بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديّين، سيّما بقيّة الله في الأرضين.

أرحّب بكم كثيراً أعزائي أيّها الإخوة والأخوات، هذه الجلسة جلسة ممتعة جدّاً وأنيسة بالنسبة لي؛ فسواء اللقاء بكم أو هذه الآراء التي أدلى بها الأصدقاء هنا، وكثير ممّا تفضّل به السادة الآن هو كلام قلوبنا نفسه، وما يعتمل في داخلنا، ونرى أنّه حُكي على لسان شباب الحوزة بعبارات وجمل جيّدة ناضجة، تنمّ عن عمق الفكر؛ وحقّاً، يستمتع الإنسان لذلك ويشكر الله عليه. 

لقد أشار أحد السادة إلى فترة شبابي، وأقول إنّ ما تفضّلتم به [الآن] وهذا الكلام الذي طرحتموه أرقى مستوىً بكثير ممّا كنّا نفكر فيه أيام شبابنا. هذا هو الواقع حقّاً، وأقوله من دون مبالغة. نحن أيضاً خلال فترة شبابنا كانت لنا أفكارنا وتخطر ببالنا بعض الأفكار، وكنّا نطرح بعض الطروحات، بيد أنّ مستوى عملكم الآن ومستوى تفكيركم ومستوى ثقافتكم وبيانكم أرفع بكثير ممّا كنّا عليه خلال فترة شبابنا. فما معنى ذلك؟ معناه التقدّم والحركة، وهذه الحركة أمر مبارك جداً. حتماً ينبغي للحركة أن تكون متدفّقة متوالدة ذاتياً وداخلياً وتستند إلى الأصالات. قرأ أحد السادة بيتاً من الشعر جميل جداً لم أكن قد سمعته من قبل، فدوّنته:

الماء الذي يأتيك دون أن تطلبه ليس هو المراد دائماً، فقد يكون ذريعة ليذبحوك بعده.

وهذا الماء الذي لا تطلبه، والشيء الذي يأتون به من الخارج ويعطوننا إيّاه، ليس بماء حتّى، بل هو ماء عكر موحل. يجب أن نتدفّق من الداخل، ونفور كالينبوع ونجري ونسقي. ولهذا السبب، هذه الجلسة جلسة جيّدة جدّاً بالنسبة لي.

هنا سأقدّم بعض الملاحظات حول النقاط التي تفضّل بها السادة. لقد أشار جناب الشيخ أعرافي إلى الخطة أو البرنامج الذي يقومون الآن بإعداده أو قاموا بإعداده ومن المقرّر تنفيذه. برنامج بهذه الأصول والأسس التي ذكرت، لافت جداً ويلبّي الكثير من هذه المطالب التي جرت الإشارة إليها، ولأن الشيخ أعرافي هو الذي قال ذلك فأنا متفائل جدّاً بتحقّق هذا الشيء، لأنه بحمد الله طاقة مغتنمة جداً، ولديّ أمل كبير بتحقق هذه الأعمال إن شاء الله. بالتأكيد، ينبغي التحرّك والمبادرة والإقدام والتعاون وبذل الهمم، فليسعوا إلى تطبيق البرنامج والخطة عملياً. فإعداد البرنامج والخطة هو نصف العمل، وهو نصف مهمّ، بيد أنّ تنفيذ البرنامج وتطبيقه هو القضية اللاحقة.

وهناك نقطة طرحها أحد السادة مفادها أن تُطبق الأفكار المتعلّقة بالحوزة بمساعدة طلبة العلوم الدينية أنفسهم، واقترح تأسيس مركز للإبداع. هذا جيد، وأنا أؤيّد ذلك، وهي فكرة حسنة. حتماً على السادة وكبار الحوزة دراسة إمكانيّة المسألة وتفاصيلها، لكنّها فكرة جيّدة جداً أن يكون لدينا مركز يمكنه رصد طاقات الشباب من طلبة العلوم الدينيّة وإمكانياتهم ومواهبهم، وقدراتهم الإبداعية فيجمعها، ويكون لديه بنك معلومات ينتفع منه عند الحاجة، وإذا ما تحقّقت هذه الفكرة فهذا شيء جيّد جداً.

