وخلال اللقاء شدّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تأسيس خطاب وفهم عامّ عميق حول "نوعية وكيفية تصدّي البلاد والشخصيات المؤثرة للأحداث والتحدّيات" ثمّ تطرّق الإمام الخامنئي إلى شرح معايير مزدوجة في هذا المجال قائلاً: علينا في مقابل هذه الهجمات الكثيرة والمتصاعدة للأعداء أن نعمل على تعبئة إمكاناتنا وقدراتنا وطاقاتنا لكي يتحقّق الوعد الإلهي بالشعب الإيراني العظيم، بفعل إيمانه وإيمان المسؤولين العميق بذكر الله والتوكّل عليه.
وكان الإمام الخامنئي قد استهلّ كلمته بالإعراب عن أسفه لفقدان العالمين الفقيهين سماحة آية الله هاشمي الشاهرودي وسماحة آية الله مؤمن معتبراً أنّهما كانا يشكلان دعامة حقيقية للبلاد والحوزات العلمية وأكد سماحته قائلاً: لقد كان كلا هذين العظيمين في خدمة أهداف الثورة الإسلامية بلا قيد أو شرط.
تحدّث قائد الثورة الإسلامية حول المحور الأساسي لكلمته أي كيفية التصدّي للتحديات والأحداث وأيضاً كيفية التعامل مع الأحداث الإيجابية قائلاً: في بعض الأحيان يكون تعاملنا خلال التصدي للأحداث "فعالاً" وفي موضع البحث عن الحلول وفي أحيانٍ أخرى أيضاً تكون ردّة فعلنا انفعالية ومبنية على التذمّر وعدم التحرّك.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن "التصدّي الإبداعي" و"التصدّي الانفعالي" يشكلان معياراً آخر من المعايير المزدوجة ثم أوضح سماحته قائلاً: في المواجهة الانفعالية تتبع حركتنا حراك العدو لكننا في المواجهة الإبداعية نأخذ بأيدينا زمام المبادرة ونوجه للعدو ضربة من حيث لا يحتسب.
وتابع الإمام الخامنئي كلمته مشيراً إلى نقطتين هامتين فيما يخصّ مواجهة الأعداء أي "ضروروة تعبئة أقصى الطاقات في مقابل هجمات العدو الشديدة" و"اجتناب الغفلة عن ذكر الله عزّوجل" ثمّ أردف سماحته قائلاً: العدو أي أمريكا والصهاينة قد حشد كلّ إمكاناته وقدراته اليوم ضدّ الشعب الإيراني وإنّ الغربيين والأوروبيين إلى جانبهم أيضاً يعادون إيران بنحوٍ من الأنحاء.
ثمّ تطرّق قائد الثورة الإسلامية إلى تصريحات الأمريكيّين حول فرض أشدّ العقوبات على الشعب الإيراني قائلاً: هم قد بادروا في مواجهتهم لإيران إلى أقسى أنواع الهجوم لكنّنا بمقدورنا إذا ما بادرنا إلى تعبئة أقصى قدراتنا وإمكانياتنا أن نلحق بأمريكا أكبر هزيمة نكراء في تاريخ هذا البلد.
واستند الإمام الخامنئي إلى آيات القرآن الكريم قائلاً: في مقابل أحداث مريرة كالعقوبات أو احتمال إقدام العدو على خطوة عسكرية ينبغي الالتفات إلى أنّ هذه الأحداث إنما هي تحقق لقول الله عزّوجل فيما يخصّ مواجهة أعداء الله للمؤمنين والحركات الإيمانية بحيث أن استيعاب هذه النقطة يزيد في إيمان المؤمنين كما أن اصطفاف المستكبرين مقابل الثورة الإسلامية زاد في إيمان الشعب الإيراني.
وتابع سماحته قائلاً: لم يكن النظام الإسلامي يتوقّع أن جبابرة العالم سيلتزمون الصمت حيال حركة الشعب الإيراني لكن ينبغي علينا أن نقوم بما يردع الأعداء عن التفكير بفرض العقوبات والإقدام على خطوة عسكرية أو أي خطوة أخرى لكن متى ما فكّروا في ذلك فينبغي علينا أن نقوم بما يقمعهم ويلحق بهم الهزيمة.
ثمّ أكّد قائد الثورة الإسلامية على وجوب عدم الخوف والارتعاب أمام مختلف الأحداث، وأردف سماحته قائلاً: لقد كان الإمام الخميني تجلّياً لهذه الوصيّة الإلهية ولم يكن أبداً يخشى أيّ حادثة.
كما اعتبر الإمام الخامنئي أنّ "رسم حدود واضحة مع العدو من أجل صون الذات أمام الهجمات الناعمة" يشكّل ضرورة قصوى وأضاف سماحته قائلاً: الحدود الثقافية كما الحدود الجغرافية تحتاج إلى أن يتمّ إبرازها وتحتاج إلى المراقبة كي لا يعبرها العدو بالمكر والخداع والتغلغل وكي لا يسيطر على الفضاء الافتراضي وثقافة البلاد.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ إحدى المعايير المزدوجة تتمثّل في المواجهة التي يرافقها "الحزم والتدبير" و"المواجهة بتفكير تساهلي واستهتار" وأوضح سماحته قائلاً: على سبيل المثال يمكن أن يكون هناك نوعين من المواجهة في الفضاء الافتراضي؛ إحداهما ترافقها الدقة والتدبير والأخرى يرافقها التساهل في التفكير وعدم ملاحظة تعقيدات القضية والتساهل والاستهتار.
وصنّف الإمام الخامنئي "النظرة الشاملة للتهديدات والفرص" و"النظرة أحادية الجانب للتهديدات أو الفرص" ضمن المعايير المزدوجة أيضاً وتابع سماحته قائلاً: نموذج على هذا المعيار المزدوج هو كيفية مواجهة عداء أمريكا حيث يمكن التطلّع إلى الفرص والتهديدات معاً أو التطلع إلى كل منهما على حدة بحيث أن كلّ نوع من ردود الفعل هذه له حتماً نتائج وآثار.
وفي معرض آخر من حديثه أشار قائد الثورة الإسلامية إلى معيار مزدوج يتمثل في "الاستفادة من التجارب" في مقابل "أن يُلدغ الإنسان من جحرٍ مرّتين" وقال سماحته: تجاربنا فيما يخصّ أسلوب تعامل الأمريكيين والأوروبيين كثيرة جدّاً لكنّ التجربة الأخيرة المرتبطة بالاتفاق النووي والتعهدات التي كان ينبغي أن يلتزم بها الأمريكيّون لكنّهم نقضوها ماثلة أمام أنظارنا ويجب أن نستفيد من هذه التجارب في التعامل مع أمريكا.
ولفت سماحته قائلاً: عدوّنا الحقيقي هو أمريكا وسوف لن نخطئ في معرفة عدوّنا.