بسم الله الرحمن الرحيم،

... إحدى القضايا هي بقاء الأسرة والحؤول دون تفككها. فلْتعثروا على حلول! قال أحد السادة إن معدّل الطلاق في المدينة الفلانية قد انخفض بهذا المقدار... حسناً، هذا مهم؛ يجب متابعة ذلك، فهذا شيء مهمّ جداً، ويجب إنقاذ الأُسَر من التلاشي. هذه قضيةٌ عليكم متابعتها وإيجاد حلول عملية لها.

النقطة الثانية في موضوع الأسرة هي الجوّ داخلها. الجوّ داخل الأسرة مهمّ جداً... هذا يحتاج إلى قانون، ولا بدَّ من قوانين تصحّح العلاقات داخل المنزل، التي قد تكون مخالفة للعدالة، وأحياناً تكون حادة.

حقاً تتعرّض النساء للظلم. طبعاً هذا ليس خاصاً ببيئتنا، ففي البيئات الغربية، تُظلَم أكثر من هنا. بالطبع، عندما أقول إن النساء يتعرضن للظلم، لأن هذا الجانب هو السائد، وإلّا أحياناً يتعرض الرجال للظلم كذلك، وهو ما يحدث الآن. لا بدّ من وضع معيار ديني إسلامي صحيح وضوابط وقوانين له حتى يصير هذا المعيار حاكماً للبيئة داخل الأسرة.

القضية الأخرى التي لها أولوية في موضوع الأسرة إنجابُ الأبناء، وهي مهمة جداً. لقد طرحنا هذه القضية لسنوات وتحدثنا عنها... حسناً، فبعض الفتيات الأفاضل والشابات قبلن وعملن به، لكن في البيئة العامة لا أثرَ لهذه القضية. الآن إحصاءات الإنجاب لدينا ليست بقدر أن يكون لكل عائلة خلف، أي أقل من «الخلافة»، وهذا ما هو عليه الوضع الآن، ما يعني أنه سيكون لدينا مجتمع هرِم بعد ثلاثين عاماً. هذا خطر كبير! هذا أكبر من الأخطار كافة. هذا [الموضوع] مهمّ جداً. إنه يتطلّب سعياً وعملاً. بالطبع، توجد طرق لإصلاح ذلك. عليكم أن تجلسوا وتجدوا هذه الطرق.

إحدى [القضايا] زواجُ العزّاب. {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} (النور، 32). حقاً هذا [ضروري] الآن. أحياناً تكتب لي الفتيات رسائل دون ذكر أسمائهن، أو أحياناً بالاسم، أنهن يُرِدْن الزواج ولا يتوافر لهن ذلك. واحد من الأدعية التي أدعوها دائماً هو لزواج الفتيات والفتيان الذين يرغبون في الزواج ولا يستطيعون. فكّروا وانظروا ماذا يمكن فعله. ذلك كله يقبل المعالجة. لا بدّ من ذلك.

في شؤون الأسرة، أعتقد أن هذه المواضيع المعدودة خصوصاً تحتاج إلى التركيز عليها وإيجاد حلول عملية لها. فبناء الثقافة من أهم الأعمال الأساسية في هذا المجال. عليكم أن تبنوا ثقافة. انظروا كيف يمكن أن تبنوها. في النهاية، اذهبوا وأصلحوا الرأي العام، فهذا هو الإنجاز الكبير. العمل الشعبي، الذي أُشيرَ إليه، أي عمل الناس وما إلى ذلك، صائبٌ تماماً. لا ينبغي سحب المبادرة من الناس. فمع أن الجهاز الحكومي مسؤول، علينا أيضاً [مسؤولية]. نحن مسؤولون عن شؤون أُسرنا، والحكومات مسؤولة، والأجهزة الحكومية المختلفة كذلك، فعليهم أداء واجباتهم. لكن هذه المبادرة الشعبية والحركة الشعبية العامة يجب ألّا تتوقف، فهي التي تؤدي العمل الأساسي، وعلى الحكومات المساعدة.