جرى الكلام عن التخصّص، والنزوع نحو التخصّص، حيث تحدّث عدد من السادة، واثنان منهم على وجه الخصوص، عن التخصّص بالتفصيل. وقد انطلقت هذه العملية في قم لحسن الحظ، الاختصاصات الفقهيّة، والكلام عن الفقه كثير، وهو مهمّ جداً. البعض يتصوّرون الفقه من الأمور الفرعيّة لأنّ عنوانه فروع الدين، لا، الفقه هو الهيكل وفي الواقع العمود الفقري للحياة الاجتماعية. هذا هو الفقه. إنّه يتكفّل بهذه المهمة. وإذا كنا لا نهتم بالكثير من أبوابه فهذا نقص منّا، وإلا فالفقه معناه إدارة الحياة وتبيين نظام الحياة الاجتماعية والسياسية. وأن ننزع إلى التخصّص في هذه المجالات ونتعمق أكثر فأكثر في الاختصاصات فهذه بالتأكيد فكرة جيّدة جداً، وهي في حال التطبيق والتنفيذ، لكن يجب في الوقت ذاته عدم الغفلة عن بعض عيوب التخصّص. منذ سنين توصل بعض المفكرين في العالم إلى هذه النتيجة وهي أن التخصّص في الأعمال له منافعه، وله مضارّه أيضاً. وبعض العلوم [الاختصاصات] المتعدّدة الحقول وأمثالها إنّما هي من أجل تلافي هذه النواقص. وأنتم أيضاً إذا سعيتم نحو التخصّص فيجب عليكم التفطن إلى هذه النقطة وهي أن التخصص جيد لكن قد تكون إلى جانبه عيوب ينبغي معالجتها.  

جرت الإشارة إلى تشكيل مقرّ للتشخيص. لا حاجة لتأسيس مقرّ، فالحوزة نفسها مقرّ. هذه الجماعة المديرة للحوزة، جماعة إدارة الحوزة، هذه بحد ذاتها مقرّ، وهذا هو المقرّ. وطبقاً لتجربتنا، فإنّ تأسيس المؤسسات باستمرار جنباً إلى جنب البعض، ليس مجدياً كثيراً.

نقطة أخرى أعتقد أنّها مهمّة تتعلق بسؤال إحدى السيدات الفاضلات وهو: ما هي المكانة الاجتماعية للأخوات من طالبات العلوم الدينية؟ نعم، إنّه سؤال في محلّه حقّاً. وحتماً لدينا الجواب على نحو الإجمال. هؤلاء السيدات عندما يدرسن العلوم الدينية، ويكون لدينا كلّ هؤلاء السيدات العالمات الفاضلات، فوجودهن بين العوائل وفي التجمّعات النسوية سيكون مغتنماً مفيداً جداً. الواقع أنّه كانت هناك ذات يوم سيّدة من أصفهان، كانت عالمة ومتخصّصة في العلوم العقلية وأمثالها، وكانت سيدة محترمة. وقد ذهب المرحوم السيّد الطباطبائي لزيارتها والتقى بها وتباحث معها. كنّا نفخر بأنّ لدينا سيدة فاضلة عالمة. والآن توجد عشرات الآلاف من الطالبات الفاضلات اللاتي يوجد بينهن عدد كبير من العالمات البارزات، سواء في مجال العلوم العقلية أو في مجال الفقه أو باقي العلوم الرائجة في الحوزة. ومن المهمّ جداً أن تتبيّن مكانتهن.
وفي النهاية كان لإحدى السيدات اقتراحات في هذا المضمار، وهي بدورها اقتراحات مهمّة، منها: ليجري الاعتراف رسمياً بالطاقات التي تتحلّى بها طالبات العلوم الدينية، ليستفاد منها في المراكز الثقافية والفكرية المتنوعة وفي اللجان والمجالس وما إلى ذلك. هذه برأيي من الأعمال المهمة التي ينبغي إنجازها في الحوزة العلمية. وإذا كان من اللازم أن نقدّم المساعدة من الناحية التنفيذية فنحن مستعدّون. هذا الأمر ليس من مهمّاتنا بل من مهمّات الحوزة، لكننا نستطيع أن نقدّم التوصيات من النواحي التنفيذية وأن نساعد، وسنساعد إذا لزم ذلك.

نقطة أخرى من النقاط التي أشار إليها السادة، كانت وجود المسافة بين الحوزويين أنفسهم على مستوى الإدراك والفهم. لا، فالتجلّيّ لإدراك الحوزويين، بحمد الله، هو أنتم أنفسكم؛ أنتم، حوزة مشهد، وحوزة إصفهان، وحوزة طهران، والمركز هو حوزة قم. المستوى الإدراكي للحوزة هو هذا الذي تعبّرون عنه. نعم، يوجد في كلّ مكان وبالتأكيد، اختلاف في وجهات النظر، واختلاف في المستويات، وهذه الحالة تعالج في محلّها، لكنّ المستوى جيّد، وهو برأيي جيّد جداً.

على كل حال قدّم الأصدقاء آراء ونقاطاً جيدة. وما أرجوه أن تُسلّم إلينا كلّ الكتابات التي كتبها السادة لأنني وجدتهم جميعاً يقرأون عن أوراق مكتوبة، وهذا أمر جيّد. وليفكّر السادة في الحوزة بشأنها ويعملوا، ولنطّلع نحن بدورنا على مجريات الأمور ونرى ما الذي يجرى إنجازه.

