أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئيّ في ندائه بمناسبة الحج لعام 1443 أن وحدة المسلمين هي إحدى الركيزتين الأساسيّتين للحجّ: «عندما تترافق مع الذّكر والروحانيّة التي هي الرّكيزة الأساسيّة الأخرى لهذه الفريضة الزّاخرة بالرموز والأسرار، تكون في مقدورها إيصال الأمّة الإسلاميّة إلى ذروة العزّة والسعادة»، قائلاً إن «الحجّ تركيبٌ من العنصرين السياسيّ والروحانيّ. دين الإسلام المقدّس مزيجٌ عظيمٌ وسامٍ من السياسة والروحانيّة». في الوقت نفسه: «بذل أعداء الشّعوب المسلمة خلال الحقبة التاريخيّة الأخيرة مساعٍ ضخمة لزعزعة هذين الإكسيرين الواهبين للحياة أي الوحدة والروحانيّة، في أوساط شعوبنا».

إن تركيب عنصرين مهمين ومؤثرين هما «الوحدة» و«الروحانية» في نداء الحج لهذا العام، والقول أنّ هذين العنصرين هما الإكسيران الواهبان للحياة في أوساط الشعوب الإسلامية، جذبا انتباه كثيرين من مفكري العالم الإسلامي. وتمكن الإشارة أنّ ظاهرة المقاومة أبرز مصداق على تأثير عنصر «الوحدة». فقد صارت اليوم ساحات فلسطين والعراق واليمن ولبنان ودول أخرى في المنطقة من تجليّات هذه الظاهرة. كما يؤدي عنصر «الروحانية» دوراً مهماً في التحدي لمساعي أمريكا والغرب في ترويج نمط الحياة الغربية وجعل التوجه نحو الماديات سائداً في المجتمعات الإسلاميّة. لذلك إنّ الاهتمام الخاصَّ بـ«الوحدة» و«الروحانية» بصفتهما الجناحين لمنح الأمة الإسلامية العزة هو «خريطة طريق» يتضح بها المسار لمواجهة ممارسات الأجانب في العالم الإسلاميّ.

من أجل تبيين المحاور لنداء قائد الثورة الإسلامية بمناسبة الحجّ بنحو أوسع، أُنشئت طاولة حوار بعنوان «الكعبة تجمعنا». على طاولة الحوار، أعربت شخصيات منها: الباحث الإسلاميّ من العراق الشيخ علي منيع، وسماحة الشيخ جواد الأمين من سوريا، والكاتب والباحث الفلسطينيّ صالح أبو عزة، والباحث اللبنانيّ هادي قبيسي، والناشط العراقيّ مقتدى المقدسي، عن آرائهم ووجهات نظرهم في هذا المجال.

في البداية، رأى الشيخ منيع أنّ قائد الثورة الإسلامية «يستثمر فريضة الحجّ كما استثمرها أهل البيت (ع) بهدف استنهاض الأمة، أي بيان الواقع السياسيّ والاجتماعيّ وماهية التحديات وأولويّة الصراع بالنسبة إلى الأمة الإسلامية وإلغاء النظرة الضيقة التي يمكن أن يقع فيها أيّ مسلم بحكم انتمائه العرقيّ أو الجغرافيّ أو القوميّ، أو تحجيمها، وأن يرتقي بهموم المسلمين والشعوب الإسلامية إلى مستوى الأمة الإسلامية أي الأمّة الواحدة». كما رأى الشيخ منيع أن «الأمّة تحتاج هذه الرسالة التي يمكن تسميتها "بيان الخريطة السنوية" من سنة إلى أخرى لتحديد البوصلة، خصوصاً ما يتعلق بالنُّخب الذين عليهم إيصال فحوى هذه الرسالة إلى الآخرين، وهذا جزءٌ من "جهاد التبيين" الذي يؤكده القائد منذ أشهر بكثافة».

ووفق رأيه، «يبين القائد نقطة مهمة بخصوص تركيبة هذه الفريضة، فمن الأذى الذي يصيب المسلمين خلال هذه الفريضة أننا ننسى أهدافَ هذه العبادات فتتحوّل إلى عادات وشعائر خالية وخاوية لا تستطيع أن تؤثّر في هذه الأمّة لبلوغ مراحل الكمال فضلاً عن التحديات التي تواجهها»، مستدركاً: «القائد يبيّن لنا في هذه الرسالة حقيقةً من حقائق هذه الفريضة، هي أنها فريضةٌ مركّبةٌ من عنصرَين أساسيّين يعبّر عنهما القائد بـ"إكسيرَين مهمَّين للحياة"، وهما الروحانية والوحدة، أي الجانب السياسيّ لهذا الأمر». وأضاف: «نجد أنّ القائد يبيّن لنا أن هذه التركيبة يجب أن تكون في ذهنية هذه الأمة التي تؤدي هذه الفريضة، كما بيّن نقطة أخرى مهمّة في معرض الحديث عن استثمار هذه الفريضة هي أنه على هذه الأمة أن تنهضَ لكي تتجاوزَ العوائق التي يجعلها العدو في طريق تحقيق هذين العنصرين... في البعد الروحيّ ما يروّج له الغرب هو نمط الحياة الغربيّ الذي يختزل الحياة ببعدها الماديّ، وهنا يبيّن القائد مسار المواجهة وما يجب أن ندافع عنه وأن ننهض من أجل إحيائه ويبيّن ما يفعله العدو لسلب هذين الإكسيرين منا».

