التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الأحد) 25/6/2023، مع مئات من آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم، قائلاً إن الشهداء «أفضل الأبطال في تاريخ البلاد». وبيّن سماحته المكانة الرفيعة لعائلات الشهداء من النواحي القرآنية والجهادية والإنسانية والاجتماعية، داعياً أهل الفن والإعلام إلى مزيد من السعي الفني لإبقاء ذِكر الشهداء حياً ولجعلهم قدوة لجيل الشباب. 
 
ورأى الإمام الخامنئي أن آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم «على مرتبة رفيعة للغاية في النظام القِيَمي الإسلامي»، وأن «فضيلتهم أكبر من سائر المؤمنين والمؤمنات»، وأنهم «مصداق للصابرين الذين يُصلي الله ويترحّم عليهم». 
 
كذلك، رأى سماحته أن تضحية الآباء والأمهات بأبنائهم الأحباء وتضحية أزواج الشهداء بالمحبة العاشقة الملتهبة لأزواجهن «ذروة العطاء والإنفاق في سبيل الله»، قائلاً: «عائلات الشهداء أنموذج بارز للجهاد مع النفس، لأنهم بالمواجهة والتغلب على رغبتهم ومحتبهم وشغفهم تجاه أبنائهم وأزواجهن أرسلوهم إلى ميدان الجهاد». 
 
وعدّ قائد الثورة الإسلامية كل الذين دعموا بطريقة أو بأخرى مجاهدي «الدفاع المقدس» شركاء في جهادهم. وقال: «كان للذين أيّدوا وساعدوا ثمار قلوبهم وأزواجهن المحبوبين على الجهاد في سبيل الله دور بارز في انتصار ملحمة "الدفاع المقدس"، وللأسف، بقي هذا الجهاد العظيم لآباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم مغفولاً عنه حتى الآن».

ووصف سماحته معاناة عائلات الشهداء وألمهم جراء فقدان أعزائهم بأنه «لا ينضب، لكنه يبعث على العظمة والعزة». وقال: «من هذه الناحية أيضاً، يجعل الله علوّ الدرجات نصيب هؤلاء الصبورين والشكورين».
 
كذلك، وصف الإمام الخامنئي آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم بـ«الكنز المنقطع النظير من ذِكْر وذكريات للشهداء الأبطال في "الدفاع المقدس" وفي صون الأمن والدفاع عن المقدسات والعتبات المقدسة ومواجهة الأحداث مثل العام الماضي». وأضاف: «سلوك هؤلاء الأبطال، وميزاتهم الأخلاقية، ونمط عيشهم، والتحولات في حياتهم، تشكّل قدوة للمجتمع خاصة اليافعين والشباب، وسوف يؤدي نشر الذكريات لعائلات الشهداء دوراً مهماً في تشكيل هذه القدوة».
 
ورأى سماحته أن الثورة الإسلامية هي «المنقذة لإيران من السقوط في وادي الانحطاط الأخلاقي والديني والسياسي». وتابع: «بعد انتصار الثورة أيضاً، تصدّر شباب البلاد في الأحداث كافة، وبهزيمتهم العدو في مختلف المؤامرات وتبديلهم التهديدات إلى فرص منحوا إيران العزة والشموخ». 
 
في ختام حديثه، دعا قائد الثورة الإسلامية الإعلاميين والفنانين على اختلاف تخصصاتهم إلى الترويج لذِكر الشهداء وذكرياتهم بأسلوب فني وجذاب. وقال: «في السنوات الأخيرة أنجزت أعمال جيدة في مجال نشر الكتب والأفلام وبعض المنتجات الفنية الأخرى لكنها أقل من الأعمال العظيمة التي ينبغي تنفيذها».