النقطة الأهمّ في الموضوع الذي أريد التطرّق إليه، والتي دوّنتها لأعرضها أمامكم، هي أن تعلموا أيّها الأعزاء أن مسؤوليّة الحوزات العلمية اليوم أكبر وأثقل من الماضي، والسبب هو أنّ الحاجة والإقبال اليوم أكبر من السابق. الحاجة أكبر من السابق، وتقبل الناس وإقبالهم أكبر أيضاً. هناك اليوم إقبال على المفاهيم الدينية الراقية والسامية بين الشباب، وليس بين شبابنا فحسب، بل بين شباب العالم الإسلامي، بل حتّى الشباب خارج نطاق العالم الإسلامي. والإقبال في بعض المناطق من البلدان الإسلامية كبير حقاً ـ ولا أريد المبالغة ـ وفي بعض المناطق أقلّ، لكنه موجود. وكذا الحال في البلدان غير الإسلامية. وقد كتبنا على سبيل المثال رسالة إلى شباب البلدان الغربية فلاقت إقبالاً ولوحظت الانعكاسات في بعض الحالات. وقد بالغ البعض وقالوا إن هذه الرسالة انتشرت وحدث كذا وكذا، لا، لم يكن الأمر على ذلك النحو، لكن حصل اهتمام بها وحصلت استجابات ووصلتنا رسائل وكتابات. وهذا دليل على أن لهذا الكلام مستمعيه وطلابه. لذلك فالحاجة إلى الحوزة وإلى المفاهيم الحوزوية العليا كبيرة في الوقت الحاضر. التقبل والإقبال كبير أيضاً.
في السابق، بالنسبة للذين كانوا يعيشون قبل مائة عام مثلاً، كانت هناك حالات إيمان صلب بين الناس المتديّنين، لكن لم يكن من تجلٍّ عمليّ لها. لاحظوا مثلاً أنّه في طهران هذه يشنق الشيخ فضل الله النوري مع ما له من العظمة، عالم بتلك المرتبة الرفيعة، يُشنق هنا وسط طهران، على يد ضابط أرمني إيراني ـ أي إنّه لم يكن مسلماً ـ فيذرف البعض هنا وهناك الدموع، لكن لا يأتون بأيّ حركة، مع أنّ الحاكم آنذاك لم يكن "رضا خان" لنقول أن الحكم كان استبدادياً يمنع التحرّك والعمل. ولكم أن تقارنوا هذا بحادثة اغتيال شهيدنا الهمداني طالب العلوم الدينية. طالب علوم دينية يستشهد مظلوماً في الشارع، وقد لاحظتم أيّ ضجّة حصلت في همدان عند تشييعه، وأيّ ردود فعل كانت لذلك في إيران، فقد شعر الجميع بالتعاطف والمحبة، ولو شُيّعت تلك الجنازة الطاهرة في طهران أو مشهد أو أصفهان أو تبريز لاجتمعت حولها أيضاً حشود هائلة. هكذا هم الناس اليوم.

لكنّ البعض يروّجون الآن ويقولون إن الناس ابتعدوا عن الدين، لا، ليس الأمر كذلك على الإطلاق. لقد شهدنا ذلك الزمن أيضاً، ففي ذلك العهد أيضاً كنّا طلبة علوم دينية. البعض يروجون بأنّ مكانة علماء الدين قد هبطت  بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية، ليس الأمر كذلك أبداً، وما هذا الكلام؟ لقد كانوا يستهزئون برجل الدين في الأزقة والشوارع. كنت ذات يوم واقفاً في محطة قطار مشهد، فمرّ عدد من الشباب وتعرضوا لي بالإهانة والاستهزاء والضحك بشكل علني وصريح، كنت في ذلك الحين طالب علوم دينية، وأدرّس الرسائل والمكاسب في حوزة مشهد، وما كان عساي أن أفعل؟ قلت في نفسي لربّما كان هؤلاء لا يجيدون حتى القراءة والكتابة بشكل صحيح، وأنا مدرّس حوزة! كان هذا وضع النظام الاجتماعي يومذاك. واليوم رغم كلّ هذه الهجمات التي تُشنّ ضدّ علماء الدين في الأجهزة الإعلامية وما شابه، لكم أن تلاحظوا الناس، وتلاحظوا صلوات الجماعة، وتلاحظوا مجالس الوعظ والإرشاد. لم يشهد أيّ وقت أبداً، ولم تشهد أيّ مدينة، وأيّ مجلس وعظ مثل هذه الحشود التي تحضر اليوم عند منابركم. لا أنّه لم يكن الوضع هكذا فحسب، بل لم يكن حتى بنسبة واحد من عشرة مقارنة بما هو موجود اليوم في مشهد، وفي أصفهان، وفي طهران وأماكن أخرى، لقد كنّا نشارك في المجالس بالتالي، فكنّا نرتقي المنبر بأنفسنا وكنّا نشاهد مواعظ أصحاب المنابر الكبار. لم تكن هذه التجمعات والحشود التي تجتمع حالياً حول المنابر، وغالبيّتهم من الشباب، موجودة. وكذا الحال بالنسبة لصلوات الجماعة، وكذلك الحقوق الشرعية؛ الحقوق الشرعية والأموال معيار جيّد بالتالي. ووضع الناس من الناحية الماليّة ليس بجيّد في الوقت الحاضر، لكنّهم يقدّمون الحقوق الشرعية، ويعطونها لنا، ولباقي مراجع التقليد، أي إنّ الناس متديّنون ومتواجدون في الميادين والساحات الدينيّة، فما هذا الكلام؟ إنّ رجال الدين محترمون وموضع ثقة الناس. هذا واقع قائم مشهود. حسنٌ، هناك تضليل وتشويه ونظرة سوداوية وكلام فارغ يُثار ضدّ كلّ هذا الجوّ في بعض الأحيان، وتُقال أشياء خاطئة من دون تحقيقات ميدانية، ومن دون مراعاة الدقّة، ومن دون أيّ معايير وملاكات علمية، والبعض يصدّقها، لكن الواقع هو ما قلته، وهذا ما يضاعف من مسؤولية الحوزات.

