ليس لدينا أيّ أبطال أفضل من الشهداء.
تستحوذ عائلة الشهيد، أي الأب والأم والزوج، على مرتبة رفيعة للغاية، ففضيلة هؤلاء أكبر من سائر المؤمنين والمؤمنات.
إنّ صبر والد الشهيد ووالدته وزوجه على شهادة ابنهم أعلى مراتب الصّبر. يقول الله المتعالي عن الصابرين من قبيل هؤلاء الأعزّاء: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}. أنتم صلّيتم على النبيّ (ص) وآله (ع)، والله يصلّي عليكم.
أود أن أخاطب هنا الذين هم من أهل الفنّ والإعلام والكتابة ومَن يحملون القلم، ومَن هم شعراء ورسّامون وفنّانون. يجب أن يحفظوا هذه الذكريات بلسان الفنّ. عددُ شهدائنا كبير، وكلّ واحد من هؤلاء عالَمٌ بمفرده. كلّ واحد منهم موضوعٌ لعملٍ فنّيٍ قيّم، أو لأعمال فنيّة، يجب تعريف جيلنا الشابّ إليهم. هذه مسؤوليّتنا.
عندما يُستشهد الشهيد، تكون لحظة الشهادة بداية راحته، لكنّ لحظة الشهادة هي بداية المعاناة لوالده ووالدته وزوجه. سير الحياة يُنسي الإنسان كثيراً من الأمور، لكن ما لا يزول من ذاكرة المرء لوعةُ فقد الأعزّاء. هذه المعاناة يتأتى عنها علوّ الدرجات وليست بلا مقابل عند الله المتعالي. إنّ القدرة على تحمّل هذه المعاناة تمنح العظمةَ للإنسان.