القدرة الوطنيّة مجموعة مترابطة. جزءٌ من هذه [القدرة] هو العلم والتكنولوجيا. وركنٌ [آخر] هو الفكر والتفكّر. عنصر آخر هو الأمن والقدرة الدفاعية. جانبٌ آخر هو قضية الاقتصاد والرفاهية العامة. ركنٌ آخر هو السياسة والقدرة على المُفاصَلة السياسية والدبلوماسية بحيث يستطيعون في الميادين السياسة والدبلوماسية أن يتفاوضوا ويثبّتوا مصالح الشّعب. ركنٌ آخر هو ثقافة العيش ونمطه وأحد الأركان أيضاً هو المنطق الجذاب الذي يترك أثراً في الشعوب الأخرى.
لا ينبغي قطع أيٍّ من أذرع القدرة هذه لمصلحة الأذرع الأخرى؛ برأيي ليس هناك ما هو أقلّ خبرة وأكثر سذاجة من اقتراح أحدهم تقليص قدرتنا الدفاعيّة لكي لا نثير حساسيّة الأعداء تجاهنا.
ليس لدينا الحق في قطع أيٍّ من عناصر القدرة تصوّراً منا أنه مثلاً يتعارض مع عنصر آخر. التخلي عن التقدم العلمي مثلاً، إذْ يقول بعض الأشخاص: «فلتتخلوا عن القضية النووية؛ لقد أوجدت القضية النووية هذا الكم كله من الحساسية أو صنعت مشكلة». حسناً القضية النوويّة هي علمية. إنها قضية التقدّم العلمي والتكنولوجي لمستقبلنا. قريباً بعد بضع سنوات سنكون بحاجة إلى منتَج الطاقة النووية، أيْ سنكون محتاجين إليها كلياً. إلى مَن سنذهب؟
ركنٌ آخر للقدرة الوطنيّة هو المنطق الجذاب الذي يترك أثراً في الشعوب الأخرى ويصنع عمقاً إستراتيجياً لأيّ بلد، أي أن يكون لديكم منطق جذاب في الجمهورية الإسلامية، فعندما تطرحون هذا المنطق دون أيّ حاجب وواسطة مع الشعوب الأخرى، يكون هذا جذاباً لهم ولديه قدرة جذب ويقبلونه، وهو ما يصير عمقكم الإستراتيجي.