الاتحاد والوفاق بين المسلمين فريضةٌ فوريّة
إنّ الاتّحاد والوفاق بين المسلمين فريضة فوريّة. انظروا كم من المفاسد التي تنجم عن الحرب والخلاف، وانظروا كم من الفجائع يتسبّب فيها الإرهاب الأعمى بذريعة الخلافات الطائفيّة، وكيف يتنفّس الكيان الصهيوني الغاصب الصّعداء نتيجة هذه النزاعات التي أحدثوها بيننا نحن المسلمين. متى ما قرّرت الدول الإسلاميّة والشعوب المسلمة التقرّب من بعضها بعضاً، يحيكون مؤامرة ويوقعون حادثة. هذه أمور لا بدّ أن تُفتّح أعيننا، وأن توقظ الشعوب المسلمة، وهي أمور لا بدّ أن تُميّز بين وجوه الرؤساء والحكّام المخلصين والحكّام العملاء للأعداء. هنا ساحة الاختبار.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع المشاركين في «مسابقة القرآن الكريم الدوليّة» | 28/6/2013
تضرّر البلدان الإسلاميّة من بثّ الخلاف
الحقيقة هي أن الأمة الإسلامية تعاني اليوم من مشكلات كثيرة، وقد ألحقت ولا تزال تُلحق بجسم هذه الأمة جراحاً، وأهم هذه الجراح الخلاف. يسعى أعداء الإسلام إلى خلق خلافات وشقاق وعداء بين الفرق الإسلامية بذرائع مختلفة: القومية والمذهب والجغرافيا والمشكلات السيادية والحدودية. لديهم هذه الذرائع كافة. وللأسف، يستخدم العدو هذه الذرائع ونحن - بصفتنا مسؤولين في الحكومات الإسلامية - نغفل عن ممارسات العدو هذه. إنني أفكر بيني وبين نفسي أنه عندما يسمع الإنسان أن السيناتور الأمريكي الفلاني الذي يعادي أصل الإسلام والبلدان الإسلامية يتحدث عن هواجس المجتمع السنّي مقابل الشيعة، وعندما يشاهد المرء هذه الحيلة، يجدر به أن يشعر بالقلق الشديد وأن يحاذر جداً. العدو الذي يعارض أصل الإسلام يبدي دعمه مجموعة إسلامية مقابل مجموعة أخرى! فهل هذا شيء سوى الخبث والتآمر وخلق العداء؟ بالمناسبة إنها حالة موجودة في الوقت الحاضر، للأسف. فينبغي أن نفكّر ونعي. البلدان الإسلامية كافّة تتضرر من التفرقة وجميعها تنتفع من الاتحاد. اتحاد البلدان الإسلامية وتقرّبها وتجنبها استخدام قواها ضد بعضها بعضاً يصب في مصلحة هذه البلدان المتحدة والإسلامية نفسها. يجب أن ندرك هذا الأمر، فهذه حكمة إلهية وإسلامية. للأسف، لا يجري التنبّه إلى هذا الأمر.
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي النظام الإسلامي وسفراء البلدان الإسلامية | 26/6/2017
فرصة مناسبة جدّاً لمثقّفي العالم الإسلامي
أنتم، مثقفي العالم الإسلامي وعلماء الدين في العالم الإسلامي الذين يوجد عدد منكم هنا، بحمد الله، ضيوف أسبوع الوحدة، وقد حضر هنا عدد كبير من شخصيات العالم الإسلامي، وثمة بينكم مثقفون وأصحاب فكر نيّر وعلماء دين، انظروا أي ساحة واسعة للعمل الصالح أمامكم اليوم، وكم تستطيعون إنجاز أعمال صالحة! فلتكتبوا ولتنشروا ولتدافعوا عن الحق ولتتصدروا له ولا تخافوا من العدو: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (الأحزاب، 39)، فالحساب على الله، وهو الذي سوف يحاسب ويمنحكم الأجر. أقولها لكم: إن العالم الإسلامي - بفضل من الله - سوف يشهد يوماً ما، ولن يكون ذلك اليوم بعيداً جداً، تحقق هذه الآمال والمطامح بكاملها، بحول الله وقوته.