ما كنت أودّ طرحه هو أنّ الحوزات العلميّة هي مراكز لتعليم الإسلام. فالإسلام بالتالي دين يجب أن يُفهم ويُعرف ويُعلم ويُتعمّق فيه، ولا بدّ لهذا من مركز. وهذا المركز هو الحوزات العلمية التي تخرّج علماء دين. الحوزات العلمية هي مراكز تعليم الإسلام. والإسلام ليس المعرفة فقط، فالالتزام العملي وتطبيق أحكام الإسلام أيضاً جزء من الإسلام. فتارة نرى الإسلام الذي نريد تعلّمه في الحوزة العلمية عبارة فقط عن الأصول والفروع والأخلاق وما شابه ـ وهذا هو الواقع، أي إنّ أصول الدين، وفروع الدين، والقيم الأخلاقية، وأسلوب الحياة وأسلوب الحكم، كلّها من ضمن الإسلام، إنّها جزء من المعارف الإسلامية ـ فيجب أن نذهب ونتعلّمها في الحوزات العلمية. لكنّ هذا الفهم غير صحيح؛ هذا جزء من عمل الحوزات العلمية، لماذا؟ لأنّ هذا جزء من الإسلام. والجزء الآخر من الإسلام عبارة عن تطبيق هذه الحقائق في المجتمع وفي حياة الناس، أي الهداية.  وهذا بالتالي جزء من الإسلام.

فالإسلام ليس التوحيد فقط، بمعنى علم التوحيد بما له من عمق ومعرفة وعرفان وفلسفة وما شابه، بل الإسلام هو تكريس التوحيد في المجتمع، بمعنى أن يصبح المجتمع موحّداً، وهذا أيضاً جزء من الإسلام.
أوَلستم تقولون « الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاء »؟ (1)، علماء الدين هم ورثة الأنبياء بالتالي، والمراد بالعلماء هنا علماء الدين، هؤلاء هم ورثة الأنبياء. فما كانت مهمّة الأنبياء؟ هل جاء الأنبياء ليبينوا معارف الدين فقط، أم جاءوا ليحققوا ويطبقوا معارف الدين في المجتمع؟ الجواب هو الثاني بالتأكيد. « لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ » (2). « لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط» تدل على أن وجود الأنبياء لازم للقيام بالقسط، بمعنى أن ثمّة علاقة بين حركة الأنبياء والقيام بالقسط في المجتمع. وسواء كانت "لام" ليقوم "لام العلّيّة" أو لام العاقبة فالنتيجة واحدة. فالنبيّ يجب أن يقيم القسط في المجتمع، ولأنّه يريد إقامة القسط فهو يكافح ويجاهد، وإلا إذا لم يكن النبي يريد إقامة القسط وتطبيق التوحيد عملياً، ولا يريد تنحية أنداد الله، لما كان الجهاد لازماً. لماذا يقول سبحانه: «وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ »؟ (3) ولماذا جاهدوا؟ لقد جاهد كلّ الأنبياء، وقد استطاع بعضهم ذلك فأتيحت لهم فرصة القتال « قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ »، والبعض الآخر لم يستطيعوا ذلك. ليست لدينا أخبار الأنبياء [جميعاً] لكن هناك إشارات في بعض الروايات أنّ « أَوَّلُ مَنْ قَاتَلَ فِي‏ سَبِيلِ‏ اللَّهِ‏ إِبْرَاهِيم» (4)، لم يُذكر هذا الأمر في القرآن في أحوال النبي إبراهيم، لكن ورد في الروايات مثل هذا عنه وعن باقي الأنبياء، أي إنّهم قاتلوا في سبيل الله وجاهدوا. وفي الإسلام هناك الآية التي تقول «قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ» (5) و «الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (6)، فلماذا هذا القتال والجهاد وما شاكل؟

