وجاء النص الكامل للرسالة كما يلي:

سماحة آية الله العظمى/ السيّد علي الخامنئي، حفظه الله
قائد الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانيى الشقيقة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحيّة طيّبة، وبعدُ،

فإنُّه لمن دواعي سرورنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بفلسطين، ان نبعث إلى سماحتكم بخالص التحيّة وأبلغ التقدير، في هذه الأيام المباركة، خواتيم شهر رمضان المبارك، داعين الله تعالى ان يعيد هذا الشهر المعظّم وعيد الفطر المبارك عليكم، وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، وشعبها الكريم والأمّة الإسلامية بالخير والبركات، إنُّه سميع مجيب الدعاء.

وقد تابعتم وتتابعون ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة وأهلها وأحياؤها، من تصعيد مستمر في التهويد والاستيطان والتهجير القسري والفصل العنصري والاعتداء من قبل المغتصبين، في باب العمود وحي الشيخ جراح، وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك وساحاته والمرابطين فيه، من اقتحام وتدنيس وقمع وتنكيل، وإغلاق ومنع من الوصول إليه لأداء الشعائر والعبادات؛ في سعي محموم لقادة الاحتلال إلى شرعنة الاستيطان والتهجير والاستيلاء على البيوت والعقارات، وترسيخ التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك وتغيير الوضع القائم؛ في عدوان وإجرام جديد يتجاوز كل الخطوط الحمراء، ويستفز مشاعر الأمة الإسلامية، ويستهدف مدينة القدس المحتلة في تاريخها الإسلامي، وأهل القدس في حياته وأرزاقهم ووجودهم ومستقبلهم على أرضهم وحقوقهم المشروعة، كما يستهدف بشكل مباشر المسجد الأقصى المبارك والمرابطين فيه.

إننا في حركة حماس، وأمام هذا العدوان والإجرام الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني في هذا الشهر الفضيل، وإزاء هذا الوضع المتفاقم والخطير في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، الذي نحذر من خطورته وتداعياته، فإننا نهيب بكم إلى التحرك العاجل لاتخاذ موقف حازم ضد هذا العدوان والإجرام، والعمل على حشد المواقف السياسية والدبلوماسية عربية وإسلامية ودولية، لمنع الاحتلال وصده عن الاستمرار في عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته في مدينة القدس المحتلة وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك.

إن ما شاهده العالم أجمع من محاولات الاحتلال المستمرة والمتصاعدة في مدينة القدس المحتلة من ممارسة التهجير القسري ضد 28 عائلة فلسطينية تقطن حي الشيخ جراح، وعدوانه البشع على أهالي حي باب العمود، واقتحامه الإجرامي والمستفز لحرمة المسجد الأقصى المبارك واعتدائه على المرابطين فيه، ليشكل إجراما وتصعيدا خطيرة لا ينبغي السكوت عليه أو تمريره دون رد فعل قوي يردع الاحتلال وقادته، عن مواصلة إرهابهم ضد القدس والأقصى وشعبنا الفلسطيني، وخصوصا ما ينوي قطعان المغتصبين فعله فيما يسمونه "الاقتحام الكبير" للمسجد الأقصى المبارك، يوم 28 رمضان الجاري، بتنظيم من الجمعيات والجماعات الاستيطانية الحاخامية المتطرفة، ودعم وتأييد وحراسة من جيش الاحتلال.

نكتب إليكم هذه الرسالة في هذه الأيام المباركة، من شهر رمضان المبارك، شهر التضامن والتعاون والانتصارات، وكلنا أمل وثقة في أن تكون الأمة الإسلامية، صفة واحدة كالبنيان المرصوص، وهي التي تنتصر دوما للقدس والمقدسات، أن تقف اليوم إلى جانب جماهير شعبنا الفلسطيني في القدس والمسجد الأقصى المبارك، لصد عدوان وإجرام الاحتلال الصهيوني ومنعه من الاستمرار في إرهابه، وكبح جماح قطعان مغتصبية، ودعم صمود المقدسيين وأهل الرباط في المسجد الأقصي.

إن جماهير شعبنا الفلسطيني في القدس المحتلة التي شقت طريق الصمود والصبر على مدى أكثر من 50 عاما، دفاعا عن الأرض والمقدسات نيابة عن الأمة العربية والإسلامية قاطبة، لن تتوقف عن هذا الطريق ومواصلة المسيرة حتى تحقيق التحرير والعودة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس

داعين الله تعالى لسماحتكم بدوام الحفظ والتوفيق، ولجمهورية إيران الإسلامية الشقيقة مزيدا من التقدم والازدهار.

وتفضلوا بقبول خالص التحية والتقدير

إسماعيل هنية

رئيس المكتب السياسي

حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فلسطين