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي النظام وضيوف «مؤتمر الوحدة الإسلامية» | 15/11/2019
تحقيق شعار الوحدة عبر المثقّفين والخواص
نحن في الجمهورية الإسلامية جعلنا هذا اليوم يوم عيد، وجعلناه يوم الوحدة، أي من الثاني عشر من ربيع الأول، الذي هو رواية أهل السنة لمولد النبي (ص)، إلى السابع عشر من ربيع الأول، وهو الرواية الشيعية. جعلنا أسبوعاً احتفالياً بين هذين اليومين، وأُطلق عليه اسم «أسبوع الوحدة». طبعاً، كانت خطوة جيّدة، لكن ينبغي تحقيقها، ولا بدّ لنا من الاتّجاه نحو تطبيقها. حسناً، قد تقولون: نحن لسنا الرؤساء لهذه الدول. نعم، لدى الرؤساء دوافع أخرى. لديهم دوافع سياسيّة وأهداف أخرى. لكنّ المثقّفين والعلماء والكُتّاب والشّعراء والحكماء والنّخب والخواصّ في أيّ بلد قادرون على جعل الأجواء مختلفة عمّا يريده العدوّ، فحين تتبدّل الأجواء، يصير تحقيق هذه النتيجة أسهل.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد والضيوف المشاركين في «مؤتمر الوحدة الإسلاميّة» | 14/10/2022
منع التأجيج لنيران الخلافات الطائفيّة
السياسات الشريرة لأمريكا في هذه المنطقة اليوم... من ناحية، وجرائم الكيان الصهيوني الذي أوصل سلوكه الغاصب في دولة فلسطين إلى ذروة الشقوة والخبث، وإهاناته المتكررة لحرمة المسجد الأقصى المقدس، وسحقه أرواح الفلسطينيين المظلومين وأموالهم من ناحية أخرى، هي قضيتكم الأولى جميعاً - أيها المسلمون - التي يجب أن تفكروا فيها وتعرفوا واجبكم الإسلامي حيالها. على علماء الدين والنخب السياسية والثقافية واجبات أثقل بكثير، ويغفلون عنها غالباً، للأسف. ليتعرف العلماء بدلاً من تأجيج نيران الخلافات الطائفية، والسياسيون بدلاً من الانفعال مقابل الأعداء، والنخب الثقافية بدلاً من الانشغال بالأمور الهامشية، ليتعرفوا إلى الوجع الكبير الذي يعاني منه العالم الإسلامي، وليتقبلوا رسالتهم التي هم مسؤولون عن أدائها أمام محضر العدل الإلهي، وليتحمّلوا أعباءها بكفاءة... الحج وتجمّعاته العظيمة أرقى مكان لظهور هذا الواجب التاريخي وتبادله. وفرصة البراءة - ينبغي اغتنامها بمشاركة الحجاج كلهم من كل مكان - من أبلغ المناسك السياسية في هذه الفريضة الجامعة للأطراف.
نداء الإمام الخامنئي إلى حجّاج بيت الله الحرام | 23/9/2015
توعية الشعوب بأساليب الاستكبار والصهيونيّة
يتحمّل رؤساء العالم الإسلامي والنخب السياسية والدينية والثقافية في العالم الإسلامي واجبات جسيمة منها: تحقيق الوحدة وتحذير الجميع من النزاعات القومية والطائفية، وتوعية الشعوب بأساليب العدو ومكائد الاستكبار والصهيونية، وتعبئة الجميع لمواجهة العدو في ساحات الحروب الناعمة والصلبة شتّي، والإيقاف الفوري للأحداث الكارثية بين البلدان الإسلامية من قبيل أحداث اليمن التي سبّبت صورها الشنيعة اليوم الحزن والاعتراض في أرجاء العالم كله، وواجب الدفاع الحاسم عن الأقليات المسلمة المضطهدة كمظلومي بورما وغيرهم، والأهمّ من ذلك كله الدفاع عن فلسطين والتعاون والتضامن من دون قيد وشرط مع شعب يكافح منذ نحو سبعين عاماً من أجل وطنه المغتصب.