لقد أخذ الرسول الأكرم البيعة قبل أن يأتي إلى المدينة. أخذ البيعة من أهل المدينة ومن الأوس والخزرج وممثّلي الأوس والخزرج الذين جاؤوه، وقال لهم يجب أن تكونوا معي بأرواحكم وأموالكم، فوافقوا وجاء الرسول إلى المدينة. وعندما دخل المدينة لم يسأل أبداً إن كان الحكم ممّا نتحمّله على عاتقنا أم لا، لأن الأمر كان واضحاً، والكلّ كانوا يعلمون أنّه جاء لتكون الحاكميّة والحكم وإدارة الدولة على عاتقه، والدين إنّما هو من أجل هذا. «مَا أَرسَلنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذنِ اللَّهِ» (7). هذه الـ «لِيُطَاعَ» لا تعني فقط أنّه إذا قال يجب أن تصلّوا، فيجب أن تصلّوا، بل معناه الطاعة في كلّ شؤون الحياة، أي الحكم والزعامة. حسنٌ، هذا إذاً، جزء من الإسلام. أي إنّ جزءاً من الإسلام عبارة عن المعارف الإسلامية وهذه المعارف تشمل العقليات والنقليات والقيم الأخلاقية وبيان أسلوب الحياة ومنهج الحكم وما إلى ذلك، فهذه كلّها من ضمن المعارف الإسلامية ومعرفتها لازمة وضرورية، هذا جزء من الإسلام، وجزء من الإسلام عبارة عن تحقّق هذه الأمور وتطبيقها في الخارج، بمعنى تحقّق التوحيد في الواقع الخارجي، وتحقّق أن تكون النبوة على رأس المجتمع. حسنٌ، وعليكم أنتم تطبيق مفاد حديث «الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاء» عمليّاً. لا أقول يجب عليكم أن تكونوا على رأس المجتمع، فهذا يعود إلى شكل الحكم الذي يمكن أن يكون بأنواع وصنوف متعدّدة، لكن من واجبكم كعلماء دين ومتخصّصين في الدين أن تحقّقوا وتطبقوا الإسلام في الواقع الخارجي وفي أجواء الحياة. هذا هو واجبنا، وهذا ما قام به الإمام الخميني الجليل.

أشار أحد الأصدقاء وهو على صواب إلى ميثاق علماء الدين [العلمائيّة]، تلك الرسالة التفصيلية للإمام الخميني، ميثاق علماء الدين [العلمائيّة]، إقرأوها، وإقرأوا بنحو دائم ومستمرّ. لقد كان الإمام الخميني حكيماً بالمعنى الحقيقي للكلمة ـ وليس الحكيم فقط ذلك الشخص الذي يجيد الفلسفة ـ  وكانت الحكمة تموج في سلوكه وأقواله وكتاباته.
 إذاً، هذا العمل الذي قامت به الحوزة العلمية في عهد الكفاح الأخير بقيادة الإمام الخميني ـ  والذي أدّى إلى قيام الجمهورية الإسلامية ـ هو بالضبط الوظيفة التي كان على الحوزة القيام بها. وليس الأمر بحيث نقول إنّ الحوزة قامت بعمل خارج واجباتها في عهد الكفاح، لا. لقد كان الإمام الخميني في الرأس والزعامة وواكبه طلبة العلوم الدينية والفضلاء والكثير من كبار الحوزة، وساروا وتحرّكوا خلفه. ذات مرة شبّهت حركة طلبة العلوم الدينية في تلك المرحلة على مستوى البلاد كافّة، بما جاء في هذه الآية الشريفة: « وَأَوحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ الثَّمَرَ‌ٰتِ فَاسلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا» ثم إلى قوله: «يَخرُجُ مِن بُطُونِهَا شرابٌ مختلف ألوانه» (8)، وقلتُ إنّهم كانوا يمتلكون العسل، ويمتلكون اللسع أيضاً، شأنهم كشأن النحل. فكان طالب العلوم الدينية يومذاك يذهب ويوعّي الناس ويوقظهم ويروي ظمأ الشباب من معارف الثورة والكفاح في سبيل الله وفي سبيل الإسلام، ويلسع من كان ينبغي لسعه. هكذا كان واقع الحال. لقد كان هذا واجب الحوزة، وهو ما قامت به. كان ينبغي عليها أن تقوم بهذا الفعل يومذاك، واليوم أيضاً قام النظام الإسلامي بحمد الله وتأسّس، ونحن ننتظر أن تتحقّق الحكومة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومن ثم المجتمع الإسلامي بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومن ثم الحضارة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة، اليوم أيضاً تتحمّل الحوزة العلمية مسؤوليات تتناسب مع هذا العمل العظيم ويجب عليها القيام بها، فما الذي ينبغي عليها القيام به؟ يجب أن تجتمعوا وتفكروا فهذه من الموضوعات والبحوث الفكرية التي تواجهكم.

