وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى حاجة البشر اليوم للمعارف الدينية البارزة وأيضاً إقبال العالم الإسلامي والمجتمعات خارج العالم الإسلامي على هذه المعارف، ورأى سماحته أنّ مسؤولية الحوزات العلميّة باتت أكبر مقارنة مع السابق وأضاف سماحته قائلاً: إنّ الاهتمام الموجود في داخل البلاد اليوم تجاه القضايا الدينية وعلماء الدين غير قابل للمقارنة مع السابق ومع المرحلة التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية.
وأردف سماحته قائلاً: هذا التصور القائل بأنّ الناس في مختلف نقاط العالم قد أعرضوا عن المعارف الدينيّة هو تصوّر خاطئ، بل إنّ الإقبال على هذه المعارف قد تضاعف اليوم.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الحوزات مركز تعليم الإسلام وتعميقه في المجتمع وتابع سماحته قائلاً: إنّ تعريف الناس بالمعارف الدينية يشكّل جانباً من مسؤوليات الحوزات العلمية والجانب الآخر لهذه المسؤولية هو إدخال هذه المعارف الدينيّة إلى عمق حياة الناس.
واستند قائد الثورة الإسلامية إلى آيات عديدة من القرآن المجيد حول جهاد وقتال الأنبياء الإلهيّين ثمّ أكّد سماحته قائلاً: مسؤولية الرّسول الأكرم (ص) لم تقتصر على تبيان المعارف الإسلامية، وهذا السبب الذي يدفع النبي الأكرم للجهاد والكفاح في سبيل إرساء التوحيد بشكل عملي وإقامة القسط لكي يتحقّق الإسلام بمعناه الكامل والشامل.
ولفت سماحته قائلاً: العلماء أيضاً بصفتهم ورثة الأنبياء مكلّفون ببذل الجهود في المجتمع والحياة اليومية وذروة هذه الجهود بذلها الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) في منزلة حكيم حقيقيّ.
وانتقد الإمام الخامنئي بعض القائلين بأن دعم الحوزة للإمام الخميتي في تأسيسه النظام الإسلامي لم يكن ضمن مهامّ ومسؤوليات الحوزة وعلّق سماحته على ذلك قائلاً: العمل الذي مارسته الحوزة والكبار فيها في مرحلة النضال التي انتهت بتشكيل الجمهورية الإسلامية كان بدقّة من ضمن المسؤوليات الذاتية والكيانيّة للحوزة.
وأوضح سماحته مبيّناً مسؤوليات الحوزة في الوقت الراهن: بعد تشكيل النظام الإسلامي ينبغي أن تنشأ الحكومة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومن ثمّ المجتمع الإسلامي، وبعد ذلك الحضارة الإسلامية الحقيقيّة وتقع على الحوزات في هذا المسار مسؤوليات ثقيلة وينبغي من خلال التعمّق والتفكير أن تُدرك هذه المسؤوليات وتوضع الخطط وتُبذل الجهود من أجل النهوض بها.