* نحن الآن في أيّام الإمام الحسين (ع) وقيامه - سلام الله عليه - ضدّ ظلم يزيد وأصحابه. في مثل هذه الأيّام التي تلت عاشوراء، كان تبيين السيّدة زينب (س) من أجل إبقاء قيام الإمام الحسين (ع) حيّاً، فكيف كان الإمام الحسين (ع) سيتعامل لو كان بيننا اليوم مع الظلم في أنحاء العالم الذي يمثّل الظلمُ بحقّ الشعب الفلسطينيّ من الصهاينة المصداق الأكبر له؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. إنّ الإمام الحسين - صلوات الله عليه - هو الذي بدأ هذا الخط، أي خط الدفاع عن العدالة ورفع الظلم، فلو كان موجوداً اليوم، لكان موقفه هو نفسه. اليوم الظلم منتشر في مناطق عدة من العالم وعلى الأخص في المناطق الإسلامية ودول الاستكبار العالمي التي تريد أن تؤذي المسلمين بأي سبيل. ولو استطاعت القضاء عليهم، ما قصرت. الإمام الحسين (ع) هو إمام معصوم وإمام المسلمين، فلا يمكن إلا أن يدافع عن حياض المسلمين وأرواح المسلمين وكرامة المسلمين. فلو كان اليوم، لاتّخذ الخط الذي يحارب هذا اللون من ألوان الظلم.

 

* «رُهاب الإسلام» يشكّل أحد مخطّطات الأعداء من أجل إضعاف الأمّة الإسلاميّة، وجزءٌ منه يتجلّى في الشّكل والظاهر ضمن إطار «رُهاب الشيعة». ما الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء الشيعة من أجل التصدّي لهذا المشروع الاستكباري؟

طبعاً هذا الدور الذي يلعبه الغرب الآن ضد المسلمين والتشويش على سمعة المسلمين يحتاج إلى رد مقابل، وعلماء الدين هم في الواجهة بلا شك. علماء الدين عليهم المسؤولية في بيان حقيقة الأمر عند المسلمين خاصة عند طائفة أهل البيت (ع)، وأن يبينوا أنّ هذا الكلام الذي يوصفون به، أنهم إرهابيون وغير ذلك، كلام كذب وباطل. بالعكس، نحن دعاة السلام، ونحن دعاة الأمان، وقرآننا يعلن صراحة: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}. نحن لا نريد إطلاقاً الاعتداء على أحد، ولا نفكر في الاعتداء على أحد، وليس هذا من منطق ولا تربية أهل البيت (ع)، لكن المشكلة أن الأعداء هم الذين يكذبون ويفعلون ما يشاؤون. أغتنم هذه الفرصة الآن لأقول إن على علماء الدين كلهم التعاون مع الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخامنئي حتى يفتشوا عن أسلم الطرق الإعلامية التي يحطمون بها هذه الدعايات التي نوصف بها. الإعلام والكتب والمنابر ووسائل الاتصال كلها مع العالم... ينبغي أن تكون هناك خطة مدروسة للدفاع عن حياضنا ومقدساتنا.