بسم الله الرحمن الرحيم
أشير أولاً إلى نقطة وهي أن نعمة الزواج ـ سواء للشاب أو للفتاة ـ نعمة كبيرة لا يعرف قدرها لها كثيرون. أن يوفقكم الله تعالى ويعينكم لتجدوا الزوج الصالح فهذه من أكبر النعم الإلهية. يجب أن تشكروا هذه النعمة. وشكر هذه النعمة بأن تراعوا مراعاة كاملة الشّكل الذي قرره الله تعالى في الإسلام للعوائل وللمرأة وللزوج وللأخلاق العائلية. وأن تعرفوا قدر هذه الحياة وتحاولوا أن تجعلوا هذه الحياة إسلاميّة أكثر فأكثر. هذه نقطة.
النقطة الثانية هي أنّ هذا الحديث الذي قرأته نقلاً عن الرسول الأكرم: «تَناكحوا تَناسَلوا تَكثُروا» (1) يعني أن الله تعالى أراد من المسلمين أن يتكاثروا ويزدادوا. والواقع هو أنه لو كثر عدد الشعوب المسلمة ـ سواء في بلد إسلامي مثل إيران أو في المناخ الإسلامي من قبيل الأمة الإسلامية ـ فستتوفر الأرضية والإمكانية لتناميهم وتساميهم. أي عندما يكون العدد كبيراً فإن الأفراد الصالحين سيكونون كثاراً فيه طبعاً وستزداد القدرات تلقائياً وستكون الطاقات البشرية أرقى. هذا شيء طبيعي إذا كان عدد السكان كثيراً. أما عدد السكان القليل فسيكون مهزوماً أمام الواقع. البلدان ذات العدد السكاني الكبير في العالم اليوم توصلت بفضل ذلك إلى الكثير من الإمكانيات والنتائج، والصين نموذج لذلك، والهند نموذج آخر. مع أنهم يعانون من بعض المشاكل ولكن عدد السكان الكبير بحد ذاته استطاع أن يحقق لهم نجاحات كقيمة اجتماعية وكقيمة سياسية وكقيمة دولية. وإذن، ينبغي لهذه الأجيال أن تتضاعف، ولهذا أؤكد وأكرر على هذا المعنى.
وشعبنا اليوم طبعاً يصغي لذلك ولا يمانع. أولئك الذين يصلهم هذا الكلام يصغون ولا يمانعون، لكن المسؤولين الذين يجب أن يتابعوا الأمور عملياً ويوفّروا الأرضيات لا يقومون باللازم. طبعاً المسؤولون في المستويات العليا يقولون إننا نوافق هذا لكن المسؤولين المتوسطين لا يعملون بصورة صحيحة. على كل حال زيادة عدد الأبناء ينبغي أن يتحول إلى ثقافة. لاحظوا في بعض البلدان الغربية ـ في أمريكا مثلاً ـ هناك عوائل لها 15 من الأبناء وعشرون من الأبناء، وما شابه ذلك، وهم يشجعون على ذلك ولا يذمّهم أحد. ولكن حين يحين الدور لبلادنا يشجّع الطرف الآخر من القضية، أي يجري تشجيع قلة الأبناء وما إلى ذلك. إذن، هذه أيضاً نقطة يجب أن تحظى بالاهتمام إن شاء الله.
والنقطة الأخيرة هي أن يساعد الزوج والزوجة أحدهما الآخر في صراط الحق وطريق الحق. بوُسع المرأة أن تساعد زوجها لكي يستقيم على صراط الحق ويُثبّت أقدامه ويتقدّم إلى الأمام، وبمقدور الرّجل أن يعين المرأة بالمعونة ذاتها، ويعيشا كشريكين وكرفاق خندق واحد. وفي الشريعة وفي الواقع الخارجي أيضاً يعتبر الزوج وزوجته عملياً أقرب الأفراد إلى بعضهما. زيدوا ما استطعتم من المحبّة والصفاء والودّ فيما بينكم. المحبّة هي الرصيد الأساسي للحياة العائلية الطيبة، فحاولوا مضاعفة المحبّة يوماً بعد يوم، وهذا شيء بيد الإنسان نفسه وبوسع الإنسان أن يفعل ذلك.
بارك الله لكم إن شاء الله ببركة هذه البقعة المباركة مرقد الإمام الرضا وهذه الأيام المباركة.
الهوامش:
1 ـ جامع الأخبار، ص 101 .