التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، مع جمع من مداحي أهل البيت (ع) والشعراء صباح اليوم (الأربعاء) 3/1/2024. وبارك سماحته بولادة الصديقة الطاهرة (ع) وولادة الإمام الخميني (قده)، كما كرّم ذكرى الحاج قاسم سليماني.  
ورأى الإمام الخامنئي أن «جهاد التبيين» من الخصائص البارزة جداً للسيدة فاطمة (ع)، قائلاً: «جعلَ النظام الفكري والمنطق القوي وقوة البيان واللغة الفاخرة والجمال الأدبي خُطبَ السيدة الصدّيقة الكبرى (س) الغزيرة بالمعارف والحقائق في مستوى أفضل الخُطب لنهج البلاغة وأذهلَ كبار أهل البلاغة».  
وأضاف سماحته: «رفع الإمام الخميني في عصرنا راية جهاد التبيين وأزال الحكومة الفاسدة المخزية الديكتاتورية الملكية التوريثية بالبيان والمنطق وتحريك الشعب، وهذا الحدث التاريخي يُظهر أهمية جهاد التبيين وقدرته المنقطعة النظير».  
كذلك، وصف قائد الثورة الإسلامية القوة الناعمة بأنها أكثر نفوذاً وتأثيراً من الصلبة. وقال: «لهذا، تستثمر أمريكا كبريات الاستثمارات في مجالات مثل الإعلام والفن والأدب والسينما، رغم امتلاكها الأسلحة المتطورة».  
مع ذلك، وصف سماحته تأثير القوة الصلبة بالمؤقت والزائل، مشيراً إلى الهروب الفاضح لأمريكا من أفغانستان والكره العميق الذي يكنّه الشعب العراقي للبيت الأبيض. وأوضح: «لم تستطع القوة الصلبة أن تجعل الحضور الأمريكي في هذين البلدين دائماً وناجحاً، لكن القوة الناعمة تمكنت من جعل مجموعة تعدّ أقلية في الظاهر مثل الشعب الفلسطيني محط اهتمام العالم، ويعود ذلك إلى مظلومية الشعب الفلسطيني وصبره وصموده».  
لهذا، أكد الإمام الخامنئي اعتماد الجمهورية الإسلامية على القوة الناعمة إستراتيجيةً أساسية للبلاد في السنوات الخمس والأربعين الماضية. وقال: «نؤمن بضرورة امتلاك أسلحة متطورة تتناسب مع احتياجات البلاد وتكون فعالة ضد قدرات الأعداء لكننا نعتقد اعتقاداً راسخاً أن القوة الناعمة، أي الأسلحة القوية للفكر والبيان والمنطق، أكثر تأثيراً وينبغي تعزيزها».

ودعا سماحته المدّاحين إلى الأُنس المضاعف بكتب الحديث وبالخطب المعرفية والتي تبعث على الحركة لـ«نهج البلاغة» وأدعية «الصحيفة السجادية». وقال: «يدعو الإمام السجاد (ع) في "الصحيفة السجادية"، التي تعدّ ظاهرة مذهلة في مدرسة أهل البيت (ع)، للمدافعين عن ثغور الإسلام، واليوم غزة هي ثغور العالم الإسلامي وقلبه النابض». 
واستطرد قائد الثورة الإسلامية في الحديث عن صمود أهالي غزة بالقول: «اليوم يقف أهالي غزة ليس في وجه الكيان الصّهيوني فقط بل في وجه عالم الكفر والطاغوت والاستكبار، وفي وجه أمريكا.... الرئيس الأمريكي يقول بصراحة: أنا صهيوني، ويعني ذلك أن الخبث نفسه لدى الصهاينة موجودٌ لديه أيضاً». 
كذلك، ذكر سماحته أنّ من واجبات مجاهدي التبيين «معرفة وشرح القضايا المعاصرة ومن بينها قضية غزة وعداوات الأعداء». وقال: «ينبغي أن نتصدّى للدعايات الكاذبة لأمريكا وأتباعها ضد الإسلام والنظام الإسلامي». 
في سياق متصل، أشار الإمام الخامنئي إلى أنّ الانتخابات المقبلة «ساحة مهمة أخرى لجهاد التبيين»، لافتاً إلى أن هدف بعضهم في البلاد إضعاف الانتخابات «التي هي عنوان لتحقّق السيادة الشعبيّة الدينية». واستدرك: «الانتخابات واجبٌ، وكل مَن يعارض الانتخابات يعارض الجمهورية الإسلاميّة وحتى الإسلام». 
في بداية هذا اللقاء، ألقى ثمانية من الحضور قصائد وأناشيد في مدح أهل بيت العصمة والطهارة (ع).