التقى جمع من الرعيل الأول لقادة ومجاهدي «الدفاع المقدس» وعائلات الشهداء مع قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الأربعاء 21/9/2022، على أعتاب «أسبوع الدفاع المقدس».
في بداية حديثه ضمن وصفه الحرب على إيران خلال مرحلة «الدفاع المقدس» بالدولية، أشار الإمام الخامنئي إلى تأدية الأدوار في هذه الحرب من قِبل أطراف أجنبية كثيرة، وقال: «كنّا ندّعي ذات يوم أن جميع القوى العالمية تحاربنا، لكن أولئك أنفسهم الذين كانوا يقولون إنّنا ندّعي ذلك فحسب يعترفون الآن بهذه المسألة».
ورأى سماحته أن فرضَ الحرب على إيران هو رد الفعل الطبيعي للمهيمنين في العالم على انتصار الثورة الإسلامية، والغرض من الحرب المفروضة هو المنع لانتقال رسالة الشعب الإيراني وكلماته الجديدة إلى الدول الأخرى بما في ذلك رفض الخوف من أمريكا والوقوف في وجه الظلم والتمييز في العالم ومقاومتهما.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: «لم تكن الثورة الإسلامية للشعب الإيراني مجرد هزيمة لنظام تابع وفاسد وضربة مرحلية لأمريكا والاستكبار، بل كانت تهديداً لإمبراطورية نظام الهيمنة، ففرَض المستكبرون من الغرب والشرق عبر إدراكهم العميق لهذا التهديد الحربَ ضد الشعب الإيراني بتشجيع صدام وتحريضه».
كما رأى سماحته أن تقسيم إيران وفصل خوزستان بوصفها جزءاً مهماً منها وتركيع الشعب وإسقاط الجمهورية الإسلامية والتحكّم في مصير الشعب الإيراني هي «الأهداف الرئيسية لإمبراطورية نظام الهيمنة الحاقدة في فرض الحرب على إيران»، وقال: «ينبغي ألّا تُنسى هذه الحقائق الواضحة».
في جزء آخر من حديثه، قال الإمام الخامنئي بشأن قوة الردع للجمهورية الإسلامية: «اليوم وصلت البلاد إلى مرحلة الردع من الناحية الدفاعية، ولا يوجد قلق من ناحية التهديدات الخارجية، والأعداء أيضاً يعرفون هذا الأمر جيداً».
ورأى سماحته أن من جملة إنجازات «الدفاع المقدس» إثبات مبدأ مهم للشعب الإيراني، «ففي مرحلة "الدفاع المقدس" ثَبتَ أن صون البلاد وقوة الردع أمام تهديدات العدو لا يمكن تحقيقهما إلا عن طريق المقاومة وليس بالاستسلام».
في هذا الصدد، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الاستفادة من مبدأ المقاومة في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية، مضيفاً: «هذه المقاومة الذكية علّمت العدو أن يأخذ بالاعتبار قوة إيران الداخلية في حساباته دائماً، لأننا بهذه الروح استطعنا إفشال العدو في كثير من الأمور مثل الضغوطات القصوى أو مشروع "الشرق الأوسط الجديد" أو التعدّي على الحدود الجوية والبحرية».
ولفت سماحته إلى تأكيده المتكرر لضرورة الرواية الصحيحة، فقال: «الأنشطة التي نُفذت في هذا المجال حتى الآن جيدة، لكنها كلها بُنى تحتية ويجب مشاهدة مخرجات الأعمال».
في الختام، رأى الإمام الخامنئي أن الرّد على الروايات الكاذبة والمشوهة حول «الدفاع المقدس» وأصل الثورة الإسلامية أمر ضروري، وأضاف: «الأمريكيون والصهاينة يعملون على تأليف الكتب وإنتاج الأفلام في هذا المجال، ويجب بذل الجهود واتخاذ الإجراءات المناسبة ضدهم عبر الاستفادة من أشخاصٍ من أهل الفكر والفن».
يُذكر أن في بداية هذا اللقاء قدّم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء محمد باقري، تقريراً عن البرامج والأنشطة التي أُنجزت في مجال الحفظ والترويج لثقافة «الدفاع المقدس» وقيَمها.