في المشاركة التالية، قال الشيخ جواد الأمين من سوريا إنّ خطاب قائد الثورة الإسلامية إلى حجّاج بيت الله الحرام كان «شاملاً وموضوعياً وواقعياً ويتعاطى مع الشؤون السياسية والاجتماعية والدينية كلها وغيرها بصفته الوليّ المسؤول الذي يرعى هذه الأمّة كلها بتفاصيل حياتها كافّةً وما يدور في قضية المواجهة مع الشيطان أو حلفائه أي الأمريكيّ والصهيونيّ وأتباعهما وأدواتهما في المنطقة». وأضاف: «القائد يدعو في مقدمة خطابه إلى وحدة الأمة وتلاحمها وأن تكون هذه الأمة شفّافةً اتجاه مسؤولياتها، خاصة مع المفاهيم التي يطرحها سماحة القائد وتركيزه على وصول هذه المفاهيم إلى أكبر مساحة ممكنة... سماحة القائد عندما يطرح أيّ إشكالية أو أيّ موضوع يقدّم الحلولَ ويرسم مفاتيحَ الحلّ بمصاديق ويُذكّر بالمصاديق ويُجري مقارنةً واسعةً في إطار التمييز بین المجتمع الذي نعيش فيه والمجتمع الغربي».

كذلك، أوضح الشيخ الأمين أن القائد عندما يشير إلى قضايا فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من القضايا، هو يلفت إلى أن «هذه الشعوب التي انتصرت وقدمت قرابين شهداء في سبيل خدمة الدين الإلهي تصطفّ في الصف الأول وتواجه تلك الحروب الصعبة، وينادي بجهاد التبيين ويُذكّر به ويتحدث عن المقاومة وصمود الشعوب وحضارتها ومستقبلها التي دفعت فاتورة حريتها واستقلالها وعزتها، فهذه القضايا مهمة جداً، وهذا كله يسير وفق الأدلة القرآنية والأدلة وسيرة أهل البيت (ع)». كما وصف الشيخ الأمين رسالة قائد الثورة الإسلامية بأنها «تحمل الروحانية والإستراتيجية السياسية والقيم الأخلاقية معاً، أي يمكننا تسمية الرسالة منظومة العمل الجهاديّ والوحدويّ الذي يضمن حقوق الأمة ووحدتها والرحمة بين أفرادها».

أما الكاتب والباحث الفلسطيني صالح أبو عزة، فقال إنّ «قائد الثورة الإسلامية يخاطب الأمّة كلها بمختلف فئاتها ويستمع له الضعيف والقويّ وهو يدرك ماذا يريد وما الذي يصبو إليه، إذ تحدّث سماحته عن الوحدة لكنه ربطها بالحقّ، بمعنى أن على المسلمين في العالم كله أن يلتقوا ويتوحدوا ويكونوا على خطٍّ واحد من الوحدة: الشعور والمصير المشترك والدين وأعمال الدنيا، لكنّه ربطها بالحق، بمعنى أن هذه الأمة التي يجب أن تتوحّد وتتكاتف وتضع يدها بيد بعضها بعضاً يجب أن تتكاتف على شيء حقّ وعلى رؤية تشكّل نهضة ورافعة للأمة العربية والإسلامية، ولذلك لا تكون الوحدة بالتآلف ضدّ الأمة ووضع اليد بيد "إسرائيل" أو بالعبودية لأمريكا».

