... الرياضة التراثية ليست مجرد رياضة بالنسبة إلينا. إنها تاريخ. إنها ثقافة. أيْ آلاف السنين من الخبرة التاريخية والثقافية في ما يفعله هؤلاء الرجال، سواء في المصارعة التي هي الرمز، ووفقاً لتعبير الرياضيين أنفسهم هي مالك ميدان الرياضات التراثية ومظهر البسالة، أو سائر أنواع الرياضات والنشاطات التي تنطوي ضمن مجموعة الرياضة التراثية، فكلها لها وزن ثقافي وحمل ثقافي وتاريخي قيّم جداً.

أولاً يوجد في الرياضات التراثية والبطولة الرائجة والمشهورة في تاريخ إيران المروءةُ والرجولة. ربما تعلمون أن بوريا ولي المعروف هذا كان شاعراً ومن شعرائنا البارزين، أي هو أحد شعراء الطور الهندي وهو شاعر جيد جداً، فقد نقلوا أشعاره وشرح حاله الشعرية في السِّيَر الشعرية، كما كان بطلاً وذا مروءة. هي تلك المروءة الشهيرة لبوريا ولي، الذي كان بطلاً في الميدان نفسه الذي صار بطلنا العزيز(1) بطلاً فيه، إذْ واجه شخصاً في مثل هذا الميدان، ولكي لا يكسر قلبه أو قلب والدته، يهزم نفسه ويسقط نفسه أرضاً في مواجهة خصمه. هذا شيء عظيم جداً. هذا هو كسر النفس والدوس عليها.

ما كان السبب في أنكم ترون عرفاءنا العظماء قد عُرفوا باسم العارف والشخصية البارزة؟ ماذا فعل هؤلاء؟ أصل القضية نفسها وروح التقرب من الله هو أن يدوس الإنسان على نفسه، وأن يسحق هوى نفسه، وأن يسحق رغبة وأناه. حسناً، أين يمكن أن نفترض أن «أنا» إنسانٍ ما قد سُحقت بقدر مشهد عرض القوة الجسدية ذاك حيث الجميع ينتظرون منذ عام، والجميع يقولون إن فلاناً سيأتي، وبعضهم يشجعون هذا وبعضهم ذاك، وبعضهم يهتفون لهذا وبعضهم لذاك، والجميع يعلمون أن هذا الرجل هو الفائز حتماً، وهو يعلم أيضاً أنه الفائز، وهو فائز حقاً، ولكن لكي لا يكسر قلب إنسان يسلّم كتفيه للأرض؟ هذا حقاً شيء عظيم. على سبيل المثال، إذا أعطى رئيس الجمهورية رئاسته لشخص آخر، فلنقارن هذا لنرى هل سيصير مثل ذاك. عندما أنظر، أرى أنه كلا؛ ذاك أكثر أهمية. أو إذا أعطى رجل ثري ثروته لشخص آخر، فأفكر وأتساءل: هل سيكون بذاك النحو؟ أرى أنه كلا؛ ذاك أكثر أهمية. انظروا! [فالمسألة] على هذا النحو.

طبعاً يمكنكم أن تقولوا إنها أسطورة. أولاً إنها ليست أسطورة. ولو افترضنا أنها أسطورة، ولكن حتى لو كانت أسطورة، فإنها تأتي إلينا بحقيقة ما، وتحمل معها شيئاً ما. هذا يدل على أن البطولة في تاريخنا الماضي كانت متوائمةً مع التسامح والتضحية والرجولة والمروءة. وهذه نقطة.

من أجل إحياء روح المروءة هذه، وهي موجودة أيضاً، علينا تنمية تلك الثقافة في المجتمع وتعزيزها. أين هذا وأين لاعب كرة القدم ذاك الذي حتى لا يصل الطرف الآخر إلى تلك الوضعية، التي إذا وصل إليها قد يكون قادراً على ركل الكرة، فيركل رجله من الخلف ويشقلبه، وأحياناً تنكسر ضلوعه! أصلاً انظروا هذه في النقطة المقابلة تماماً. هذه نقطة: إن المروءة مصحوبةٌ في بطولتنا التراثية...

 

1. محمد رضا توبتشي.