وخلال اللقاء أثنى قائد الثورة الإسلامية على المفخرة التي سطّرها الأبطال من الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصّة واعتبر سماحته أن هذه البطولة هي دليل على وجود عزم راسخ وتوظيف لقدرات الإنسان الكامنة ووجّه خطابه للحضور قائلاً: عملكم القيّم كان أنكم أثبتّم أنّ توظيف قدرات الإنسان الكامنة والمُغفلة أو القدرات الكامنة داخل البلد سيُمهّد حتماً للتقدّم وتحقيق نجاحات كبيرة.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ وفد الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصّة الرياضي المشارك في الألعاب البارالمبية قد بيّض وجه الشعب الإيران، وتابع سماحته قائلاً: "البطولة الرياضيّة" قيمة مضافة لأيّ بلد، بحيث أنّ بعض البلدان ومن أجل نيل الألقاب البطوليّة، ورغم وجود عدم تسييس الرياضة، يُدرجون القضايا السياسيّة ضمن إطار الأجواء المرتبطة بالبطولات الرياضيّة، وإنّ اكتساب الجرحى أو ذوي الاحتياجات الخاصّة المراكز الأولى في البطولات الرياضيّة يُنبئ عن قيمة وعزم راسخ ومضاعف.
وأثنى قائد الثورة الإسلامية على الخطوة التي أقدم عليها الفائزون بالمداليات في الألعاب البارالمبية والتي تمثّلت بشكر هذه النعمة واللطف الإلهي ثمّ لفت سماحته قائلاً: مشكلة الإنسان البشر الطغاة الأساسيّة هي الغفلة عن وجود الله وإنّ قيام أبطال الوفد الإيراني بعد فوزهم بالميدالية برفع أيديهم إلى السماء أو السجود شكراً لنيل هذه المفخرة كان خطوة قيّمة وهي ستُمهّد حتماً لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح.
وأضاف الإمام الخامنئي قائلاً: لقد صمدتنّ في ظلّ ظروف يعجز البعض فيها عن مقاومة توقّعات جبهة الكفر والاستكبار اللامحدودة في الساحات العالميّة ويتراجعون، وقمتنّ من خلال إظهار الاقتدار الثقافي بالدفاع عن حجابكنّ وعفافكنّ وزيّكن الوطني وإنّني لهذا السبب أتقدّم من أعضاء وفد الجمهوريّة الإسلامية في إيران الرياضي بالشكر من أعماق القلب.
ووصف قائد الثورة الإسلامية الحرب المعاصرة بأنّها "حرب الإرادات" وشدّد سماحته قائلاً: أنتنّ من خلال حركتكنّ القيّمة أثبتّن أنّكنّ تتمتّعن بالاقتدار والاستقلال الثقافيين والإرادة القويّة.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ إحدى النقاط الملهمة للدروس فيما يخصّ بطولة الرياضيّين الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصّة هي قضيّة توظيف القدرات الكامنة في وجود الإنسان وشدّد سماحته قائلاً: إحدى المشاكل الكبيرة التي يعاني منها البلد في ظلّ الظروف الراهنة هي عدم توظيف القدرات الوطنيّة الكثيرة مثل القدرات الجغرافيّة، والثقافيّة، والإنسانيّة، والمصادر الجوفيّة، والتجاريّة وتبادل الزيارات الدولية.
وقال سماحته: إذا ما تمّ توظيف هذه القدرات بالشكل الصحيح فإنّه من الحتمي أنّ العديد من مشاكل البلد الاقتصادية الحاليّة ستُحل.
وتابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: ينبغي علينا جميعاً وشريحة الشباب خاصّة أن نستلهم الدروس من بطولة الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة وأن نوظّف قدراتنا الكامنة لكي نتمكّن من بلوغ التقدم والسعادة في الدنيا والآخرة.
واعتبر سماحته أن حيازة أحد الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة ستّ مداليات في اختصاص السباحة مُلهمة ومثال واضح على توظيف القدرات الكامنة.
وشكر الإمام الخامنئي الإجراءات التي اتبعها الوفد الرياضي من أجل التوفير في التكاليف واعتبر سماحته أنّ البطولة الرياضية أشبه بالقمّة وهي تمنح الدوافع من أجل ترويج الرياضة بين الناس وتابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: الدوافع التي يمنحها الرياضيّون الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة للمجتمع أكثر بضعفين من سائر الأبطال الرياضيّين.
وفي ختام كلمته أشار الإمام الخامنئي إلى تصريحات ومطالب الأبطال، وطلب سماحته من وزير الشباب والرياضة أن يتابع هذه المطالب بجديّة داخل الحكومة وأن يحقّقها.
تخلّل اللقاء كلمات للسيّد مهدي عليزادة، جريح فترة الحرب المفروضة على إيران والأسير المحرّر والحائز على مدالية ذهبية في الألعاب البارالمبيّة والسيّدات سارة جوانمردي، وإلناز دارابيان وعشرت كردستاني اللواتي حُزنَ أيضاً على مداليّات في ألعاب جاكارتا البارالمبيّة.