تابع أبو عزة: «انتصار الثورة الإسلامية كان من أهم الرافعات لعودة القضية الفلسطينية مجدداً وللاهتمام بها، ولا يخلو خطاب للإمام الخامنئيّ دون أن تكون فلسطين ضمن المحاور التي يتحدث عنها سواء بالدعاء لأهلها أو بتأكيد نصرتها أو بالحديث عن أيّ مسألة تخصها»، مقدماً دليلاً مهماً على ذلك هو أنه «من ضمن حديث الإمام الخامنئي سابقاً كلامه حول دور الضفة المحتلة في نهضة المقاومة الفلسطينية، فعندما رأينا عمليات الأسود المنفردة في الضفة ورأينا عمل كتيبة جنين وكتيبة نابلس وغيرها كان هنالك إشارة أن هذا الأمر متزامن مع دعوة الإمام الخامنئيّ إلى تفعيل ساحة الضفة إلى جانب إخوتها في غزة، وربط فلسطين بظاهرة المقاومة... هنالك نهجان في فلسطين: من يريد أن يتحدث عن المقاومة كعنصر ورابط أساسي في دحر الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان الفلسطيني، وهنالك فريق التسوية وهو جزء من النظام الرجعيّ ومما تريده أمريكا و"إسرائيل في المنطقة، ولذلك ربط سماحته الوحدة بوجود الحقّ وربط فلسطين بالمقاومة، ففلسطين ومقاومتها لا يمكن أن تكونا معزولتين عن دول الطّوق ولا عن محيطهما الإسلاميّ ككل، ولذلك تحدث سماحة القائد عن فلسطين نموذجاً للمقاومة وأضاف إليها ساحات المقاومة الأخرى التي شكلت نموذجاً رائعاً مثل حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والحشد الشعبيّ وفصائل المقاومة في العراق وفي غيرها من مناطق المقاومة ضد الاستكبار العالميّ وضد الصهيونية».

في السياق نفسه، قال الباحث اللبنانيّ هادي قبيسي إنّ «خطاب قائد الثورة الإسلامية إلى الحجاج كان مفتاحيّاً، أي يمكن أن يفتح على قضايا وعناوين واسعة، وشمل مجموعة كبيرة جداً من القضايا، فالإمام الخامنئيّ ذكر في خطابه أنّ الإسلام مزيجٌ من الروحانية والسياسة، ودمجَ الوحدة والروحانية، وعندما نتحدث عن الروحانية والوحدة يبدو كأنّنا نتحدث عن عنوانين منفصلين، لكنّ الإمام الخامنئيّ قدّم هذين العنوانين تعبيراً عن الإسلام كمظهرَين لأمر واحد». وتابع قبيسي: «القائد حاول في خطابه أن يبيّن لنا الأعماق المتعددة لمشهد موسم الحج، فبالنسبة إلى الروحانية هي قوة محرّكة للأمة وترمم النقص في الموارد والقدرات لدى الأمة المستضعَفة وتشبع الروح بالعزّة والسعادة وتصنع إنساناً رافضاً للخضوع لأنه ذو قلب حيّ يقف بوعي غير خاضع للغفلات المختلفة في الدنيا والانشغالات ويصبح إنساناً مُؤثِراً ومحبّاً، وهذه نقطة تصل بين المفهومين، وتبعاً للإرشادات الإسلامية من يملك إيماناً حقيقياً هو إنسانٌ متسامحٌ ومتآخٍ ومحبٌّ للآخرين». واستنتج في حديثه أن «الروحانية مكوّن أساسيٌّ وأصلٌ كليٌّ في الشريعة والدين الإسلاميين وفق التوجيه الإسلامي، والإمام القائد هنا يمزجها مع الوحدة، فهي نتيجة الروحانية الحقة وتعني أن من تعلق قلبه بالله ولديه الاهتمام بالعبادة والصلة بالله سبحانه وتعالى سيكون توحيدياً ولا يمكن أن يتصرف إلا بمنطق التوحيد وأن يكون لديه موقفٌ سياسيّ واجتماعيّ على مستوى الأمة برمتها».

وفق قبيسي «هذه الوحدة لها آثار وتداعيات كثيرة في خطاب القائد لأنها مسرح لتبادل المعرفة والإرشاد بين المسلمين بتجاربهم وفئاتهم وخبراتهم وإنجازاتهم المختلفة وهي ساحة لكسر التعالي والتمايز بين المسلمين أيضاً. نحن نعاني خلال التاريخ من هذا التعالي والاستعلاء وطلب التمايز بين المسلمين وهذا الأمر ولّد الحروب والنزاعات في التاريخ الإسلامي... النقطة الأخرى في الوحدة رفضُ استثمار فئة ممتلكات المسلمين دون أخرى وتحمّل مسؤولية المستضعفين أيضاً أين ما كانوا سواء في فلسطين أو اليمن أو أيّ مكان، فالإنسان التوحيديّ والموحِّد ينظر بمنظارٍ إسلاميّ واسع لا بواسطة الفئات المختلفة التي أشار إليها سماحة القائد، فلا تؤثّر فيه الحواجز المادية ولا ينظر إليها بقيمة مادية وإنما يعود إلى الفطرة التي هي واحدة بين الناس». وختم قبيسي كلامه بالقول إنّ «من ينحرف عن هذه الوحدة التي تنبع من الروحانية ويشقّ عصا الأمة ويُحالف أعداءها قد ترك ساحة الروحانية والارتباط بالله ولم يعد لديه هذه الفطرة وهذا الشعور الروحانيّ... في خطاب الإمام الخامنئيّ هذان المستويان الباطنيّ والظاهريّ يجعلان المعاني واحدة ويجعلان من الصعب على الإنسان أن يحتفيَ بروحانية ويترك الوحدة ثمّ يدعي أنه على صلة بالله».

