيذ شيء ما أن يقوموا بمثل هذا العمل الخاطئ والإجرامي بأن يفصلوا عدة آلاف من الأطفال عن أمهاتهم. هكذا هم.
نعم، نحن شاكرون لهذا السيد الذي جاء حديثاً (الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب) والشكر بسبب أنه وفر علينا بعض الجهد وأبرز الوجه الحقيقي لأمريكا. الشيء الذي كنا نقوله دوماً طوال أكثر من ثلاثين سنة حول الفساد السياسي والفساد الاقتصادي والفساد الأخلاقي والفساد الاجتماعي في الجهاز الحاكم في أمريكا، جاء هذا السيد خلال فترة الانتخابات وما بعدها وعرضه علنياً سافراً. والآن أيضاً يثبت بأعماله هذه التي يقوم بها ما هي حقيقة أمريكا، وما معنى حقوق الإنسان الأمريكية، إنهم يضعون القيد في يد طفل ذي خمسة أعوام! هذه هي حقوق الإنسان عندهم.[...]
رحمة الله على الإمام الخميني الجليل الذي أجلى الحقائق حول هذه الأمور لشعب إيران طوال عشرة أعوام من حياته المباركة منذ بدء الثورة. لاحظوا كلمات الإمام الخميني. لقد عرف الإمام الخميني الصديق، وعرف كذلك العدوّ، وعرف أيضاً الشعب الإيراني، وعرف الأهداف. حين يقول الإمام الخميني مراراً وتكراراً ويصرّ على أن لا تثقوا بالشيطان ولا تثقوا بالعدو ويحذرنا من الثقة بالعدو، فمردّ هذا إلى معرفة العدو. إننا طبعاً نقول هذا الكلام، وهذا الكلام اليوم مطروح في الساحة، والكل يشاهد ذلك، وسلوك هذا السيد يثبت ما هي حقيقة أمريكا وكيف وما هو باطن هذا الكلام حول حقوق الإنسان وصداقة الإنسان وما إلى ذلك. هذا هو الشيء الذي نستطيع استخلاصه مما يجري في هذا الوقت ومن التدبّر في أقوال الإمام الخميني.