الآن، عندما كان السادة يتحدّثون، بدا لي أنّ هذه الكلمات الجيدة، وهذا الأداء الحسن والأدبيات اللائقة، التي يتمتع بها طلبتنا الشباب والحمد لله، هي موضع حاجة كبيرة في الوقت الحاضر. اذهبوا وانتشروا في كلّ أنحاء البلاد واطرحوا للناس هذه الأفكار الراقية في هذه المجالات المتنوعة عبر المنابر، قضيّة أسلوب الحياة، وقضيّة الحكم الإسلامي، وقضيّة الكفاح ضدّ الطاغوت، وقضيّة تكريس التوحيد في المجتمع بالمعنى الحقيقي للكلمة، وقضية العدالة وهي من أهم قضايانا، أذهبوا واطرحوها وانشروها، وارفعوا من مستوى معارف الناس وأوجدوا الخطاب الثوري بينهم، وهو خطاب موجود حتماً، لكن عزّزوه وقوّوه. بمستطاع الحوزة القيام بالكثير من الأعمال. جانب منها مرتبط بالأجهزة التي تتصدّى لهذه الأعمال في الحوزة وخارجها، وجانب منها مرتبط بطلبة العلوم الدينية أنفسهم.

إذن لاحظوا، لدينا قضية تتعلّق بهوية الحوزة وماهية الحوزة، ما هي الحوزة؟ الحوزة عبارة عن مركز يخرّج علماء الدين، وعالم الدين هو ذلك الشخص الذي يتعلّم معارف الدين وينزل إلى الساحة من أجل تحقّقها وتطبيقها، ولا فرق إن كان عالم الدين هذا متخصّصاً في حقل الفقه أو في حقل الفلسفة أو في حقل علم الكلام، لا فرق في ذلك. لقد كان إمامنا الخميني الجليل فقيهاً كبيراً، كان والحق يقال فقيهاً مبرّزاً، لكنّه كان في العرفان النظري مجتهداً بكلّ معنى الكلمة، وكان صاحب رأي فيه. أو أستاذه المرحوم الشاه آبادي؛ ذات مرّة قال الإمام الخميني لي شخصيّاً: "لا تتصوّروا بأنّ الشاه آبادي لم يكن يعمل في ميدان الكفاح، بلى كان يعمل في ساح الكفاح ـ ولا أذكر الآن عبارته تماماً، وأخال أنّني سجلتها في مكان ما، وهذا مضمونها ـ لو كان لي نصير لخرجت وثرت، شيء قريب من هذا اللفظ. إذاً، هذه هي هويّة الحوزة في قم والحوزات الأخرى. هذه هي الشاكلة الأصلية للحوزة. كل الأعمال التي تُنجز في الحوزة ينبغي أن تنجز من هذا المنظار. هذا التخصّص الذي تتحدّثون عنه وهذه الأنظمة التي تطالبون بها، وهذه الاقتراحات التي تقدّمونها في خصوص الطاقات وما شابه، كلام جيّد جداً، وكلّها ينبغي أن تُنجز في هذا الإطار وبهذه النظرة. .

فيما يتعلّق بالقضايا التي ليس لها صلة مباشرة بالدين من قبيل العلوم الطبيعية وما إلى ذلك، وهذه ليس لها صلة مباشرة بالبنية التحتية الفكرية الدينية، ينبغي للحوزة أن تعيّن اتجاهها؛ بمعنى أنّ على الحوزات أن تحدّد اتّجاه العلم واتّجاه المسيرة العلمية، لأنّ هذه هي مهمة الدين، فالدين هو الذي يوجّه العلم. يمكن للعلم أن يكون في خدمة الإنسانية ويمكنه أن يكون ضدّها، يمكنه أن يكون في خدمة العدالة ويمكنه أن يكون في خدمة الظالمين والمستكبرين وطواغيت العالم، كما هو عليه الحال الآن. فتوجيه العلم هو أيضاً من واجب الحوزة.

