نشهد اليوم - بحمد الله - أفولاً تدريجياً للكيان الصهيوني الغاصب. هذا ما يراه الجميع في العالم. الكيان الغاصب في طور الأفول التدريجي، وسرعة وتيرة أفوله تتزايد يوماً بعد يوم. لقد بدأ هذا الأفول منذ أعوام لكنّه تسارع في المدة الأخيرة. هذه فرصة كبيرة جداً.
لا بدّ أن تكون إستراتيجيّة العالم الإسلامي في فلسطين اليوم تقديم المساعدات إلى تلك القوى داخل فلسطين. إنّ مساعي جبهة المقاومة قيّمة، ولا بدّ لها أن تتركّز على تقوية العناصر المناضلين الذين يكافحون داخل فلسطين ويعرّضون أنفسهم للخطر ويتحملون المخاطر.
مشكلتنا اليوم هي التفرّق. الأمّة الإسلاميّة متفرّقة. نعم، هناك عقائد ومذاهب وأذواق مختلفة، حسناً، فلتكن. ينبغي ألا يؤدي اختلاف الأذواق هذا إلى حرماننا النعمةَ العظيمة لاتحاد الأمّة الإسلاميّة.
قضيّة فلسطين ليست مجرّد قضيّة إسلاميّة، بل هي إنسانيّة، أي كلّ شخص في العالم، مسلم أو غير مسلم، ويعلم بحقائق الأحداث في فلسطين، سيواجه الكيان الغاصب. لم تكن التجمّعات الشعبيّة ومسيرات الناس في «يوم القدس» محصورة بالعالم الإسلاميّ، فكثيرون تظاهروا أيضاً في غير العالم الإسلاميّ، وحتى في أوروبا وأمريكا نفسها، ودعموا الفلسطينيّين.
منذ عشرات السنين، حذّر (ديفيد) بن غورين - أحد مؤسسي الكيان الصهيوني ورئيس وزراء هذا الكيان (الأول) - من أنه حينما تنتهي قوة الردع لديهم، سيضمحل هذا الكيان. إن قوة الردع الآن انتهت أو شارفت على النهاية. [تحقّق] هذا ببركة المقاومة.
ما سبب التصاعد في النضالات داخل فلسطين؟ التوجّه نحو الإسلام. لم يكن هذا التقدّم مشهوداً عندما لم تكن التوجّهات الإسلاميّة مطروحة بين الفصائل الفلسطينيّة. منذ ظهور التوجه الإسلامي في أوساط المناضلين الفلسطينيين، تحقق التقدم في المواجهة على هذا النحو.