نداء الإمام الخامنئي إلى حجّاج بيت الله الحرام | 31/8/2017
فلتروا الأيدي الخائنة لأعداء الأمّة الإسلاميّة
المشكلات في العالم الإسلامي اليوم كثيرة جداً. لقد أكد الإسلام هذا التأكيد كله على وحدة المسلمين وتلاحمهم وأخوّتهم. حتى في خصوص الاعتصام بحبل الله، يمكن للمسلمين أن يعتصموا بحبل الله كل واحد بشكل منفصل عن الآخر، لكن الإسلام لا يوصي بهذا؛ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (آل عمران، 103). تمسّكوا بحبل الله كلكم وكونوا معاً. مع هذه التوصيات كلها وهذا التأكيد لكننا نحن المسلمين اليوم لا نعمل – للأسف - بما أمر به الإسلام، ونتيجة ذلك ما ترونه. أريد أن أطلب من كل فرد من المسلمين خصوصاً العلماء والمثقفين ومسؤولي الحكومات والسياسيين والنخب في البلدان كافة أن يروا ويشاهدوا اليد الخائنة لأعداء الأمة الإسلامية في هذه التفرقة. هذه ليست فرقة طبيعية بل إجبارية وتلقينية. يمكن للمسلمين بصورة طبيعية أن يعيشوا بعضهم إلى جانب بعض، وقد أثبتت التجارب أنه عندما لم تكن هناك وساوس العدو ودمدمته وخبثه، عاش المسلمون بعضهم مع بعض. لقد شاهدنا هذا في بلادنا، وشاهدناه في العراق والبلدان الإسلامية الأخرى. يحقنون العالم الإسلامي بهذه التفرقة، لماذا؟ لأن مصالح القوى العظمى في هذه الفرقة. لا يريدون للأمة الإسلامية أن تكون متلاحمة، ولا لهذه القوة العظيمة أن تنهض وتفصح عن نفسها في أفق القوى العظمى. لا يريدون! إذا كانت الأمة الإسلامية متوحدة، وإذا ركزت على المشتركات فيما بينها، فستكون - بلا شك - قوة فريدة في طيف السياسة العالمية بهذا العدد الهائل من السكان، وبهذه البلدان في المناطق الحساسة من العالم، وبهذه المصادر والذخائر الجوفية، والثروات الطبيعية، وبما لها من ثروة في الطاقات الإنسانية. إذا كنا متحدين، فسوف تعمّ مثل هذه الظاهرة العالم. لا يريدون هذا الأمر. زرعوا الكيان الصهيوني في هذه المنطقة من أجل بث النزاعات ولإشغال بلدان المنطقة بداخلها.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي الجمهوريّة الإسلاميّة وسفراء البلدان الإسلاميّة | 18/7/2015
توعية النّاس بأهميّة وحدة الأمّة الإسلاميّة
الوحدة هي بمعنى التركيز على المشتركات. لدينا كثير من المشتركات. المشتركات بين المسلمين أكثر من مواطن الاختلاف. يجب التركيز على المشتركات. الواجبات الأساسية في هذا الجانب تقع على عاتق النخب، سواء السياسية أو العلمية أو الدينية. فليحذّر علماء الإسلام الناس من تشديد الخلافات الطائفية والمذهبية. وعلماء الجامعات يجب أن يوعّوا الطلاب الجامعيين ويبيّنوا لهم أن الوحدة أهم قضايا العالم الإسلامي اليوم. الاتحاد نحو الأهداف، نحو الاستقلال السياسي وتأسيس السيادة الشعبية الدينية وإرسائها وإرساء الأحكام الإلهية في المجتمعات الإسلامية ونحو الإسلام الذي يدعو إلى الحرية ويدعو الناس إلى العزة والشرف... هذا هو الواجب والتكليف اليوم.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد والضيوف المشاركين في «مؤتمر الوحدة الإسلاميّة» | 19/1/2014
أخذ قضية الوحدة على محمل الجدّ
