وخلال اللقاء لفت الإمام الخامنئي إلى أنّ الجمهورية الإسلامية تعرّضت للحظر منذ انتصار الثورة الإسلاميّة إلّا أنّ الحظر استمرّ خلال الأعوام الأخيرة بشدّة أكبر، ثمّ تابع سماحته قائلاً: هم يفاخرون أيضاً بأنّهم فرضوا أقسى أنواع الحظر على الجمهورية الإسلاميّة، وهذا الحظر هو جريمة بالمعنى الحقيقي للكلمة؛ هؤلاء يرتكبون جريمة. 
وأردف سماحته قائلاً: هذا الحظر تهديد مهمّ يدينه الرّأي العام حول العالم؛ لأنّ الأمر لا يدور حول الحظر الأمريكي في حدّ ذاته؛ بل حول الحظر الذي تُجبر أمريكا الآخرين على ممارسته. 
وأوضح قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً:  على سبيل المثال تسعى مختلف الأجهزة الأمريكيّة لأن تكون على اتّصال بمختلف الشركات أو مختلف الأشخاص وتحاول التواصل مع الحكومات بشكل مستمرّ لتقول لهم أن لا يكون لديكم تواصل مع إيران؛ وهذا يعني حظراً شاملاً. حسناً؛ هل يقدرون على ذلك أو لا يقدرون، هذا بحثٌ آخر، لكنّهم يمارسون هذه الأفعال وهذا حقّاً فعلٌ إجرامي. 
واعتبر الإمام الخامنئي أنّه يُمكن تحويل هذا الحظر إلى فرصة عظيمة كما أنّه قد منح لحدّ اليوم إيران العديد من الفرص ثمّ أضاف سماحته قائلاً: إذا عملنا نحن المسؤولين بفطنة وذكاء، فإنّنا قادرون على تخليص اقتصاد البلاد من الاعتماد على النّفط؛ وقطع الحبل السرّي الذي يربط الاقتصاد بالنّفط. هذا هو السبب الأساس والهامّ لمشاكلنا الاقتصاديّة؛ فقد أدّى الاعتماد على النّفط إلى أن لا يتمّ الاهتمام كما ينبغي بالطاقات والقوى والمواهب المحليّة المتنوّعة، فالعامل الأساس لأهمّ مشاكل البلاد هو أنّنا مطمئنّون لتأمين احتياجات البلاد من خلال بيع النّفط. 
وشدّد القائد العام للقوات المسلّحة قائلاً: إذا استطعنا إنجاز هذا الأمر فسوف نكون قد اقتنصنا أهمّ فرصة لأنفسنا بسبب تهديد العدوّ، أي هذا الحظر الذي يفرضه. 
ثمّ أشار سماحته إلى أنّ العدوّ أيضاً ملتفت إلى هذا الأمر وأوضح الإمام الخامنئي قائلاً: هم أيضاً ملتفتون، أعني الأذكياء منهم طبعاً ولا شأن لي بأولئك التائهين والضائعين. ففي التقارير التي اطّلعت عليها يوصون بأن لا تسمحوا لإيران بتجربة الاقتصاد المنفصل عن النّفط. فلتحدثوا مساراً خلفيّاً، أنتم لا ترغبون في رفع الحظر، لكنّ فلتجدوا مساراً يؤدّي إلى أن لا تنفصل إيران بشكل كامل عن النّفط؛ لأنّها لو تخلّت عن اعتمادها على النّفط سوف تتّجه نحو الاقتصاد غير النّفطي.

