لقد قام مجلس صيانة الدستور المحترم بما ينبغي له القيام وما ارتأى القيام به به وفق ما تمليه عليه مسؤوليته. لا بدّ لي أن أشكر جميع الذين شاركوا في ساحة الترشّح. كما أوجّه شكراً مضاعفاً للذين لم يحرز المجلس صلاحيتهم وتعاملوا بنجابة مع هذه القضيّة. عدم إحراز الأهليّة لا يعني عدم الأهليّة.
فليلتزم الجميع بين أنفسهم وبين الله بأن يقبلوا بكلّ نجابة نتيجة الانتخابات مهما كانت. لا يكوننّ الأمر على هذا النحو بأن نقول بأننا نقبل الانتخابات ما دامت تصبّ في صالحنا. أي أنّنا نؤيّد الجمهوريّة ما دامت تخدم مصالحنا. ونحن نرفض الجمهوريّة عندما تكون في صالح الآخر.
لا تجعلوا من الانتخابات ساحة للصراع على السّلطة. لا تنظروا إلى ما هو رائج في أمريكا وبعض الدول الأوروبيّة من تعامل مهين أراق ماء وجههم. لا يكوننّ الأمر بحيث نخوّف الناس من المنافس ونقول بأنّ الوضع سيكون كذا وكذا في حال أتى. ميدان الانتخابات، ميدان التسابق للخدمة. القرآن يأمرنا: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ؛ تسابقوا للقيام بالعمل الصالح وتقدّموا إلى الأمام؛ هكذا يجب أن تكون النظرة إلى الانتخابات. ينبغي تجنّب نشر الكره والاتهامات.
يجب أن يتمّ الالتزام الجدّي بالملاحظات الأخلاقيّة؛ أي لو التزم المرشّحون لانتخاباتنا بشكل فعلي بالأخلاق الإسلامية في مناظراتهم، والحوارات التي تجري معهم، والأسئلة التي توجّه إليهم، سوف يتسرّب ذلك إلى المجتمع، وسيتلقّف كلّ فرد من الناس الملاحظات الأخلاقيّة ويلتزم بها؛ سيصبح ذلك نموذجاً لهم يقتدون به.
منذ انتصار الثورة الإسلامية، يعارض أعداؤنا انتخاباتنا. هذا ما كانت عليه الأحوال دائماً منذ البداية حتى اليوم. يركّز إعلام العدوّ على أنّ الناس لن يشاركوا، وأنّه قد يحدث تزوير في الانتخابات، أو يتمّ التلاعب بالأصوات وتُمارس أعمال من هذا القبيل. ثمّ بعد أن يشارك الناس وتجري الانتخابات بحماس، كانوا يقولون أن من الواضح أنّه تمّت هندسة الانتخابات، هذا ما كان عليه الحال دائماً، وهو ليس محصوراً بهذه الأيام.
الحضور بين الناس ورؤية المشاهد الحقيقيّة لحياة الناس، هو بالفعل حركة ومبادرة مميّزة للغاية، ولا بدّ أن يتواصل إن شاء الله. أعزائي! لا تتخلّوا عن الحضور بين الناس. واحدة من النجاحات العظيمة هي أن تتمكّنوا من التواجد بين الناس والبقاء قربهم.
