التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، اليوم الخميس 12/1/2023، جمعاً من مداحي أهل البيت (ع)، على أعتاب ذكرى الولادة السعيدة السيدة فاطمة الزهراء (ع). وقال في بداية هذا اللقاء: «مديح أهل البيت (ع) هو ميراث الشيعة وفنٌّ مركب يتكوّن من الصوت الجميل والشعر الجيد ثم اللحن المناسب والمضمون الفاخر، وينبغي أن تكون أركانه كلها جميلة مثل سائر النصوص الدينية القيّمة».
ورأى الإمام الخامنئي أن الارتقاء بالتنمية الفكرية للمجتمع من جملة مهمات المداحين، موضحاً: «بالإضافة إلى تعليم المعرفة في المديح إن حث المشاعر موجود بالطبع، فالإحساس لا يكون مفيداً دون التفكّر، لكن الميزة الفريدة لتعليم المعرفة في النصوص الشيعية أنه بالإضافة إلى المشاعر يزيد العمق المعرفي لدى المخاطب».
وخاطب سماحته المداحين: «اعلموا أين تقفون، وأدّوا دوراً عبر ظاهرة المديح العظيمة والجذابة في خدمة الثورة الإسلامية، أي التحول المتنامي للبلاد واتساع نطاق مقارعة الطاغوت والظالم والاستكبار والفساد».
كذلك، رأى قائد الثورة الإسلامية أن بناء الثقافة مَهمة أخرى ومُهمة للمداحين. وقال: «الثبات أمام العدو أو الهجوم عليه، والتقدم العلمي، وقضية الأسرة والإنجاب، والبصيرة وبثّ الأمل، والوقوف أمام أساليب العدو التي تبثّ اليأس في أذهان الشباب، هي بين المفاهيم التي تتطلب البناء الثقافي والتوجيه الفكري والعملي للمخاطبين».
في جزء آخر من حديثه، أشار سماحته إلى خطة العدو وحساباته في الأحداث الأخيرة، قائلاً: «كانت خطة العدو شاملة في هذه الأحداث لكن حساباته كانت غير صائبة».
ورأى الإمام الخامنئي أن العدو استخدم العوامل اللازمة كافة للإخلال والتخريب بأيّ دولة، معدداً إياها: «كان هناك عامل اقتصادي لأن الوضع الاقتصادي للبلاد لم يكن جيداً وهو ليس جيداً فعلاً، وبذلك كانت المشكلة المعيشية للناس أرضية يستخدمونها».
وأضاف سماحته: «العامل الأمني، وتسلل فرق التجسس، وتخويف الاستكبار من إيران في العالم بأساليب وطرق دعائية مختلفة، وجعلهم بعض العناصر الداخلية يمشون معهم، وتحريض الدوافع القومية والطائفية والسياسية والشخصية، والدعاية الواسعة النطاق، كلها كانت بين العوامل الأخرى للإخلال، ولكنهم أخفقوا لأن حساباتهم كانت مخطئة».
خلال عرضه مصاديق على حسابات العدو، قال قائد الثورة الإسلامية: «كانوا يتخيّلون أن الشعب الإيراني سيتماشى مع خطتهم الانقلابية والانفصالية بسبب المشكلات الاقتصادية القائمة بالفعل، وأنه يمكنهم بالسبّ والشتم ومختلف الإهانات أن يجعلوا مسؤولي الدولة منفعلين ويخرجوهم من الميدان، وأنه يمكنهم عبر الوسوسة والبلبلة أن يُحدثوا لدى المسؤولين في المراتب العليا اختلافات في وجهات النظر».
وتابع سماحته: «كانوا يتخيلون أنهم يستطيعون التأثير في إرادة الجمهورية الإسلامية بدولارات النفط للدولة المرتزقة الفلانية لأمريكا، وأنه بتشجيع بعض العناصر التي ترخص نفسها من أجل اللجوء إلى بلد آخر، وبنشر الترّهات ضد إيران، سيصاب شبابنا بخيبة أمل... لقد أخطؤوا فقد كانت إرادة الجمهورية الإسلامية وعزمها أقوى وأرسخ من عناصر قوتهم كلها».
في المحصلة، أكد الإمام الخامنئي أن «العدو يسعى منذ أربعين عاماً ضد نظام الجمهورية الإسلامية بأي وسيلة، ولكن لأن حساباته مخطئة، أخفقَ حتى الآن، وسيفشل في المستقبل أيضاً».
وقال سماحته أيضاً: «توجد أذواق ووجهات نظر مختلفة في البلاد، لكنْ هناك إجماع عند الناس على الإسلام والنظام والثورة الإسلامية، فينبغي ألّا ندع هذه الوحدة تضيع وألّا نساهم في الاختلافات القومية والمذهبية واستفزاز مشاعر مجموعة ضد أخرى».
في الختام، أشاد قائد الثورة الإسلاميّة بالدمج بين النشيد والمديح من أجل إيصال مفاهيم مهمة. وقال: «فيوضات الثورة تبرز أكثر خارج حدود البلاد يوماً بعد يوم، ومن الأمثلة على ذلك انتشار نشيد "سلام فرمانده" في بلدان أخرى وأداؤه بلغات مختلفة، وحتى بالفارسية أيضاً، فهذه العوامل تساهم في اقتدار البلد».
تجدر الإشارة إلى أن ثمانية من الشعراء والمداحين أنشدوا في بداية هذا اللقاء قصائد ومدائح في فضائل السيدة فاطمة الزهراء (ع).