حسنٌ، لم يعد لدينا الكثير من الوقت ولم يبق إلى الأذان سوى عدة دقائق، وقد سجلت هنا عدد من الآيات لأقرأها عليكم، لكن لم يعد ثمّة مجال لذلك.

وأشير إلى نقطة عن الدراسة. خذوا الدرس والدراسة مأخذ الجد، خذوا الدراسة بعين الجد. انظروا لدرس الفقه بعين الجد. التفتوا! إن عالم الدين يريد اكتساب المعارف الإسلامية، من أين؟ من الكتاب والسنة والعقل. بالنهاية يكتسبها من هذه الأمور. بعضها مرتبط بالعقل، وبعضها الآخر مرتبط بالكتاب والسنة أي بالنقل. فيجب عليه أن يعرف كيف يجب أن يكتسب هذه المعارف. وهذا هو الاجتهاد. الاجتهاد يعني كيفية استخلاص هذه المعارف من مصادرها، هذا هو معنى الاجتهاد، أي method [طريقة وكيفيّة] بالتعبير الأجنبي الذي أصرّ على عدم استخدامه لكنّني هنا مضطرّ لذلك، طريقة استخلاص الحقائق والمعارف من مصادرها، هذا هو الاجتهاد. هذا الاجتهاد إذا أراد الإنسان أن يتوفر عليه فيجب عليه التمرّن والعمل. ودرس الفقه هذا الذي تدرسونه حتى لو كان في باب الطهارة ـ والبعض يقولون لماذا يدرس الطلبة الطهارة والصلاة وأمثالها فقط؟ ـ لا فرق في ذلك؛ فالشيء الذي يعلّمكم أسلوب الاستنباط هو ما تحتاجون إليه. أحياناً يكون في قضية تتعلّق بالطهارة وأحياناً في مسألة تتعلّق بالصلاة، وأحياناً في مسئلة تتعلّق بالمعاملات أو الإيجار أو ما شاكل، يجب أن تعلموا كيف تستنبطون. إذا تعلّمتم طريقة الاستنباط هذه عندها سوف ستستنبطون القيم الأخلاقية أيضاً بشكل صحيح من الكتاب والسنة. لا مثل بعض أنصاف المتعلّمين، وهنا نحترمهم فلا نقول الأمّيّين، بل نقول أنصاف المتعلّمين، الذين يتعلّمون بضع كلمات حول القضايا الدينية فيبدأون بالإدلاء بآرائهم، وأحياناً يستشهدون بآية قرآنية، ولا يكون هذا معناها. وهذا بسبب الضعف في فهم الآية و[ضعف] الاستنباط من الآية، ولأنّهم ليسوا مجتهدين. إذاً، الدراسة لازمة لكي يكون الإنسان مجتهداً. أنا حتماً لا أقول أنّه يجب على الجميع أنّ يكونوا مجتهدين، فهذا واجب كفائي في الواقع. قد لا يحتاج البعض لأن يكونوا مجتهدين، لكن الاجتهاد ضروري لتعلّم المعارف الإسلامية. هذه ملاحظة عن ضرورة الدراسة بشكل جيّد. لا يحقّ لطالب العلوم الدينية المثقّف العصري أن يقول: «يا سيدي، دعك من هذا الكلام وهذه الدروس»، لا، لا بدّ من الدراسة. في أيام الكفاح والنضال كنت أعطي دروساً في المكاسب والكفاية مثلاً، وكان حولنا في مشهد بعض طلبة العلوم الدينية المتحمّسين الثائرين، وكانوا من أهل الكفاح والعمل حقاً، لكنّني أحياناً كنت أسمعهم يقولون: «ما هذا الذي تدرسونه؟» فكنت أقول لهم إذا لم تدرسوا هذه الأشياء فلن تستطيعوا فيما بعد أن تنفعوا النظام الإسلامي، ولن تستطيعوا الاستفادة وتعليم الناس شيئاً. هذه قضية تتعلّق بالدراسة.