إنني لا أتهم أحداً بأنه ينفذ مخططات الأعداء عالِماً وعامداً، لكنني أقول على نحو القطع واليقين: أي حركة خلافية وبأي شكل بين الشعوب المسلمة أو داخل البلد الواحد وبين أفراد ذلك البلد إنما هي لعب في أرض أعدّها العدو، وهي مساعدة للعدو. على الجميع أن يأخذوا مسألة الوحدة مأخذ الجدّ. النخبة بالدرجة الأولى، النخبة السياسية والدينية والجامعية وفي الحوزات العلمية وكل مكان. في بلادنا أيضاً، يجب أن تؤخذ مسألة الوحدة مأخذ الجدّ. افتعال الخلافات المذهبية بين جماعات المسلمين خطر كبير. إذا استطاع الأعداء إشعال نيران الخلافات الطائفية في مكان ما، فإن إخمادها من أصعب المهمّات. يجب الحؤول دون ذلك، وهذا غير ممكن إلا بالمبادرات والجهد والإخلاص الذي تبديه النخبة في أي بلد، فينبغي للعلماء والجامعيين والسياسيين ومَن لهم نفوذ وتأثير أن يشرحوا للناس مخططات العدو، وتوعيتهم بمراهنة العدو على بث الخلافات بين الناس وبين البلدان والتيارات الإسلامية، وبين السنة والشيعة، وبين التوجّهات المتنوعة في المذاهب الإسلامية المتعددة. هذا خطر كبير جرّبه الأعداء. للبريطانيين في هذا المجال تجارب طويلة. نقرأ في التاريخ عنهم ونرى ما الذي فعلوه لبث الخلافات. إنهم يجيدون هذه اللعبة والآخرون يتعلمون منهم. هم يعملون ويجدّون لخلق الخلافات والتفرقة. ونحن يجب أن نتجنب الفرقة. ينبغي ألا نعمل على تأجيج هذه النيران بالمشاعر السطحية العامّية، فهذا مما يأخذ الشعوب إلى مصير أسود، ويجرّ عليها التعاسة والبؤس، ويجلب النجاح إلى أعداء الإسلام والمسلمين والاستقلال في مشاريعهم ويحقق لهم مخططاتهم. ينبغي التحلي باليقظة. شعار الاتحاد الإسلامي شعار مقدس. لو كان رسول الإسلام المكرم (ص) بيننا اليوم، لدعانا إلى الاتحاد بمقتضى الآية الشريفة: {عزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة، 128)، ولَحالَ دون خلق مثل هذه الخلافات. إذا كنا محبّين لنبي الإسلام المكرم (ص)، فعلينا تحقيق مطلبه المؤكد هذا.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد والضيوف المشاركين في «مؤتمر الوحدة الإسلاميّة» | 29/1/2013
مبادرة النّخب إلى التعريف بالمخلّين بالوحدة
حين يدخل عامل القوميّة في قضايا العالم الإسلاميّ، ينشأ أكبر عامل للتفرقة. حين يُدخلون عامل القوميّة إلى قضايا العالم الإسلاميّ، فيفصلون العرب والفرس والأتراك والكرد والإندونيسيين والماليزيّين والباكستانيّين والهنود، ما الذي سيبقى؟ أليسَ هذا استهتاراً بالأمّة الإسلاميّة وطاقاتها وقدراتها؟ هذه مكائد الاستكبار. وللأسف، هناك في العالم الإٍسلامي بعض الأشخاص ممّن يقعون في براثنها. لا يرغبون في أن يبقى طعم حلاوة الانتصار في قضيّة لبنان تلك أو قضيّة غزّة هذه حاضراً لدى المسلمين، فيبادرون فوراً إلى إثارة عامل للخلاف والتفرقة ويُنشئونه من أجل الفصل. يجب أن تكون الأمّة الإسلاميّة صاحية وأن تتصدّى لهؤلاء. المسؤوليّة في الدرجة الأولى تقع أيضاً على عاتق رجال السياسة. فليكن المسؤولون والممسكون زمام أمور البلدان الإسلاميّة يقظين. قد يعلو هذا النداء أيضاً من حناجر بعض رجال السياسة الخواصّ، لكنّنا لا نُخطئ. نحن لن نُخطئ في التعرّف إلى المُسبّب الرئيسي للخطأ. يخرج من حناجرهم لكنّه ليس نداءهم. النداء هو نداء الآخرين وله صلة بالقوى الاستكباريّة حول العالم. أولئك الذين يعارضون وحدة الأمة الإسلامية. إن خرج من حناجر أشخاص من داخل الأمة الإسلامية، فهؤلاء قد خُدِعوا. هذا الصّوت ليس صوتهم، ونحن نعرف هذا الصوت. في الدرجة الأولى، يتحمّل السياسيّون والمسؤولون وأيضاً المفكّرون ومَن يتعاملون مع أفكار الناس وقلوبهم بدرجة مهمّة وعالية، وعلماء الدين، والمثقّفون، والكُتّاب، والصحافيّون، والشعراء، والأدباء والعلماء في العالم الإسلامي، يتحملّون هذه المسؤوليّة الكبيرة المتمثّلة في أن يُعرّفوا الناس إلى الأنامل التي تروم إلى الإخلال بهذه الوحدة وسلب المسلمين هذا الحبل الإلهيّ المتين.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد | 15/3/2009
