إننا بحاجة إلى النموّ السريع والمستمر. السبب أنّنا تراجعنا. كان لدينا تراجع في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وتوقّف نسبي في الشؤون الاقتصاديّة لأسباب شتى. لا يمكن نسبها كلّها إلى الضعف في الإدارة. لا، بعضها مرتبطة بالعوامل الخارجيّة، وبعضها الآخر بالعوامل الداخليّة. قضيّة الحظر كانت مؤثّرة، وانخفاض قيمة النّفط في زمن كان مؤثّراً. كما أنّ تركيز البلاد على القضيّة النوويّة التي جعلت الاقتصاد مشروطاً كان مؤثّراً. إنها قضايا مختلفة مؤثّرة على هذا النّحو. كانت النتيجة أن تراجعنا عقداً ولدينا كثير من المؤشّرات السلبيّة. إنها إحصاءات دقيقة للمراكز الرسميّة، أي ليست ادعاءات. المؤشّرات سلبيّة في قطاعات مهمّة، وطبعاً دوّنتها هنا [لكن] لا أرغب في استهلاك الوقت بعرضها. بالطبع إن تعويض هذا التراجع ليس عملاً سهلاً. هذا يحتاج طبعاً إلى نموّ اقتصادي مستمرّ ومتواصل على المدى المتوسّط، ولا يصح القول: على المدى البعيد. فلا بدّ أن نركّز الجهود خلال الأعوام السبعة مثلاً أو الثمانية أو العشر المقبلة على الأقل ونتقدّم بالشروط اللازمة.

 

 

لدينا قوى بشريّة متخصّصة كثيرة، ولحُسن الحظّ واحدة من مفاخرنا وامتيازاتنا هي امتلاك كثير من القوى المتخصّصة. حسناً، ففي بداية الثورة الإسلاميّة كان لدينا قرابة مئة وخمسين ألف طالب جامعي، والآن لدينا مثلاً الملايين من الطلاب الجامعيّين والخرّيجين في مختلف المراحل العلميّة. طبعاً، هؤلاء يحتاجون إلى وظائف وأعمال. نعم، إنّ امتلاك القوى البشريّة الشابّة المتخصّصة مفخرة، لكن ماذا لو بقيت متعطلة عن العمل ودون وظيفة؟ هذا عار ولن يعود مفخرة. ثمّ نجلس ونتساءل مع أنفسنا باستمرار: لماذا يهاجرون؟ لماذا يذهبون إلى الخارج؟ لا بدّ أن توفّروا لهم العمل. منذ مدّة قلت في هذه الجلسة نفسها - كان هناك جلسة في هذه الحسينيّة فقلت - إنّ شابَّنا المتعلّم والكفؤ، ذاك الذي جاء من الخارج أو درس في الخارج أو الداخل، لا يطلب منّا سوى أمرين لا أكثر: الأوّل العمل والثاني إمكانيّة التقدّم العلمي. علينا أن نوفّر له العمل. لن نستطيع توفير فرص العمل لهذه الفئة الضخمة من الشباب المتخصّصين والعلماء دون تحقيق نموّ [اقتصادي] عالٍ.

 

 

لو أردنا إزالة الفقر وتعزيز الرفاهية المعيشية الأسريّة في البلاد، فإنّ هذا يحتاج إلى النموّ الاقتصادي في البلاد. لا يُمكن [تحقيق ذلك] دون النموّ. هذا سببٌ كافٍ بحد ذاته. إنها مسؤوليّة الحكومة والأفراد المقتدرين، سواء أكانت المقدرة الفكريّة أم الماليّة أم الإداريّة. كلنا مسؤولون عن إنجاز هذا العمل. ذاك في ما يرتبط بالسبب الأوّل. ثانياً الارتقاء بمكانة إيران في المنطقة والعالم. تعلمون أنّ الارتقاء بمكانة أيّ بلد في العالم اليوم يرتبط إلى حدّ كبير بالوضع الاقتصادي للبلد نفسه. عندما تضعف العملة لبلد ما، تتراجع قدراته الاقتصاديّة وتهبط مكانته في العالم المعاصر ويتضاءل اعتباره. نحتاج هذا النموّ لكي نحفظ مكانة البلاد في المنطقة والعالم. هذا في ما يرتبط بالسبب الثاني. السبب الثالث: لدينا قوى بشريّة متخصّصة كثيرة، ولحُسن الحظّ إن واحدة من مفاخرنا وامتيازاتنا هي امتلاك كثير من القوى المتخصّصة. حسناً، ففي بداية الثورة الإسلاميّة، كان لدينا قرابة مئة وخمسين ألف طالب جامعي، والآن لدينا مثلاً الملايين من الطلاب الجامعيّين والخرّيجين في مختلف المراحل العلميّة. طبعاً، هؤلاء يحتاجون إلى وظائف وأعمال. نعم، إنّ امتلاك القوى البشريّة الشابّة المتخصّصة مفخرة، لكن ماذا لو بقيت متعطلة عن العمل ودون وظيفة؟ هذا عار ولن يعود مفخرة. ثمّ نجلس ونتساءل مع أنفسنا باستمرار: لماذا يهاجرون؟ لماذا يذهبون إلى الخارج؟

 

نحن نعاني بشكل ملموس من مشكلة معيشة الناس ومشكلة الرفاهية المعيشيّة الأسريّة في البلاد. لو أردنا إزالة الفقر وتعزيز الرفاهية المعيشية الأسريّة في البلاد، فإنّ هذا يحتاج إلى النموّ الاقتصادي في البلاد. لا يُمكن [تحقيق ذلك] دون النموّ. هذا سببٌ كافٍ بحد ذاته. إنها مسؤوليّة الحكومة والأفراد المقتدرين، سواء أكانت المقدرة الفكريّة أم الماليّة أم الإداريّة. كلنا مسؤولون عن إنجاز هذا العمل.