أودّ توجيه السؤال: تحدث في العالم أعمال شغب عديدة، أنظروا إلى أوروبا، في فرنسا تنطلق كلّ فترة أعمال شغب كبيرة في شوارع باريس، هل حدث أن دعم الرئيس الأمريكي ومجلس النواب الأمريكي مثيري الشغب؟ هل حدث أن بعثوا رسالة يقولون فيها بأنّنا إلى جانبكم؟

 أقولها بصراحة: أعمال الشغب هذه وزعزعة الاستقرار الأخيرة في إيران كانت من تخطيط أمريكا والكيان الصهيوني ومرتزقتهم، وقد ساعدهم بعض الخونة من الإيرانيّين في الخارج.

هذه الحادثة التي وقعت، والتي أسفر عنها وفاة فتاة شابّة، كانت حادثة مريرة. وقد احترق قلبي أيضاً. لكنّ ردّ الفعل تجاه هذه الحادثة دون أن يجري أيّ تحقيق أو أن يكون هناك أيّ أمر محسوم لم يكن طبيعياً. ردّ الفعل ليس أن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع، ويحرقوا «القرآن»، وينزعوا الحجاب عن رأس سيّدة محجّبة، ويُضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيّارات النّاس. إنها تحرّكات لم تكن عاديّة. أعمال الشّغب هذه كانت أعمال شغب جرى التخطيط لها.

هل حدث أن انطلقت وسائل الأعمال التابعة للرأسماليّة في أمريكا وعملاء أمريكا مثل بعض حكومات المنطقة، ومنها الحكومة السعوديّة، لتمارس الدّعم لمثيري الشغب؟ هل سبق أن قالوا بأنّنا سنزوّد مثيري الشغب بأجهزة الانترنت وبرامجه لكي يسهل عليهم التواصل مع بعضهم؟ لكنّ هذا حدث هنا. حسناً، كيف لا يشعر الإنسان الفطن بوجود أيادٍ أخرى في كواليس هذه الأحداث؟

يكذب الأمريكيّون والإسرائيليّون في إبراز تأثّرهم لوفاة شابة في إيران. هم فرحون، لأنّهم حصلوا على ذريعة تخوّلهم اختلاق الأحداث. "لقد أعرب هنا المسؤولون عن السلطات الثلاث عن أسفهم ومواساتهم لهؤلاء. والسلطة القضائيّة وعدت بمتابعة الأمور حتّى خواتيمها."

دافع الحكومات الأجنبيّة من إثارة الشغب في إيران هو شعورهم أن البلاد تتقدم نحو القدرة شاملة ولا يمكنهم تحمل ذلك. يرون أن الأشياء التي تُنجز يمكن أن تُبطل هجوم الحظر الذي يُعدّ فعلياً السلاح الوحيد بيد العدوّ. إنّهم يرون هذا. ومن أجل أن يوقفوا هذه الحركة، جلسوا وخطّطوا.

النزاع ليس حول قضيّة الحجاب والحجاب الرديء، ولا حول وفاة شابّة. المسألة ليست هذه الأمور. كثيرات من هؤلاء النساء اللواتي لا يرتدين حتى حجاباً كاملاً هنّ من الأنصار الحقيقيين لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة. أنتم ترون أنّهن يشاركن في المراسم الدينية والاحتفالات الثورية. المسألة ليست هذه الأمور، بل حول أصل الاستقلال والصمود والقوّة لإيران الإسلاميّة واقتدارها.

الميزة الكُبرى لبلدنا أنّ الأمن الذي لدينا أمن نابعٌ من الداخل. يختلف الأمر إذا قامت دولة أو شعب على توفير الأمن لنفسها من داخلها، وبقواتها وبقدراتها الخاصة، وبفكرها وتفكيرها، [عما] إذا جاء شخص ما من الخارج ويقول: سأوفر لكم الأمن وسأحميكم... مثل مَن يحمي بقرته الحلوب. إنهما مختلفان عن بعضهما بعضاً جداً.