نحن الآن في أيّام الإمام الحسين (ع) وقيامه - سلام الله عليه - ضدّ ظلم يزيد وأصحابه. في مثل هذه الأيّام التي تلت عاشوراء، كان تبيين السيّدة زينب (س) من أجل إبقاء قيام الإمام الحسين (ع) حيّاً، فكيف كان الإمام الحسين (ع) سيتعامل لو كان بيننا اليوم مع الظلم في أنحاء العالم الذي يمثّل الظلمُ بحقّ الشعب الفلسطينيّ من الصهاينة المصداق الأكبر له؟
الإمام الحسين (ع) ليس له إلا مشروع واحد هو مواجهة الظلم. لا يوجد مشروع آخر صرّح به الإمام (ع) في كلماته المتعددة بقدره، ولذلك مواجهة الظلم هو مشروع الإمام الحسين (ع)، ومن لا يواجه الظلم لا يعرف الإمام الحسين (ع) ولا يرتبط به. الإمام الحسين (ع) أعطى دمه وسُبيت عائلته من أجل مواجهة الظلم، إذ قال: «إني لا أری الموت إلّا سعادةً ولا الحیاةَ مع الظالمین إلا برماً». فهذا منهج الإمام الحسين (ع). أصلاً الإمام الحسين (ع) ليس لديه مشروع آخر غير إقامة العدل ومواجهة الظلم، فمن الطبيعي أن الإمام (ع) يقف إلى جانب المظلومين. أساساً الاستمرار في نهج الحسين (ع) يعني الدفاع عن المظلومين ومواجهة الظالمين الصهاينة وقوى الكفر العالمي وأتباعهم أين ما كانوا.
«رُهاب الإسلام» يشكّل أحد مخطّطات الأعداء من أجل إضعاف الأمّة الإسلاميّة، وجزءٌ منه يتجلّى في الشّكل والظاهر ضمن إطار «رُهاب الشيعة». ما الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء الشيعة من أجل التصدّي لهذا المشروع الاستكباري؟
علماء الشيعة وعلماء المسلمين عموماً وظيفتهم هداية الناس وإقامة الحق وإقامة العدل. الله - عز وجل - يقول: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}، فهدف الدين هو إقامة القسط وبيان القسط وبيان العدالة وبيان مفاهيم العدالة وبيان وجوب إقامة العدالة وبيان وجوب الإصلاح والإشراف على حركة الأمة في الإصلاح كما قام الإمام الخميني (رض) وبعده العلماء والآن بقيادة الإمام الخامنئي، دام ظله العالي. الحمد لله، نحن نجد حركة علماء الدين أيضاً في هذا الاتجاه حركةً واعية، وعلماء الدين الآن – الحمد لله - يتصدون لهذه المؤامرات. في لبنان مثلاً، نجد على رأسهم سماحة السيد حسن نصر الله، حفظه الله تعالى.