نقطة أخرى هي أنّه قد يكون هناك في الحوزة العلمية اختلاف في وجهات النظر حول مختلف القضايا. هناك اختلاف في وجهات النظر حول القضايا العلمية، وهناك تباين في وجهات النظر بشأن التوجّهات الفكرية، وقد تكون هناك اختلافات في الرؤى في المجالات السياسية، لا إشكال في هذا. وينبغي إدارة الاختلافات. احذروا من أن يؤدي الاختلاف في وجهات النظر إلى معارك وشجارات وتوترات. لقد كان لدينا في الماضي في تراثنا الحوزوي، وإذا أردت أن أذكر آخر الحالات ذكرت المرحوم الحاج الشيخ مجتبي القزويني (رضوان الله عليه) العالم المبرز الكبير المناهض للفلسفة والعرفان في مشهد. لقد كنّا وكنت أنا شخصيّاً من محبّيه ولا أزال، فقد كان رجلاً كبيراً حقّاً، لكنّ ذوقه العلمي كان بهذا النحو. كان على الضدّ تماماً من الفلسفة والعرفان. وقد ألّف الكتب في هذا المجال وكان يدرّسها، وكان من أبرز تلامذة المرحوم الميرزا مهدي الأصفهاني. وكان الإمام الخميني الجليل [في المقابل] عقل الفلسفة والعرفان، ولبّهما. فكان هذان متباعدين كثيراً، أي إنّهما كانا على طرفي نقيض وفي قطبين متنافرين. عندما بدأ الكفاح وأثبت الإمام الخميني أنّه قائد هذا الكفاح ـ حيث أثبت الإمام الخميني هذا الشيء منذ اليوم أو الأيام الأولى للكفاح ـ  قام الشيخ مجتبى القزويني مع كلّ هذه الاختلافات على رأس جماعة من مشهد وجاء لزيارة الإمام الخميني في قم، جاء وأبدى مودته وتأييده للإمام. وقد بقي مناصراً للثورة طالما كان حياً ـ توفي في سنة 1346 [1967 م] ـ وقد كان أملنا نحن طلبة العلوم الدينية المكافحين في مشهد آنذاك، معقوداً على المرحوم الشيخ مجتبى، مع أنّ اختلافه في الذوق مع الإمام الخميني كان على هذا النحو.

وكان المرحوم الميرزا جواد الطهراني عالماً آخر يأتي في المراتب اللاحقة لهذه الجماعة المعارضة للفلسفة والعرفان، وقد درسنا عنده. وقد كان في الموقف والموضع المقابل بالتالي. فكان قبل الثورة يبدي مودته وتأييده للإمام الخميني، وقد سمعت منه ذلك شخصيّاً قبل انتصار الثورة، وبعد انتصار الثورة، قام هذا الرجل وذهب إلى الحرب وشارك فيها، وهو شيخ مسنّ في السبعين أو الثمانين من عمره، ذهب وارتدى زيّ التعبئة ووقف وراء المدفع وراح يقاتل. لقد كان لدينا أشخاص من هذا القبيل. أي بالرغم من وجود الاختلافات الفكرية توجد في الوقت عينه وحدة الكلمة، في الله، وفي سبيل الله، وبالمعنى الحقيقي للكلمة.

وقد كان لنا شاهد في الزمن القديم على هذا أيضاً. كان هناك المرحوم صاحب الحدائق الإخباريّ، وهو إخباريّ عالم بحقّ، وكان هناك المرحوم آقا باقر البهبهاني الأصولي القحّ المتمحّض في الأصول، وهو في الواقع محيي الأصول في فترة من تاريخ حوزاتنا العلمية. وقد كان كلاهما في كربلاء وكان بينهما بحوث ونقاشات حادة وكثيرة. وقد أوصى المرحوم صاحب الحدائق إنّني إذا متّ فليصلّ عليّ آقا باقر البهبهاني، وهذا ما حصل. فارق الدنيا وصلّى عليه المرحوم آقا باقر البهبهاني. أي إنّ مثل هذه الأمور كانت موجودة في الحوزة. حتماً كان ضدّ هذا الشيء وخلافه موجوداً، وكانت هناك حالات تزاحم وتعارض في غير محلّها. كان لدينا مثل هذه الحالات،  لكن المبرّزين من علمائنا كانوا على هذا النحو.

في الحوزة، يجب على طلبة العلوم الدينية الشباب من ناحية أن يراعوا الأدب والطاعة تجاه كبار الحوزة ومراجع التقليد. وهذا ما يوجد في ميثاق علماء الدين [العلمائيّة] للإمام الخميني (رضوان الله عليه). ومن ناحية أخرى يجب على كبار الحوزة أن يتعاملوا مع الشباب بالحلم والصبر. فمن جهة لا بدّ من الحلم والتحمّل، ومن جهة أخرى لا بدّ من الأدب والطاعة. هل حان وقت الأذان؟ (9) اعتذر كثيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الهوامش:

1 ـ أصول الكافي، ج 1 ، ص 32 .

2 ـ سورة الحديد، شطر من الآية 25 .

3 ـ سورة آل عمران، شطر من الآية 146 .

4 ـ بحار الأنوار، ج 12 ، ص 10 .

5 ـ سورة التوبة، شطر من الآية 123 .

6 ـ سورة النساء، شطر من الآية 76 .

7 ـ سورة النساء، شطر من الآية 64 .

8 ـ سورة النحل، الآيتان 67 و 68 .

9 ـ أجاب أحد الحضور: نعم.