من العراق، قال الناشط مقتدى المقدسيّ إنّ قائد الثورة الإسلامية ينظر إلى فريضة الحجّ كونها فرصةً لتواصل العالم الإسلاميّ، «لأنّ فريضة الحجّ قبل عصر التواصل الاجتماعي الحديث كانت فرصةً للتواصل الاجتماعي–الإسلامي الأبرز حينما تتلاقى الأمة الإسلامية بفئاتها كافة في بقعة واحدة من دون فوارق لا في الملبس ولا في المظهر لغاية واحدة هي أداء فريضة الحج». في هذا الإطار، «يسلّط القائد الضوءَ على نقاط مهمة تندرج ضمن المشروع نفسه الذي يمضي عليه سماحته وقبله الإمام الخميني (قده) منذ ما قبل انتصار الثورة الإسلامية، إذ ينظر القائد إلى هذا المشروع بوصفه مشروع إقامة حضارة إسلامية مجيدة، ويشير في هذا الخطاب إلى أنّ هنالك ظروفاً مؤاتيةً للأمة وللمجتمع الإسلاميّ لإقامة الأمة الإسلامية وهي المرحلة الرابعة من مراحل مشروع الحضارة الإسلامية الذي يتحدث عنه سماحة القائد في موارد أخرى ويُدرجه ضمن مراحل: المرحلة الأولى هي النهضة والثورة الإسلامية التي ينتقل فيها المجتمع من نظريات اشتراكية وفيدرالية ليعتنقَ مشروعاً كاملاً من الحضارة الإسلامية وتصبح لديه نهضة إسلامية بغض النظر عن أدواتها سواء أكانت بثورة شعبية أم بوسيلة أخرى من وسائل التغيير الشعبيّ التي تسمى السيادة الشعبية الدينية، والمرحلة الثانية هي إقامة نظام السيادة الشعبية الدينية أي النظام الإسلاميّ الذي تحقَّق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتسعى بعض المجتمعات المسلمة في بقاعٍ أخرى لتحقيقه في العمل الثقافي وتغيير المجتمع بنيوياً، والثالثة بلوغ مرحلة الحكومة والمجتمع الإسلاميين وتُعدّ مرحلة متوازية في بناء المجتمع والحكومة لأن الحكومة هي نتاج المجتمع والعكس بالعكس... في هذا الإطار يقول: "نحن بوصفنا الجمهورية الإسلامية في إيران في هذه المرحلة لا نزال في مرحلة بناء المجتمع الإسلاميّ وبناء الحكومة الإسلامية"».

كما تطرّق المقدسيّ إلى كلام سماحة القائد حول ترويج نمط الحياة الغربية داخل المجتمع الإسلاميّ مقابل «انهيارٍ تامّ لمنظومة الحضارة الغربية خصوصاً بعد التطرّف الذي وصلت إليه الولايات المتحدة في نشر الانحلال والشذوذ والممارسات والمظاهر كلّها التي تُعارض الفكر الإسلاميّ تعارضاً صارخاً وواضحاً، ما ولّد نفوراً حتى من الأجيال التي تبحث عن ذاتها، فلم يعد في استطاعة أيّ أحد أن يحمل راية الحضارة الغربية كما حدث مع النظام الاشتراكي الذي لم يحمل أحد رايته بعد انهياره». وحول ظاهرة المقاومة التي تحدّث عنها سماحة الإمام الخامنئيّ، قال المقدسيّ إنّ هذه الظاهرة هي «مصداق أوضح لتأثير وحدة المسلمين في نجاحهم وانتصاراتهم، فمثلاً نرى اليوم أنّ في العراق عندما غزا "داعش" ثلث مساحة العراق لم يتحقق انتصار الشعب العراقيّ إلّا بتوحّدهم أولاً، وبوحدة المجتمعات الإسلامية المحيطة بهم ثانياً، وهناك دورٌ للجمهورية الإسلامية ولا سيّما للحاج قاسم (رض) ودورٌ للإخوة في حزب الله من لبنان ولساحات المقاومة كلها بأشكال مختلفة سواء بالحضور الميداني المباشر أو الدعم الإعلامي أو الثقافي أو ما شاكل... في لبنان وبداية تأسيس المقاومة الإسلامية قبل أربعين عاماً، وفي سوريا في الحرب الكونية شاهدنا كيف صمدت، وكذلك صورتا الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ترفعان وسط غزة والضفة والقدس الشريفة... هذه المظاهر هي مظاهر وحدة حقيقية أنتجت انتصارات».