واستهلّ قائد الثورة الإسلامية كلمته بتبريك ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزّهراء (سلام الله عليها) ثمّ اعتبر سماحته أنّ الرواديد الحسينيّين يشكّلون ذخراً وموروثاً قيّماً من أجل التقدّم بأهداف الإسلام والثورة إلى الأمام وشدّد الإمام الخامنئي على وجوب استغلال هذه الذّخيرة في سبيل الأهداف الحسينيّة والفاطميّة وتبيين معارف الثورة الإسلاميّة ثمّ تابع سماحته قائلاً: إنّ اصطفافات جبهة الحقّ والباطل اليوم هي نفس اصطفافات مرحلة الأنبياء الإلهيّين العظام ومرحلة الأئمّة الأطهار عليهم السلام وكما أنّ جبهة الباطل زالت رغم كثرة العديد والعدّة والدعايات، فإنّ نفس المصير ينتظر الجبهة المواجهة للثورة الإسلامية اليوم وينبغي أن لا نخشى العدو ونخطأ في الحسابات.
وأشار الإمام الخامنئي إلى التأثير الكبير الذي تتركه مضامين أشعار الرواديد قائلاً: ينبغي أن تكون هذه المضامين قرآنية وإسلاميّة وأن ترافقها الأفكار العميقة والرّؤى الواضحة وأن يُستفاد في إلقائها من الأساليب الفنيّة في سبيل تحقيق أهداف الثورة الإسلاميّة لأنّه لو تمّ ذلك سيكون لهذا الأمر تأثير كبير على مسار الشعب الإيراني العظيم ومسار الأمّة الإسلاميّة أيضاً.
وشدّد سماحته على ضرورة استغلال الفرصة المتوفّرة حاليّاً من أجل ترويج معارف الدين والثورة الإسلامية قائلاً: نحن جميعاً مسؤولون اليوم ومسؤولية الرواديد والذاكرين هي سوق النّاس باتجاه أهداف الثورة الإسلامية أي تأسيس مجتمعٍ مؤمن، وسالم وآمن إلى جانب الرفاهية والهيبة الدولية والبهجة المعنويّة.
وذكّر قائد الثورة الإسلامية باصطفاف أعداء الدين الإلهي بوجه أنبياء الله العظام والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) ثمّ تابع قائلاً: الاصطفاف اليوم أيضاً هو نفس ذاك الاصطفاف وما ينتظر جبهة الباطل هو نفس مصير الزوال لكنّ شرط ذلك هو التوكّل على الله عزّوجل وعدم الخشية من العدو كي لا تكون هناك أخطاء في الحسابات.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ المصداق العيني لهذه القضيّة هي فترة الأربعين عاماً بعد انتصار الثورة الإسلامية وأوضح سماحته قائلاً: خلال هذه الأعوام الأربعين اصطفّ الأعداء وسخّروا كلّ قواهم وإمكاناتهم من أجل التصدّي للثورة الإسلاميّة وقد وجّهوا لها ضربات معيّنة لكنّ الشعب الإيراني وبالتوكّل على الله عزّوجل وأدائه للتكليف استطاع أن يتخطّى هذه المؤامرات وهو بات اليوم أقوى من أيّ زمنٍ مضى لكنّ جبهة العدوّ أضعف اليوم من الفترات السابقة.
وفي معرض حديثه تطرّق قائد الثورة الإسلامية إلى أهميّة ومكانة العائلة وأردف سماحته قائلاً: الكيان العائلي سنّة إلهيّة لكنّ أعداء البشريّة الذين يمثّلون تيّار الرأسماليّة الدولية والصهيونيّة قرّروا القضاء على الكيان العائلي في العالم ولذلك ينبغي شحذ الهمم من أجل الحفاظ على أركان الكيان العائلي وتدعيمه داخل المجتمع.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الزواج المتأخّر والصّعب، والحدّ من قضيّة إنجاب الأبناء وترويج المظاهر البشعة كالزواج الأبيض الذي هو شديد الحلكة والسواد إضافة إلى بذل المساعي والجهود في سبيل إزالة العفة والحياء تشكّل نماذج وأرضية لجعل الكيان العائلي في معرض التهديد والخطر ثمّ شدّد سماحته قائلاً: إنّ أكثر الأساليب تأثيراً في سبيل مواجهة المؤامرات وحفظ الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية هو توفير أرضية لطهارة ونقاء الشباب.