بسماللهالرحمنالرحیم
يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
أبارك ذكرى ولادة رسول الله عيسى المسيح (عليه السلام) لجميع المواطنين المسيحيّين وجميع مسيحيّي ومسلمي العالم.
~الإمام الخامنئي 28/12/1991
ولادة النّبي عيسى (عليه السلام)، كانت ولادة الرّحمة والبركة في العالم لكلّ من غرقوا في الظّلمة والجهل والفساد والحرمان والتمييز جرّاء هيمنة القوى الاستكباريّة وظلم الأنظمة المفسدة. كانت رسالة عيسى المسيح تتمثّل في إنقاذ البشريّة من كلّ هذه الأمور.
~الإمام الخامنئي 1/7/1985
1- مكافحة جبابرة الظّلم والاستكبار العالمي ونشر العدل والتوحيد
لقد حمل كلمة الله في مرحلة الجهل والضّلال وانعدام العدل وعدم الاكتراث لقيمة الإنسان، راية هداية وإنقاذ البشر على عاتقه وحارب قوى الظّلم والمال والغطرسة وجهد في نشر العدل والرحمة والتوحيد. على المؤمنين بذلك الرّسول العظيم -من مسيحيّين ومسلمين- أن يهتمّوا بتعاليم ونهج الأنبياء من أجل إرساء النظام العالمي المثالي وأن ينشروا الفضائل الإنسانيّة بناء على تعاليم معلّمي البشريّة أولئك.
لقد مارست القوى العالميّة الظالمة، وبشكل خاصّ خلال الأعوام المئة الأخيرة الضغوط داخل المجتمعات البشريّة في الاتجاه المعاكس للروحانيّة والقيم الإنسانيّة الرفيعة ونجم عن ذلك انتشار أنواع الفساد الأخلاقي والإدمان والتفلّت وانهيار العوائل إضافة إلى ازدياد نسبة الاستغلال والشروخ بين الشعوب الفقيرة والغنيّة والابتعاد عن العدالة الاجتماعيّة بشكل يومي وعدم الاهتمام بكرامة الإنسان وإنتاج الأسلحة المميتة وارتفاع نسبة القتل الجماعي. لقد وقع العلم كما الإنسان، ضحيّة لإزالة الروحانيّة وعدم الاكتراث للقيم الدينيّة. لو أنّ السيّد المسيح (عليه السلام) كان بيننا اليوم لما توانى لحظة عن مكافحة جبابرة الظلم والاستكبار العالمي ولما تحمّل جوع وتشرّد المليارات من الناس بواسطة القوى العظمى، والذين يُساقون نحو الحروب والاستغلال والفساد والظلم.
~الإمام الخامنئي 28/12/1991
2- لم يوفّر عيسى المسيح لحظة في مكافحة الشّر والدعوة للصلاح
لقد بُعث عيسى المسيح وكان يحمل معه المعجزة والدعوة الإلهيّة لإنقاذ البشر من ظلمات الشّرك والكفر والجهل والظّلم وإيصالهم لنور المعرفة والعدل وعبادة الله جلّ وعلا، ولم يوفّر طوال فترة حياته بين الناس لحظة في مكافحة الشرور والدعوة للصلاح. وهذا درسٌ للمسيحيّين والمسلمين الذين يعتقدون بنبوّة ذلك الإنسان العظيم. البشريّة اليوم بحاجة أكثر من أيّ زمن مضى لتلك التعاليم والإسلام الذي هو المكمّل لديانة المسيح، جعل على رأس مشروعه الدعوة للخير والصلاح والكمال. ها هم المضلّلون من البشر يستفيدون من القوّة الطبيعيّة الهائلة والعلوم التي وهبها الله عزّوجل في الاتجاه المعاكس لتلك الأهداف، وهذا ما يجعل مسؤوليّة أتباع الأديان الإلهيّة أثقل وأكبر.
لقد ضيّقت القوى والحكومات المهيمنة على العالم - التي تختبئ خلف اسم المسيحيّة وهي في الحقيقة ماديّة ولا تعرف شيئاً عن سلوكيات وتعاليم المسيح – الخناق على الشعوب والمظلومين، وهي لا تتوانى عن ارتكاب أيّ ظلمٍ بحقّهم. يُمكن العثور على نماذج كارثيّة في أوضاع العالم الحاليّة. ظلم وتعدّي الصّرب والكروات منقطع النظير على المسلمين في البوسنة والهرسك والاعتداءات المتكرّرة للحكومة الأرمنيّة على الجمهورية الأذربيجانيّة، هي من ضمن هذه النماذج ولا شكّ في أنّ القوى العظمى شريكة -لأسباب عديدة- في هذه الأحداث المريرة والمؤسفة.
~الإمام الخامنئي 3/1/1994
3- شرط اتّباع المسيح (عليه السلام) هو مناصرة الحقّ والتبرّي من القوى المعادية له
لقد كان رسول الله [السيّد المسيح]، يدعو الناس إلى المسار الإلهيّ الذي هو مسار سعادة الإنسان، ويحذّرهم من اتّباع الهوى والشهوات وتلويث الروح الإنسانيّة بالظلم والسلوكيات الخاطئة. لقد عرّضت القوى الطاغوتيّة والفاسدة والظالمة، وعبدة المال والجاه، ذلك الرسول الإلهيّ للظلم والأذى والافتراء، وحاولوا أن يزهقوا روحه حيث حفظه الله جلّ وجعله في دائرة حفظه وأمنه، ثمّ قاموا بتعذيب حواريّيه وأتباعه لأعوام طويلة بأقسى أنواع التعذيب المهولة لكي يقضوا على تعاليمه التي كانت تحثّ على مناهضة الظلم والفساد والشرك والشهوانية وإشعال الحروب وخداع الناس. لم يكن أولئك الفاسدون والظالمون وعبدة الشهوات ومشعلو الحروب على تحمّل دين الله ورسول الله والسائرين على خطى النهج الإلهيّ. واليوم أيضاً، لا تطيق القوى العظمى تحمّل وجود عباد لله وأتباع للدين الإلهيّ والسائرين على خطى الحقيقة. شرط اتّباع المسيح (عليه السلام) هو مناصرة الحقّ والتبرّي من القوى المعادية للحقّ، ويحذونا الأمل أن يحيي المسيحيّون والمسلمون في أيّ نقطة من العالم هذا الدّرس العظيم الذي قدّمه السيّد المسيح ويطبّقوه في حياتهم.
~الإمام الخامنئي 2/1/1995