صون اتحاد الدول الإسلاميّة بالاستفادة من النّخب
يتوفّر اليوم في العالم الإسلاميّ الكثير من المال والفكر والقوى الإنسانيّة الجديرة، وجموعٌ كثيرة من العلماء والشعراء والكُتّاب والفنانين والشخصيّات السياسيّة الكفؤة، كما أنّ قسماً أساسيّاً من المصادر الماليّة الهائلة والمصادر الجوفيّة – المعادن الجوفيّة الموهوبة من الله – بحوزة الدول الإسلاميّة. لاحظوا ما الذي سيحدث في العالم إذا سار هؤلاء في وجهة واحدة، أو لم يعمل بعضهم ضدّ الآخر على الأقل! العدوّ يفعل ما يجعل هذه المصادر الإنسانيّة والماليّة في العالم الإسلاميّة في وجه بعضها بعضاً. لقد حرّضوا النظام في العراق، وأطلقوا حرباً مدمّرة في هذه المنطقة دامت ثمانية أعوام، ثمّ ساعدوه لعلّه يتمكّن من اجتثاث هذه الغرسة الغضّة من الجذور كلياً، وطبعاً عجزوا عن ذلك. {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ...} - هذه خصوصيّة كلمة إسلاميّة، أي عصيّة على القلع – {... وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا (25)} (إبراهيم). اليوم أيضاً يبذلون قصارى جهودهم من الناحية السياسيّة. لذلك إنّ ما أستنتجه وأفهمه وأتلقّاه هو أنّ الاتحاد بين المسلمين ضرورة مصيريّة وليس مزحة أو شعاراً. لا بدّ للمجتمعات الإسلاميّة أن تتّحد معاً في كلمتها بجدّية وتتحرّك في اتجاه واحد.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد | 15/8/1995
تحمّل المسؤوليّة تجاه اتّحاد الأمّة الإسلاميّة وصحوتها
الاتّحاد ضروري اليوم في الأمّة الإسلاميّة أكثر من أيّ شيء آخر. فلنتحد ولنوحّد كلمتنا وقلوبنا. هذه مسؤوليّة كلّ من يملكون القدرة على التأثير في هذه الأمّة الإسلاميّة العظيمة، سواء الحكومات أو المثقّفون أو العلماء أو مختلف الناشطين على المستويين السياسي والاجتماعي. كلّ واحد منهم في أيّ دولة من الدول الإسلاميّة يتحمّلون مسؤوليّة إيقاظ الأمّة الإسلاميّة وعرض هذه الحقائق عليهم، وأن يبيّنوا لهم ويوضحوا هذه الحالة المريرة التي تسبب فيها أعداء الإسلام، ويدعوهم أن ينهضوا بمسؤوليّاتهم. هذه مسؤوليّتنا جميعاً.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع جموع من الناس ومسؤولي البلاد | 4/3/2010
تجاهل حالات الاختلاف وتجنّب اتهام الآخر
إن الوجود المقدّس للنبيّ الأكرم ورسول الإسلام الأعظم (ص) هو أهمّ نقطة لبناء الوحدة... العالم الإسلامي قادرٌ على الالتقاء في هذه النقطة. هنا، هو المكان الذي تتركز فيه عواطف كلّ المسلمين. إنه مركز العشق والمحبّة ومركز العالم الإسلامي. لاحظوا كيف أنّ الأقلام التي تتلقى المال من الصهاينة تركّز على هذا المركز وتهينه حتّى تزول الأهميّة في إهانة الأمّة الإسلاميّة وتحقير العالم الإسلامي شيئاً فشيئاً. هذه هي النقطة الرئيسيّة، فليركّز السياسيّون لدينا ونخبتنا العلميّة والثقافيّة وكُتّابنا وشعراؤنا وفنّانونا على هذه النقطة، وليتقرّب جميع المسلمين بعضهم من بعض عبر هذا الشعار. فليتجاهلوا مواضع الخلاف ولا يتّهم ولا يكفّر ولا يخرج بعضهم الآخر من نطاق الدين. القلوب في أرجاء الأمّة الإسلاميّة تكتسب النّضارة بحبّ الرّسول (ص) وذكراه، ونحن جميعاً متيّمون بذاك العظيم وعاشقون له.
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد | 16/4/2006