وخلال اللقاء تطرّق قائد الثورة الإسلامية إلى المؤتمر الذي انعقد مؤخّراً في وارسو معلّقاً: إنّ المسؤولين الأميركيّين الحمقى من الدرجة الأولى والغاضبين من مشاكلهم الداخليّة والخارجيّة، وأوضاعهم في العراق وسوريا وأفغانستان، يعقدون مؤتمراً في وارسو ويدعون إليه الدول الحليفة، الضعيفة والمرعوبة، ليتّخذوا موقفاً من الجمهوريّة الاسلاميّة، ومع ذلك لم ولن يحقّقوا أيّ نتيجة.
وفي هذا الصّدد تحدّث سماحته حول طبيعة المشاكل الداخلية التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً: أمريكا اليوم متورطة بديونها الهائلة وبشعبها وشبابها الذي يعاني من اليأس والإحباط.
وحول النتيجة التي أفضى إليها مؤتمر وارسو شرح الإمام الخامنئي قائلاً: لقد أريق في هذه الأحداث أيضاً، ماء وجه الكثير من زعماء الدول التي تدّعي الإسلام، سواءً عرب الخليج الفارسي أو غيرهم الذين جلسوا مع الكيان الصهيوني وأميركا في وارسو، وتحالفوا ضدّ الإسلام والمسلمين والجمهوريّة الاسلاميّة. وبالطبع، ليس لهؤلاء سمعة حسنة لدى شعوبهم.
ووصف قائد الثورة الإسلامية أمريكا بأنّها ضعيفة وضعفها يدفعها لأن تصرخ وتجعجع هنا وهناك ثمّ أضاف سماحته قائلاً: ينبغي أن لا يُرعب هذا الصّراخ قلوب المسؤولين. فهم عجزوا عن القيام بأيّ شيء عندما كانت الجمهورية الإسلامية لا تزال غرسة ضعيفة، واليوم أيضاً سيعجزون عن ارتكاب أيّ حماقة.
وتابع الإمام الخامنئي خطابه للمسؤولين قائلاً: على المسؤولين أن يميّزوا بين الصديق والعدوّ وألّا يُخدَعوا. فالعدو يقطّب الحاجب تارة ويلكم تارة ويبتسم تارة أخرى، ولا فرق في ذلك، فابتسامتهم حتى ناجمة عن العِداء. عداء أمريكا واضح سافر، بيد أنّ الأوروبيين اليوم كذلك باتوا يمارسون الخدعة والحيلة. وأنا لا أملي على المسؤولين ما ينبغي عليهم فعله (في تعاملهم مع أوروبا)، ولكن عليهم أن يحذورا وألّا يُخدَعوا، وليعلموا بأنّ يد الله فوق أيديهم.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى المسيرات التي انطلقت في أرجاء البلاد بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية: لقد تقدّمت بالشكر في بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلاميّة، من الشعب لمشاركته الواسعة في مسيرات ذكری انتصار الثورة، لكنّ هذا الشكر هو أقلّ بكثير ممّا يستحقّه الشعب الإيراني وعمله العظيم هذا. بالطبع، الأعداء يتكتّمون على نزول الملايين إلى الشوارع، لكنّهم يدركون، والجميع يدرك بأنّ الشعب الذي يكون حاضراً في الميادين بهذا النحو، لا يمكن للعدوّ أن يطاله بأيّ أذى.
وتابع الإمام الخامنئي قائلاً: لقد كانت هذه المشاركة حركة سياسيّة وأمنيّة مهمّة أُنجزت على يد الشعب. القلوب بيد الله. والله هو الذي قاد الناس وأنزلهم إلى الشوارع. فالشكر لله تعالى ولهذا الشعب. وسيجعل الله الشعب الذي يدافع عن بلده بهذا النحو، موضع لطفه ورحمته.
وحول شعار الموت لأمريكا الذي هتف به الشعب في المسيرات قال سماحته: لقد نزل الشعب في مسيرات ذكری انتصار الثورة وأطلقوا في حركة ملأى بالمضامين والمعاني شعار الموت لأمريكا الذي بيّنت مصداقه فيما سبق. وها أنا اليوم أقول: الموت لأمريكا يعني الموت للهيمنة والاعتداء والتطاول على حقوق الشعوب.
وخصّ قائد الثورة الإسلامية في حديثه المدافعين عن أمن البلاد قائلاً: ظاهر الأمر هو أنّ عدداً من شباب البلد قد ضحّوا بأرواحهم في سبيل أمن الوطن. لكن ينبغي تبيان الثمن الذي يتحقّق من خلاله هذا الأمن. هذا الأمن يتحقّق بدماء خيرة الشباب. فسلام الله على حرس الثورة الإسلاميّة والحماة الآخرين للأمن الذين يضحّون بهذا النحو.
وفي جانبٍ آخر من كلمته أوصى الإمام الخامنئي الشباب بضرورة انتهاز الفرص وتوجّه إليهم بكلمة خاصّة قائلاً: أنتم الشباب الأعزّاء بمثابة المحرّك الذي يدفع البلد إلى الأمام وينبغي أن تُعدّوا أنفسكم من الناحية المعنويّة، والروحيّة، والأخلاقيّة، والعاطفيّة، والعلميّة والقدرات الإداريّة والتنظيميّة وأن تمسكوا بزمام أمور البلاد. طبعاً ينبغي أيضاً أن تستفيدوا من تجارب كبار السّن.
واعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أنّ المستقبل ملكٌ للشباب ثمّ شدّد سماحته قائلاً: يمكن للشباب أن يعبروا بالبلد نحو القمّة وينبغي عليهم أن يثبتوا جهوزيّتهم في العمل ورسوخ أقدامهم.