كان البلد يعيش التبعية من الناحية السياسية قبل انتصار الثورة الإسلامية. أي إن الحكومة والشاه محمد رضا بهلوي نفسه والأجهزة المختلفة كانت مطيعة لأمريكا وتنتظر إشارات أمريكا. وهنا أيضاً الشواهد كثيرة. شخص ينهض ويذهب من هنا إلى أمريكا - الدكتور أميني - من أجل أن يقنع الأمريكيين بأن يكون رئيس وزراء إيران. وعاد وصار رئيساً للوزراء. وبعد سنة‌ أو سنتين ذهب الشاه - وكان غير راغب فيه - إلى أمريكا وأقنع الأمريكيّين بأن يعزله عن رئاسة الوزراء، وعاد فعزله عن رئاسة‌ الوزراء! كان هذا واقع بلدنا آنذاك. من أجل تعيين رئيس الوزراء كان الشاه ورئيس البلاد بحاجة لموافقة الأمريكيّين ورضاهم! في كثير من الأمور كان الشاه يدعو سفير أمريكا وسفير بريطانيا لقصره ليطرح عليهم القرار الذي يريد اتخاذه! وإذا خالفوا فإن القرار لا يجد طريقه للتطبيق العملي! هذه هي التبعيّة‌ السياسيّة. كانوا مطيعين لأمريكا، و قبل الفترة الأمريكية كانوا مطيعين لبريطانيا. البريطانيون أنفسهم جاءوا برضا خان إلى السلطة، وحينما وجدوا أنه لم يعد ينفعهم عزلوه عن السلطة وطردوه من البلاد وجاءوا بابنه إلى السلطة. كان هذا قبل الثورة.
وجاءت الثورة فحققت للبلد استقلاله السياسي الكامل. في هذا العالم الكبير اليوم، وبين هذه القوى الكبرى،‌ لا توجد أية قوة تستطيع أن تزعم أن إرادتها لها تأثير على إرادة مسؤولي البلاد أو الشعب الإيراني. وهذه النقطة بالذات - أي الصمود والاستقلال والعزة السياسية - تجذب وتحتلّ نفوس الشعوب. حين ترون أن الشعوب تحترم الشعب الإيراني الكبير فإن الجانب الأكبر من هذا الاحترام يعود لهذا السبب، أعني الاستقلال السياسي.

~الإمام الخامنئي ٢٠١١/٢/٤