أمر الجنرال الأمريكي بقتل الشعب الإيراني
قبل الثورة وخلال فترة الحركة الشعبية العظيمة - ولا نتحدث الآن عن أحداث السابع عشر من شهريور والمذابح التي ارتكبت ضد الشعب، وكلها كانت على يد الحكومة العميلة لأمريكا - في الثامن من بهمن، أي قبل بضعة أيام من عودة الإمام الخميني إلى البلاد، في شوارع طهران هذه، وفي شارع انقلاب هذا، كانت الجماهير مجتمعة، وقال الجنرال هايزر المبعوث الأمريكي لإيران الذي جاء لإيران عسى أن يستطيع بشكل من الأشكال حفظ نظام الشاه وإنقاذه من الثورة، يكتب هو في مذكراته - وهذه وثائق تاريخية - فيقول إنني قلت للجنرال قره باغي أنزلوا فوهات بنادقكم إلى الأسفل في مواجهة الشعب، أي اقتلوا الناس، ولا تطلقوا الرصاص إلى الأعلى في الهواء اعتباطاً، أي ارتكبوا مذابح ضد الشعب. وقد فعلوا ذلك، حيث أنزلوا فوهات بنادقهم إلى الأسفل وقتل عدد من الشباب والأحداث، لكن حشود الجماهير لم تتراجع. يقول هايزر إن قره باغي جاءني وقال إن تدبيرك هذا لم ينفع، فالناس لم يتراجعوا. وعلّق هايزر يقول وجدتُ كم أن جنرالات الشاه يفكرون بطريقة صبيانية، أي إنهم كان يجب أن يستمروا في المذابح ولا يتوقفوا عنها. لاحظوا هذا هو النظام العميل. الجنرال الأمريكي يصدر للجنرال الإيراني أمراً بمذابح ضد المواطنين، ويعمل الجنرال الإيراني بتوصيته وأمره، ولأنه لا يجد فائدة في ذلك يقول له إن هذا الفعل لم ينفع، فيعود الجنرال الأمريكي ويقول إن هؤلاء أطفال يفكرون بطريقة صبيانية. هذه هي خلاصة الحكومة البهلوية في إيران. 
~الإمام الخامنئي ٢٠١٥/١١/٣

 

شهريور، شهر لا يُنسى وحافل بالذكريات في تقويم الثورة الإسلامية
شهر شهريور أيضاً من الأشهر المليئة بالذكريات. في السابع عشر من شهريور سنة 1357 ، أي قبل انتصار الثورة بأشهر وفي ساحة الشهداء هذه بطهران، أطلق عملاء النظام الطاغوتي وابلاً من نيران رشاشاتهم على الناس المدنيين العزل، وقتلوا عدداً كبيراً - لا يزال غير معلوم بالنسبة لنا، لكنه عدد كبير - من الناس في تلك الساحة. وفي نفس شهر شهريور هذا حدث الاغتيال الدنيئ لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في البلاد، المرحوم الشهيد رجائي والمرحوم الشهيد باهنر. ووقع اغتيال الشهيد آية الله قدوسي المدعي العام للبلاد. وحدث في شهر شهريور هذا استشهاد إمام جمعة تبريز على يد المنافقين. وفي شهر شهريور هذا - اليوم الأخير من شهريور - حدث الهجوم العسكري لنظام صدام البعثي على البلاد. هذه ذكريات عجيبة وزاخرة بالمعاني والأعماق. في كل هذه الأحداث كان النظام الأمريكي خلف القضية، وكان المسؤولون الأمريكيون يساعدون إما بشكل مباشر، أو يشجعون، أو يغمضون أعينهم عن هذه الجرائم على الأقل. 

ينبغي أن لا تُمحى كواليس الجرائم ضد الشعب الإيراني من ذاكرة الشعب التاريخية
على شبابنا أن لا ينسوا هذه الذكريات. من الأمور التي تقلقني أن ينسى جيلنا الشاب المتوثب - وهو بحمد لله جيل واع وذو بصيرة ومتحفز وجاهز للعمل وحاضر في وسط الساحة وثوري - هذه الأحداث المهمة تدريجياً، وينسى هذه العبر الكبرى في الحقبة المعاصرة. هذا يعبر عن قلة عملنا، وقلة عمل الأجهزة المسؤولة؛ ينبغي أن لا تترك هذه الأحداث لمطاوي القدم، ويجب أن لا تضعف الذاكرة التاريخية للشعب. إذا لم يعلم شبابنا في كل أرجاء البلاد بهذه الأحداث ولم يحللوها ولم يتعمقوا فيها فسوف يقعون في الخطأ في معرفة بلادهم ومعرفة المستقبل. ينبغي للشباب أن يعرفوا هذه الأحداث بصورة صحيحة، ويعلموا ما الذي حدث، وما الذي وقع ومَن كانوا؛ هذه أمور ينبغي للشباب أن يدركوها. 

الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني طردت النظام البهلوي العميل من إيران
حدثت مذبحة أخرى مثل مذبحة السابع عشر من شهريور، في الثامن من بهمن في نفس ساحة «انقلاب» هنا غالباً ما لا نعيرها اهتماماً، حيث هجم عملاء النظام على الناس. رووا عن مذكرات هذا الجنرال الأمريكي الذي جاء إلى طهران في الأيام الأخيرة من عمر النظام السابق من أجل إنقاذه، يقول إنني جمع تُ جنرالات الشاه وقلتُ لهم أنزلوا فوهات البنادق إلى الأسفل، أيْ إن مسلحي نظام الشاه كانوا عندما يواجهون الناس يطلقون رصاصهم في الهواء في كثير من الأحيان من أجل إخافة الناس، وأوصى هذا الرجل جنرالات الشاه فقال أنزلوا فوهات البنادق إلى الأسفل وصوّبوا نحو الناس، وقد قاموا بتنفيذ هذه الأوامر هنا في ساحة انقلاب، فأنزلوا فوهات البنادق واستهدفوا الناس واستشهد عدد كبير، لكن هذا لم يؤثر ولم يتراجع الناس بل واصلوا مسيرتهم. ثم جاء أحد قادة جيش الشاه - الفريق أول قره باغي - عند هايزر وقال إن أوامرك لم تنفع شيئاً ولم تجد في تراجع الناس. يكتب هايزر في مذكراته كم إن تحليلات هؤلاء صبيانية! يعني ماذا؟ يعني أنه يقول إن قره باغي كان يتوقع أن تنتهي القضية بفتح النار على الناس مرة واحدة، لا، يجب الاستمرار، يجب أن يقتلوا الناس أين ما وجدوهم وواجهوهم! هذه هي أمريكا. لقد كان لأمريكا في هذا البلد السيادة المطلقة طوال 25 عاماً. هكذا تصدر الأوامر لجنرالات الشاه. في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والسياسة الخارجية كانت الكلمة كلمة الأمريكيين. كانت السيادة المطلقة لأمريكا خلال فترة النظام الطاغوتي. كان يحكم بلادنا مثل هذا النظام الذي يتبع ضباطه الأمريكيين، ويتبع وزير ماليته الأمريكيين، ووزير دفاعه أيضاً يتبع الأمريكيين، ورئيس وزرائه يتبع الأمريكيين أيضاً، والشاه نفسه كان أيضاً تابعاً لأمريكا، من دون مناقشة! كان يحكم هذه البلاد مثلُ هذا النظام. 
كانت أمريكا تتفرعن في بلادنا، مثل فرعون: «يستَضعِفُ طآئِفَةً مِنهُم يذَبِّحُ اَبنآءَهُم وَ يستَحي نِسآءَهُم». كانوا يتعاملون مع شعبنا بنفس الطريقة، فجاء موسى العصر وقلب تاج هذا الفرعون وأتباعه وقضى عليهم؛ هذه هي الثورة. بعد سنة وشهرين من حادثة شهريور هذه - أي في آبان سنة 1358 - هبّ شباب إمامنا الخميني الجليل، الشباب السائرون على خط الإمام الخميني، وفتحوا وكر التجسس الأمريكي، واقتادوا الأمريكيين أسرى بأيدي مقيدة وأعين معصوبة. هكذا هزم موسى فرعون هذه المرة. ويقول البعض لماذا الأمريكان سيئون مع إيران؟ هذا هو السبب، كانت إيران كلها في قبضة أمريكا، كانت في يد أمريكا، كل المواقع الرئيسية للبلاد كانت تتحرك بإرادة الأمريكيين، وجاء الإمام الخميني وأخرج أمريكا من هذه البلاد بواسطة الشعب، فمن الطبيعي أن تكون أمريكا عدواً، ومن الطبيعي أن تمارس العداء، وهي تفعل ذلك، الآن تحديداً تمارس العداء ضد إيران. 
~الإمام الخامنئي ٢٠١٥/٩/٩