وأكّد قائد الثورة الإسلاميّة على حاجة البلاد للقوّة في كافّة النّواحي ثمّ أوضح سماحته قائلاً: المجال العسكري يمثّل أحد هذه النّواحي. نحن لا نروم تهديد أحد؛ فتأكيدنا على القوّة العسكريّة والاقتدار العسكري لا يهدف إلى تهديد أيّ شعب وبلد؛ بل لدفع التهديد وصون أمن البلاد. عندما تكونون ضعفاء يتشجّع العدوّ على أذيّتكم؛ ولا يجرؤ على الاقتراب عندما تكونون أقوياء. فلنرفع من مستوى قوّتنا؛ فلنضاعف قوّتنا لكي ينتهي تهديد العدوّ؛ فلتبذلوا قصارى جهدكم أنتم والقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، وقسم العتاد في الجهاز الصناعي التابع لوزارة الدفاع، وفي قسم الإدارات البشريّة ولتنهضوا بالأعمال العديدة الملقاة على عاتق منظّمة كمنظّمتكم لكي تتمكّنوا بفضل وتوفيق من الله عزّوجل بلوغ تلك النّقطة التي يحتاجها أي ّ مجتمع حرّ ومستقلّ وشامخ، لديّ أملٌ كبيرٌ للغاية.
 ثمّ أكّد القائد العام للقوات المسلّحة على أنّ القوّة الجويّة حقّقت تقدّماً كبيراً وخطت خطوات كبيرة وتابع سماحته قائلاً: تمتلك القوة الجوية التابعة للجمهورية الإسلامية والقوة الجوية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية اليوم عناصر يتمتّعون بالجدارة والأهليّة. وقد شاهدت ما أنجزه بعض الشباب وكانت إنجازاتهم عظيمة، والحمد لله أنّهم مفعمون بالطاقات والمواهب التي تخوّلهم التقدّم وتحقيق التطوّر؛ فلتستغلّوا هذه القدرات لأقصى الحدود إن شاء الله.

ثمّ أكّد الإمام الخامنئي قائلاً: فلتعلموا أنّ عدوّ الشعب الإيراني محكوم بالهزيمة؛ لأنّه يخطو في المسار الباطل والخاطئ. إذا كان الرؤساء الأمريكيّون السابقون يقومون ببعض الأعمال بشكل غير علني، فلقد باتوا اليوم يُبرزون فسادهم، وانحرافهم، وإشعالهم للحروب والفتن ومطامعهم في ثروات الآخرين بشكل علني. 
وفي هذا المضمار صرّح قائد الثورة الإسلامية قائلاً: مسارهم هو مسار الباطل وهو مسار الشّيطان؛ ومسار الشّيطان هذا هو الذي قال فيه الله عزّوجل: اُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَن يَلعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا؛ من يلعنه الله ويطرده من رحمته لن يجد النّصر، ولن يجد ناصراً؛ هذا هو أيضاً واقع الأمر. لكنّ الله العزيز والحكيم ناصركم وسينصركم ويُبلّغكم غايتكم إن شاء الله.

ثمّ صرّح الإمام الخامنئي بأنّه عندما تتكوّن هذه الثقة لدى المجتمع المؤمن، والفئة المؤمنة، والقوّة الجويّة المؤمنة يحوّل العزم الراسخ حينها التهديدات إلى فرصة وتابع سماحته قائلاً: حسناً، لقد قدّموا تقارير بأننا أجرينا صيانة لهذا العدد من المقاتلات الحربيّة أو طائرات الركّاب، قمنا بصيانتها وجنينا أرباحاً كبيرة؛ متى أصبحت هذه الأمور ضمن نطاق قدرة قواتنا الجويّة؟ عندما قطعوا الأمل من الآخرين؛ فالآخرين هدّدوا قائلين بأن سوف لن نعطيكم، ولن نبيعكم، ولن نسمح. 
ولفت سماحته قائلاً: لا تزال بضائعنا العسكريّة موجودة في مستودعات الشركات العسكريّة الأمريكيّة؛ أي أنّها لا تزال موجودة ولم يسلّمونا إيّاها؛ ولا نعلم كيف تصرّفوا بها. واللافت أنّهم قبل سنوات كانوا يطالبوننا أيضاً بتكاليف المستودعات. حسناً؛ هذا يعني أنّه ينبغي أن لا تكون لدى الجمهورية الإسلامية القدرة على إدارة قوات جويّة ذات خبرة؛ لكن ما الذي حصل؟ كانت النتيجة أن قواتنا الجويّة التي كانت عاجزة في ذلك اليوم عن صيانة القطعة الفلانية من المقاتلة أو الطائرة الفلانيّة، ولم يكن لديها الحقّ في ذلك، باتت اليوم تصنع الطائرة بأكملها؛ أي أنّها حوّلت التهديد إلى فرصة، والخطر إلى منفعة؛ هذه هي خصوصيّة الفئة المؤمنة.